شعر على الصديق المصلحجي

شعر على الصديق المصلحجي من شأنه أن يطيب بخاطر الصديق الوفي الذي تعرض لغدر الصديق الذي لا يبحث سوى عن مصلحته، فإن لم يجدها يهم بإنهاء الصداقة لسبب غير مفهوم، الجدير بالذكر أنه في تلك الحالة لا تعد صداقة، لذا ومن خلال موقع زيادة دعونا نقدم لكم أجمل أبيات شعرية عن صديق المصلحة.

شعر على الصديق المصلحجي

الصديق المصلحجي لا يسمى صديقًا، فهو لا يبقى في السراء والضراء، بل يقتصر وجوده على أيام الرخاء، حيث يستغل الصديق ويستنزف أمواله ومقتنياته، وبعد أن يحصل على كل ما يملك، لا يرى أن للصداقة التي جمعتهما أي أهمية، من ثم يتخلى عنه للأبد.

في ذلك الأمر أفاض علينا (الشريف الرضي) أجمل أبيات شعر على الصديق المصلحجي من خلال قصيدة (سيدي أنت لست كلل)، والتي تجسدت أجمل شطورها فيما يلي:

سَيِّدي أَنتَ لَيسَ كُل   ***   لُ صَديقٍ بِصادِقِ

كَم لِسانٍ دَنا إِلَي   ***    كَ بِقَلبٍ مُنافِقِ

كَيفَ تُنمي الوَفاءَ وَالخِ   ***   لُّ غَيرُ المُوافِقِ

سِرتَ بِالشَوقِ وَاِلتَفَ   ***   تَّ إِلى غَيرِ وامِقِ

مُستَريحٍ مِنَ الجَوى   ***   كاذِبِ الوُدِّ ماذِقِ

أَنتَ لا غَيرُكَ الهَوى   ***   مِن جَميعِ الخَلائِقِ

لا يَراني العَدوُّ إِ   ***   لّا بِعَينِ المُسارِقِ

أَنا لَولاكَ ما ظَفِر   ***   تُ بِقَلبٍ مُصادِقِ

يجب أن يكون الصديق مأمن صديقه من غدر الزمن، لا أن يكون هو مصدر الغدر، لذا نترككم مع أجزاء أجمل من ذات القصيدة المميزة التي انتقل فيها الشاعر لوصف نفسه، افتخارًا بكونه ليس مصلحجيًا.

أَنا مَولى العِدى وَإِن   ***   كُنتُ عَبدَ الأَصادِقِ

مَنزِلي لا يَزالُ يَد    ***    نو إِلى كُلِّ طارِقِ

بِظَلامِ الغُروبِ أَو   ***   بِضِياءِ المَشارِقِ

وَشِفاهُ الغَمامِ تَج   ***    لو ثُغورَ البَوارِقِ

وَأَعُقُّ الغُرابَ بَي   ***   نَ بَروقٍ وَفارِقِ

بِظُبىً تَخلُطُ الجُزو   ***   رَ بِضَربِ المَفارِقِ

أَنا لِلجودِ مُذ خُلِق   ***   تُ وَوَحَّدتُ خالِقي

خُلُقي ذاكَ وَالتَخَ   ***    لُّقُ ضِدُّ الخَلائِقِ

أُحرِزُ المالَ لِلعَطا   ***   ءِ بِجَرِّ الفَيالِقِ

وَأَرى جَمعِيَ الثَرا   ***   ءَ اِتِّهاماً لِرازِقي

ما أَعَزُّ الرِجالَ لَو   ***   قَنِعوا بِالحَقائِقِ

لي مِنَ الدَهرِ ما يُشَ   ***   يِّعُني في البَوائِقِ

اقرأ أيضًا: أمثال عن الناس المصلحجية

شعر على الصديق النذل

الصديق النذل هو الذي يخذل صديقه ويتركه في منتصف الطريق بعد أن يسلبه كافة ما يملك، فهو لا يعمل سوى إلا ما يجعله يصل إلى ما يخصه من مصالح مادية أو المعنوية، ثم يفر هاربًا دون سبب واضح.

عن ذلك حدثنا صهر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وابن عمه-علي بن أبي طالب، وذلك من خلال قصيدة (تغيرت المودة)، التي احتوت على أجمل شعر على الصديق المصلحجي، حيث تمثلت فيما يلي:

تَغَيَّرَتِ المَوَدَّةُ وَالإِخاءُ   ***   وَقَلَّ الصِدقُ وَاِنقَطَعَ الرَجاءُ

وأَسلَمَني الزَمانُ إِلى صَديقٍ   ***   كَثيرِ الغَدرِ لَيسَ لَهُ رَعاءُ

وَرُبَّ أَخٍ وَفَيتَ لَهُ بِحَقٍّ   ***   وَلَكِن لا يُدومُ لَهُ وَفاءُ

أَخِلّاءٌ إِذا اِستَغنَيتُ عَنهُم   ***   وَأَعداءٌ إِذا نَزَلَ البَلاءُ

يُديمونَ المَوَدَّةَ ما رَأوني    ***   وَيَبقى الوُدُّ ما بَقِيَ اللِقاءُ

وَإِن غُنّيتُ عَن أَحَدٍ قَلاني   ***   وَعاقَبَني بِما فيهِ اِكتِفاءُ

سَيُغنيني الَّذي أَغناهُ عَنّي   ***   فَلا فَقرٌ يَدومُ وَلا ثَراءُ

وَكُلُّ مَوَدَّةٍ لِلّهِ تَصفو   ***   وَلا يَصفو مَعَ الفِسقِ الاِخاءُ

وَكُلُّ جِراحَةٍ فَلَها دَواءٌ   ***   وَسوءُ الخُلقِ لَيسَ لَهُ دَواءُ

وَلَيسَ بِدائِمٍ أَبَداً نَعيمٌ   ***   كَذاكَ البُؤسُ لَيسَ لَهُ بَقاءُ

من المؤسف أن يشعر الشخص أنه تعرض للخداع من الذي كان يحسبه صديقًا له، لكن لا بأس فالحياة تجارب، ونحن نعشها من أجل أن نتعلم من دروسها إلى أن نصل إلى جنة المستقر، فها هو علي بن أبي طالب يكتفي بنفسه وعائلته من خلال القصيدة، بعد تعرضه للخذلان من صديقه.

إِذا أَنكَرتُ عَهداً مِن حَميمٍ   ***   فَفي نَفسي التَكَرُّمُ وَالحَياءُ

إِذا ما رَأسُ أَهلِ البَيتِ وَلّى   ***    بَدا لَهُمُ مِنَ الناسِ الجَفاءُ

الناسُ مِن جِهَةِ التِمثالِ اَكفاءُ    ***    أَبوهُمُ آدَمُ وَالأُمُ حَوّاءُ

نَفسٌ كَنَفسٍ وَأَرواحٌ مُشاكَلَةٌ   ***    وَأَعظُمٍ خُلِقَت فيها وَأَعضاءُ

وَإِنَّما أُمَّهاتُ الناسِ أَوعِيَةٌ    ***   مُستَودِعاتٌ وَلِلأَحسابِ آباءُ

شعر على الصديق المخادع

ليس بالضروري أن يكون المخادع هو الذي يمكر ويدبر المكائد، بل من الممكن أن يكون الصديق الذي يبحث عن مصلحته مع الصديق، فيظهر له الحب والمشاعر النبيلة للحصول على ما يرغب، فذاك أحد أنواع الخداع.

هذا ما أراد الشاعر حافظ إبراهيم- شاعر النيل- أن يوضحه لنا من خلال الأسلوب القوي المتفرد الذي ظهر في شعر على الصديق المصلحجي، وذلك من خلال قصيدة (حبس اللسان وأطلق الدمعا)، والتي نترككم مع أبياتها فيما يلي:

حَبَسَ اللِسانَ وَأَطلَقَ الدَمعا   ***   ناعٍ أَصَمَّ بِنَعيِكَ السَمعا

لَكَ مِنَّةٌ قَد طَوَّقَت عُنُقي   ***   ما إِن أُريدُ لِطَوقِها نَزعا

ماتَ الإِمامُ وَكانَ لي كَنَفاً   ***   وَقَضَيتَ أَنتَ وَكُنتَ لي دِرعا

فَليَشمَتِ الحُسّادُ في رَجُلٍ   ***   أَمسَت مُناهُ وَأَصبَحَت صَرعى

وَلتَحمِلِ الأَيّامُ حَملَتَها   ***   غاضَ المَعينُ وَأَجدَبَ المَرعى

إِنّى أَرى مِن بَعدِهِ شَلَلاً   ***   بِيَدِ العُلا وَبِأَنفِها جَدعا

وَأَرى النَدى مُستَوحِشاً قَلِقاً   ***   وَأَرى المُروءَةَ أَقفَرَت رَبعا

قَد كانَ في الدُنيا أَبو حَسَنٍ   ***   يولي الجَميلَ وَيُحسِنُ الصُنعا

إِن جاءَ ذو جاهٍ بِمَحمَدَةٍ   ***   وَتراً شَآهُ بِمِثلِها شَفعا

فَإِذا نَظَرتَ إِلى أَنامِلِهِ   ***   تَندى حَسِبتَ بِكَفِّهِ نَبعا

سَلني فَإِنّي مِن صَنائِعِهِ   ***   وَسَلِ المَعارِفَ كَم جَنَت نَفعا

قَد أَخصَبَت أُمُّ اللُغاتِ بِهِ   ***   خِصباً أَدَرَّ لِأَهلِها الضَرعا

تَاللَهِ لَولا أَن يُقالَ أَتى   ***   بِدعاً لَطُفتُ بِقَبرِهِ سَبعا

قَد ضِقتُ ذَرعاً بِالحَياةِ وَمَن   ***   يَفقِد أَحِبَّتَهُ يَضِق ذَرعا

وَغَدَوتُ في بَلَدٍ تَكَنَّفَني   ***   فيهِ الشُرورُ وَلا أَرى دَفعا

كَم مِن صَديقٍ لي يُحاسِنُني   ***   وَكَأَنَّ تَحتَ ثِيابِهِ أَفعى

يَسعى فَيُخفي لينُ مَلمَسِهِ   ***   عَنّي مَسارِبَ حَيَّةٍ تَسعى

اقرأ أيضًا: شعر عن الصديق

شعر عن الصديق المنافق

كون الشخص يبحث عن مصلحته في المقام الأول، حتى وإن أتت على حساب صاحبه، فهو منافق، يدعي أنه يحب الصديق بلا مقابل، وهو أمر غير صحيح.

ففي هذه القصيدة لشريف الرضي، والتي تسمى (أنت ليس كلل) حيث احتوت على شعر على الصديق المصلحجي، إلا أن الشاعر أراد أن يلقنه درسًا من خلال توجيه الكلمات التي نسردها عليكم بشكل مباشر، وإليكم الشطور.

سَيِّدي أَنتَ لَيسَ كُل   ***   لُ صَديقٍ بِصادِقِ

كَم لِسانٍ دَنا إِلَي   ***   كَ بِقَلبٍ مُنافِقِ

كَيفَ تُنمي الوَفاءَ وَالخِ   ***   لُّ غَيرُ المُوافِقِ

سِرتَ بِالشَوقِ وَاِلتَفَ   ***   تَّ إِلى غَيرِ وامِقِ

مُستَريحٍ مِنَ الجَوى   ***   كاذِبِ الوُدِّ ماذِقِ

أَنتَ لا غَيرُكَ الهَوى   ***   مِن جَميعِ الخَلائِقِ

لا يَراني العَدوُّ إِ   ***   لّا بِعَينِ المُسارِقِ

أَنا لَولاكَ ما ظَفِر   ***   تُ بِقَلبٍ مُصادِقِ

اكتفى الشاعر بعد التعرض لأذى الصديق الذي أحبه وقدم له المشاعر الصادقة، بمواجهته في الأبيات السابقة، ثم أدار له الظهر، وشرع يمضي في طريقه من خلال الأبيات التالية:

أَنا مَولى العِدى وَإِن   ***   كُنتُ عَبدَ الأَصادِقِ

مَنزِلي لا يَزالُ يَد   ***   نو إِلى كُلِّ طارِقِ

بِظَلامِ الغُروبِ أَو   ***   بِضِياءِ المَشارِقِ

وَشِفاهُ الغَمامِ تَج   ***   لو ثُغورَ البَوارِقِ

وَأَعُقُّ الغُرابَ بَي   ***   نَ بَروقٍ وَفارِقِ

بِظُبىً تَخلُطُ الجُزو   ***   رَ بِضَربِ المَفارِق

أَنا لِلجودِ مُذ خُلِق   ***   تُ وَوَحَّدتُ خالِقي

خُلُقي ذاكَ وَالتَخَ   ***   لُّقُ ضِدُّ الخَلائِقِ

أُحرِزُ المالَ لِلعَطا   ***   ءِ بِجَرِّ الفَيالِقِ

وَأَرى جَمعِيَ الثَرا   ***   ءَ اِتِّهاماً لِرازِقي

ما أَعَزُّ الرِجالَ لَو   ***   قَنِعوا بِالحَقائِقِ

لي مِنَ الدَهرِ ما يُشَ   ***   يِّعُني في البَوائِقِ

شعر على تغير حال الصداقة

تغير حال الصديق المصلحجي أمر مفروغ منه حال الانتهاء من المصلحة التي كان يود أن تتم من خلال تلك الصداقة، فمن خلال الأبيات التالية التي كتبها (الأبلة البغدادي) شاعر العراق الفطن، الذي تعرض للعديد من المواقف، والتي شرحها من خلال شعر على الصديق المصلحجي.

فإليكم الأبيات من قصيدة (الصاحب لا الصاحب)، والتي نغوص معكم في شطورها الرائعة من خلال ما يلي:

ما لفتى الصاحب لا الصاحب   ***   يشقصه وتظهر العجائبُ

بلحيةٍ يضرط منها الشارب   ***   ونكهةِ بنتنِها يعاقِبُ

بغا القفا والعِرسِ والكوّه   ***   رِخوٌ بلى في راسه قوّه

إن سعيدا زوج منحوسةٍ   ***   يصبو إلى كل أخي صبوَه

ما وعدت كاذِبَةً نائكاً   ***   لأنّها صادقَة الشهوه

كم دعوة يقلع في يومه   ***   يا رب ما تقلعه دعوه

لولا حقوق للقس عندي   ***   ليس لقر عندة المهينِ

خرجت للسادة النصارى   ***   من جوره في أبن تشتكينِ

 أبا المعالي لا زلت في نعم   ***   عليك طول الزمان ممتدَّه

نفسي بعد الإله في مرضي    ***   منك بحسن التدبير مشتدَّه

وإن توانيت بي غدوت غدا   ***   من بعض قتلى القتيل قر عنده

لو طب من جهله مريضاًَ   ***   وجئتموا كي تشاهدوهُ

لقال تدبيره الموحَي   ***   لا تبرحوا أو تشاهدوه

اقرأ أيضًا: شعر بدوي عن الصديق الكفو

شعر على العدو بهيئة الصديق

كالأفعى ذلك الصديق الذي يراوغ ويتبع الأسلوب الذي لا يليق بالمسلم، حيث يلتف حول الصديق طيب القلب، وذلك من أجل استغلاله، فمن خلال قصيدة (كم من صديق) نرى أنه ليس كل الأصدقاء خير.

لذا هيا بنا نتعرف على أروع أبيات كتبها البحتري كشعر على الصديق المصلحجي، وذلك من خلال ما يلي:

كَم صَديقٍ عَرَفتُهُ بِصَديقٍ   ***   صارَ أَحظى مِنَ الصَديقِ العَتيقِ

وَرَفيقٍ رافَقتُهُ في طَريقٍ   ***   صارَ بَعدَ الطَريقِ خَيرَ رَفيقِ

غَيثُ السَماءِ اِستَهَلَّ بارِقُهُ   ***    وَلَيسَ بَدرُ السَماءِ في أُفقِه

إِن قُلتَ في خَلقِهِ فَإِنَّكَ لا   ***   تَقولُ إِلّا الجَميلَ في خُلقِه

يَشُقُّ جيرانَهُ جُيوبَهُمُ   ***   مِن حَملِهِ أَيرَهُ عَلى عُنُقِه

أُخَيَّ مَتى خاصَمتَ نَفسَكَ فَاِحتَشِد   ***   لَها وَمَتى حَدَّثتَ نَفسَكَ فَاِصدُقِ

أَرى عِلَلَ الأَشياءِ شَتّى وَلا أَرى ال   ***   تَجَمُّعَ إِلّا عِلَّةً لِلتَفَرُّقِ

البحتري من الشعراء الذين تميزوا بحسن انتقاء الألفاظ، حيث يتبع أسلوب الصراحة والوضوح، وهو الأمر الذي دفعنا لنكتب من قصائده أجمل شعر على الصديق المصلحجي، والتي نستكملها سويًا من خلال ما يلي:

أَرى العَيشَ ظِلّاً توشِكُ الشَمسُ نَقلُهُ   ***   فَكِس في اِبتِغاءِ العَيشِ كَيسَكَ أَو مُقِ

أَرى الدَهرَ غولاً لِلنُفوسِ وَإِنَّما   ***   يَقي اللَهُ في بَعضِ المَواطِنِ مَن يَقي

فَلا تُتبِعِ الماضي سُؤالَكَ لِم مَضى   ***   وَعَرِّج عَلى الباقي فَسائِلهُ لِم بَقي

وَلَم أَرَ كَالدُنيا حَليلَةَ وامِقٍ   ***   مُحِبٍّ مَتى تَحسُن بِعَينَيهِ تَطلُقِ

تَراها عِياناً وَهيَ صَنعَةُ واحِدٍ   ***   فَتَحسَبُها صُنعى لَطيفٍ وَأَخرَقِ

ذَكَرتُ أَبا عيسى فَكَفكَفتُ مُقلَةً   ***   سَفوحاً مَتى لا تَسكُبِ الدَمعَ تَأرَقِ

الصديق قبل الطريق، ليست مجرد حكمة، فمن المهم أن يختار المرء نزلاء قلبه بعناية فائقة، حتى لا يتقابل مع الصديق المصلحجي في أي حال من الأحوال.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.