شعر عن الصديق النذل
شعر عن الصديق النذل من شأنه أن يشفي غليل من تعرض لمواقف سيئة من أحد الأصدقاء، الأمر الذي تسبب في جرحه بشكل كبير، وترك في فؤاده الخوف من كافة الأصدقاء الجدد.
لذا ومن خلال موقع زيادة، دعونا نتناول معكم أجمل أبيات الشعر التي تعبر عن دنو أخلاق الصديق، وذلك من خلال السطور القادمة.
شعر عن الصديق النذل
لا يجب أن يحزن الصديق الجيد على خسارة الصديق النذل، بل هو من خسر، لكننا نحزن على الذكريات التي نقيمها معه، والوحدة التي نشعر بها بعد غيابه، لذا جاءت أبيات شعر عن الصديق النذل تهون على من تعرض لمثل هذا الموقف.
فها هو علي بن أبي طالب، صهر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وابن عمه، كتب لنا الديوان المميز بعنوان (تغيرت المودة)، وهو ما يعني أن أمر النذالة لم يكن مستحدثًا، وأترككم الآن مع أجمل أبيات شعر عن الصديق النذل من خلال ما يلي:
تَغَيَّرَتِ المَوَدَّةُ وَالإِخاءُ *** وَقَلَّ الصِدقُ وَاِنقَطَعَ الرَجاءُ
وأَسلَمَني الزَمانُ إِلى صَديقٍ *** كَثيرِ الغَدرِ لَيسَ لَهُ رَعاءُ
وَرُبَّ أَخٍ وَفَيتَ لَهُ بِحَقٍّ *** وَلَكِن لا يُدومُ لَهُ وَفاءُ
أَخِلّاءٌ إِذا اِستَغنَيتُ عَنهُم *** وَأَعداءٌ إِذا نَزَلَ البَلاءُ
يُديمونَ المَوَدَّةَ ما رَأوني *** وَيَبقى الوُدُّ ما بَقِيَ اللِقاءُ
وَإِن غُنّيتُ عَن أَحَدٍ قَلاني *** وَعاقَبَني بِما فيهِ اِكتِفاءُ
سَيُغنيني الَّذي أَغناهُ عَنّي *** فَلا فَقرٌ يَدومُ وَلا ثَراءُ
وَكُلُّ مَوَدَّةٍ لِلّهِ تَصفو *** وَلا يَصفو مَعَ الفِسقِ الاِخاءُ
وَكُلُّ جِراحَةٍ فَلَها دَواءٌ *** وَسوءُ الخُلقِ لَيسَ لَهُ دَواءُ
وَلَيسَ بِدائِمٍ أَبَداً نَعيمٌ *** كَذاكَ البُؤسُ لَيسَ لَهُ بَقاءُ
إِذا أَنكَرتُ عَهداً مِن حَميمٍ *** فَفي نَفسي التَكَرُّمُ وَالحَياءُ
إِذا ما رَأسُ أَهلِ البَيتِ وَلّى *** بَدا لَهُمُ مِنَ الناسِ الجَفاءُ
الناسُ مِن جِهَةِ التِمثالِ اَكفاءُ *** أَبوهُمُ آدَمُ وَالأُمُ حَوّاءُ
نَفسٌ كَنَفسٍ وَأَرواحٌ مُشاكَلَةٌ *** وَأَعظُمٍ خُلِقَت فيها وَأَعضاءُ
وَإِنَّما أُمَّهاتُ الناسِ أَوعِيَةٌ *** مُستَودِعاتٌ وَلِلأَحسابِ آباءُ
فَإِن يَكُن لَهُمُ مِن أَصلِهِم شَرَفٌ *** يُفاخِرونَ بِهِ فَالطينُ وَالماءُ
ما الفَضلُ إِلا لِأَهلِ العِلمِ إِنَّهُمُ *** عَلى الهُدى لِمَنِ اِستَهدى أَدِلّاءُ
أبيات شعر عن الصديق الخائن
ليست الخيانة أن يقوم الشخص بسرقة صديقه أو اغتيابه أو ما شابه، فمن الممكن أن تكون الخيانة في المشاعر، في الخذلان التي تلقاه الصديق، ولم يكن يتوقعه من أقرب الأشخاص إليه، لذا دعونا نرى سطور الأبيات القادمة.
فقصيدة (يا رب كلب في راحتي حجر) من القصائد المميزة التي تعبر عن عدم وجود الأخلاء الأوفياء، وهو ما أحزن الكاتب ابن نباتة المصري، ذلك الشاعر من العصر المملوكي، والذي تميز أسلوبه بالرفعة والكبرياء، لذا أترككم مع أبيات شعر عن الصديق النذل من خلال ما يلي:
يئستُ من الصداقة منكَ لما *** تمادَى منك إعراضٌ وثيق
ومن عجب الزمان إذا اعتبرنا *** خليلٌ ما يجي منه صديق
كيف الهناء بعيد النَّحر عندكمُ *** يا سادة ملكوا الدنيا بتحقيق
وكلّ أيَّامكم مما تريق دماً *** في البأسِ أو في الندى أيَّام تشريق
يا رُبَّ كلبٍ في راحتي حجر *** يذُوده والحمام ينطلق
أمسكت عن رميه وأعجبني *** تعذيبه بالنباح والقلق
تسلَّى فؤاديَ بعد الهوى *** ونامت جفوني بعد الأرق
وردتم شجوني إلى أن عفت *** كما أنضج الشيء حتى احترق
من خلال الأبيات نجد أن الشاعر قد وجد أن مرافقة الكلب من شأنها أن تكون أفضل من مرافقة الصديق النذل الذي لا يتمتع بالنخوة، مما أعطى للقصيدة القوة والسمو، لذا دعونا نستفيض من أبياتها من خلال ما يلي:
يا أزرق العين والتّعدِّي *** أجرمت في العاشقين حقَّا
طليبك الله يوم يدعو *** وتحشر المجرمين زرقا
لك مقلةٌ إنسانها *** يجني عليَّ وأعشق
فاعجب لمن أحببتهُ *** وهو العدوّ الأزرق
اقرأ أيضًا: شعر عن الاصدقاء الحقيقيون
شعر عن الصاحب النذل
أبيات القصيدة التالية لشاعر النيل حافظ إبراهيم، ذلك الشاعر المصري القوي، الذي تميز أسلوبه بالسهولة والبساطة، حيث شرح لنا كيف يكون الصديق كالأفعى في التعامل من خلال أبيات شعر عن الصديق النذل.
يطل بها علينا من خلال قصيدة (حبس اللسان وأطلق الدمعا)، والتي نقدم لكم بعضًا من أبياتها من خلال السطور القادمة.
حَبَسَ اللِسانَ وَأَطلَقَ الدَمعا *** ناعٍ أَصَمَّ بِنَعيِكَ السَمعا
لَكَ مِنَّةٌ قَد طَوَّقَت عُنُقي *** ما إِن أُريدُ لِطَوقِها نَزعا
ماتَ الإِمامُ وَكانَ لي كَنَفاً *** وَقَضَيتَ أَنتَ وَكُنتَ لي دِرعا
فَليَشمَتِ الحُسّادُ في رَجُلٍ *** أَمسَت مُناهُ وَأَصبَحَت صَرعى
وَلتَحمِلِ الأَيّامُ حَملَتَها *** غاضَ المَعينُ وَأَجدَبَ المَرعى
إِنّي أَرى مِن بَعدِهِ شَلَلاً *** بِيَدِ العُلا وَبِأَنفِها جَدعا
وَأَرى النَدى مُستَوحِشاً قَلِقاً *** وَأَرى المُروءَةَ أَقفَرَت رَبعا
قَد كانَ في الدُنيا أَبو حَسَنٍ *** يولي الجَميلَ وَيُحسِنُ الصُنعا
إِن جاءَ ذو جاهٍ بِمَحمَدَةٍ *** وَتراً شَآهُ بِمِثلِها شَفعا
على الرغم من الحزن الواضح على حافظ إبراهيم لموقفه من صاحبه، إلا أنه يمكنك أن تستشعر القوة بين طيات السطور، فحافظ إبراهيم لم يحني رأسًا ويبكي، بل يتعلم من المواقف ويعلمنا من خلال أبيات شعر عن الصديق النذل من ذات القصيدة، حيث نستكملها معكم من خلال ما يلي:
فَإِذا نَظَرتَ إِلى أَنامِلِهِ *** تَندى حَسِبتَ بِكَفِّهِ نَبعا
سَلني فَإِنّي مِن صَنائِعِهِ *** وَسَلِ المَعارِفَ كَم جَنَت نَفعا
قَد أَخصَبَت أُمُّ اللُغاتِ بِهِ *** خِصباً أَدَرَّ لِأَهلِها الضَرعا
تَاللَهِ لَولا أَن يُقالَ أَتى *** بِدعاً لَطُفتُ بِقَبرِهِ سَبعا
قَد ضِقتُ ذَرعاً بِالحَياةِ وَمَن *** يَفقِد أَحِبَّتَهُ يَضِق ذَرعا
وَغَدَوتُ في بَلَدٍ تَكَنَّفَني *** فيهِ الشُرورُ وَلا أَرى دَفعا
كَم مِن صَديقٍ لي يُحاسِنُني *** وَكَأَنَّ تَحتَ ثِيابِهِ أَفعى
يَسعى فَيُخفي لينُ مَلمَسِهِ *** عَنّي مَسارِبَ حَيَّةٍ تَسعى
سمات الصديق في شعر البارودي
في سياق طرحنا لأبيات شعر عن الصديق النذل، كان علينا ألا نغض الطرف عن قصيدة (ليس الصديق الذي تعلو مناسبه) والتي كتبها الشاعر النبيل محمود سامي البارودي، وهو أول من نهض بالشعر العربي في العصر الحديث، لذا دعونا نستمتع بأجمل سطور الشعر التي قدمها لنا من خلال ما يلي:
لَيْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي تَعْلُو مَنَاسِبُهُ *** بَلِ الصَّدِيقُ الَّذِي تَزْكُو شَمَائِلُهُ
إِنْ رَابَكَ الدَّهْرُ لَمْ تَفْشَلْ عَزَائِمُهُ *** أَوْ نَابَكَ الْهَمُّ لَمْ تَفْتُرْ وَسَائِلُهُ
يَرْعَاكَ فِي حَالَتَيْ بُعْدٍ وَمَقْرَبَةٍ *** وَلا تُغِبُّكَ مِنْ خَيْرٍ فَوَاضِلُهُ
لا كَالَّذِي يَدَّعِي وُدّاً وَبَاطِنُهُ *** بِجَمْرِ أَحْقَادِهِ تَغْلِي مَرَاجِلُهُ
يَذُمُّ فِعْلَ أَخِيهِ مُظْهِراً أَسَفاً *** لِيُوهِمَ النَّاسَ أَنَّ الْحُزْنَ شَامِلُهُ
وَذَاكَ مِنْهُ عِدَاءٌ فِي مُجَامَلَةٍ *** فَاحْذَرْهُ وَاعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ خَاذِلُهُ
طَهِّرْ لِسَانَكَ مَا اسْتَطَعْتَ وَلا تَكُنْ *** خِبّاً يُقَرِّبُ لِلنُّفُوسِ ضَلالَهَا
من خلال التمعن في أبيات القصيدة نجد أنها تحتوي على الكثير من المعاني النبيلة التي إن قمنا بالاستعانة بها في اختيار الصديق، فحتمًا لن نقع في مصادقة من هم غير أهل لنا، ولكننا خلقنا كي نتعلم، فلا بأس من أمر صديق قام بالمخادعة أو الغش، فهو الخاسر وليس المخلص.
لذا نترككم مع الكثير من سطور القصيدة الممتعة:
إِنَّ الْوَقِيعَةَ لا تَعُودُ بِخِزْيَةٍ *** أَوْ سُبَّةٍ إِلَّا عَلَى مَنْ قَالَهَا
لَعَمْرُكَ مَا الإِنْسَانُ إِلَّا ابْنُ يَوْمِهِ *** وَمَا الْعَيْشُ إِلَّا لُبْثَةٌ وَزِيَالُ
وَمَا الدَّهْرُ إِلَّا دَفْتَرٌ فِي خِلالِهِ *** تَصَاوِيرُ لَمْ يُعْهَدْ لَهُنَّ مِثَالُ
فَفِي صَفْحَةٍ مِنْهُ زَمَانٌ قَدِ انْقَضَى *** وَفِي وَجْهِ أُخْرَى دَوْلَةٌ وَرِجَالُ
إِذَا سَتَرَ الْفَقْرُ امْرَأً ذَا نَبَاهَةٍ *** فَلا بُدَّ يَوْماً أَنْ يُشِيدَ بِهِ الْفَضْلُ
فَإِنَّ لَهِيبَ النَّارِ مَهْمَا كَفَأْتَهُ *** إِلَى أَسْفَلٍ قَسْراً فَلا بُدَّ أَنْ يَعْلُو
أبيات شعر لمعاتبة الصديق
رفق القلب ولينه ورقته، تجعلنا لا نلتفت إلى عيوبه، بل ننظر إلى المحاسن فقط، ونعاتب على الأمور الكبيرة في الحقيقة، والتي نراها في غاية الصغر من كثرة محبتنا للصديق.
فها هي قصيدة (إني ليهجرني الصديق تجنيًا)، والتي كتبها الناشئ الأكبر الشاعر عبد الله بن محمد، وهو الكاتب الذي اشتهر بكثرة الترحال، مما جعل الأصدقاء يهجرونه، إلا أنه عاتبهم بقلب بالغ الرقة من خلال شعر عن الصديق النذل، والذي تمثلت أبياته فيما يلي:
إني ليهجرني الصديقُ تَجَنِّياً *** فأُريه أنَّ لهجره أسبابا
وأخاف إن عاتبته أغريته *** فأرى له ترك العتاب عتابا
وإذا دُهيت بجاهلٍ متجاهل *** يدع الأمور من المحال صوابا
أوليتُهُ منّي السكوتَ وربَّما *** كان السكوتُ على الجواب جوابا
مُتَعاشقانِ مكاتمانِ هَواهُما *** قد نامَ بينهما العِتابُ فطابا
يتناقلانِ اللحظَ من جَفنَيهما *** فكأنّما يتدارسانِ كتابا
وإذا هَدَت عينُ الرقيبِ تخالست *** كفّاهما خُلَسَ السَلامِ سِلابا
بأناملٍ منهُ لوحُ مدادها *** وأناملٍ منها كُنسينَ خِضابا
فكأنما يجني لها من كَفِّهِ *** عِنَباً وتجنيه لهُ عُنّابا
اقرأ أيضًا: شعر عن مدح صديق مميز
أبيات شعر عن الصديق الكذوب
الصديق المقرب بالنسبة إلى صديقه هو كل الأهل والأقارب، لذا يجب انتقائه بعناية فائقة، فمن خلال أبيات القصيدة التالية من قصائد الشاعر الشريف الرضي والتي تسمى (أنت ليس كلل) نجد أن الصديق كلمة مشتقة من الصدق، فلا يصح أن يكون الصاحب كذوب.
لذا دعونا نستمتع بأبيات من القصيدة، والتي تحتوي على أجمل شعر عن الصديق النذل بين طياتها، فإليكم السطور:
سَيِّدي أَنتَ لَيسَ كُل *** لُ صَديقٍ بِصادِقِ
كَم لِسانٍ دَنا إِلَيكَ *** بِقَلبٍ مُنافِقِ
كَيفَ تُنمي الوَفاءَ وَالخِلُّ *** غَيرُ المُوافِقِ
سِرتَ بِالشَوقِ وَاِلتَفَتَّ *** إِلى غَيرِ وامِقِ
مُستَريحٍ مِنَ الجَوى *** كاذِبِ الوُدِّ ماذِقِ
أَنتَ لا غَيرُكَ الهَوى *** مِن جَميعِ الخَلائِقِ
لا يَراني العَدوُّ *** إِلّا بِعَينِ المُسارِقِ
أَنا لَولاكَ ما ظَفِرتُ *** بِقَلبٍ مُصادِقِ
أَنا مَولى العِدى وَإِن *** كُنتُ عَبدَ الأَصادِقِ
مَنزِلي لا يَزالُ يَدنو *** إِلى كُلِّ طارِقِ
بِظَلامِ الغُروبِ أَو *** بِضِياءِ المَشارِقِ
وَشِفاهُ الغَمامِ تَجلو *** ثُغورَ البَوارِقِ
وَأَعُقُّ الغُرابَ بَينَ *** بَروقٍ وَفارِقِ
بِظُبىً تَخلُطُ الجُزورَ *** بِضَربِ المَفارِق
أفضل صديق للعبد هو رب العباد، فهو الذي لا يخون ولا يغدر وحشاه أن يتصف بأي من صفات البشر المذمومة، فمن خلال متابعتنا للأبيات، نجد أن الشاعر قد قدم لنا شعر عن الصديق النذل، ثم شرع يتقرب إلى الله بعد تعرضه للأذى، وذلك من خلال ما يلي:
أَنا لِلجودِ مُذ خُلِقتُ *** وَوَحَّدتُ خالِقي
خُلُقي ذاكَ وَالتَخَلُّقُ *** ضِدُّ الخَلائِقِ
أُحرِزُ المالَ لِلعَطاءِ *** بِجَرِّ الفَيالِقِ
وَأَرى جَمعِيَ الثَراءَ *** اِتِّهاماً لِرازِقي
ما أَعَزُّ الرِجالَ لَو *** قَنِعوا بِالحَقائِقِ
لي مِنَ الدَهرِ ما يُشَيِّعُني *** في البَوائِقِ
شعر عن الصديق العدو
كم لنا من صديق هو في الأصل عدو مبين، لذا علينا ألا نصدق كل من نراه ونفتح له قلوبنا، فها هو البحتري الشاعر المغوار، قدم لنا قصيدة (كم من صديق) والتي ترشدنا أن هناك الصديق الذي يكن لك كل الشر، وهو ليس بالصديق الذي يستحق اللقب.
لن أطيل عليكم، دعونا نغوص في بحر شعر عن الصديق النذل من خلال الأبيات القادمة:
كَم صَديقٍ عَرَفتُهُ بِصَديقٍ *** صارَ أَحظى مِنَ الصَديقِ العَتيقِ
وَرَفيقٍ رافَقتُهُ في طَريقٍ *** صارَ بَعدَ الطَريقِ خَيرَ رَفيقِ
غَيثُ السَماءِ اِستَهَلَّ بارِقُهُ *** وَلَيسَ بَدرُ السَماءِ في أُفقِه
إِن قُلتَ في خَلقِهِ فَإِنَّكَ لا *** تَقولُ إِلّا الجَميلَ في خُلقِه
يَشُقُّ جيرانَهُ جُيوبَهُمُ *** مِن حَملِهِ أَيرَهُ عَلى عُنُقِه
أُخَيَّ مَتى خاصَمتَ نَفسَكَ فَاِحتَشِد *** لَها وَمَتى حَدَّثتَ نَفسَكَ فَاِصدُقِ
أَرى عِلَلَ الأَشياءِ شَتّى وَلا أَرى ال *** تَجَمُّعَ إِلّا عِلَّةً لِلتَفَرُّقِ
تميز البحتري بنظرته الواضحة للحياة، فقد مر بالعديد من المواقف التي جعلته يفهمها ويتعامل معها بأسلوبه الراقي، والذي يتضح لنا وضوح الشمس من خلال السطور القادمة.
أَرى العَيشَ ظِلّاً توشِكُ الشَمسُ نَقلُهُ *** فَكِس في اِبتِغاءِ العَيشِ كَيسَكَ أَو مُقِ
أَرى الدَهرَ غولاً لِلنُفوسِ وَإِنَّما *** يَقي اللَهُ في بَعضِ المَواطِنِ مَن يَقي
فَلا تُتبِعِ الماضي سُؤالَكَ لِم مَضى *** وَعَرِّج عَلى الباقي فَسائِلهُ لِم بَقي
وَلَم أَرَ كَالدُنيا حَليلَةَ وامِقٍ *** مُحِبٍّ مَتى تَحسُن بِعَينَيهِ تَطلُقِ
تَراها عِياناً وَهيَ صَنعَةُ واحِدٍ *** فَتَحسَبُها صُنعى لَطيفٍ وَأَخرَقِ
ذَكَرتُ أَبا عيسى فَكَفكَفتُ مُقلَةً *** سَفوحاً مَتى لا تَسكُبِ الدَمعَ تَأرَقِ
اقرأ أيضًا: شعر بدوي عن الصديق
شعر عن تغير الصاحب
من الممكن أن يكون الصاحب في بداية الأمر يظهر المحاسن، إلا أن داخله غير ذلك، فلم يسلم الأبله البغدادي، وهو الشاعر العراقي الذي تميز بالحكمة والفطنة، فقد تعرض لغدر الأصحاب والأحباب، فأتى لنا بأبيات شعر عن الصديق النذل.
ذلك من خلال قصيدته (الصاحب لا الصاحب)، والتي نستهل معكم أجمل سطورها من خلال ما يلي:
ما لفتى الصاحب لا الصاحب *** يشقصه وتظهر العجائبُ
بلحيةٍ يضرط منها الشارب *** ونكهةِ بنتنِها يعاقِبُ
بغا القفا والعِرسِ والكوّه *** رِخوٌ بلى في راسه قوّه
إن سعيدا زوج منحوسةٍ *** يصبو إلى كل أخي صبوَه
ما وعدت كاذِبَةً نائكاً *** لأنّها صادقَة الشهوة
كم دعوة يقلع في يومه *** يا رب ما تقلعه دعوة
لولا حقوق للقس عندي *** ليس لقر عنده المهينِ
خرجت للسادة النصارى *** من جوره في أبن تشتكينِ
أبا المعالي لا زلت في نعم *** عليك طول الزمان ممتدَّة
نفسي بعد الإله في مرضي *** منك بحسن التدبير مشتدَّه
وإن توانيت بي غدوت غدا *** من بعض قتلى القتيل قر عنده
لو طب من جهله مريضاً *** وجئتموا كي تشاهدوهُ
لقال تدبيره الموحَي *** لا تبرحوا أو تشاهدوه
يجب على الشخص أن يتنبه جيدًا في اختيار الأصدقاء، حتى لا يشعر بالندم على اختياره بعد ذلك.