شعر عن الوطن العربي لـ7 شعراء معروفين

شعر عن الوطن العربي يبث الحماس والانتماء في نفوس المواطنين، فالوطن هو نبض القلوب والشعر ما هو إلا وسيلة ليعبر بها الشعراء عن حبهم لوطنهم، ويتمتع الوطن العربي بالعديد من الخيرات التي تجعل المواطنين يزخروا به، ويجعله مطمع للدول الأخرى، وسنتعرف على كل ما يخص هذا الموضوع هنا في موقع زيادة.

شعر عن الوطن العربي

شعر عن الوطن العربي

الوطن العربي مجموعة من الأمم التي قد توحدت على اللغة العربية والدين الإسلامي، فالوطن هو الأم التي تحتوي أبنائها، ونجتمع في الوطن العربي على الحب والاخوة بين كل بلد وأخرى، وتربط بينهم علاقة ود واحترام، ويتضح في شعر عن الوطن العربي ما يحمله الإنسان من حب تجاه وطنه.

كلمة الوطن تحمل الكثير من المعاني فلا يمكن لبعض التعبيرات في شعر عن الوطن العربي وصفها، واتجه الشعراء نحو هذا النوع من الشعر لكي يعبروا عما بداخلهم من حب ووفاء وانتماء لوطنهم.

عندما يشعر المهاجر من وطنه بالغربة تلمع العَبرة في مقلتيه، ويتذكر وطنه وحبه له وشوقه لهوائه وذكرياته، فيتمنى لو أنه لم يغادر هذا الوطن قط، فالإنسان ينتمي لوطنه كما ينتمي لبلده، وإذا أراد الإنسان أن يثبت حبه لوطنه عليه الحفاظ عليه والعمل لعلو شأنه، ويقدر ثرواته، وألا يلوث البيئة.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: أجمل ما قيل عن الحياء من عبارات وحكم وأبيات شعرية

شعر عن الوطن العربي لنيكولاس الصائغ

الوطن هو الزهرة التي يفوح عطرها ويملئ قلوب المواطنين، فإن ذبلت لا يكون هناك معنى للحياة، لذلك يجب أن نراعي هذه الزهرة ونحرص على سقايتها حتى تتورد وتعطينا الحياة، فقال نيكولاس عن وطنه:
أَلا رعاكَ الالهُ من وَطَنٍ

علا بهاءً بحُسنهِ وغلا

فما زُهورُ الرُبَى تُفاخِرهُ

ولا يُباهِي يوماً حِلاهُ حِلَى

كأَنَّ ايدي الرياض قد خلعت

عليهِ من وَشيِ زهرها حُلَلا

لا زالَ فيهِ السرورُ متصلاً

بارغد العيش بالغاً أمَلا

ودامَ طولَ الزمانِ ساكنُهُ

على ذويهِ للدهر مشتملا

قد تمَّ مَعنَى سَنَى المسيح ارخ

بها لمغنىً بحُسنهِ اكتملا

قصيدة أحمد شوقي

حب الوطن منقوش على النجوم بحروف من ذهب، فحب الوطن من أكثر الأمور التي يفتخر بها الإنسان، حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أخرجوه من مكة وصف بلده الحبيب أنها أحب بلاد الله إليه وما كان بخارج منها لولا أن أهلها أرغموه، فهذا أكبر دليل على أن حب الوطن فطرة في الإنسان، فقال أحمد شوقي عن الوطن:
وبلا وطني لقيتكَ بعد يأسٍ

كأني قد لقيتُ بك الشبابا

وكل مسافرٍ سيؤوبُ يوماً

إِذا رزقَ السلامة والإِيابا

وكلُّ عيشٍ سوف يطوى

وإِن طالَ الزمانُ به وطابا

كأن القلبَ بعدَهُمُ غريبٌ

إِذا عادَتْه ذكرى الأهلِ ذابا

قال الشاعر:
سلمت يا موطن الأمجاد والكرم

يا موطني يارفيـــع القدر والقيم

سلمت حام لهذا الدين ياوطنا

سما به المجد حتى حلّ في القمم

لم تعرف الأرض أغلى منك ياوطن

يامهبط الوحي ياتاريخ أمتنا

يا مشعل النور للأمصار في الظلم

إليك تهفو قلوب الناس قاطبة

يمكنك أيضًا الاضطلاع على:  أجمل أبيات الشعر الجاهلي في الفخر وأشهر شعراء العصر الجاهلي والمقصود بالمعلقات

أقوال الشاعر نزار قباني عن الوطن

الوطن هو هبة الله للإنسان فهو بمثابة الجنة على الأرض، وعلى الإنسان أن يحافظ على هذه الجنة وأن يحميها من اللصوص والمعتدين، فالوطن هو المأمن والملجأ لأي إنسان، فقال القباني في حبه للوطن:
أحاولُ منذ الطُفولةِ رسْم بلاد

تُسمّى – مجازا – بلادَ العَرَب

تُسامحُني إن كسرتُ زُجاجَ القمر

وتشكرُني إن كتبتُ قصيدةَ حب

وتسمحُ لي أن أمارسَ فعْلَ الهوى

ككلّ العصافير فوق الشجر

أحاول رسم بلاد

تُعلّمني أن أكونَ على مستوى العشْقِ دوما

فأفرشَ تحتكِ، صيفا، عباءةَ حبي

وأعصرَ ثوبكِ عند هُطول المطر

أحاولُ رسْمَ بلاد

لها برلمانٌ من الياسَمين

وشعبٌ رقيق من الياسَمين

تنامُ حمائمُها فوق رأسي

وتبكي مآذنُها في عيوني

أحاول رسم بلادٍ تكون صديقةَ شِعْري

ولا تتدخلُ بيني وبين ظُنوني

ولا يتجولُ فيها العساكرُ فوق جبيني

أحاولُ رسْمَ بلاد

تُكافئني إن كتبتُ قصيدةَ شِعْر

وتصفَحُ عني، إذا فاض نهرُ جنوني

قال أيضًا مدحًا في وطنه بيروت:
يا ستَّ الدنيا يا بيروت

مَنْ باعَ أسواركِ المشغولةَ بالياقوت؟

من صادَ خاتمكِ السّحري

وقصَّ ضفائركِ الذهبيّة؟

من ذبحَ الفرحَ النائمَ في عينيكِ الخضراوين؟

من شطبَ وجهكِ بالسكين

وألقى ماءَ النارِ على شفتيكِ الرائعتين؟

من سمّمَ ماءَ البحرِ، ورشَّ الحقدَ على الشطآنِ الورديّة؟

ها نحنُ أتينا.. معتذرينَ.. ومعترفين

أنّا أطلقنا النارَ عليكِ بروحٍ قبليّة

فقتلنا امرأة.. كانت تُدعى (الحرية)

ماذا نتكلّمُ يا بيروت

وفي عينيكِ خلاصةُ حزنِ البشريّة

وعلى نهديكِ المحترقين رمادُ الحربِ الأهليّة

ماذا نتكلّمُ يا مروحةَ الصّيفِ، ويا وردتَهُ الجورية؟

من كانَ يفكّر أن نتلاقى – يا بيروتُ – وأنتِ خراب؟

من كانَ يفكّر أن تنمو للوردةِ آلافُ الأنياب؟

من كانَ يفكّر أنَّ العينَ تقاتلُ في يومٍ ضدَّ الأهداب؟

ماذا نتكلّم يا لؤلؤتي؟

يا سنبلتي..

يا أقلامي..

يا أحلامي..

يا أوراقي الشعريّة

من أينَ أتتكِ القسوةُ يا بيروت

وكنتِ برقّةِ حورية؟

لا أفهمُ كيف انقلبَ العصفورُ الدوري

لقطّةِ ليلٍ وحشيّة

لا أفهمُ أبداً يا بيروت

لا أفهمُ كيف نسيتِ الله

وعُدتِ لعصرِ الوثنيّة

قصيدة ولي وطن آليت ألا أبيعه لابن الرومي

حب الوطن هو المحرك الأساسي للإنسان حتى يدافع عنه ضد أي عدوان أو تهديد داخلي أو خارجي، والتضحية من أجله للحفاظ على أمنه، وقال ابن الرومي عن الوطن:
ولي وطن آليت ألاّ أبيعه ولي وطنٌ آليت ألاّ أبيعه

وألّا أرى غيري له الدّهر مالكاً

عهدت به شرخ الشّباب ونعمة

كنعمة قوم أصبحوا في ظلالكا

وحبَّبَ أوطان الرّجال إليهم

مآرب قضاها الشّباب هنالكا

إذا ذكروا أوطانهم ذكَّرتهم

عهود الصّبا فيها فحنّوا لذالكا

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: شعر عن الحرب والشجاعه أبيات شعرية جميلة

شعر عن الوطن العربي لحافظ إبراهيم

عندما يريد المرء الكتابة عن وطنه أو يكتب شعر عن الوطن العربي تصيبه الحيرة فمن أين يبدأ، وتتخبط الكلمات وتحتار العبارات فما من معنى قد يعبر عن  حب الوطن وأهميته، فحب الوطن أنقي من أي حب، فهو حب غير مشروط ولا ينظر لمقابل، وقد قال الشاعر حافظ إبراهيم عن وطنه:
ولي كـم ذا يُـكـابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي فـي حُـبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّـــاقِ

إِنّـي لَأَحـمِـلُ في هَواكِ صَبابَةً يـا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطــواقِ

لَـهـفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً يَـحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقـــي

كَـلِـفٌ بِـمَحمودِ الخِلالِ مُتَيَّمٌ بِـالـبَـذلِ بَينَ يَدَيكِ وَالإِنفــــاقِ

إِنّـي لَـتُـطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً طَـرَبَ الـغَـريبِ بِأَوبَةٍ وتَلاقــي

وَتَـهُـزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى بَـيـنَ الـشَمائِلِ هِزَّةَ المُشـــتاقِ

مـا الـبـابِلِيَّةُ في صَفاءِ مِزاجِها وَالـشَـربُ بَـينَ تَنافُسٍ وَسِبـــاقِ

وَالشَمسُ تَبدو في الكُئوسِ وَتَختَفي وَالـبَدرُ يُشرِقُ مِن جَبينِ الساقـــي

بِـأَلَـذَّ مِـن خُـلُقٍ كَريمٍ طاهِرٍ قَـد مـازَجَـتهُ سَـــــلامَةُ الأَذواقِ

فَـإِذا رُزِقـتَ خَـليقَةً مَحمودَةً فَـقَـدِ اِصطَفاكَ مُقَسِّـــ ـمُ الأَرزاقِ

فَـالـنـاسُ هَذا حَظُّهُ مالٌ وَذا عِـلـمٌ وَذاكَ مَــــــكارِمُ الأَخلاقِ

وَالـمـالُ إِن لَـم تَدَّخِرهُ مُحَصَّناً بِـالـعِــــــلمِ كانَ نِهايَةَ الإِملاقِ

وَالـعِـلمُ إِن لَم تَكتَنِفهُ شَمائِلٌ تُـعـلـيـهِ كانَ مَطِيَّةَ الإِخـــــفاقِ

قول الشاعر إبراهيم العريض عن الوطن

حب الوطن صفة من صفات الإيمان، حتى أن الله سبحان وتعالى قد حث الإنسان على حب وطنه والتضحية من أجله، وجعل من مات في سبيل الله وهو يدافع عن وطنه ضد المعتدين شهيدًا، وقال إبراهيم العريض عن الوطن:
سَقَتِ الغادياتُ أرضاً رعتْني . . . . طاب للظبي في رُباها المقامُ

ورعى اللهُ تربةً أنشأتْني . . . . وعهودُ الصِّبا بها أحلام

خلعتْ حسنَها عليها الليالي . . . . وازدهتْ في ظلالها الأيام

وعليها تناثرتْ دُرَرُ القَطْـ . . . . ـرِ انتشاراً وانحلّ ذاك النِّظام

إن غصناً أطلَّ في القلب غَنّى . . . . فوقه بلبلٌ وناح حَمام

كلّما اهتزّ جانبُ القلبِ للذِّكْـ . . . . ـرى، فللوجدِ فوقه أنغام

ساقني موطني على البعد شوقَ الطْـ . . . . ـطَيْرِ للظلّ قد براه الأُوام

والمهى للمروج والأرضِ للغَيْـ . . . . ـثِ إذا أمحلتْ وماج القَتام

جئتُها والخشوعُ ملءُ ضلوعي . . . . بعد أن عُلّلتْ بها أعوام

فرأتْ من خلال دمعيَ عيني . . . . أثراً للذين في الربع ناموا

طَللٌ قد ضحكنَ فيها الأماني . . . . فَهْي بَضّاء ليس فيها مَلام

فاخلعِ النعلَ إنها تربةٌ بُو . . . . رِكَ في نَبْتها سقاها الغمام

تربةٌ قد تَسلسلَ الماءُ من تَحْـ . . . . ـتِ رُباها تَزينها أعلام

لفحتْها الرياحُ والشمسُ حمرا . . . . ءُ، كلون الزجاجِ فيها الـمُدام

خُضرةٌ فوق حمرةٍ قد جلتْها . . . . صُفرةٌ فوقها خفقنَ الخِيام

وعُقودٌ من اللآلئ يَهديـ . . . . ـها لِــجِيد الحسانِ بحرٌ طغام

عَلِقتْها نفسي شباباً وبُرْدُ الْـ . . . . ـعَيْشِ غَضٌّ فطاب فيها الغرام

لا أرتْني الحياةُ بعدَكِ أرضاً . . . . موطنَ الدُّرِّ لا علاكَ مقام

تلك أرضُ الجدودِ أرضُ أَوالٍ . . . . حلّ مغناكِ نَضْرةٌ وسلام

ما قاله الشاعر الرصافي البلنسي عن الوطن

قال الشاعر البلنسي عن وطنه:
بلادي التي ريشتْ قويد متى بها . . . . فريحاً آوتني قرارتُها وكرا

مباءئ لين العيشِ في ريقِ الصبا . . . . أبى اللّهُ أن أنسى لها أبداً ذِكرا

أكلُ مكانٍ راحَ في الأرضِ مسقطاً . . . . لرأسِ الفتى يهواهُ ما عاش مضطرا؟

قصائد في حب الوطن لمصطفى صادق الرافعي

الإنسان لا يشعر بالسعادة الحقيقة إلا إذا كان في وطنه، ويتجلى هذا المعنى أكثر عند الطيور فالطيور مهما هاجرت تعود إلى وطنها، فحب الوطن أغلى من جميع كنوز العالم، وقال الرافعي عن وطنه:
بلادي هواها في لساني وفي دمي                يمجِّدُاها قلبي ويدعو لها فمي

ولا خير فيمن لا يحبّ بلادهُ                   ولا في حليفِ الحُبِّ إنْ لمْ يتيَّمِ

ومن تَأوِهِ دارٌ فيجحدُ فضلَها                  يكنْ حيوانًا فوقه كل أعجمِ

ألم تر أنّ الطير إن جاءَ عشَّهُ                   فآواه في أكنافهِ يترنَّمِ

وليس من الأوطان من لم يكنْ لها           فداء وإن أمسى إليهنَّ ينتمي

على أنَها للناس كالشَّمس لم تزلْ              تضيء لهم طرًّا وكم فيهم عمي

ومن يظلمِ الأوطان أو ينسَ حقَّها            تجبْهُ فنونُ الحادثات بأظلمِ

ولا خير فيمن إنْ أحبَّ ديارَهُ                   أقام ليبكي فوق ربعٍ مهدَّمِ

وقد طويتْ تلك الليالي بأهلِها                 فمنْ جهل الأيام فليتعلَّمِ

وما يرفع الأوطانُ إلا رجالُها                    وهل يترقى الناس إلا بسلُّمِ

ومن يك ذا فضل فيبخلْ بفضلهِ             على قومهِ يستغنَ عنه ويذممِ

ومن يتقلَّب في النَّعيم شقي به                إذا كان من آخاه غير منعَّمِ

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: أجمل القصائد والأشعار عن فلسطين تقطع القلب
هنا نكون قد قدمنا شعر عن الوطن العربي للعديد من الشعراء، أمثال أحمد شوقي، ابن الرومي، مصطفى صادق الرافعي، الرصافي البلنسي، إبراهيم العريض، حافظ إبراهيم، نزار قباني، ونيكولاس الصائغ، ويمكننا أن نرى فقط من خلال أشعارهم مدى حبهم وانتمائهم لأوطانهم جميعًا، متمنين من الله أن يحفظ وطننا وأوطانكم.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.