قصائد عن الأم المتوفية
قصائد عن الأم المتوفية من شأنها أن تدمع العين، وتنبه القلب إلى ألم الفراق الذي لطالما حاول التغافل عنه، حتى يستطيع أن يخدع الجميع بأنه ما زال ينبض وعلى قيد الحياة، فالأم هي أغلى ما يملك الإنسان، والتي بوفاتها تصبح الدنيا بلا روح أو حياة.
لذا ومن خلال موقع زيادة، دعونا نقدم لكم قصائد شعرية عن الأم التي فارقت الحياة.
قصائد عن الأم المتوفية
بعد أن تذهب الأم إلى جنات ربها، تجد ابنتها أو ابنها أنه يقف في منتصف الطرق تائهًا، أين اليد التي كنت أمسك بها، أين أمي التي كنت أتكئ عليها، ولا أشعر بأي من المخاوف كونها إلى جانبي، كم من حزن بالغ في تلك الكلمات التي ينطق بها كل من فقد أمه.
كذلك قصائد عن الأم المتوفية من شأنها أن تعطينا ذات المشاعر، حيث كتبها الكثيرون من الشعراء ممن فقدوا أمهاتهم، فلم تسع الدنيا حزنهم، الأمر الذي دفع بهم إلى كتابة أجمل أبيات الشعر عن الأم التي رحلت عن الدنيا.
فها هي قصيدة (أم المعتز) والتي قدمها إلينا نزار قباني، والتي تخبرنا عن مدى الألم الذي يشعر به من فقد أمه، وذلك من خلال الأبيات التالية:
كسمكةٍ اخترقها رمح *** جاءني هاتفٌ من دمشق يقول: “أمك ماتت”.
لم أستوعب الكلمات في البداية *** لم أستوعب كيف يمكن أن يموت السمك كلهفي وقتٍ واحد
كانت هناك مدينة حبيبة تموت *** اسمها بيروت
وكانت هناك أمٌ مدهشة تموت *** اسمها فائزة
وكان قدري أن أخرج من موتٍ *** لأدخل في موت آخر
كان قدري أن أسافر بين موتين.
دمشق، بيروت، القاهرة، بغداد، الخرطوم *** الكويت، الجزائر، أبوظبي وأخواتها
هذه هي شجرة عائلتي *** كل هذه المدائن أنزلتني من رحمها وأرضعتني من ثديها
وملأت جيوبي عنبًا وتينًا، وبرقوقًا *** كلها هزت لي نخلها فأكللت
وفتحت سماواتها لي *** كراسةً زرقاء فكتبت
لذلك، لا أدخل مدينةً عربيةً *** إلا وتناديني: “يا ولدي”
لا أطرق باب مدينةٍ عربية *** إلا وأجد سرير طفولتي بانتظاري.
لا تنزف مدينةٌ عربيةٌ إلا وأنزف معها *** فهل كان مصادفةً
أن تموت بيروت *** وتموت أمي في وقتٍ واحد؟
اقرأ أيضًا: كلام عن الألم النفسي
قصيدة حزينة عن فراق الأم
منذ أن نولد ونحن لا نعرف سوى أمهاتنا، ولا ننتمي إلا إليها، فهي من خلقنا الله في رحمها، وتحملت الألم وهن على وهن، حتى أتينا إلى العالم سالمين، من منا يمكنه العيش بعد فقدها، كما كان يعيش معها.
نعم إنها سنة الحياة ومن الضروري أن يؤمن الإنسان بالقدر خيره وشره، لكن لفراق الأم ألمه الخاص الذي لا نقدر على تحمله في بعض الأوقات، فها هو الشاعر العملاق فاروق جودة، يسرد لنا ما يشعر به الإنسان جراء وفاة أمه.
ذلك من خلال قصيدة من أجمل قصائد عن الأم المتوفية، والتي سميت ب (يموت فينا الإنسان) والتي سنذكر لكم بعضًا من أبياتها من خلال ما يلي:
وتركت رأسي فوق صدرك *** ثم تاه العمر مني في الزحام فرجعت كالطفل الصغير *** يكابد الآلام في زمن الفطام والليل
يفلح بالصقيع رؤوسنا *** ويبعثر الكلمات منا في الظلام
وتلعثمت شفتاك يا أمي *** وخاصمها الكلام
ورأيت صوتك يدخل الأعماق يسري *** في شجن
والدمع يجرح مقلتيك على بقايا *** من زمن
قد كان آخر ما سمعت مع الوداع *** الله يا ولدي يبارك خطوتك
الله يا ولدي معك *** وتعانقت أصواتنا بين الدموع
والشمس تجمع في المغيب ضياءها بين الربوع *** والناس حولي يسألون جراحهم
فمتى يكون لنا اللقاء *** وتردد الأنفاس شيئا من دعاء
ونداء صوتك بين الأعماق يهز الأرض *** يصعد للسماء
الله يا ولدي معك *** ومضيت يا أمي غريبا في الحياة
كم ظل يجذبني الحنين إليك في وقت الصلاة *** كنا نصليها معا
أماه *** قد كان أول ما عرفت من الحياة
أن أمنح الناس السلام *** لكنني أصبحت يا أمي هنا
وحدي غريبا، في الزحام *** لا شيء يعرفني ككل الناس يقتلنا الظلام
قصائد مؤلمة عن وفاة الأم
لا أعتقد أن هناك كلمات من شأنها أن تصف حجم الألم الذي يشعر به من تركته أمه رغمًا عنها وذهبت إلى جوار ربها، حيث من شأنه أن يحس أن العالم برمته قد تخلى عنه، وأنه ليس هناك مكانًا يأويه، ولا حضن يسعه.
فعلى الرغم من قوة اللواح، وهو الشاعر الذي اتسم بالبلاغة والفصاحة وقوة الألفاظ، إلا أننا نجد أن لموت الأم عظيم الأثر على أشعاره، حيث قدم إلينا قصيدة (هذا هو الرزء الجن) والتي من شأنها أن تخبرنا مدى تأثر قلبه بالفراق.
حيث تعد القصيدة واحدة من أجمل قصائد عن الأم المتوفية التي يمكن أن نراها، مما دفعنا إلى اقتطاف عدة أبيات منها، لننقلها إليكم من خلال ما يلي:
هذا هو الرزء الجن والبشرا *** وأخسف النيرين الشمس والقمرا
وحل في العالم النوري موقعه *** وحل في العالم العفري واشتهرا
أبكى السماء وأبكى الأَرض من حزن *** وأعمأ العين دون العلم والأَثرا
به السما طويت والأرض قد كفتت *** والشم قد نسفت والبحر قد سجرا
وهدم الأَرض من رأس إِلى قدم *** وعم لا خص قحطانا ولا مضرا
من سره العلم مقبوراً ومفتقدا *** فهكذا قبره مذ جمعة قبرا
يا ثلمة وقعت في الدين فاغرة *** وها هوالكسر في الاسلام ما جبرا
أمسى التقى والنهى والعلم قاطبة *** والحمد والمجد والمعروف رهن ثرى
ما خلت بحراً وطوداً أَن يضمهما *** شبر من الأَرض أَوباع إِذا شبرا
إِن العفاء على الدنيا وساكنها *** من بعد جمعة لا نفعاً ولا ضررا
إِن كانَ أَصبح مأسوراً ببلقعة *** فالناس من حزنه من بعده أَسرا
يا إبن أحمد يا با زاهر فلقد *** أَورثتنا الغم والأحزان والكدرا
من ذا خلافك يفتي الناس إِن عضلت *** مسائل أَشكلت إِسنادها ذخرا
قصيدة عن ألم موت الأم
لا عجب أن الكثير من الشعراء قد قاموا بوصف موت الأم على إنه موت الحياة في أعينهم، فالأم هي من تمنح الحياة لطفلها، منذ أن يكون بضع قطرات من الدماء في أحشاءها، حيث يتغذى على طعامها، ويتنفس من متنفسها.
فأي عطاء من شأنه أن يضاهي عطاء الأم التي تفني حياتها في سبيل إسعاد أبناءها، لذا فإن مفارقتها من شأنها أن تكسر القلب وتهدم الروح، وهذا ما أوضحه إلينا (عبد الله البردوني) وذلك من خلال قصيدة (أمي) التي تدمع العين وتذهب بالروح إلى الآفاق البعيدة.
فمن منا يمكنه أن يتحمل أن يفارق من تكون له كل شيء في الدنيا، صاحبة الخير والفضل كله، والتي تمنح من صحتها وروحها دون كلل أو ملل، فالأم ليست مدرسة فحسب، فهي الطبيبة والمعلمة، والطاهية، والأخت، والصاحبة، حقًا إن الأم هي كل الأشخاص.
لذا لن أطيل عليكم بل أترككم مع بعضًا من أبيات قصيدة من قصائد عن الأم المتوفية، والتي تمثلت فيما يلي:
تـركـتني هـا هـنا بـين الـعذاب *** ومـضت، يا طول حزني واكتئابي
تـركـتني لـلـشقا وحــدي هـنا *** واسـتراحت وحـدها بـين الـتراب
حـيـث لا جــور ولا بـغي ولا *** تـنـبي وتـنـبي بـالـخراب
حــيـث لا سـيـف ولا قـنـبل *** حـيث لا حـرب ولا لـمع حـراب
حـيـث لا قـيـد ولا ســوط ولا *** الـم يـطـغى ومـظلوم يـحابي
خـلّـفتني أذكــر الـصـفوكـما *** يـذكـر الـشـيخ خـيالات الـشباب
ونــأت عـنّـي وشـوقي حـولها *** الماضي وبي – أواه – ما بي
ودعـاهـا حـاصـد الـعمر إلـى *** حـيث أدعـوها فـتعيا عـن جوابي
حـيـث أدعـوهـا فــلا يـسمعني *** غـير صـمت الـقبر والقفر اليباب
مـوتـها كــان مـصـابي كـلّـه *** وحـيـاتي بـعدها فـوق مـصابي
أيــن مـنّي ظـلّها الـحاني وقـد *** ذهـبـت عـنّي إلـى غـير إيـاب
سـحـبت أيّـامـها الـجرحى عـلى *** لـفـحة الـبيد وأشـواك الـهضاب
اقرأ أيضًا: شعر حزين عن موت شخص عزيز
رثاء عن الأم المتوفية
من خلال تقديمنا لقصائد عن الأم المتوفية، والتي قدم لنا جزءً منها الشاعر القوي (اللواح) نجد أنه لم يكتفي بتلك الأبيات التي ذكرناها مسبقًا، فلا يزال يرثي فراق أمه، الذي تسبب في إدماع عينه ليل نهار، كونه لا يجد أمه بجواره.
لذا أترككم مع مزيد من أبيات قصيدة ( من لائمي) التي يرثي فيها الأم بعد موتها.
من لائمي إن سفحت الدمع من مقلي *** دماً على أمي الخدراء بنت علي
لقد بليت بلاء قبل مصرعها *** ما ليس قبلي يعقوب النبي بلي
فالدمع أشرقني والحزن أقلقني *** فالجسم في هزل والقلب في وجل
يا ليت قد كان يا أمي بلا ملق *** مقدماً لوبيوم واحد أجلي
قد كنت في نخل خال بلا حزن *** فها أنا اليوم من عقلي الرزين خلي
أنوح في نخل نوح الحمائم في *** فن من الأيك أورأسي من النخل
لا أذخر الدمع مخصوص به أحد *** من بعد أمي وأمي غاية الأمل
وقفت في موضع ماتت به دنفا *** كأنني داله باك على طلل
قالت نعاة نعت أمي وقد وضعت *** لها الجنازة للتغسيل فاحتمل
فقلت يا ليتني في نعش والدتي *** حملت فهوعزيز القدر كالحمل
وقال دافنها ذي دقة دفنت *** في الترب يا ليتها في القلب والمقل
سقى ضريحك يا أمي الحيا غدقا *** من رائح دفق أوباكر هطل
من منكر ونكير أنت سالمة *** برحمة اللَه والزاكي من العمل
واللَه أدخلك الفردوس ساجية *** بين الولائد فضل الحلي والحلل
فوق الأرائك والأملاك داخلة *** تفشي التحية بالاصباح والأصل
هذا وصلى عليك اللَه خالقنا *** بعد الصلاة تحيي خاتم الرسل
قصيدة حزينة عن موت الأم
لا يوجد هنالك أكثر من فراق الأم ما يصيب المرء بالقهر والزعل والحزن، فبفراقها تنهدم الدنيا في أعين الابن، خاصة إن كان في سن صغير، ففقيد أمه ينتظر اليوم الذي يذهب إليها فيه.
فمن خلال القصيدة التالية، والتي تعد من أعظم قصائد عن الأم المتوفية، حيث كتبها الشاعر (ابن سودون) ذلك الشاعر العريق الذي طالما سرق قلوبنا بكلماته العذبة التي يختارها بعناية، فهو من الشعراء الذين تلامس ألفاظهم القلب دون أن تستأذن لفعل ذلك.
فها هي قصيدة (لموت أمي أرى الأحزان تحنيني) من أروع وأقوى قصائد عن الأم المتوفية التي من الممكن اللجوء إلى سماعها، حيث جمعت كل المشاعر الحزينة المتضاربة التي من الممكن أن يشعر بها من فقد أمه الغالية.
لذا ومن خلال ما يلي دعونا نقرأ أجمل الأبيات الشعرية التي من شأنها أن تبكي القلب، وليس العين فقط.
لموت أمي أرى الأحزان تحنيني *** فطالما لَحّستني لحس تحنيني
وطالما دلّعتني حال تربيتي *** حتى طلعت كما كانت تربيني
أقول نمنم تجي بالأكل تطعمني *** أقول امبوتجي بالماء تسقيني
إن صحت في ليلة وي وي لأسهرَها *** تقول هاها بهزّكي تُنّنيني
كم كحّلتني ولي في جبهتي جعلت *** صوصوبنيلي وكم كانت تُحنّيني
وربما شكشكتني حين أغضبها *** وبعد ذا كشكشتني كي ترضيني
ومن فقيهي إن أهرب ورام أبي *** مسكي وبعث له كانت تُخبّيني
وزغرتت في طهوري فرحة وغدت *** تنثر الملح من فوقي وترقيني
وفي زواجي تصدّت للجلاء عسى *** على المنصّة تلقاني بتزييني
وربّت أولادي أيضاً مثل تربيتي *** وبعد ذلك ماتت آه وا أنيني
وخلّفتني يتيماً أبن أربعة *** وأربعين سنيناً في حسابيني
يعظّم اللَه فيها الأجر لي وكذا *** لي فيّ من بعدها جودوا بآمين
قصيدة عامية عن فراق الأم
في بعض الأحيان يفضل الأشخاص الاستماع إلى الأشعار باللكنة العامية المستساغة، والتي تخترق القلب دون اجز، حيث يمكن فهمها من قبل الكبار والصغار، فالقصيدة التي بين يدينا من أهم قصائد عن الأم المتوفية التي من الممكن أن نستمع إليها.
حيث كتبها شاعر مصري أصيل من أبناء الصعيد، يسمى هشام الجخ، والقصيدة بعنوان (طبعًا مصلتش العشا) والتي من شأنها أن تحكي قصة حياة والدته، والتي كانت تعمل مفتشة في إحدى المدارس، إلا أنها كانت الأم الحنون التي لا تنسى ابنها مهما حدث.
حيث كانت تدفعه إلى الصلاة وتذكره بها، إلا أننا سلطنا الضوء على المشهد الخامس وهو المعني بالوفاة، حيث قال هشام الجخ في مستهله ما يلي:
كل الدكاتره قالوا خير *** معندهاش ولا أي حاجه
ولا حتى محتاجة لدوا *** مـ احنا عارفين شهر مارس والهوا
السن بردوا ماتنسهوش *** شوية برد ما يستهلوش
أول مره أشوف حبيبتي بتتوجع وبتتلوي *** وانا عارف أمي ما تشتكيش غير مـ القوي
عجزتي يا أمه *** عجزتي يا أمه وشاخ جرديك
دا انتي لسه ماسحه الشقه بإيدك *** عجزتي فجأه
دا احنا كل جمعه نبوس إيديكي عشان نوضب شقتك *** وتقولي لأه عجزتي فجأه
ومالك إبيضيتي ليه *** إياك حطه بودرة، مش كنتي زيي سمره
الدكاتره مش بيحكوا حاجه بينا *** وانا قلبي متوغوش وحاسس ان أمي فيها إنَ
لأول مره أحس دماغي بيشقق *** وتفكيري بيعمل صوت
مصدقدش ولا اتخيلت وانا واقف فساعتها *** إنه الموت
رسمت الضحكه بزيادة *** دخلت عليها عارفاني أنا الكداب كالعادة
ومين يقفشني غير أمي *** إلـ عجناني وخبزاني
وخالعة بيدها سناني *** فـ عرفت بس من عيني إنها شهادة
وشهدت يجي 100 مره *** سعتها كل إحساسي إلـ كان محبوس طلع بره
اقرأ أيضًا: اجمل ما قيل عن الأم في عيد ميلادها
أبيات شعر عن موت الأم
ما زلنا بصدد القصيدة الرائعة التي طالما أبكت الأعين وأدخلت القلوب في حالة من الحزن جراء فقد الأم الذي مهما تناسيناه يبقى في الذاكرة إلى الأبد، ففي الجزء الثاني من المشهد الخامس من ذات القصيدة نرى الموت قد رفرف حول والدة الشاعر.
الأمر الذي دفعه إلى إلقاء المزيد من أبيات إحدى قصائد عن الأم المتوفية، والتي تصف هول الموقف الذي يعاني منه الشاعر، وكم الخوف والرعب الذي من الممكن أن نستشعره من الأبيات دون الحاجة إلى التنويه إليه.
فهنا يسرح الشاعر ما دار بين الأم وولدها في المستشفى وهي على أعتاب الموت وقد استسلمت إليه على الرغم من قوتها التي كان يحكي عنها الشاعر في مستهل القصيدة، لذا أترككم مع الأبيات.
وهاجت ذكريات عبت عينيا دموع *** وإحساس الطريق اللي ملهوش رجوع
حاولت أخدعها وأستهبل *** بقالك عُمر بتمثل وهيَ معيشاك فـ الدور
وصدقت إنها بتتخم *** يا راجل خلي عندك دم
دي حافظه عينيك وتقطيعك *** وتهتهك وألعيبك
مش هاين عليك الويل *** عايزها منين تجيبلك حيل
عشان مايبنش فـ عينيها العذاب والهم *** يا راجل خلي عندك دم
كانت بصه لي فـ عينيها السنين بتفوت *** وجوايا كلام من كتره عدى سكوت
كان نفسي أقول آسف *** أقول ندمان، أقول خجلان
وأقولك إني والله بحبك حب مش معقول *** معرفتش ساعتها الحلق كان مقفول
لكن القلب كان مفروط على قلبك *** وكان بيقول
بحق حروف آيات الله *** اللي حافظها على يدك
ومن أيام مـ كنت بَعِدّ على يدك وعلى عدك *** وفرحة خدي يا أمايا وأنا نايم على خدك
وقسماً باللي قام حدي وقام حدك *** ما حبيت فـ الوجود قدك
موت الأم في أبيات شعر هشام الجخ
في الجزء الأخير من المشهد الخامس من إحدى أهم وأقوى قصائد عن الأم المتوفية، والتي مازلنا بصددها، نرى أن الشاعر قد استسلم هو الآخر إلى فراق أمه، وشرع أن يتقبل أمر فراقها عن الحياة، فهو يعلم أن أمر الله نافذ لا شفاعة فيه.
إلا أنه لا يمكنه أن يعي الأمر في البداية، فأين تلك الأم التي كانت من شأنها أن ترج جدران المدرسة من قوة صوتها، أين من كانت تخشاها الأطفال والكبار لعظم شأنها، فقد نال الزمن منها، وهو في غفلة من أمره، حتى استفاق على مرضها الأخير.
حيث قام بوصف المشهد بأسلوب غاية في الدقة من خلال الأبيات التالية:
جاي دلوفتي تتنغوج *** وتستعجل فـ وقت الموت وتتلهوج
ما بنحسش بقيمة الثانية غير بعدين *** وتسرقنا الحياة ومنفوقش غير والموت مبكي العين
يا شاقة القلب ومسافرة *** خدتني الغربة من حضنك سنين كافرة
نسيت نفسي *** أنا آسف
قالولي الغربة بتعلم دروس وحياة *** وإن الغربة يا أمايا دي طوق ونجاة
أتاريها حزام ناسف *** أنا آسف
ميعادنا يا أما فـ الآخرة *** وهي الدنيا يا أما فـ إيه
ما حقا مناهدة ومعافرة *** خلاص خلينا فـ الآخره
وحتى تكوني محلوة وعليكي العين *** وأوريكي العيال يا أما
بقوم بتّين
وجبت الواد يا ستي *** علشان ماتدايقيش
هوصيهم، هوصيهم خلاص *** يا أما متخنقونيش
أفراد عيلة هشام المدهشة *** دي تعليمات جدتكم المفتشة
ممنوع تناموا فـ أي يوم، أي يوم *** قبل ما تصلوا العشا
رثاء عن وفاة الأم
من خلال تلك القصيدة الرائعة من قصائد عن الأم المتوفية، نجد أن ألم الفراق لا يمكن أن يتحمله صغير أو كبير، فها هو الشاعر النبيل (كريم معتوق) قام بكتابة أجمل أبيات عن الأم وألم فراقها الذي عانى منه، ودفعه إلى البكاء من خلال أشعاره.
فالشاعر حين تضيق به الدنيا ذرعًا ويتذكر فقيدته من شأنه أن يجلس وحيدًا يتحدث إليها من خلال أجمل الأبيات التي تجعل أعيننا تنزف دمًا بدل الدمع.
لذا دعونا نستمتع بأبيات قصيدة (الأم) الرائعة التي من شأنها أن تنقلنا إلى واديًا آخر، حيث تمثلت فيما يلي:
أوصى بك اللهُ ما أوصت بك الصُحفُ *** والشـعرُ يدنـو بخـوفٍ ثم ينـصرفُ
مــا قــلتُ والله يـا أمـي بـقـافــيـةٍ *** إلا وكـان مــقـامـاً فــوقَ مـا أصـفُ
يَخضرُّ حقلُ حروفي حين يحملها *** غـيـمٌ لأمي علـيه الطـيـبُ يُـقتـطفُ
والأمُ مـدرسـةٌ قـالوا وقـلتُ بـهـا *** كـل الـمدارسِ سـاحـاتٌ لـها تـقـف
هـا جـئتُ بالشعرِ أدنيها لقافيتي *** كـأنـما الأمُ في اللا وصـفِ تـتصفُ
إن قلتُ في الأمِ شعراً قامَ معتذراً *** ها قـد أتـيتُ أمـامَ الجـمعِ أعـترفُ
اقرأ أيضًا: كلام حزين عن الأم المتوفية
قصيدة موجعة عن الأم المتوفية
محمود سامي البارودي من أهم الشعراء في الوطن العربي، والذي تميز شعره برقي الألفاظ، ومرونة الأسلوب في كافة المجالات التي قال فيها قصائده المشهورة.
إلا أنه تفوق كثيرًا حين ألقى قصيدة من قصائد عن الأم المتوفية، حيث ظهرت من خلالها كافة مشاعره التي على الرغم من أنه حاول أن يخبئ منها، إلا أنها ظهرت في أبهى صورة لها من خلال قصيدة ( ينوح على فقد الهديل) والتي نوافيكم بأبيات منها من خلال ما يلي:
ينوحُ على َ فقدِ الهديلِ وَلمْ يكنْ *** رآهْ، فيا للهِ! كيفَ تهكما؟ وَشَتَّانَ مَنْ يَبْكِي عَلَى غَيْرِ عِرْفَة *** جزافاً، وَمنْ يبكي لعهدٍ تجرما
لَعَمْرِي لَقَدْ غَالَ الرَّدَى مَنْ أُحِبُّهُ *** وَكانَ بودي أنْ أموتَ وَيسلما
وَأيُّ حياة ٍبعدَ أمًّ فقدتها كَمَا *** يفْقِدُ الْمَرْءُ الزُّلاَلَ عَلَى الظَّمَا
تَوَلَّتْ، فَوَلَّى الصَّبْرُ عَنِّي، وَعَادَنِي *** غرامٌ عليها، شفَّ جسمي، وأسقما
وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ ذُكْرَة ٌ تَبْعَثُ الأَسى *** وَطَيْفٌ يُوَافِيني إِذَا الطَّرْفُ هَوَّمَا
وَكانتْ لعيني قرة وَلمهجتي *** سروراً، فخابَ الطرفُ وَالقلبُ منهما
فَلَوْلاَ اعْتِقَادِي بِالْقَضَاءِ وَحُكْمِهِ *** لقطعتُ نفسي لهفة ً وَتندما
فيا خبراً شفَّ الفؤادَ؛ فأوشكتْ *** سويدَاؤهُ أنْ تستحيلَ، فتسجما
إِلَيْكَ؛ فَقَدْ ثَلَّمْتَ عَرْشاً مُمنَّعاً *** وَفللتَ صمصاماً، وَذللتَ ضيغما
أشادَ بهِ الناعي، وَكنتُ محارباً *** فألقيتُ منْ كفى الحسامَ المصمما
وَطَارَتْ بِقَلْبِي لَوْعَة ٌ لَوْ أَطَعْتُهَا *** لأَوْشَكَ رُكْنُ الْمَجْدِ أَنْ يَتَهَدَّمَا
وَلَكِنَّنِي رَاجَعْتُ حِلْمِي، لأَنْثَنِي *** عنِ الحربِ محمودَ اللقاءِ مكرما
الأم هي أغلى البشر على قلوبنا، لذا ندعو الله أن يرحم أمهاتنا، وأن يحفظ الأحياء منهن وأن يرزقنا برهن والفوز برضاهن.