الغزل الصريح في العصر الجاهلي والعباسي

الغزل الصريح هو أحد أهم أغراض الشعر العربي الذي تغني به الشعراء في قصائدهم، فيعتبر بصفة عامة من أصدق فنون الشعر عند الشعراء؛ لأنه يكون صادرًا عن عاطفة صادقة، ولا يسعى قائله لنيل مطامع يتكسب من ورائها أو مكانة يرجو الوصول إليها أو أهداف يسعى لتحقيقها.

الغزل هو عاطفة تسري في وجدان الشاعر عبر عنها بألفاظ شعرية ليفصح عن تجربة خاضها وأراد أن يعبر عنها في شعره، وفي السطور التالية نتعرف على هذا النوع من الغزل في العصور الأدبية المختلفة للشعر العربي من خلال موقع زيادة.

الغزل الصريح

الغزل الصريح في العصر الجاهلي والعباسي

الغزل هو أحد أغراض الشعر العربي وأكثرها انتشارًا في أشعارهم، والغزل في الشعر ليس واقع أو خيال بل هو صورة في عقل الشاعر وضحها من خلال ألفاظ وعبارات شعرية قد قصد معناها أو لم يقصد بل ما يعني الأدباء والنقاد هو مدى اتقان الشاعر في استخدام ألفاظه وعباراته بصورة فنية بديعة.

ينقسم الغزل إلى نوعين:

الغزل العفيف وهو ما يعرف بالغزل العذري واختار فيه الشاعر الفاظ وعبارات تعبر عن حب صادق وعاطفة متعففة يصف بها الشاعر الصفات المعنوية لحبيبته ويعب عن صدق حبه وفرحته باللقاء واشتياقه لها ولوعة الفراق والحزن والبكاء على الأطلال.

أما القسم الثاني فهو الغزل الصريح وهو ما يعرف بالغزل الحسي أو الغزل الحضري والغزل الفاحش أو الفاضح، تغنى بهذا الغزل الشعراء.. وكانوا فيه يصفون المفاتن الجسدية للحبية ومغامرتهم وعلاقاتهم النسائية المتعددة في أبيات شعرهم بعكس الغزل العفيف الذي فيه يتغنى الشاعر بالمحاسن المعنوية للحبيبة في أبيات شعره.

اقرأ أيضًا: شعر صباح الخير وأجمل الأشعار عن الصباح وأحلى المسجات

سمات شعر الغزل الصريح

يتسم شعر الغزل من النوع الصريح في كل عصور الشعر العربي بصفات لم يخرج عنها وميزته عن بقية الأغراض الشعرية، ومن هذه السمات:

  • وصف مفاتن المرأة بصفات جريئة.
  • كثر فيه التشبيه والصور بأشياء مادية حسية.
  • الفخر بالعلاقات النسائية وتعددها.
  • وصف المواقف مع الحبيبة بألفاظ جريئة.
  • اتسمت بالطابع القصصي وكأن أبيات الشعر قصة أو حكاية يقصها الشاعر.
  • أبيات شعر هذا الغزل عادة تكون سطحية.
  • يخلو شعر هذا الغزل من المشاعر الجميلة والعاطفة العميقة والألفاظ الرقيقة.

الغزل الصريح في الشعر الجاهلي

إن أغلب ما عرفناه عن العرب قبل الإسلام كان من خلال قصائدهم، وكان أول ما وصل إلينا من أشعارهم كان يحكي عن الغزل الذي كان من أهم أغراض الشعر الجاهلي حيث كان الشاعر الجاهلي ينتقل في قصيدته بين التغني بالمحبوبة وصفاتها ومحاسنها ثم يذكر المكان الذي عاشت فيه ثم رحلت عنه إلى مكان آخر.

من أبرز الشعراء الجاهليين الذين ظهر في أشعارهم هذا النوع من الغزل الشاعر امرؤ القيس، وقد نشأ في حياة مترفة وكان أبوه ملكًا، وهو من أوائل الشعراء الذين وصل شعرهم عن الأماكن الخاصة بالنساء وخالف بشعره التقاليد والعادات التي اتسمت بها بيئته فيما يخص الحديث عن النساء، وهو صاحب المعلقة الشهيرة:

“قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل

بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ”

امرؤ القيس له أبيات كثير يظهر فيها هذا النوع من الغزل حيث يصف مفاتن النساء ويحكي عن علاقاته النسائية، ومن تلك الأشعار:

“أُغادي الصَبوحَ عِندَ هِرٍّ وَفَرتَنى

وَليدًا وَهَل أَفنى شَبابِيَ غَيرُ هِر

إِذا ذُقتُ فاهًا قُلتُ طَعمُ مُدامَةٍ

مُعَتَّقَةٍ مِمّا تَجيءُ بِهِ التُجُر

هُما نَعجَتانِ مِن نِعاجِ تِبالَةِ

لَدى جُؤذَرَينِ أَو كَبَعضِ دُمى هَكِر

إِذا قامَتا تَضَوَّعَ المِسكُ مِنهُم

نَسيمَ الصَبا جاءَت بِريحٍ مِنَ القُطُر”

من الشعراء الجاهليين أيضًا الذين ظهر في شعرهم هذا النوع من شعر الغزل كان الشاعر الملقب بالأعشى، وهو الشاعر ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضبيعة، وهو أحد فحول شعراء الجاهلية وسمي بالأعشى بسبب ضعف في بصره.

قد استخدم الأعشى في شعره الطريقة القصصية التي اتسمت بها أشعار هذا النوع من الغزل، وقد وصف مفاتن حبيبته في معلقته، ومنها:

“ودّعْ هريرة َ إنْ الركبَ مرتحلُ،

وهلْ تطيقُ وداعًا أيها الرّجلُ؟

غَرّاءُ فَرْعَاءُ مَصْقُولٌ عَوَارِضُها،

تَمشِي الهُوَينا كما يَمشِي الوَجي الوَحِلُ

كَأنّ مِشْيَتَهَا مِنْ بَيْتِ جارَتِهَا

مرّ السّحابة، لا ريثٌ ولا عجلُ

تَسمَعُ للحَليِ وَسْوَاسًا إذا انصَرَفَتْ”

سمات شعر الغزل الصريح في الشعر الجاهلي

اتصف الصريح من شعر الغزل في ذلك العصر بما تميز به الشعر الجاهلي من عدة صفات تميزه من حيث:

  • رصانة اللفظ ووضوح الأسلوب.
  • الدقة في انتقاء الالفاظ التي تعبر عن المعنى الحسي الذي يريده الشاعر.
  • اتسمت الألفاظ الشعرية بالجرأة الشديدة.
  • استخدم الشعراء الأسلوب القصصي في وصف مغامرتهم وعلاقتهم النسائية.
  • كثرة هذا اللون من الأغراض الشعرية في الشعر الجاهلي وانتشاره.
  • استخدام صور واضحة ومعبرة بشكل حسي يجسد ما يقوله الشعر في صورة حسية.

الغزل الصريح عند شعراء صدر عصر الإسلام

عند البحث في شعراء صدر الإسلام أي العصر الذي بدأ بدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ثم امتدادًا إلى عصر الخلفاء الراشدين من الصحابة لا نجد في شعرهم الوصف الفاحش في هذا النوع من شعر الغزل بل نلاحظ أن الشعراء كانوا ينتقون ألفاظهم بدقة شديدة.

لعل ذلك يرجع إلى أن دخولهم في الإسلام هذب نفوسهم وجعلهم يستخدمون ألفاظًا رقيقة ولا تتسم بالجرأة أو الفجاجة أو وصف مغامرات نسائية كما كنا نجد في شعر امرؤ القيس مثلًا.

حتى عندما نقرأ الأشعار التي وصف فيها الشاعر المرأة تستشعر كأنه غزل عفيف رغم وجود الوصف الحسي فيه، ومن ذلك شعر كعب بن زهير:

“بانت سعاد فقلبي اليوم متبول

متيم إثرها لم يفد مكبول

وما سعاد غداة البين إذ رحلوا

إلا أغن غضيض الطرف مكحول

هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة

لا يشتكي قصر منها ولا طول

تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت

كأنه منهل بالراح معلول

شجت بذي شبم من ماء محنية

صاف بأبطح أضحى وهو مشمول

تجلو الرياح القذى عنه وأفرطه

من صوب سارية بيض يعاليل”

اقرأ أيضًا: شعر غزل جاهلي وأشهر شعراء العصر الجاهلي

كما يظهر من خلال ألفاظ الشاعر دقته في انتقاء ألفاظ بعيدة عن الفحش والجرأة في القول، ولا نجد في شعر عصر صدر الإسلام ذلك الغرض الشعري بشكله الذي عرف عنه إلا في شعر سحيم بن الحسحاس والذي استخدم ألفاظ شديدة الفحش والوصف الحسي الجريء، ومن ذلك وصفه لبنات بني الصبير:

“كأن الصبيرّيات يوم لقيننا

ظباء أعارت طرفها للمكانس

وهن بنات لقوم أن يشعروا بنا

يكن في بنات القوم إحدّى الدّهارس

فكم قد شققنا من رداء منيرّ

ومن برقع عن طفلة غير عانس

إذا شقّ برد شقّ بالبرد مثله

دوايك حتى كلّنا غير لابس”

نقل عن السحيم أشعارًا وصف فيها المرأة بأوصاف حسية جريئة كما وصف مغامراته النسائية حتى أنه اتهم بأن إسلامه كان غير نابع عن عقيدة والله أعلم.

من ناحية أخرى، انتشر في شعر عصر صدر الإسلام الغزل العفيف، والذي علت فيه صور الرحمة والمودة بين الزوجين والتعفف في القول والوصف لحرمة فاحش القول.

“ولقد نظرتُ إلى الشَّموسِ ودُونها

حَرَجٌ من الرّحمن غيرُ قليل

قد كنتُ أحْسَبُني كأغْنَى واحدٍ

وَرَدَ المدِينَةَ عن زراعة فُولِ”

فالشاعر في الأبيات السابقة يقول إنه نظر إلى الشموس ثم استحى من الله تعالى.

سمات شعر الغزل الصريح في عصر صدر الإسلام

نظرًا لانتشار الإسلام في منطقة شبه الجزيرة العربية ودخول العرب في دين الله أفواجا فلم نجد أشعار يظهر فيها هذا النوع من شعر الغزل إلا كما وضحت عند السحيم بن الحسحاس الذي نهج أسلوب سابقيه من الشعراء الجاهليين، واتسمت أشعارهم في عصر صدر الإسلام فيما يخص الصريح من شعر الغزل:

  • ندرة أشعاره.
  • استخدام ألفاظ شديدة الدقة عند وصف المرأة تبعد كل البعد عن الفحش والقول.
  • انتشار غرض الغزل العفيف الذي اتسم بوصف معاني الحب والمودة والرحمة والحياء.
  • كثرة استخدام الخيال في الوصف والصورة.
  • التأثر الشديد بالتعاليم الإسلامية ومفهوم الحب وارتباطه بالعفة.

الغزل الصريح في العصر الأموي

سمي الغزل الصريح أو الحضري لأنه انتشر في حواضر الشام، ولقد شهد غرض الغزل ازدهارًا واضحًا بسبب الاستقرار الأمني والرخاء الاقتصادي والتسامح الديني مما أتاح للشعراء الفرصة في التفنن في أشعارهم، كما أن اختلاط العرب ببلاد فارس أثر كثيرًا في عادتهم وتقاليدهم.

من أبرز شعراء الصريح من الغزل في العصر الأموي هو عمر بن أبي ربيعة الذي أجاد في شعر الغزل إجادة بالغة وأكثر فيه حتى إن شعر الغزل في عذا العصر سمي بالغزل العمري، فعند النظر إلى قصائده تجد أن عشيقاته يصلن إلى أكثر من أربعين.

“لِمَن الدّيارُ كأنّهُنّ سُطورُ

تسدي معالمَها الصَّبا وَتُنيرُ

لَعِبَت بها الأرواحُ بعد أنيسِها

نَكباءُ تَطَّرِدُ السَّفا وَدَبورُ

دارٌ لهندٍ إذ تهيمُ بِذِكرِها

وإذا الشّبابُ المُستَعارُ نَضيرُ

إذ تَستَبيكَ بِجيدِ آدمَ شادِنِ”

من شعره أيضًا:

“فلما تفاوضنا الحديث وأسفرت

وجوهٌ زهاها الحسن أن تتقنعا

تبالَهْن بالعرفان لما عرفني

وقلن امرؤ باغٍ أكلَّ وأوضعا

وقرَّبن أسباب الهوى لمُتَيَّمٍ

يقيس ذراعًا كلما قِسْنَ إصبعا”

سمات شعر الغزل الصريح في العصر الأموي

 سمات  شعر  عصر الدولة الأموية

  • لم يكتف الشعراء في هذا العصر بوصف محاسن حبيبة واحدة في قصائدهم بل نجد في أشعارهم التغزل بعدة نساء.
  • اعتاد شعراء العصر الأموي في شعر الغزل على طريقة الحوار فنجد في أشعارهم كثرت استخدام الألفاظ قالت وقلت.
  • تغزل الشاعر بوصف نفسه في الأبيات.
  • تميزت ألفاظهم الشعرية بالرقة والطلاوة وقصر البحور الشعرية التي استخدموها.
  • أجاد شعراء ذلك العصر في الوصف.
  • اتسم شعر هذا النوع من شعر الغزل في ذلك العصر بوحدة القصيدة الموضوعية.
  • المبالغة الواضحة في وصف المرأة.

الغزل الصريح في العصر العباسي

انتشر شعر الصريح من الغزل في العصر العباسي لاختلاط العرب بالأمم الأخرى حيث شاع بينهم التحلل الأخلاقي والمجون، ومن أشهر شعراء هذا النوع من شعر الغزل في ذلك العصر أبو نواس، مثل قوله:

“وناهِدَةِ الثّدْيَينِ من خَدَمِ القَصْر

سبتْني بحسْنِ الجيدِ والوَجْهِ والنّحرِ

غُلاميّةٌ في زِيّهَا، برْمكيَّةٌ

مزوَّقَةُ الأصْداغ، مطمومةُ الشعْرِ

كلِفْتُ بما أبصرْتُ من حُسنِ وَجهِها

زماناً، وما حبّ الكواعبِ من أمْري

فما زلتُ بالأشْعَارِ في كلّ مَشْهَدٍ

أُلَيّنُها، والشِّعْرُ من عُقَدِ السّحْرِ

إلى أن أجابَتْ للوصالِ، وأقبلَتْ

على غيرِ ميعادٍ، إليّ مع العصْرِ

فقلتُ لها: أهلاً ودارَتْ كؤوسنا

بمشمولةٍ كالورْسِ، أوشُعَل الجمرِ”

كذلك من الشعراء الذين تفننوا في الشعر الصريح من الغزل كان بشار بن برد الذي يمنعه فقده للبصر من أن يصف المرأة في شعره واستخدم في الوصف أذنه مقام عينيه:

“يـا قَـومُ أُذني لِبعَضِ الحَيِّ عاشِقَةٌ

وَالأُذنُ تَـعشَقُ قَـبلَ العَينِ أَحيانا

فَقُلتُ أَحسَنتِ أَنتِ الشَمسُ طالِعَةٌ

أَضرَمتِ في القَلبِ وَالأَحشاءِ نيرانا

فَـأَسمِعينِيَ صَـوتاً مُـطرِباً هَزَجاً

يَـزيدُ صَـبّاً مُـحِبّاً فيكِ أَشجانا

يـا لَـيتَني كُـنتُ تُفّاحاً مُفَلَّجَةً

أَوكنتُ مِن قُضَبِ الرَيحانِ رَيحانا

حَـتّى إِذا وَجَدَت ريحي أَعجَبَها

وَنَـحنُ فـي خَلوَةٍ مُثِّلتُ إِنسانا

فَـحَرَّكَت عودَها ثُمَّ اِنثَنَت طَرَباً

تَـشدو بِـهِ ثُمَّ لا تُخفيهِ كِتمانا

أَصـبحتُ أَطوَعَ خَلقِ اللَهِ كُلِّهِمِ

أَكـثَرِ الخَلقِ لي في الحُبِّ عِصيانا”

سمات شعر الغزل الصريح في العصر العباسي

اتسم هذا النوع من الشعر في ذلك العصر بعدة سمات منها:

  • انتقى الأشعار ألفاظ جريئة محركة للغرائز.
  • تحدث الشاعر فيه عن مفاتن المرأة الحسية.
  • غزو أفكار جديدة لم تكن موجودة من قبل كالغزل الصريح بالفتيان.
  • غزارة شعر هذا النوع من الغزل وكثرت شعراؤه.
  • كثر في شعر الغزل الصريح الصور والمحسنات البديعية.

الغزل الصريح في الشعر الأندلسي

كان من أشهرهم علي بن عطية البلنسي بن الزقاق، والذي قال:

“المت فصار الليل من قصر به

يطير وما غير السرور جناح

وبت وقد زارت بانعم ليلة

يعانقني حتى الصباح صباح

على عاتقي من ساعديها”

كذلك كان لأبي بكر يحيى بن بقي الاندلسي القرطبي حضورًا في هذا النوع من شعر الغزل، فقال:

“بأبي غزالا غازلته مقلتي

بين العذيب وبين شطي بارق

وسألت منه زيارة تشفي الجوى

فأجابني منها بوعد صادق

بتنا ونحن من الدجى في لجة

ومن النجوم الزهر تحت سرادق

عاطيته والليل يسحب ذيله

صهباء كالمسك الفتيق لناشق

وضممته ضم الكمي لسيفه

وذؤبتاه حمائل في عاتقي حمائل

وفي خصرها من ساعدي وشاح”

اقرأ أيضًا: اجمل شعر غزل وما هو الغزل العذري والصريح؟ ومجموعة أبيات مميزة عن شعر الغزل

الغزل الصريح في الشعر عربي في عصر الانحطاط

أطلق الأدباء المعاصرين والنقاد الأدبيين على الفترة التي أعقبت العصر العباسي حتى أواخر القرن التاسع عشر بعصر الانحطاط الأدبي؛ فقد خاض العرب طوال تلك الفترة الكثير من الصراعات والحروب والنزاعات التي أثرت تأثيرًا سلبيًا كبيرًا على نهضة الشعر وتطوره في تلك الفترة.

هذا غير ضياع الكثير من الموروثات الفكرية في حروب التتار والصليبين واضطرابات الحياة السياسية والنزاعات أدت إلى التدهور الاقتصادي الذي كان لا بد أن يتبعه تدهورًا في شتى المجالات.

اتصفت أشعار هذه الفترة بصفة عامة من الضعف والتقليد والتكرار وركاكة المعنى وعدم وضوح الصورة وندرة النتاج الشعري مقارنة بالعصور السابقة له.

الغزل الصريح في العصر الحديث

إن التجديد في الشعر الحديث ثم ظهور المدارس الشعرية كانت بمثابة الإحياء والبعث من جديد للشعر العربي بعد عصور الانحطاط التي أصابت الأدب العربي حتى أن أول مدرسة شعرية في تلك الفترة سميت بمدرسة الإيحاء والبعث، ثم ظهور العديد والعديد من الشعراء الذين تركوا أشعار أعادت للشعر العربي رونقه وثراؤه الأدبي.

من أهم شعراء الغزل في مطلع القرن الماضي الشاعر بشارة الخوري، ولقب بالأخطل الصغير، تميز شعره بالعذوبة والسلاسة، وله ديوان شعر مطبوع، وإحدى قصائده (جفنه علم الغزل):

“جفنه علم الغزل

ومن العلم ما قتل

فحرقنا نفوسنا

في جحيم من القبل

ونشدنا ولم نزل

حلم الحب والشباب

حلم الزهر والندى

حلم اللهو والشراب

هاتها من يد الرضى

جرعة تبعث الجنون

كيف يشكو من الظما

من له هذه العيون

يا حبيبي أكُـلـَّما

ضمنا للهوى مكان

أَشْعـَلوا النار حولنا

فغدونا لها دخان

قل لمن لام في الهوى

هكذا الحسن قد أمر

إن عشقنا فعذرنا

أن في وجهنا نظر”

سمات شعر الغزل الصريح في العصر الحديث

اتسم شعر الغزل الصريح في ذلك العصر بعدة سمات منها:

  • سهولة الألفاظ والصور البلاغية، وكذلك سهولة استيعاب الأفكار في الأبيات.
  • النظر إلى عاطفة الحب بنظرة جديدة حيث تجاوز الشاعر من التجربة الذاتية إلى التجربة الجماعية.
  • قصر الجملة الشعرية.
  • انتقاء الالفاظ البعيدة عن الفحش والتي تعبر عن معنى الغزل الصريح.
  • رقة الالفاظ ونعومتها.
  • كثرة الاشعار والشعراء الذين أثروا المكتبة الأدبية العربية بأشعارهم.

اقرأ أيضًا: كلام غزل للحبيب بالعامية وشكل الحب بين الرجل والمرأة وأهمية كلمات الحب في تقوية العلاقة

إجمال بعد تفصيل

بناءً على ما تم ذكره في هذا الموضوع نستنتج بعض المعلومات الهامة مثل:

  • الغزل واحد من أغراض الشعر العربي، وأكثر الأغراض انتشارًا في أشعارهم.
  • الشاعر امرؤ القيس أبرز شعراء العصر الجاهلي في الصريح من شعر الغزل.
  • كان الصريح من شعر الغزل نادرًا في عصر صدر الإسلام.
  • برز الصريح من شعر الغزل مرة أخرى في العصر العباسي.
  • المبالغة الواضحة في وصف المرأة من سمات الغزل الصريح في العصر الأموي.
  • “جفنه علم الغزل” واحدة من أشهر قصائد العصر الحديث في الصريح من الغزل.
التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.