من الأماكن التي شهدت ظهور الدعوة العباسية
من الأماكن التي شهدت ظهور الدعوة العباسية
من الأماكن التي شهدت ظهور الدعوة العباسية التي انقسمت على فترتين هما الدعوة السرية في بداية الدعوة السرية في عصر مؤسس الدعوة العباسية، ومن ثم انتقلت إلى مرحلة الدعوة العلنية بعدما ساد الضعف العام في الدولة الأموية، هذا ما سنتناوله في ذلك الموضوع على موقع زيادة.
من الأماكن التي شهدت ظهور الدعوة العباسية
من الأماكن التي شهدت ظهور الدعوة العباسية في بادئ الأمر:
- بلاد الخليج العربي.
- بلاد الشام.
لكن بداية الدعوة قد ظهرت في:
- مدينة (مرو)
- مدينة (الحُميمة)
حيث ظهرت الدعوة في خرسان بالتحديد مدينة مرو، وكان محمد بن عبد الله بن العباس يسكن في مدينة (الحُميمة) من بلاد الشام بعدما تسلم زمام الدعوة من أبي الهاشم.
من ثم ارتكزت الدعوة العباسية على ثلاث مدن رئيسة هي:
- الحميمة.
- خرسان (مرو).
- الكوفة.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: أبو جعفر المنصور المؤسس الحقيقي للخلافة العباسية سيرته الذاتية وأهم أعماله
دور خرسان في ظهور الدعوة العباسية
كانت الدعوة العباسية السياسية تدور في المسرح السياسي لمدينة خرسان فكانت تعتبر هي مركز الدعوة في العهد الأموي ذلك لسببين رئيسين هما:
- أن خرسان مستقر وموطن القبائل العربية التي ساندت بني العباس في دعوتهم.
- مركز ولاء الجيوش المأمون ولايتها لهم.
- بعدها عن المركز الأموي.
لذلك كانت خرسان من الأماكن التي شهدت ظهور الدعوة العباسية.
التنظيم السياسي للدعوة العباسية
بعدما تسلم زمام الدعوة محمد بن عبد الله بن العباس من سابقه (أبي الهاشم) كان ينزل الحميمة في بلاد الشام وأصبح هو من يدير الدعوة في هذه البلاد، بل يقوم بإرسال الرسل والدعاء إلى الأمصار ويشرف بصفة عامة على أمور الدعوة بالكوفة وخرسان.
فكانت الدعوة في الفترة تحتاج إلى جهد كبير يقع على عاتق النقباء الذين ينقلون الدعوة من مركز القيادة إلى بلاد خرسان بالخاصة (مدينة مرو) فكان الرعيل الأول من الدعاة العباسيين الذين انتقلوا إلى “مرو” في العام مائة من الهجرة هم من هيكلوا الدعوة العباسية وأقاموا مجلس النقباء ومجلس السبعون.
فكان هؤلاء النقباء الذين يتبعون “سلمان بن كثير الخزاعي” من مدينة (مرو) كما كان رئيسهم، وكل واحد يختار من أهله من يثق به ليكون من أتباعه.
النقباء الأثنى عشر في مرو هم:
- رئيسهم: سلمان بن كثير الخزاعي.
- موسى بن كعب التميمي.
- لاهز بن قريظ التميمي.
- خالد بن إبراهيم أبو داود.
- قحطبة بن شيب الطائي.
- القاسم بن مجاشع التميمي.
- عمران بن إسماعيل أبو نجم.
- مالك بن الهيثم الخزاعي.
- عيسى بن أعين من خزاعة.
- شبل بن طهمان البكري.
- طلحة بن زريق الخزاعي.
- عمرو بن أعين.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: اخر خلفاء الدولة العباسية وغزوة بغداد وقتله وخلفاء العصر العباسي
فكان النقباء من خليط كبير من القبائل العربية المشاركة في الدعوة مثل:
- قبيلة تميم
- قبيلة طي
- قبيلة بكر بن وائل
كما كان لهؤلاء النقباء الاثني عشر في المجلس نظراء يسمون (نظراء الاثني عشر) فإذا مات أحد من النقباء حل محله النظير، وقد اختار النقباء سبعين داع منهم أربعون من مرو، وكل داع يتبعه آخرون وهؤلاء يسمون (دعاة الدعاة).
كان الدعاة ودعاة الدعاة أبرز شعارتهم لجذب المؤيدين حولهم هي كلمات مثل:
- المساواة بين العرب.
- المساواة بين العرب وغير العرب.
- حق آل البيت في الخلافة.
- تبين سوء بني أمية وأنهم ملوك دنيا أضاعوا الإسلام والمسلمين.
مراحل الدعوة العباسية
الدعوة العباسية قامت على فترتين متتاليتين هما:
- فترة “الدعوة السرية” منذ بداية عام 100هـ حتى عام 127 هـ، لم تكن تلك الفترة من الدعوة سهلة ومنظمة فقد كان هناك صراع كبير ووقعت الدعوة في الكثير من السقطات، والانهزامات.
- فترة “الدعوة العلنية” تمثل ثورة بني العباس بدايةً من عام 128 هـ.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: مظاهر التجديد في العصر العباسي وما هي أهم المعلومات عن العصر العباسي؟
موقف الولاة من الدعوة العباسية في المرحلة السرية
كانت الدعوة في الكوفة وخرسان بدايةً من أول العصر السري للدعوة أي من عام 100 هـ، بعدما وجه “محمد بن العباس” المسيرة من الحميمية على الوجه التالي:
- العبدي بن أبي رباح إلى العراق.
- محمد بن قيس، أبو عكرمة السراج، حيان العطار إلى خرسان (كان ذلك في عصر خلافة عمر بن عبد العزيز رحمه الله)
كانوا يتظاهرون أنهم تجار ليجوبوا البلاد بحرية لكن في الحقيقة كانوا يدعون الناس إلى إقامة دولة بني العباس، في كل عام كانوا يلتقون بالإمام في الحج.
لكن تم كشف أمرهم في عام 102هـ في خرسان في عهد ولاة “سعيد خذينة” عندما كان والي عليها، ومن اكتشف أمرهم رجل من قبيلة تميم اسمه: “عمر بن بحير بن ورقاء السعدي” فقام بالوشاية بهم عند الوالي “سعيد خذينة” فقبض عليهم، لكن قالوا إنهم قد قدموا إلى خرسان للتجارة فأفرج عنهم، لكن بعدما قامت جماعة من قبيلة ربيعة ويمنين قالوا له عنهم: “نحن نعرفهم وهم علينا أن أتاك منهم شيء تكرهه”
فعذر الدعاة أنهم تجار كان مبرر معقول لدى الولاة في ذلك الحين، وأفضل شيء في هذا العذر أنهم يقابلون الجميع بحجة أنهم تجارة أيضًا وبينهم مصالح متبادلة.
لكن في عام 107 كانت أولى الانتكاسات التي تعرض لها الدعاة العباسيون في ولاية القسري الأولى عندما وشى بهم رجل من قبيلة كندة وقبض عليهم القسري وقتلهم جميعًا إلا عمار العبادي الذي هرب، لكن بالرغم من تلك النكبات التي توالت عليهم إلا أنها زادتهم إصرار وعزيمة.
فأرسل “محمد بن العباس” في عام 109 هـ لنفس المكان في خرسان -تحت ولاية أسد القسري أيضًا- أحد الدعاة (زياد أبو محمد) فقدم لمرو وأقام فيها شتاء كامل يدعو الناس إلى خلافة بني العباس.
بعد ذلك توالت النكبات على دعاة بن عباس مثل:
- عندما ظفر بهم صاحب خارج (مرو) وقتلهم.
- في عام 113 هـ عندما كان عبد الرحمن المري والي خرسان ظفر ببعض الدعاة وقتل منهم رجل وأهدم دم الباقية.
- في عام 117 هـ عندما كان أسد القسري والي خرسان للمرة الثانية ذهب بعض النقباء إلى مدينة مرو هم:
- سلمان بن كثير
- ، وموسى بن كعب
- الهز بن قريظ
- مالك بن الهيثم
- طلحة بن رزيق
- خاد بن إبراهيم
- في عام 118 هـ قبض أسد القسري على “عمار بن ماهر” وقتله.
توالت النكبات في كل العصور التالية إلا أنها لم تكسر شوكتهم، بل زادت قوتهم وانتقلوا إلى المرحلة الثانية.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما اسم اول عاصمة في تاريخ الدولة الاسلامية
الثورة العباسية العلنية
في فترة الاضطرابات العصيبة في كافة أنحاء خرسان وكان مركز الصراع مدينة مرو، كانت الظروف مواتية لأبي مسلم فنزل بقرية (سفبذنج) في مدينة مرو فنشر دعاته وأظهر نفسه للناس، وقد وافه في يوم واحد في تلك القرية أهل 60 قرية أخرى مبايعته وهنا بدأت الثورة العباسية في عام 192 هـ.
هكذا كانت خرسان مقر نشاط الدعوة العباسية بالتخصيص مدينة مرو، فكانت مكان النصرة والتأييد لهم، ومنطلقهم.
بهذا نستنتج أن من الأماكن التي شهدت ظهور الدعوة العباسية في بلاد الخليج العربي وبلاد الشام، وهذا من منهج التاريخ العباسي بالتفصيل مع ذكر المعوقات التي واجهة الدعاة العباسيون في إقليم خرسان، نرجو أن نكون قد أفدناكم.