سبب نزول الاية يا ايتها النفس المطمئنة
يا ايتها النفس المطمئنة ، إن تفسير القرآن الكريم، هو أمر ضروري ولازم، وذلك من أجل معرفة ما أمرنا به الله بشكل صحيح، وتفسير القرآن ليس بالأمر السهل، فليس كل شخص يسهل عليه تفسير الآيات، وذلك من أجل تجنب الأخطاء في تفسير أوامر الله عز وجل، بل هناك رجال الدين المختصين في تفسير الآيات القرآنية، وتوصيل معانيها بطريقة مبسطة يسهل فهمها على الجميع.
يمكن التعرف على معلومات عن يا ايها النبي قل لازواجك نفسيرها وأراء المفسرين في معنى الجلباب والإدناء أضغط هنا: يا ايها النبي قل لازواجك نفسيرها وأراء المفسرين في معنى الجلباب والإدناء
سبب النزول
- أخرج ابن أبي حاتم عن بريدة في قولة:{يا أيتها النفس المطمئنة}، قال: نزلت في حمزة، لما استشهد يوم أحد، قاله أبو هريرة، وبريدة الأسلمي.
- أخرج أيضا ابن عباس: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: من يشتري بئر رومة، يستعذب بها، غفر الله له، فاشتراها عثمان، فقال: هل لك أن تجعلها سقاية للناس؟ قال : نعم، فأنزل الله في عثمان:{يا أيتها النفس المطمئنة..}.
- رأى البعض أنها نزلت في خبيب بن عدي لما صلبه أهل مكة، وجعلوا وجهه إلى المدينة، فحول الله وجهه للقبلة
- أنها في أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
يمكن التعرف على معلومات عن يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته وأقوال الصحابة والصالحين عن التقوى أضغط هنا: يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته وأقوال الصحابة والصالحين عن التقوى
تفسير القرطبي لقوله تعالى{يا أيتها النفس المطمئنة..}
- قوله تعالى:{يا أيتها النفس المطمئنة..}، لما ذكر حال من كانت همته الدنيا فاتهم الله في إغنائه، و افقاره، ذكر حال من اطمأنت نفسه إلى الله تعالى، فسلم أمره واتكل عليه، وقيل: هو من قول الملائكة لأولياء الله- عز وجل- والنفس المطمئنة، الساكنة الموقنه أيقنت أن الله ربها، وقال ابن عباس: أي المطمئنة بثواب الله، وعنه المؤمنة، وقال الحسن: المؤمنة الموقنه، وعن مجاهد أيضا، الراضية بقضاء الله، التي علمت أن أخطأها لم يكن يصيبها، وأن ما أصابها لم يكن يخطئها، وقال مقاتل: الآمنة من عذاب الله، وفي حرف أبي بن كعب(يا أيتها النفس الآمنة المطمئنة)، وقيل: التي علمت على يقين بما وعد الله في كتابه، وقال ابن كيسان: المطمئنة هنا: المخلصة، وقال ابن عطاء: العارفة التي لا تصبر عن طرفة عين، وقيل المطمئنة بذكر الله تعالى بيانه(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله)، وقيل ابن زيد: المطمئنة، لأنها بشرت بالجنة عند الموت، وعند البعث، ويوم الجمع، وروى عبدالله بن بريدة عن أبيه قال: يعني نفس حمزة، والصحيح أنها عامة في كل نفس مؤمن مخلص طائع.
- قال الحسن البصري: إن الله تعالى إذا أراد أن يقبض روح عبده المؤمن، اطمأنت النفس إلى الله تعالى، واطمأن الله إليها، وقال عمرو بن العاص: إذا توفي المؤمن أرسل الله ملكين، وأرسل معهما تحفة من الجنة، فيقولان لها: اخرجي أيتها النفس المطمئنة راضية مرضية، و مرضيا عنك، اخرجي إلى روح وريحان، ورب راض غير غضبان، فتخرج كأطيب ريح المسك وجد أحد من أنفه على ظهر الأرض، وذكر الحديث، وقال سعيد بن زيد:(قرأ رجل عند النبي-صلى الله عليه وسلم- يا أيتها النفس المطمئنة، فقال أبو بكر: ما أحسن هذا يا رسول الله، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: إن الملك يقولها لك يا أبا بكر).
- وقال سعيد بن جبير: مات ابن عباس بالطائف، فجاء طائر لم ير على على خلقته طائر قط، فدخل نعشه، ثم لم ير خارجا منه، فلما دفن، تليت هذه الآية على شفير القبر{يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية}، وروى الضحاك أنها نزلت في عثمان بن عفان رضي الله عنه، حين وقف بئر رومة، وقيل نزلت في خبيب بن عدي الذي صلبه أهل مكة، وجعلوا وجهه إلى المدينة فحول الله وجهه نحو القبلة.
- معنى ألى ربك، أى إلى صاحبك وجسدك قاله ابن عباس وعكرمة وعطاء، واختاره الطبري ودليله قراءة ابن عباس فادخلي في عبدي على التوحيد، فيأمر الله تعالى الأرواح غدا أن ترجع إلى الأجساد، وقرأ ابن مسعود، في جسد عبدي، وقال الحسن، ارجعي إلى ثواب ربك وكرامته، وقال أبو صالح المعنى، ارجعي إله الله، وهذا عند الموت.
- فادخلي في عبادي، أي في أجساد عبادي، دليله قراءة ابن عباس وابن مسعود، قال ابن عباس، هذا يوم القيامة وقاله الضحاك، والجمهور على أن الحنة هي دار الخلود التي هي مسكن الأبرار، ودار الصالحين من العباد كما قال، لندخلنهم في الصالحين، وقال الأخفش، في عبادي أي في حزبي، والمعنى واحد، أي اتبعي في سلكهم، وادخلي جنتي معهم.
لا يفوتكم التعرف على معلومات عن البقاء لله انا لله وانا اليه راجعون وهل يجوز الاسترجاع إذا كان المتوفى كافرًا؟ أضغط هنا: البقاء لله انا لله وانا اليه راجعون وهل يجوز الاسترجاع إذا كان المتوفى كافرًا؟
كيف يبث القرآن الطمأنينة والسكينة في النفس
- آيات القرآن الكريم تعالج هموم النفس بطريقة مذهلة، عن طريق تذكير المؤمن بسمو هدفه ونبل قضيته، فكلما شعر المؤمن بعظمة ما هو بصدده ، كلما هانت عليه الأحزان وصغرت أمامه العقبات.
- لقد علمنا الله سبحانه أن المتمسك بآياته، الوقن بها، المحب لها، الواثق في موعدها، سيعبر لحظات الضعف والشك، وسيكسر آلام الهم.
- يعتمد العلاج القرآني ابتداءا على تثبيت معاني الإيمان، وذلك بتوحيد الله سبحانه، وتنقية العقيدة، ويدعو المؤمن به للإخلاص والصدق في أخذها.
- يدعو القرآن إلى الإيمان باليوم الآخر، ويكرر عليه مشاهدة لكي يعيشها المؤمن رأي العين، فتخضع نفسه ويخشع قلبه ويعمل لما بعد الموت.
- يبث الطمأنينة في القلب تارة بروعة الكلمات وأثر الآيات ذاتها وفضلها، وتارة بالتصريح بكونها تطمئن القلوب، { ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، كتأكيد وبيان أن ذكر الله تسكن مع القلوب، فتطمئن لموعود ربها، فتأمن من الخوف والفزع.
- الآيات تذكرة بالأمان في معية الله، فلا خوف إلا من الله، لا رهبة إلا من عذابه، فتستقر الطمأنينة فيه، إذ لا حول ولا قوة إلا بالله، فينجلي كل الخوف، ويذهب كل ضعف، فتجد القلب مطمئنا ليومه، راضيا بأمسه، مستبشرا بغده، إذ اليوم متوكل على الله، وأمس راض بقدر الله فيه، وغدا مستبشر باليسر بعد العسر.
- كانت الطمأنينة تخص ذات القلب، حيث أن السكينة تخص الحوادث المارة بالنفس، فيؤكد الله أنه(قل لن يصيلنا إلا ما كتب الله لنا)، ويقول صلى الله عليه وسلم« ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: قد الله ما شاء فعل اللهم اجرني في مصيبتي واخلفني حيا منها، إلا أجره الله فيها وأخلفه خيرا منها».
- في كتاب الله تثبيت في الحوادث والمصائب بالإنابة إلى الله والرجوع إليه سبحانه، قال سبحانه{ وبشر الصابرين* الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون* أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}.
- هناك نوع آخر من المشاعر والمفاهيم يثبتها القرآن الكريم في المؤمنين، ذلك المفهوم الثقة في الله، يقوى به القلب ويقي النفس، فترى القلب تتضاعف قوته، وترى النفس قادرة على خوض غمار المصاعب.
- يقول شيخ الإسلام بن تيمية: لا حول ولا قوة إلا بالله لها أثر عجيب في تقوية القلب والجسد، والله سبحانه وتعالى في كتابة يقول{ الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل* فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم، وقد أمر سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم أن يثق في موعود الله عز وجل، ويوقن بذلك وأن ذلك كافيه وحسبه، فقال:{ يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين}.
- والآيات في كل ذلك تدعو إلى الأخذ بالأسباب، فراحة البال ينبغي أن تبني على عمل{تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون}، لا على تواكل أو على قعود، أو انطواء، ولكنها مبنية بالأساس على الثقة في الله عز وجل كما اسلفنا وكذلك بعد الأخذ بالأسباب التي أمر الله بها.
في النهاية اختصارا لما تم عرضة في هذا الموضوع، توضيح وتفسير آية يا أيتها النفس المطمئنة، وكيف تطمئن النفس بالقرآن.