دعاء سيدنا يونس ” لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين “

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، نبدأ هذا المقال عبر موقعنا الإلكتروني زيادة ، بهذا الدعاء الرائع وهو لا إله إلا أنت سبحانك فيوجد في هذا الدعاء اعترافين مهمين الأول هو الاعتراف الأعظم لأنه اعتراف بألوهية الله سبحانه وتعالى ووحدانية فهو أيضًا يدل على تمام العبودية لله الواحد الأحد، أما الاعتراف الثاني فهو اعتراف بالذنب والتقصير في حق الله عز وجل وكذلك يدل على قوة الإيمان وعدم التمادي في العصيان.

ومن هنا يمكن التعرف على المزيد من المعلومات عن أبناء نوح عليه السلام وقصة ابن نوح عليه السلام والطوفان : أبناء نوح عليه السلام وقصة ابن نوح عليه السلام والطوفان

تفسير لا إله إلا أنت سبحانك

قال الله سبحانه وتعالى:﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾.

إن الله سبحانه وتعالى قد أرسل سيدنا يونس إلى قومه حتى يدعوهم إلى الإيمان بالله الواحد القهار، وظل يدعوهم لمدة 33 عامًا ولكنهم رفضوا ولم يؤمنوا وظلوا في كفرهم ولم يؤمن معه غير رجلين فقط، لذلك فقد توعدهم الله عز وجل بالعذاب ثم خرج سيدنا يونس مغاضبًا لهم وذلك قبل أن يأمره الله عز وجل لأنه ظن أن الله سبحانه وتعالى لن يقضي عليه عقوبة ولا بلاء.

وعندما تحقق قومه من ذلك وعرفوا أن نبي الله يونس لا يكذب خرجوا إلى الصحراء ومعهم أطفالهم و أنعامهم وظلوا يتضرعوا إلى الله عز وجل فرفع الله عنهم العذاب وقال الله سبحانه وتعالى: ﴿فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ﴾.

يمكن التعرف على معلومات عن وما ينطق عن الهوى.. تفسير ابن كثير والإمام أحمد ونزول الوحي على الرسول أضغط هنا: وما ينطق عن الهوى.. تفسير ابن كثير والإمام أحمد ونزول الوحي على الرسول

ما حدث لسيدنا يونس على السفينة

بعد ذلك ذهب سيدنا يونس وركب مع قومه السفينة فلجت السفينة بهم وخافوا أن يغرقوا، واقترحوا أن يلقوا برجل من بينهم في الماء فوقعت القرعة على يونس ولكنهم رفضوا أن يلقوه ثم أعادوا القرعة مرة أخرى فوقعت عليه مرة أخرى.

فقام سيدنا يونس وألقى بنفسه في البحر فأرسل الله سبحانه وتعالى حوتًا عظيمًا فالتقم يونس فأوحى الله عز وجل ألا يأكله ولكن يبتلعه حتى يظل بطنه له سجنًا، و تدخلت قدرة الله سبحانه وتعالى بأن جعلته يعيش ويستطيع أن يحرك كل أعضاء جسمه فسجد سيدنا يونس لله تعالى وشكره بأن حفظه ونجاه.

ولا يفوتكم قراءة موضوع أين رست سفينة نوح وما هي مكانة سيدنا نوح عليه السلام في القرآن الكريم من هنا: أين رست سفينة نوح وما هي مكانة سيدنا نوح عليه السلام في القرآن الكريم

ظلمات سيدنا يونس الثلاثة

بعد ذلك صار سيدنا يونس عليه السلام في بطن الحوت {قال ابن مسعود رضي الله عنه: ظلمة بطن الحوت، وظلمة البحر، وظلمة الليل} فاستغاث سيدنا يونس بربه عز وجل الذي لا تخفى عليه شيء في السماء والأرض، فأنجاه الله سبحانه وتعالى لأن الله سبحانه وتعالى كريم مع الموحدين المخلصين له.

وقد ظل سيدنا يونس في بطن الحوت لمدة ثلاثة ليالي حتى أن يقذف به على اليابسة فقد قذف به في منطقة رملية فوجد نفسه عريانًا، ولكن الله أتم عليه من فضله ونعمه فأنبت الله له شجرة من اليقطين وكانت رائحته تجذب الذباب، وهو أمر لا ينطبق على شجرة اليقطين وهو الشجر الذي ينفر الذباب منه ولا يقترب منه.

ومن هنا سنتعرف على قصة سيدنا عيسى عليه السلام وأهم معجزات سيدنا عيسى من خلال الاطلاع على هذا الموضوع: قصة سيدنا عيسى عليه السلام وأهم معجزات سيدنا عيسى

الموعظة من قصة سيدنا يونس

هذه القصة وهي قصة سيدنا يونس مع قومه يوجد بها من الحكم والمواعظ، التي لابد لنا من ذكرها فهذا الدعاء يدل على التوحيد الكامل والعبودية لله تعالى في ثلاث مطالب وهي:

  • إثبات كامل للألوهية وخصوصيتها بالله سبحانه وتعالى.
  • التنزيه الكامل لله سبحانه وتعالى عن أي نقص أو عيب لأن الكمال لله وحده.
  • لكي نطلب المغفرة من الله تعالى لابد من الأعتراف بالخطأ أو الذنب المرتكب ولابد من الخضوع الكامل والذل لله تعالى عند العبادة.

كما أنه لديكم المزيد من الفرصة للتعرف على قصة سيدنا إبراهيم من خلال الاطلاع على هذا الموضوع: قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام كاملة وأهم مضامينها

أنواع التوحيد الذي يتضمنه هذا الدعاء

يوجد ثلاثة أنواع من التوحيد في هذا الدعاء وهو توحيد الألوهية المتضمن لتوحيد الربوبية وذلك في قوله تعالى: {لا إله إلا أنت}، توحيد الأسماء والصفات وذلك في قوله تعالى: {سبحانك} فهذان النوعان من التوحيد بهما ينجح المرء في الدنيا والأخرة، يتضمن أيضًا صدق العبودية لله سبحانه وتعالى رب الناس أجمعين.

لذلك فتوحيد الله وتنزيهه عن كل نقص وعيب إثبات على كمال الله تعالى وبعده عن أي نقص أو عيب، واعتراف العبد بالظلم يدل على إيمانه بالشرع والثواب والعقاب ولابد من رجوعه إلى الله تعالى واعترافه أيضًا بعبوديته، وأنه عبد فقير إلى الله سبحانه وتعالى فهذه الأمور الأربعة يكون بها التوسل إلى الله التوحيد، والتنزيه، والعبودية، والاعتراف.

قال الله تعالى:﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾.

وقال الله سبحانه وتعالى أيضًا:﴿ أمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾.

فيقول العبد عند التوسل إلى الله: يا الله يا واحد يا صمد يا من ليس له شريك يا منزه من كل عيب أو نقص وأن ما ضرني ليس بظلم منك ولكن من نفسي لأنك أنت الكامل في كل شيء، في أسمائك وصفاتك وأني أتذلل إليك لأن في هذا طلب للمغفرة من الله سبحانه وتعالى وأن يتجاوز الله عز وجل عنه، وأن ينقذه مما هو فيه من كرب وشدة وأن ينعم عليه بالخير والجود والبركات.

يمكنك الآن التعرف على كافة التفاصيل عن جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان وحادثة حرق المصحف في عهده من خلال مقالجمع القرآن في عهد عثمان بن عفان وحادثة حرق المصحف في عهده

الرجوع إلى الله في السراء والضراء

لابد من توحيد الله الحق الذي لا إله غيره والذي قال عن نفسه: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾.

وقال الله تعالى:﴿ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾.

لابد لنا أن نعلم جيدًا أن الظلم هو أن نضع الشيء في غير مكانه والإنسان العاصي هو ظالم لأنه وضع في مكان الطاعة العصيان، وهذا يكون ظلم لدينه ولنفسه ولقد سمى الله سبحانه وتعالى الشرك بالظلم، وذلك لأن المشرك جعل مكان التوحيد لله بالشرك به وهذا ذنب عظيم وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {أكبر الكبائر: الإشراك بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين، وقول الزور، أو قال: وشهادة الزور}.

فقد بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالشرك لأنه من أكبر وأشد الذنوب، ولأن فيه تحطيم لأساس من أسس الإسلام وهو التوحيد فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: {بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا}.

ويمكن التعرف على المزيد من التفاصيل عن سيدنا موسى وأخيه الخضر وما إذا كان حيا أو لا وقصة الدعوة بين سيدنا موسى والخضر من خلال الإطلاع على هذا الموضوع: من هو سيدنا الخضر؟ وهل هو نبي؟ وهل هو حي؟ وقصة سيدنا موسى والخضر

وفي الختام لا يوجد أحد إلا هو معرض لأن يصيبه همًا أو ضيقًا فلابد من اللجوء إلى الله لكل مسلم وخاصة من يعاني همًا وضيقًا، لأن الله سبحانه وتعالى سوف يجعل له من كل ضيقًا مخرجًا بالذكر والتسبيح، فكما نجا الله سيدنا يونس بفضل تسبيحه لله وهو في بطن الحوت فسوف يخرج كل مهموم من غمه وكربه ويزف إليه البشرى ليفرج عنه كربه.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.