كلمة بمناسبة اليوم الوطني السعودي 1446
كلمة بمناسبة اليوم الوطني سوف نقدمها لكم اليوم من أجل المملكة العربية السعودية وذلك حبًا فيها واحترامًا وتقديرا إلى أشقائنا في الوطن العربي وأحبابنا في المملكة العربية السعودية وتقديرًا أشد وأعظم لتلك الأرض المباركة التي تنحني لها الوجوه تقديسًا إذ بها بيت الله الحرام ومسجد رسوله الكريم وخاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
كلمة بمناسبة اليوم الوطني
بمناسبة اليوم الوطني للسعودية فإننا سنعرض عليكم كلمة يمكن أن تلقى في الاجتماعات أو المدارس أو الاحتفالات وغيرها من الأماكن التي تحتفل بالعيد الوطني السعودي في المملكة العربية السعودية.
إقرأ أيضًا: مواعيد إجازة اليوم الوطني السعودي 1446 وأهم الأحداث التي وقعت فيه
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، فمن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، الذي علا في دنوه، ودنا في علوه، فلا يحويه زمان، ولا يحيط به مكان، ولا تدركه المسامع ولا الأفهام، وأشهد أن محمدًا عبده ونبيه ورسوله وصفيه، ثم أما بعد.
النص
فإن تلك الأرض التي قامت عليها المملكة العربية السعودية هي أرض الله التي اختارها لتكون منبع الرسالة وفيض الدين ونبراسًا لكل طالب علم وطالب دين، وإن أهل تلك الأرض هم مِن ذوي الجود والإحسان، ومن ذرية خير الأمم أجمعين، والشاهد على ذلك أن الله عز وجل ما اختار الأهل أو الأرض عبثًا، وسبحانه عما يصف المبطلون.
وقد اطلع الله على قلوب البشر مذ خلق الله آدم فما وجد أمة أفضل من أمة المسلمين ولا سيما العرب إذ قال الله في كتابه العزيز: “كنتم خير أمة أخرجت للناس”.
ولقد كان العرب أمة لا تنافسها أمة من العالمين، وقد ارتفعت رايتهم ولم تحنى جباهم أبد الآبدين، إن الله عز وجل اختار تلك الأمة لتكون حاملة لكل خُلقٍ سليم وقائدةٍ لكل بطلٍ قويم.
لقد عاشت أمة العرب في تلك الأرض التي نشأت عليها المملكة العربية السعودية وترعرع فيها العرب السابقون مثلما يترعرع فيها العرب من أبناء المملكة السعودية الطيبة، والتي نسأل الله عز وجل أن يكونوا كما كان العرب قديمًا إذ كان السؤدد عندهم بالبذل لا بالأخذ، وكانت الرفعة عندهم بالعطاء، وكانت البطولة ألا يلحق العاطي مُعطيه منًا ولا أذى، ولهذا اختار الله أهل تلك الأرض الطيبة المباركة ليصطفي منهم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كي يكون مبشرًا بدين الله الحق.
إقرأ أيضًا: مقدمة عن اليوم الوطني 1446 وما هي مظاهر الاحتفال في اليوم الوطني السعودي؟
تهنئة
هنيئًا لكم يا أهل المملكة العربية السعودية إذ سكنتم الأرض الذي سكن فيها خيار الناس، ومشت في رياضها الأمراء والخلعاء، ونام تحت سمائها صحابة رسول الله رضوان الله عليهم أجمعين، وجاهد في صحاريها الأبطال وانتصر لدين الله خير أولاد آدم –عليه السلام.
ثم إن هنيئًا لكم رزق الله في أرضه التي أورثكموها رب العزة وجعل منكم ساداتها، وجعلكم خدامًا لبيته الذي يتشرف بخدمته كل مسلم شريف يحب الله عز وجل ورسوله عليه الصلاة وأشرف التسليم.
ذلك البيت الحرام الذي هو أول بيت وضع للناس، وأطهر مكان على وجه البسيطة.
وإنه لهنيئًا لكم يا أهل المملكة العربية السعودية الكرام فقد جعلكم الله تتشرفون بمسجد رسول الله وخدمته وتستقبلون الناس أفواجًا في كل عام، وإن في ذلك لعبرة لمن أراد شكورا.
أرأيتم كيف الله اصطفاكم وفضلكم على كثير ممن خلق تفضيلا ؟!
وفي هذا اليوم نهنئ جميع أطياف الأمة العربية ولا سيما الأمة الإسلامية –كل الأمة- باليوم الوطني السعودي، فذلك الوطن هو الذي يموت الناس لأجله ويعيشون في رحابه ويسكنون ويأمنون بين ترابه من كل شر هو آت لهم، ومن كل إثم قد يحيط بهم.
إن هذا الوطن الغالي به نحيا وبه نموت وعليه نلقى الله مؤمنين به وموحدين له سبحانه وتعالى.
لقد منَّ الله –عز وجل علينا- بكل نعمة أنشأها في الأرض فنسأله أن لا يضيعها علينا أو أن يستبدل قومًا غيرنا أو أن يبدل وطننا الهانئ السعيد، فندعوه دوما أن يكون لنا منعة ونكون له أبطالًا.
عهدٌ وميثاق
إننا –معشر المسلمين- قد عاهدنا كل مسلم أخ لنا على تلك الأرض أن نكون عونًا له وأن نكون مثل العقدة التي لا تنفك أبدًا، لقد عاهدنا الله سبحانه أن نكون للمؤمنين سندًا وأن نكون على الكافرين والأعداء لقمة مرة في حلقهم لو أرادوا لنا مضغًا، وأن نكون عليهم مثل حطب جهنم لو أرادوا بنا مسكًا، وأن نكون عليهم مثل المهل إن شربوه فجر أمعاءهم فلا يستطيعون لنا صبرا.
يا أهل المملكة العربية السعودية الكرام، إن اليوم هو يوم عيدكم فافرحوا، ويوم انتصاركم فاشكروا الله على ما جاءكم به من الحق والنصر، فما النصر إلا من عنده إن هوه مولانا فنعم المولى ونعم النصير.
ثم يا أهل المملكة العربية السعودية الموقرين، إنكم أهل تجارة وأهل صناعة وأهل زراعة وأهل علم وأهل دين؛ فابذلوا ما استطعتم مما قد منَّ الله عليكم به تفلحوا بإذنه سبحانه، إذ أنتم لطالما كنتم أسيادًا على الناس وما الناس سادوا إلا أن يَخدموا، وما الناس بحاصلين على منعتهم وعزهم إلا بعد أن ينفقوا مما قد آتاهم الله، فكل إنسان مُسيّر لما خلق الله من أجل تلك الأمة ومن أجل هذا الوطن العريق.
فمن كانت عنده مزية فلينفق منها في سبيل الله وفي سبيل هذا الوطن الذي هو رزق من الله، فكم من رجل بات حلمه أن يعيش إلى جوار بيت الله الحرام.
يا عباد الله كونوا لله عبادًا حق العبادة، وكونوا لنعمه شاكرين، وكونوا لنصره منتصرين، وكونوا لعزته أذلة، وكونوا لغناه أحوج الناس إليه، ولا يغرنكم بالله الغرور.
ويا عباد الله، إن الله خلقكم من نفس واحدة وجعل فيكم الصالح كما خلق بينكم الطالح، وإن الله عز وجل قد جعل لكل أمة منهاجًا إن زاغوا عنه أبصارًا فلينتظروا مع المنتظرين عاقبة لا يردها عنهم إلا من هو على كل شيء قدير، فالتزموا بمنهج الله الذي قد شرعه لكم واستعملكم عليه كي تؤدوا ما قد وعدتم أنفسكم به، وإن الناس قد حملوا الأمانة جهلُا ولو علموا ما قد يصيبهم لفروا منها ولفاضت العين ندمًا على ما صنعوا بأنفسهم.
إن الله سبحانه جل شانه قد جعل تلك الأرض –كل الأرض- في خدمتنا بني البشر، وقد جعلنا عليها خلفاء حتى نقيم ما حقه القيام وأن لا نقعد ما ليس لنا به علم، وإن الله قد فضل بعضنا فوق بعض درجات، حتى يعمل كلٌ لما خُلق له، فالصانع يعلم ما لا يعلمه الزارع، والزارع يعلم ما لا يعلمه القاضي، والقاضي يعلم ما لا يعلم التاجر وهكذا..
وشهادة ذلك أن تصنعوا يا أهل المملكة الكرام كل ما في وسعكم من خير لصالح تلك الأمة –أمة الإسلام- ولتعلموا أنه لا فضل لعربي على أعجمي إلا بتقوى الله، وإن التقوى محلها القلب، وإن القلب لا يعلم حاله صاحبه، وإنما يعلم حاله رب صاحبه الذي هو يقلب القلوب حيث يشاء فاسألوا الله الثبات.
إقرأ أيضًا: اذاعة مدرسية كاملة عن اليوم الوطنى بالمقدمة والخاتمة والفقرات
خاتمة الكلمة
يا عباد الله، قد قلت لكم كلمة بمناسبة اليوم الوطني السعودي وأسأل الله التوفيق فلا موفق إلا هو.
وإن الله يأمركم بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهاكم عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون، اسألوا الله السلامة من كل شر والغنيمة من كل بر، واذكروا الله العظيم يذكركم، واستغفروه يغفر لكم، والسلام غليكم ورحمة الله وبركاته.