زوجي يطلبني وقت الصلاة

زوجي يطلبني وقت الصلاة فهل أقدم الصلام أم أطيع زوجي فيما طلب؟ وهل عليّ إثم إن أخرت الصلاة؟ ترغب العديد من النساء في معرفة حكم هذه الحالة ومعرفة الدلائل على هذا الحكم، لاسيما أن الصلاة فرض عليها، وكذا وجب عليها طاعة زوجها، ومن خلال موقع زيادة نبين الحكم في تلك الحالة.

زوجي يطلبني وقت الصلاة

الصلاة هي ركن من أركان الإسلام، فريضة على كل مسلم ومسلمة ويجب تأدية الصلوات في أوقاتها دون تأخير، لذا إذا رفضت الزوجة طلب الزوج مع عدم وجود وقت كافي لممارسة العلاقة ثم الاغتسال والوضوء والصلاة فلا حرج أو ذنب عليها؛ لأنها تخاف أن تفوتها الصلاة ولها أجر على ذلك.

أما في حالة وجود متسع من الوقت لمعاشرة زوجها ثم الاغتسال والوضوء والصلاة فرفضها للزوج في إثم كبير، حيث للزوج الحق في طلب زوجته وعليها إجابته إلا في بعض الحالات التي لها عذر فيها حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهِ فأبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا المَلَائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ.

في بعض الحالات التي يمكن للزوجة أيضًا الامتناع عن طلب الزوج هي أن يكون بعد الأذان وإذا حدثت العلاقة لن يستطيع الزوج اللحاق بصلاة الجماعة بسبب ضيق الوقت للاغتسال والاستعداد للصلاة ففهي هذه الحالة يجب أن تنصحه وتخبره بفضل صلاة الجماعة ولا حرج عليها في رفضها في تلك الحالة.

فيجب على الزوجة مساعدة زوجها في التقرب إلى الله وأن تنصحه وتنبهه لأوقات الصلاة بشكل دائم وتحثّه على صلاة الجماعة وثوابها فقال الله تعالى في كتابه الكريم:

﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾

[التوبة: 71]

الحالة السابقة كذلك لها بعض الاستثناءات.. فهي تشبه حالة تحضير الطعام التي أمرنا الرسول فيها بأولوية الطعام عن الصلاة حتى لا يتشتت الذهن، كذلك بالنسبة للجماع فإذا غلبه الأمر ولم يستطيع تجاوز التفكير فيه فلا إثم عليه من تأخير صلاة الجماعة وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا صلاةَ بحَضْرَةِ طعامٍ، ولا وهو يُدافِعُه الأَخْبَثانِ.”

كما قال عليه الصلاة والسلام: “إِذَا وُضِعَ عَشَاءُ أحَدِكُمْ وأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَابْدَؤُوا بالعَشَاءِ ولَا يَعْجَلْ حتَّى يَفْرُغَ منه وكانَ ابنُ عُمَرَ: يُوضَعُ له الطَّعَامُ، وتُقَامُ الصَّلَاةُ، فلا يَأْتِيهَا حتَّى يَفْرُغَ، وإنَّه لَيَسْمَعُ قِرَاءَةَ الإمَامِ.

اقرأ أيضًا: زوجي يضحك وقت العلاقة

وجوب طاعة الزوجة للزوج

من واجبات ديننا أن تطيع الزوجة زوجها طاعة كاملة وأن تؤدي جميع حقوقه عليها والتي منها معاشرتها، لكن هناك بعض الحالات التي يمكن أن ترفض فيها الزوجة فراش الزوج مثل:

  • أثناء الحيض والنفاس.
  • أثناء صيام فرض.

فإذا أصاب المرأة حيرة وتساءلت زوجي يطلبني وقت الصلاة ماذا أفعل، وكان سبب امتناعها ضيق الوقت فلا حرج عليها، فقد أباح لها الإسلام الامتناع في تلك الحالات حفاظًا على بقاء الزوجية.

دون تلك الحالات فالمرأة عليها أن توافق على طلب زوجها في الجماع وغيره وأن طلبي طلباته فمثلًا لا يجب على المرأة أن تصوم صيام سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم إلا في حالة موافقة الزوج حتى لا يمنع الصيام رغبته في الجماع وذلك ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم في الآتي:

  • لا تَصُمِ المَرْأَةُ وبَعْلُها شاهِدٌ إلَّا بإذْنِهِ، ولا تَأْذَنْ في بَيْتِهِ وهو شاهِدٌ إلَّا بإذْنِهِ، وما أنْفَقَتْ مِن كَسْبِهِ مِن غيرِ أمْرِهِ، فإنَّ نِصْفَ أجْرِهِ له.
  • لو كنتُ أمِرًا أحدًا أن يسجدَ لأحدٍ، لأمرتُ المرأةَ أن تسجدَ لزوجِها

كما قال الله تعالى في كتابه الكريم ما يدل على قوامة الرجل على المرأة فيما يلي:

﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا﴾

[النساء: 34]

رغم ذلك فالطاعة لها أحكام وضوابط فالطاعة العمياء لا تكون إلا لله عز وجل فمثلًا في حالة الزوج الذي يفرض على زوجته معصية وأمر يغضب الله فلا يجب عليها أن تطيعه ولا حرج عليها في الرفض.

في بعض الحالات الأخرى التي لا يمكن فيها للزوجة أن تقوم بما طلبه منها زوجها فالدين دين يسر فإذا وقع عليها ضرر ومشقة في الطلب فيمكن أن ترفض.

في الأخير يجب على الزوجة طاعة الزواج إذا كان الزوج يستحق تلك الطاعة ويقوم بواجبته نحوها سواء في الحياة عامًا مثل النفقة والمسكن أو في الجماع، حيث يجب على الزوج المعاملة بالمعروف وفي حال مخالفة ذلك شرع الله لها الطلاق حين استحالة العشرة.

تتساءل بعض الزوجات قائلة: زوجي يطلبني وقت الصلاة فمتى يحق لي الرفض ومتى لا يجوز، والسبب في ذلك أن تأخير الصلاة من الكبائر التي يجب على كل مسلم تجنبها والالتزام بالوقت المحدد للصلاة إلا في وجود عذر مقبول.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.