تجربتي مع دعاء ربي أنزلني منزلا مباركا
تجربتي مع دعاء ربي أنزلني منزلا مباركا اكتشفت من خلالها تأثير هذا الدعاء المبارك الذي أمر الله تعالى نبيه نوح بالدعاء به، وقد كانت هذه التجربة لإحدى صديقاتنا والتي صنفتها على أنها قد أذاقتها إحساسًا إيماني مختلفة خاصةً بعد أن تعرفت على تفسير الآيات الكريمات التي جاء فيهن ذكر الدعاء، مما دفعها إلى المداومة عليه، وننقل لكم هذه التجربة عبر السطور القادمة من خلال موقع زيادة.
تجربتي مع دعاء ربي أنزلني منزلا مباركا
تبدأ صديقتنا في سرد تجربة ترديد دعاء ربي أنزلني منزلا مباركا فتذكر لنا كيف كانت أول مرة قد انتبهت فيها إلى هذه الآية الكريمة، وكيف أنها شعرت كما لو كانت أول مرة تمر على مسامعها، إذ كانت في شهر رمضان الكريم، وتقوم بتلاوة القرآن الكريم، ثم حدث أن انشغلت ببعض الأمور، فعمدت إلى تشغيل المسجل بصوت قارئها المفضل.
بدأ القارئ في تلاوة آيات من سورة “المؤمنون” إلى أن وصل إلى الآيات التي تسرد قصة سيدنا نوح وكيف أن الله تعالى قد أمره ببناء سفينة ضخمة، وفي ظل البيئة الصحراوية التي كانت تحيط بهم في تلك الفترة، فقد كان نبي الله نوح محل سخرية المشركين من قومه.
لكن الله ثبته وأوحى إليه أن الفلك ستجري في الماء، وأنه سيتم إنقاذه هو والمؤمنين من قومه على ظهر تلك السفينة، وأنهم إذ يستوون على ظهرها، فليحمد الله تعالى على النجاة، ثم ليردد دعاء “رب أنزلني منزلًا مباركًا وأنت خير المنزلين” (الآية 29).
ظهر السؤال في هذه اللحظة، لم أمر الله تعالى نبيه بترديد هذا الدعاء عند ركوبه الفلك؟ وعندما قامت صديقتنا بالبحث تبين أن في الآية لطائف عدة ذكرها كثيرٌ من المفسرين، وقد اجتمع الكثير منهم على ترديد هذا الدعاء عند النزول بمواطن جديدة أو عند ركوب الدابة.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع دعاء لا إله إلا الله العظيم الحليم
حكم الدعاء بقوله “رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ”
تخبرنا صديقتنا أنه في خلال تجربتي مع دعاء ربي أنزلني منزلا مباركا، أنه قد وقع في نفسي اختصاص هذه الآية الكريمة بفضلٍ كبير، وأنني أود ترديدها كلما استطعت، ولكني أردت التحقق أولًا من حكم ما أنا بصدد فعله.
بعد البحث والاطلاع على مصادر الفتوى الموثوقة، تبين أن الفقهاء قد أجازوا لمن سكن منزلًا جديدًا أو كان في نيته شراء واحد أن يدعو الله بقوله هذه الآيات، كما أجازوها في المجالس وعند ركوب الدواب وما في حكمها.
كما توصلت أيضًا إلى أن سلف الأمة من الصحابة والتابعين، قد روي عنهم أنهم كانوا يتلونها في حالات كثيرة، كما عند دخول المنزل، وفي المسجد، وفي المجالس، وقد ورد في تفاسير الكثير من علماء الأمة ما يؤيد مشروعية ترديد هذا الذكر.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع لا إله إلا الله الملك الحق المبين
تفسير قوله تعالى “رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ“
استكملت صديقتنا سرد التجربة فتقول: تجربتي مع دعاء ربي أنزلني منزلا مباركا كانت تفتقر إلى المزيد من البحث والاستزادة من تفسير هذه الآية، وفضل ترديدها في الأحايين التي ذكرها العلماء والمفسرون.
قد نتج بحثها عن نتائج مفيدة جدًا؛ إذ توصلت من خلال التفاسير إلى أن التوجه إلى الله بالدعاء أن ينزلني منزلًا مباركًا، يعني أن يقدر لي في المكان الذي أنوي النزول إليه البركة، والخير، أو السلامة والنجاة، وأن يكون المكان مباركًا بالله ولله، من غير مخالفةٍ له سبحانه.
اقرأ أيضًا: سورة الطارق لحل الأمور المستعصية
فضل ترديد دعاء “رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ“
ورد في فضل ترديد هذا الدعاء العديد من القصص المؤثرة، التي كان أصحابها يعانون من الفقر وضيق المُقام، ثم وبترديد هذا الدعاء والمداومة عليه، فقد انتقلوا إلى سعةٍ من العيش، ونالوا من الفضل العظيم أكثر مما كانوا يتمنون، والعهدة على من روى.
والثابت أن الاعتقاد الذي يجب أن يؤمن به المسلم أن القرآن إنما أُنزل ليكون شفاءً للمؤمنين كما قال تعالى “وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ” {الإسراء: 82}، وأن كل ما أُنزل فيه لنبيٍ أو رسولٍ فهو رسالةٌ لجموع المؤمنين أيضًا.
فما أمر الله به نبيه نوح عليه السلام من التلفظ بقوله تعالى “رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ” {المؤمنون: 29} فهو يجيز لنا ترديده أيضًا في الحالات التي تماثل ما كان عليه نبي الله، إذ كان على الفلك ولا يدري لأي مستقرٍ ستذهب فيه فدعا الله بما دعا.
من هنا أجاز لنا العلماء إمكانية ترديد هذا الدعاء في حالات ركوب الدابة وما في حكمها من السيارات والطائرات، وأي ما يُحمل عليه الإنسان، كما استحبوا ترديده عند الحلول بأي منزلٍ، لما فيه من رجاء من الله تعالى أن يَقِه شر المكان وما فيه، وأن يجنبه أي سوءٍ قد يعرض إليه.
خلال تجربتي مع دعاء ربي أنزلني منزلا مباركا أصبحت أكثر حرصًا على ترديد هذا الذكر، وأكثر انتباهًا لما يوجهه لنا من القرآن الكريم من عبر من خلال قصص السابقين.