تجربتي مع تحويل المسار المصغر بعد التكميم
تجربتي مع تحويل المسار المصغر بعد التكميم تعد هي نقطة التحول الجذري في حياتي، فلولاها ما أصبحت ما أنا عليه اليوم ولم أكن لأتمكن من استعادة القدرة على ممارسة حياتي الطبيعية مرة أخرى والتي حرمني منها إصابتي بالسمنة المفرطة، لذا قررت عرض تجربتي تلك من خلال موقع زيادة، لكي يحقق منها مرضى السمنة المفرطة أقصى إفادة ممكنة.
تجربتي مع تحويل المسار المصغر بعد التكميم
أنا رجل أربعيني أقيم في المملكة العربية السعودية وأعمل معلمًا للمرحلة الثانوية، ولقد بدأت تجربتي مع تحويل المسار المصغر بعد التكميم منذ عام واحد تقريبًا، فلقد كنت أعاني كثيرًا من مشكلة السمنة، وكل ما يعانون من نفس مشكلتي يعرفون تمام المعرفة.
مدى الصعوبة التي نعاني منها عند المشي لمسافة قصيرة، وصعود الدرج وحتى ارتداء الملابس أو حتى إيجاد المقاس المناسب، كل تلك معاناة يومية يعيشها مرضى السمنة والوزن الزائد، ومشكلتي الأكبر كانت في أنني لا أستطيع أن التزم بنظام أو حمية غذائية لأحد من زيادة وزني المستمرة.
هذا إلى جانب مواجهتي صعوبة بالغة في ممارسة الرياضة مما جعل التخلص من الوزن الزائد بالنسبة إليَّ حلم بعيد المنال، استمر الوضع على هذا لأعوام حتى تفاقم الوضع جدًا واكتشفت أني أعاني من خمول في الغدة الدرقية وبالتالي تباطؤ معدل حرق الدهون وعملية الأيض في الجسم.
كان وزني آنذاك بلغ آنذاك مائة وخمسة وثلاثون كيلو جرامًا، ولكم أن تتخيلوا كيف كان يبدو شكلي ومظهري وأنا حتى لم أتم وقتها عامي التاسع والثلاثين حتى، ولحسن الحظ أنني تلقيت نصيحة من أحد أقاربي يعمل طبيبًا للأمراض الباطنية.
لقد كانت نصيحته هي أن أقوم بإجراء عملية تكميم المعدة وإذا احتاجت بعدها إلى عملية تحويل المسار فبإمكاني أن أقوم بذلك إذا استدعت الحالة، وحينما استعلمت أكثر عن الأمر أخبرني ببعض التفاصيل بحكم عمله وخبراته المتبادلة فيما بينه وبين زملائه من الأطباء، وما أخبرني به كان كالآتي:
1- ما هي عملية تكميم المعدة؟
أخبرني طبيب العائلة بأن عملية تكميم المعدة هي عبارة عن إجراء جراحي يقوم به الأطباء، بهدف اقتصاص جزء من المعدة أو ربما إزالتها بالكامل، وذلك حدًا لكمية الطعام والشراب التي يتناولها مريض السمنة، وبالتالي ينخفض وزنه لأنه نظرًا للحجم الذي أصبحت عليه معدته بعد التكميم، لا إراديًا ورغمًا عنه لن يتمكن أكل الطعام إلا بقدر قليل للغاية، كما أخبرني بأن عملية التكميم تلك تنقسم إلى ثلاث أنواع وهي:
أولًا: التكميم الجزئي
في هذا النوع من بين أنواع تكميم المعدة يقوم الطبيب باستئصال جزء من المعدة وغالبًا ما يرجح الأطباء استئصال القسم الأسفل منها.
اقرأ أيضًا: متى ترجع المعدة طبيعي بعد التكميم
ثانيًا: تكميم الجهة اليسرى للمعدة
هذه النوع يتم فيه استئصال القسم الأيسر من معدة مريض السمنة.
ثالثًا: التكميم الكلي
هذا الإجراء الجراحي يتم فيه استئصال المعدة بالكامل.
حالات تحتاج إلى تكميم المعدة
كما عرفني الطبيب قبل البدء الفعلي في تجربتي مع تحويل المسار المصغر بعد التكميم بأن هذه الجراحة لا تتم فقط لمرضى السمنة، بل يلجأ إليها الأطباء مع مرضاهم في الحالات الآتية:
- إصابة المعدة بورم حميد أو خبيث.
- الإصابة بنوع معين من الالتهابات.
- الإصابة بنزيف.
- وجود ثقب في جدار المعدة.
- اكتشاف وجود كتل أو زوائد غريبة في المعدة.
- إصابة المعدة بالسرطان.
- حالات السمنة المفرطة.
- إصابة المعدة بقرحة حادة.
2- عملية تحويل المسار
هي إحدى أنواع العمليات الجراحية التي تهدف إلى الحد من السمنة ويمكن أن تجرى بالمنظار، وهي تعمل على الحد من كبر حجم الجزء الأعلى من المعدة إلى كيس ذو حجم صغير، حيث يقوم الطبيب المختص بتدبيس هذا الجزء من المعدة، وبالتالي تقل كمية الطعام التي يتناولها الشخص، وفي النهاية يقوم الطبيب بربط هذا الجزء بجزء آخر من الأمعاء الدقيقة.
اقرأ أيضًا: تجارب عملية تحويل مسار المعدة
3- كيف تجرى عملية التكميم وتحويل المسار
يمكن أن تجرى عملية تكميم المعدة بطريقتين تحدد الأنسب للمريض من قبل الطبيب المختص وفقًا للحالة وما تحتاج إليه، فيمكن أن تتم هذه العملية إما بالجراحة العادية أو بالاعتماد على المنظار.
اقرأ أيضًا: ما هو تكميم المعدة بالتفصيل
نتائج تجربتي مع تحويل المسار المصغر بعد التكميم
بالفعل قررت أن أجري هذه العملية الجراحية لأن وزني قد وصل إلى مائة وخمسة وأربعين كيلو جرامًا ولم تعد الحركة مهما كانت بسيطة أمرًا سهلًا عليَّ أبدًا، ولقد ذهبت إلى أحد الأطباء المشهورين جدًا في مثل هذا النوع من الجراحات بمدينة الرياض في المملكة، ولقد استقر رأي الطبيب على أنني من الأفضل أن أجري العملية بالجراحة التنظيرية أي المنظار، تحدد موعد العملية بعد أسبوع واحد فقط وخلال هذا الأسبوع كانت هناك بعض التحضيرات والتجهيزات مثل:
- الاضطلاع الطبي على تاريخ مرض السمنة لديَّ.
- أخذ عينات من الدم لفحصها إلى جانب بعض الصور والأشعة للتأكد من مدى جاهزيتي لإجراء عملية التكميم.
- التعرف إلى أنواع الأدوية التي استخدمها.
- التوقف تمامًا عن التدخين.
أجريت العملية وتمت بنجاح، وتم وضعي تحت المراقبة الطبية لمدة أسبوعين كاملين للتأكد من نجاح العملية بنسبة مائة بالمائة وعدم حدوث تسريب، وشعرت بعد العملية بالغثيان والتعب وهذا أمر طبيعي، فقام الطبيب بوضع أنبوب يصل ما بين الأنف والمعدة للتخلص من أي سوائل عالقة وللحد من الإحساس بالغثيان والقيء، كما أنني خضعت إلى بعض التغييرات القسرية فيما يخص نمط الحياة اليومية مثل:
- تناول كميات صغيرة للغاية من الطعام خلال فترة النهار.
- تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على ألياف بنسبة عالية.
- الاهتمام بتناول الأطعمة التي تحتوي على عنصر الحديد وفيتامين د والكالسيوم وفيتامين ج.
- تناول المكملات الغذائية والفيتامينات.
كان استئصال المعدة جزئيًا لديَّ، ولقد أخبرني الطبيب بأنني من الأفضل أن أقوم بإجراء عملية تحويل مسار مصغر بعد ثلاثة أشهر أو أربعة أشهر من التكميم، لأن حالتي تستدعي ذلك وخاصة لكي يتم علاج مشكلة خمول الغدة الدرقية والحفاظ على مستوى السكر وضغط الدم في الجسم، خاصةً وأنا مريض سكر من النوع الثاني.
بالفعل أجريت الجراحة الثانية وكانت سهلة للغاية ولم تستغرق وقتًا وبقيت تحت الرعاية الطبيب لثلاثة أيام في المستشفى ثم خرجت، وكنت أتناول كمية بسيطة من الطعام الصحي رغمًا عني لأنني كنت أشبع بسرعة كبيرة حتى وإن كان ما تناولته هو بعض الماء فقط.
بمرور عام كامل وحتى وقتنا الحالي وأن أعرض تجربتي مع تحويل المسار المصغر بعد التكميم، أصبح وزني الحالي هو ثمانين كيلو جرام فقط، وأصبح جسمي ووزني مثالي جدًا ويتماشى مع طولي.
أنا سعيد جدًا بما أصبحت عليه، وأنصح الجميع بعدم إهمال صحتهم وأن يعتنوا بوزنهم جيدًا حتى لا يضطروا إلى الخضوع للتدخل الجراحي الذي لربما يفشل أو يسبب مضاعفات غاية في الخطورة.
بالرغم من أن ما مررت به مع عمليتي تحويل المسار المصغر ومن قبله تكميم المعدة وما حققته من نجاح ونتائج إيجابية، إلا أنني أنصح الجميع بالحفاظ على صحتهم وسلامة وزنهم لأن السمنة المفرطة قد تودي بحياتهم.