تجربتي مع مرض منيير
تجربتي مع مرض منيير هي تجربة صعبة إلى حد ما، لذا أعتقد أنها سوف تفيد عدد كبير من الأشخاص، فإن تعرضت لطنين في الأذن أو نقص في القدرة على السمع أو الشعور بالغثيان والدوار المفاجئ، فهذه الأعراض تخص مرض يسمى مرض منيير، لذا وسوف نتحدث عنه عبر موقع زيادة بالتفصيل.
اقرأ أيضا: تجربتي مع طنين الأذن
تجربتي مع مرض منيير
منذ فترة كبيرة قد تصل إلى 11 عام أصيبت بدوار وكان الأمر لأول مرة في حياتي أشعر هذا الشعور، لقد توقف كل شيء من حولي مرة واحدة وتركت كل ما كان بيدي دون أي شعور، فالشيء الوحيد الذي كنت أشعر به هو أن العالم يدور من حولي.
بعد تلك اللحظة فقدت قدرتي على توجيه نفسي ولم أعلم إن كنت واقفاً أو مستلقي على السرير، لا أدري إن كنت في منزلي أو خارجه، وبدأت الأعراض في تزايد لقد قمت بالتقيؤ أيضاً، لا أنكر أني بدأت أشعر بالخوف فقد أفارق الحياة في تلك اللحظة.
لذلك قررت الذهاب إلى الطبيب بسبب تلك النوبات، وبعد الذهاب إلى عدد كبير من الأطباء تم تشخيص حالتي بمرض يسمى منيير، هذا المرض بسبب الضغط الزائد الذي يؤذي الأذن الداخلية.
كما عانيت من اضطرابات في الدورة الدموية، وكان في كل نوبة تحدث لي تؤدي إلى أضرار كبيرة بالسمع لدي، وبعد فترة ضعفت حاسة السمع لدي في الأذن اليسرى، وهذا بالتأكيد أثر على التوازن.
ثم بعد فترة أكد لي الطبيب أن جهاز التوازن الخاص بالأذن اليسرى قد تعطل تماماً، وهذا أمر طبيعي في حالتي، وهذا سوف يؤثر على العين اليسرى لكن لم نتأكد من هذا الأمر، وبعد فترة من العلاج تعرضت لأخر نوبة وكانت من سنة تقريباً.
قد يحدث لي نوبات في أي وقت فهذا أمر طبيعي، لكن ما أرجوه أن تتوقف هذه النوبات وادعو الله أن يشفيني ويشفي كل مريض، وبهذا أكون قد تحدثت بالتفصيل عن تجربتي مع مرض منيير.
ما هو مرض منيير؟
من خلال تجربتي مع مرض منيير اكتشفت أن هذا المرض يصيب الأذن الداخلية ويؤدي إلى الشعور بالدوار وحدوث اضطرابات وعدم اتزان، كما قد يشعر الإنسان بطنين في الأذن وبعض المشاكل في السمع، يتم هذا مع زيادة ضغط داخل الأذن.
قد يصيب هذا المرض أذن واحدة فقط، هذا المرض المعروف باسم مرض منيير أطلق عليه هذا الاسم نسباً إلى بروسبير منيير، فهو أول من اكتشف هذا المرض عام 1860 ميلادياً، الأعراض الخاصة بهذا المرض ناتجة عن اضطراب في الأذن وليس بالمخ.
اقرأ أيضًا: أسباب طنين الأذن عند النوم
أسباب مرض منيير
لا يوجد سبب أساسي حتى الآن للإصابة بهذا المرض، لكن يوجد بعض الأطباء يتحدثون أن قد يكون السبب عائد إلى تجمع بعض السوائل في الأذن الداخلية، وهذه السوائل تتداخل مع الإشارات التي ترسلها الأذن إلى المخ لذلك يحدث مشاكل بالسمع ويحدث دوار.
من خلال تجربتي مع مرض منيير وجدت أيضا أنه يعتقد بعض الأطباء أن هذا المرض ناتج عن أسباب أخرى وهي:
- حدوث انسداد في الأذن أو تركيب غير طبيعي، هذا بالتأكيد يؤدي إلى خلل في تصريف السوائل.
- حدوث مرض مناعي ذاتي، حيث يتم مهاجمة الخلايا السليمة بالجسم.
- قد يحدث عدوى فيروسية.
- التعرض لصداع نصفي.
- ضربة بالرأس.
- وأخيرا قد يكون مرض وراثي.
أعراض مرض منيير
يوجد عدة أعراض خاصة بهذا المرض، لذلك سوف نقوم عبر تجربتي مع مرض منيير بتوضيح كافة أعراض هذا المرض وهي كالآتي:
- الشعور بالدوخة تظهر من حين إلى آخر، قد تكون مدة هذا الدوار 20 دقيقة بحد أدنى وقد تصل إلى عدة ساعات لكن لا تتعدى 24 ساعة.
- يحدث فقدان في السمع في الأذن.
- سماع طنين بالأذن.
- زيادة الضغط على الأذن وقد يؤدي إلى انسدادها.
- التعرض إلى صداع متقطع.
- فقدان اتزان.
- رؤية غير واضحة.
- غثيان وقيء في أوقات كثيرة.
اقرأ أيضًا: أسباب طنين الأذن والدوخة
كيفية تشخيص مرض منيير
يحتاج الطبيب لعدة اختبارات وإجراءات لتشخيص هذا المرض، لأن أعراضه قد تتشابه مع أعراض أمراض أخرى، لذلك للتأكد من هذا المرض يجب إجراء هذه الاختبارات وهي:
1. قياس السمع
- إجراء اختبار مقياس سمع لتحديد إن كان المريض يعاني من ضعف أو فقدان لحاسة السمع.
- يتم ذلك من خلال وضع سماعات على الأذنين وسماع بعض الأصوات التي تكون بمستويات محددة وترددات أيضاً محددة، ليتم من خلالها تحديد مقدار السمع.
- وقد يطلب الطبيب من المريض ترديد بعض العبارات أو الكلمات بعد سماعها، يتم هذا حتى يتمكن الطبيب من تحديد المشكلة إن كانت في أذن واحدة أو الأثنين.
2. تقييم التوازن
- بعد التعرض إلى النوبات يعود الاتزان إلى الجسم كما هو في السابق، لكن قد يشعر المريض بوجود بعض المشاكل في التوازن، ولكي يتم تقييم التوازن لابد من القيام بعدة اختبارات.
- قد يحتاج الطبيب منك إجراء اختبار يسمى تخطيط كهربية الرأرأة، هذا الاختبار له علاقة بقياس الاتزان الخاصة بالأذن الداخلية، واستشعار كافة العضلات المتحكمة داخلياً بحركة العين، لذلك يتم التقييم من خلال حركة العين.
- يتم هذا الاختبار من خلال وضع مياه ساخنة داخل قنوان الأذن ثم نقوم بتسجيل حركة العين، إن حدث أي اضطراب فهذا يؤكد وجود مشكلة في الأذن الداخلية.
- أما الاختبار الآخر له علاقة بالكرسي الدوار، هذا الكرسي يوضح إن كان هناك خلل بالمخ أم بالأذن، حيث يتم التحكم في الكرسي من خلال الكمبيوتر ويتم تسجيل بعد ذلك حركة العين.
3. تخطيط كهربية القوقعة
هذا الاختبار خاص بالأذن الداخلية، حيث يتم من خلالها تحديد إن كان هناك أي سوائل داخلية زائدة أم لا.
4. اختبار فحص الجهد العضلي للمريض
هذا الاختبار يوضح إن كان هناك أي تغييرات ناتجة عن الإصابة بهذا المرض أم لا، فإن كان هناك أي بوادر يتم اكتشافها سريعاً.
5. تصوير كافة حركات الجسم
- يتم تصوير حركة الجسم وتسجيلها على الكمبيوتر، حيث يتم تصوير الأذن الداخلية وحركة العين والتوازن بالجسم، وأيضاً المفاصل والعضلات والأوتار، وكل جزء قد يعتمد عليه الجسم.
- يتم هذا الاختبار من خلال أن يقف المريض حافي القدمين ثم يرتدي حزام أمان، ويتم الاختبار بعد ذلك ويجب أن يحافظ على توازنه مهما حدث.
6. قياس نبض الرأس
هذا الاختبار هام جداً فهو يقيس ردة فعل العين والجسم نتيجة الحركة المفاجئة.
7. اختبارات أخرى مختلفة
- لابد من إجراء بعض تحاليل الدم وأشعة على الأذن والجسم، ولابد من إجراء أشعة رنين مغناطيسي، هذه الأشعة لكي يتم استبعاد أي مرض مشابه أعراضه بهذا المرض مثل أورام المخ أو التصلب اللويحي المتعدد.
اقرأ أيضًا: علاج طنين الأذن اليسرى
طرق علاج مرض منيير
اكتشفت أثناء تجربتي مع مرض منيير أن هذا المرض مزمن كما نعلم، وحتى الآن لا يوجد علاج له، لكن يوجد ما يقلل التعرض إلى نوبات ومنها:
1. العلاج الكيميائي
- يمكنك تناول بعض الأدوية التي تقلل التعرض إلى نوبات الدوار والشعور بالغثيان بشكل مستمر، فعلى سبيل المثال الميكليزين وديازيبام.
- يمكن تناول أدوية تقلل من التعرض بالغثيان أو القيء مثل البروميثازين.
- وأخيراً تناول أدوية تقلل من السوائل بالجسم.
2. العلاج الطبيعي
- قد تحتاج إلى ممارسة تمارين خاصة بالتأهيل الجسدي لتحسين حالتك حيث التعرض إلى دوار، ومحاولة تدريب المخ على ذلك.
3. أجهزة تساعد على السمع
يمكن استخدام أجهزة للحفاظ على حاسة السمع ومحاولة تقويتها.
4. حقن الأذن الوسطى
- يمكن أن نقوم بحقن الأذن الوسطى لكي تقوم الأذن الداخلية بامتصاص ذلك، هذا الحقن قد يؤدي إلى تقليل الدوار.
- قد يمكن حقن الأذن بعدة أدوية مثل: الستيرويدات هذه المادة تساعد على التحكم في النوبات الخاصة بالدوار.
- ويمكن حقن الأذن بمادة الجنتاميسين هذا مضاد حيوي يقلل من وظيفة التوازن بالتحديد في الأذن المصابة حتى يترك هذه الوظيفة للأذن السليمة، هذا الحقن قد يؤدي إلى فقدان السمع في الأذن المصابة.
5. العلاج الجراحي
- قد يحتاج المريض التدخل الجراحي وهذا حسب حالة المريض، فقد يمكن إجراء الكيس اللمفي، هذا الكيس يساعد على تنظيم ضغط السوائل بالتحديد في الأذن الداخلية، وهذه العملية يتم فيها أيضاً إجراء تحويله لصرف السوائل الزائدة في الأذن.
- قد يحتاج المريض إلى استئصال الجزء هو المسؤول عن التوازن داخل الأذن، قد تتم هذه العملية في حالة إن تم فقدان كلي للسمع أو جزئي.
- وقد يحتاج المريض أيضاً إلى قطع في العصب الدهليزي، هذا العصب يقوم بربط مستشعرات التوازن والحركة بين الأذن الداخلية والمخ، تتم هذه العملية في حالة الحفاظ على السمع في الأذن المصابة.
مرض منيير أثناء فترة الحمل
توجد بعض الدراسات التي تثبت تأثير الحمل إن كان المرأة الحامل تعاني من هذا المرض، حيث أثبتت الدراسات أن السيدة الحامل قد يزداد لديها الشعور بالدوار وذلك على فترات متقاربة، فقد يحدث 10 شهرياً، يتم هذا في الشهور الأولى من الحمل ويتم انخفاض العدد بالتدريج.
طرق الوقاية من مرض منيير
لا يمكن لأي شخص حماية نفسه من هذا المرض، لكن يمكن التحكم فقط في أعراض وذلك من خلال عدة نصائح وهي:
1. أثناء الشعور بالدوار
- عند الشعور بالدوار لابد من الجلوس على الفور والبقاء في هدوء.
- يجب تجنب أي حركات مفاجئة أو رؤية إضاءة عالية أو أصوات مرتفعة.
- ثم إلقاء النظر على أشياء ثابتة.
2. نظام غذائي محدد
- يمكن اتباع نظام غذائي محدد مثل التقليل من الكافيين والشكولاتة وأيضاً الملح، فهذا الأمر قد يؤدي إلى التقليل من آثار هذا المرض.
- كما يجب الحفاظ على شرب كمية كبيرة من المياه يومياً تتراوح هذه الكمية ما بين 6 إلى 8 أكواب هذا لا يتم الاحتفاظ بالمياه داخل الجسم.
3. تغيير نمط حياتك
- على المريض أن يقوم بتغيير نمط حياته، فهذا الأمر يساعد على تقليل التعرض إلى الدوار أو أي أعراض أخرى للمرض، حيث يجب تناول الطعام بشكل منتظم.
- يجب تجنب القلق وأيضاً التوتر.
- التخلص من التدخين نهائياً.
- وأخيراً تجنب أي مواد قد تسبب حساسية بالجسم.
اقرأ أيضًا: انسداد الأذن اليسرى مع الطنين
وفي الختام لقد تناولنا تجربتي مع مرض منيير، كما أوضحنا أسباب وأعراض هذا المرض، ثم أوضحنا طرق علاج هذا المرض مع ذكر بعض النقاط للوقاية منه أو تقليل التعرض إلى أعراضه بشكل مستمر.