مسند الإمام أحمد بن حنبل
مسند الإمام أحمد بن حنبل يُعد من أضخم مسانيد الرواة، وهو من الكتب النفيسة التي أخذ عنها كثير من أهل العلم في الدين الإسلامي من الفقهاء والمفسرين وعلماء الحديث، وكان مرجعًا هامًا لهم.
إن مسند الإمام مشهور عند جميع أهل العلم الشرعي وأخذ عنه الكثير من الدارسين والطالبين للعلم الشرعي، وكتب عنه الكثير من العلماء والشارحين والمفسرين والدارسين، وسنبن لكم فيما يلي لمحات بسيطة ونبذة مختصرة عن هذا الكتاب الهام في علم الحديث وجامعه الإمام أحمد بن حنبل على موقع زيادة.
مسند الإمام أحمد بن حنبل
من أشهر الكتب في الحديث النبوي الشريف مسند الإمام أحمد بن حنبل، وأوسعها انتشارًا في دراسة علم الحديث، وقراءة بين المسلمين في كل ربوع الأرض؛ نظرًا لاحتوائه على عدد هائل من الأحاديث الصحيحة والتي لم يذكر كثير منها في الصحيحين.
إن العدد الهائل للأحاديث التي ذكرها الإمام أحمد في مسنده مع دقة تحقيقه لإسنادها جعل مسند الإمام من أهم المراجع للمسلمين في علم الحديث.
وفيما يلي نبين بعض المفردات الهامة التي يجب معرفتها قبل توضيح بعض الملامح عن مسند الإمام أحمد رحمه الله.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: نبذة عن كتاب ابن كثير البداية والنهاية
معنى المسند
هو الكتاب الذي يكون فيه جمع لأحاديث مسندة لكل صحابي على حدة، سواء كان إسناده لهذا الصحابي صحيحًا أو حسنًا أو ضعيفًا، بصرف النظر عن موضوع الحديث.
معنى السند
السند إما جاءت من ما علا وارتفع من سفح الجبل، والمسنِد بكسر النون هو من يرفعه إلى قائله، أو جاءت من سند أي اعتمد، فسمي الإخبار عن طريق المتن سندًا؛ لاعتماد الحفاظ في صحة الحديث أو ضعفه عليه.
معنى الإسناد
أي رفع الحديث إلى قائله، والمحدثون يستعملون الإسناد والسند لشيء واحد، فيقولون: سنده أو إسناده، والسند هو إخبار المحدث بالحديث ذاكرًا طريقه.
من ذلك القول رواه المحدث بسنده أي أن المحدث ذكر سلسلة الرجال الذين أخذ عنهم الحديث من بداية شيخه الذي سمع منه إلى أصل السند وهو الصحابي الذ يرويه عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
عندما نسمع أو نقرأ قول المحدث: حدثنا فلان عن فلان عن فلان، فهو سند الحديث، فعلم الحديث من العلوم التي ميّز الله بها أمة محمد رضي الله عنها وتشرف به هذه الأمة.
معنى المتن
معنى المتن في الأصل جاء من ما صلب من الشيء وقوي أو ارتفع، فكأن الراوي يرفعه بالسند، أو جاء من المماتنة وهى المباعدة، فكأن الراوي يرفعه ويقويه بالسند.
المقصود من المتن في علم الحديث أنه ألفاظ النبي صلى الله عليه وسلم أو أفعاله أو تقريراته.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: أحاديث نبوية عن الزواج
بداية كتابة مسند الإمام أحمد بن حنبل
بدأ الإمام أحمد بن حنبل في كتابة المسند بعد عودته من رحلته لشيخه عبد الرازق بن همام عالم اليمن، وكان ذلك في عام مائتين من الهجرة .
كان يبلغ الإمام أحمد بن حنبل في بداية كتابته للمسند السادسة والثلاثين من العمر عام، وانتهى من كتابته الإمام وجمعه عام 228 من الهجرة.
كتب الإمام مسنده في أوراق مفردة، وفرقه في أجزاء، ورواه لولده عبد الله نسخًا وأجزاء، وكان يأمره بأن يضع هذا في مسند الصحابي كذا وهذا في مسند الصحابي كذا، وكان ينظر في مسنده ويراجعه إلى آخر حياته.
عدد أحاديث مسند الإمام أحمد
يحتوي مسند الإمام أحمد بن حنبل على نحو من أربعين ألف حديث، وروى الإمام فيها عن مائتين وثلاثة وثمانين شيخًا.
جمع الإمام هذه الأحاديث وانتقاها من أكثر من سبعمائة ألف وخمسين ألفًا من الأحاديث في مسند الإمام أحمد بن حنبل.
إن هذا العدد الهائل من الأحاديث التي انتقى منها الإمام أحاديثه ليس المقصود من هذه الآلاف من الأحاديث أنه أحاديث مختلفة ومتنوعة في موضوعها، بل هي أحاديث عن نفس الموضوع ولكن متعددة الأطراف.
أي أن الحديث ذو المتن الواحد يروى بعشرات الأسانيد، ويختار منها عالم الأحاديث التي ثبت عنده صحة إسنادها، ويترك الأحاديث الضعيفة منها، وقد يذكرها ويبين سبب ضعفها ويترك بعضها لأنه لم يعرف أحد رواتها.
من هذه الألوف من الأحاديث آثار الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين، والتي كان يرويها علماء الأحاديث عنهم بأسانيدها عن الصحابي.
منهج الإمام أحمد في كتابة المسند
رتب الإمام أحمد كتابه على المسانيد، أي أنه جعل كل صحابي في موضوع واحد، وجمع كل المرويات التي ثبتت عنده معرفة من رووها عن هذا الصحابي.
بلغ عدد الصحابة رضي الله عنهم الذين لهم مسانيد في مسند الإمام أحمد تسعمائة وأربعة صحابي أي ما يقرب من الألف صحابي في مسند الإمام أحمد بن حنبل.
روى عنهم ما يقرب من أربعين ألف حديثًا، وتكرر منها ما يقرب من عشرة آلاف حديث، روى منها الإمام أحمد ثلاثمائة حديث ثلاثية الإسناد، أي بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة رواه.
اعتمد الإمام منهجه في تقسيم مسنده إلى ثمانية عشر مسندًا، ابتدأ فيها بالصحابة العشرة المبشرين بالجنة ثم مسند أهل البيت ثم مسانيد الصحابة ثم مسانيد المكيين والمدنيين والكوفيين والبصريين والشاميين والأنصار ثم في آخرها مسند عائشة ثم مسند النساء.
لم يكن ترتيب الإمام للمسند ترتيبًا معجميًا ولكن على حسب فضلهم الذي ورد في الأحاديث التي صحت عنده عن فضلهم.
قال الإمام أحمد عن مسنده لابنه أنه قصد في منهجه الأحاديث المشهورة، أما لو قصد الأحاديث الصحيحة عنده لم يروي من مسنده في منهجه إلا الشيء بعد الشيء، وأنه يخالف ما ضعف إذا لم يكن في الباب ما يدفعه.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: عدد الأحاديث التي رواها أبو هريرة
دراسة حول أقسام الأحاديث في مسند الإمام أحمد بن حنبل
صنّف المحققون والدارسون أحاديث مسند الإمام أحمد بن حنبل إلى ستة أقسام، وهي كالتالي:
- الصحيح لذاته.
- الصحيح لغيره.
- الحسن لذاته.
- الحسن لغيره.
- الضعيف ضعف خفف.
- الشديد الضعف.
هو بذلك يحتوي مسند الإمام أحمد بن حنبل على أربعة أنواع من الأحاديث المقبولة من الستة أقسام، وبلغ عنده عدد الأحاديث الموضوعة على رأي جمهور علماء الحديث بعده 38 حديثًا من جملة ما ذكره في مسنده من 40 ألف حديثًا تقريبًا وهو ما يشبه القطرة من بحر.
وصف كثير من العلماء والمحققين في علم الحديث بعدة صفات مشهورة عن مسند الإمام بدقته في ألفاظ التحمل في علم الحديث، ودقة ترتيب أحاديثه على أسماء الصحابة وليس على أبواب فقهية.
هناك العديد من الدراسات حول مسند الإمام أحمد بن حنبل، والشروح التي ألفها كثير من أهل العلم، كما أخذ عنه الكثيرون من العلماء والدارسين، فهو مرجع هام من مراجع علم الحديث.