من هي أم المساكين من زوجات الرسول
من هي أم المساكين من زوجات الرسول؟ ولماذا سميت بهذا الاسم؟ تعتبر من المعلومات الدينية التي يجب على كل مسلمة ومسلم معرفتها؛ فإن أمهات المؤمنين منارات يتبعهن النساء ويتخذهن قدوة، بجانب أنهم أقرب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونقلوا لنا أدق تفاصيل سننه صلى الله عليه وسلم.
في هذا الموضوع على موقع زيادة سنتناول إجابة سؤال من هي أم المساكين من زوجات الرسول؟ ولماذا سميت بهذا الاسم؟ مع المرور السريع على فضائلها.
من هي أم المساكين من زوجات الرسول ولماذا سميت بهذا الاسم؟
إجابة سؤال من هي أم المساكين من زوجات الرسول ولماذا سميت بهذا الاسم” تنقسم إلى شقين الأول هو من هي أم المساكين والثاني ما سبب التسمية هذه (تعتبر بين الكنية واللقب) وتفصيل ذلك على الوجه التالي:
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: آخر زوجات الرسول وزواج النبي من ميمونة بنت الحارث
أم المساكين
يقول ابن حجر العسقلاني في (الإصابة في تمييز الصحابة جـ8 صحة رقم 16) وقال الحافظ الذهبي في (سير أعلام النبلاء جـ2 في الصفحتان 217-218) أن أم المساكين هي السيدة (زينب بنت جحش)، وأيضًا السيدة (زينب بنت خزيمة) وهذا ما أجمع عليه المؤرخون، إلا أن لقب أم المساكين قد كان لقب لثلاثة من أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- هن:
- زينب بنت خزيمة.
- زينب بنت جحش.
- العالية بنت ظبيان (طلقها النبي -صلى الله عليه وسلم- وتزوجت قبل أن يُحرم الزواج من أمهات المؤمنين).
ترجمة زينب بنت خزيمة
اسمها: زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلاليَّة.
سبب تسميتها بأم المساكين
إنها كانت تعطف على المساكين وكثيرة الصدقة قبل الإسلام وبعده، كما كان لها دور عظيم في موقعة بدر مع نساء المسلمين في تضميد الجراء وتقديم الماء والطعام لهم، كما أنها كانت زوجة الصحابي عبد الله بن جحش، الذي استشهد في غزوة أحد فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم بترملها رق لحالها وتزوجها.
في شهر رمضان بعد واحد وثلاثين شهرًا من الهجرة (كما يقول ابن سعد في الطبقات الكبرى) تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وكان صداقها اثنتي عشرة أوقية ونصف، لكنها لم تمكث عند النبي صلى الله عليه وسلم طويلًا، فتوفيت بعد الزواج بأقل من ثمان أشهر وفي بعض الروايات فقط ثلاث أشهر عن عمر يناهز الثلاثون عام.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: كم عدد زوجات الرسول وما هو ترتيب زوجات الرسول
ترجمة زينب بنت جحش
اسمها: زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدية.
هي ابنة ابنة عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عبد المطلب، وأخوها هو عبد الله بن جحش وخالها هو حمزة بن عبد المطلب.
سبب تسميتها أم المساكين
يروي الفقهاء أنها كانت كثيرة الإنفاق على المساكين وإعطاء السائلية، ولذلك حازت هذا اللقب وعن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت:
” أنَّ بَعْضَ أَزْوَاجِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قُلْنَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَيُّنَا أَسْرَعُ بكَ لُحُوقًا؟ قالَ: أَطْوَلُكُنَّ يَدًا، فأخَذُوا قَصَبَةً يَذْرَعُونَهَا، فَكَانَتْ سَوْدَةُ أَطْوَلَهُنَّ يَدًا، فَعَلِمْنَا بَعْدُ أنَّما كَانَتْ طُولَ يَدِهَا الصَّدَقَةُ، وكَانَتْ أَسْرَعَنَا لُحُوقًا به وكَانَتْ تُحِبُّ الصَّدَقَةَ” (صحيح مسلم 2452).
في هذا الحديث نفهم أن السيدة زينب بنت جحش كانت تحب الصدقة بكثرة، وهذا هو سبب التسمية التي حاذتها.
زواج السيدة زينب من زيد بن حارثة
خطبها الرسول -صلى الله عليه وسلم- لزيد بن حارثة لكنها رفضت وأمرها الرسول بالموافقة لكنها كانت لا تريده فنول قول الله تعالى في سورة الأحزاب: “وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا (36)” فوافقت.
بهذه الواقعة يرى الفقهاء أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أراد أن يمحو الفوارق الطبقية في المجتمع الإسلامي الموروث من الجاهلية، فلا فرق بين أحد وآخر إلا بالتقوى.
فقد كان الموالي (العبيد المحررون) في طبقة أدنى من السادة، وسيدنا زيد بن حارثة كان من الموالي، وبذلك أراد الرسول -صلى الله عليه وسلم- تزويج شريفة من بني هاشم قريبة الرسول صلى الله عليه وسلم بأحد الموالي، ليكون قدوة يتبعها من بعده من المسلمين.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: اسماء زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وكم عددهن
طلاقها من زيد بن حارثة
الحياة بين السيدة زينب بنت جحش وسيدنا زيد بن حارثة لم تسر على الوجه المطلوب فجاء زيد على النبي يريد أن يطلقها فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- اتق الله وامسك عليك زوجك، إلا أن نزل الوحي بأمر في ذلك بقوله تعالى في سورة الأحزاب: ” وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ …” (37)
زواجها من الرسول
بعد طلاق سيدنا زيد بن حارثة للسيدة زينب وانقضاء عدتها، قال الرسول زيد بن حارثة أن يذهب إليها ويذكرها له (يخطبها)، فذهب إلها سيدنا زيد ووقف وظهره إلى الباب وتحدث معها، وقال أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يذكرها فقالت له أنها لن تفعل أمرًا حتى تجد أمر ربها وذهبت تصلي.
بعدها نزل قول الله تعالى في سورة الأحزاب: “… فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37)
يروي الواقعة هذه أنس ابن مالك في الحديث الصحيح ويقول:
” جَاءَ زَيْدُ بنُ حَارِثَةَ يَشْكُو، فَجَعَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: اتَّقِ اللَّهَ، وأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ، قالَ أنَسٌ: لو كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَاتِمًا شيئًا لَكَتَمَ هذِه، قالَ: فَكَانَتْ زَيْنَبُ تَفْخَرُ علَى أزْوَاجِ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- تَقُولُ: زَوَّجَكُنَّ أهَالِيكُنَّ، وزَوَّجَنِي اللَّهُ تَعَالَى مِن فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ، وعَنْ ثَابِتٍ: {وَتُخْفِي في نَفْسِكَ ما اللَّهُ مُبْدِيهِ وتَخْشَى النَّاسَ} [الأحزاب: 37]، نَزَلَتْ في شَأْنِ زَيْنَبَ وزَيْدِ بنِ حَارِثَةَ.” (صحيح البخاري 7420)
كان ذلك لأمر لبيان أن التبني في الإسلام ليس مثل الولد فالمحرم هي زوجة الولد وأن زيد ليس ابن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقد كان تبناه وكان ينادى “زيد ابن محمد” فانزل الله -تعالى- قوله:
“مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا” (الأحزاب 40) وقوله: “ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (الأحزاب 5).
بهذا أخرس أفواه المنافقين الذين كانوا يقولون أن النبي صلى الله تزوج زوجة أبنه على الرغم من إنه حرم ذلك، في زواجه من السيدة زينب بنت جحش، أولم الرسول صلى الله عليه وسلم وليمة لم يقدمها في أي زواج آخر وأكل الناس من اللحم حتى تركوه.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما الواجب نحو زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم
وفاة السيدة زينب بنت جحش
بعد أن أجبنا على سؤال “من هي أم المساكين من زوجات الرسول ولماذا سميت بهذا الاسم”، نذكر أن السيدة زينب هي أول من توفى بعد النبي صلى الله عليه وسلم من نسائه وكانت زاهدة في الدنيا كريمة على المساكين إلى أبعد حد.
حتى عندما أتاها عطاء أمير المؤمنين عمر لأمهات المؤمنين قالت: “غفر الله لعمر! لَغَيْرِي من أخواتي كان أقوى على قَسْم هذا منِّي” وأمرت أن يتم توزيعه على الفقراء والأيتام والمساكين وذوي رحمها.
ثم بعد ما وزعت الأقمشة وما إلى ذلك، وجدت أن العطاء به مال فرفعت يدها للسماء ودعت ربها قائلة: “اللهم لا يدركني عطاء لعمر بعد عامي هذا” وهذا قد كانت فتُوُفِّيَتْ في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في سنة عشرين من الهجرة أو في عامك 21 من الهجرة كما أورد ابن الجوزي في (صفة الصفوة 1/326)
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما الحكمة من زواج النبي من صفية وباقي الزوجات
بذلك نكون قد اجبنا على السؤال (من هي أم المساكين من زوجات الرسول ولماذا سميت بهذا الاسم) من أقوال المؤرخين وعلماء السيرة والفقهاء، كما قد ذكرنا مناقبها وذكرنا وقائع زواج كل منهم بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، نرجو أن نكون قد أفدناكم.