معجزات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم
معجزات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم رواها عدد كبير من الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم مع ثبوت بعضها في القرآن الكريم، وكلها تشهد بصدق نبوته صلى الله عليه وسلم، وفي السطور التالية نذكر بعضًا منها على موقع زيادة.
معجزات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
المعجزة هي ما يأتي بها النبي من عند ربه لتصديق دعواه أمام الناس، ويعجز البشر على الإتيان بمثلها.
المعجزة أيضًا تكون بمعنى الآية كذلك وردت في القرآن الكريم، وقيل أنه لا نبي إلا بالمعجزات.
قد روي عن معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم أنها كثيرة جدًا، وعدها بعض العلماء وقالوا أنها تصل إلى الألف أو تزيد، والله أعلم.
هناك كثير من المعجزات التي اجتمع على صحة رواية الأحاديث عنها كثير من أهل العلم، ونبين أهم تلك المعجزات، فلا يمكن سرد كل تلك المعجزات ولكن يمكن الاكتفاء بأشهرها فيما يلي:
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: أسباب الهجرة النبوية ونتائجها وبعض المعجزات التي حدثت بسببها
القرآن الكريم
هو كلام الله المتعبد بتلاوته، والذي نزل به الروح الأمين جبريل على الرسول صلى الله عليه وسلم.
قال الله تعالى في سورة الإسراء:
“قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88)”.
لم يأت أحد بمثله ولا حتى آية منه، رغم أنه نزل على العرب الذين عُرفوا بالبلاغة والفصاحة والبيان لكنهم عجزوا عن الإتيان بمثله،، وحاول الكثيرون أن يأتوا بمثل آيات القرآن لكنهم عجزوا جميعًا.
انشقاق القمر
حدث انشقاق القمر أمام أعين القريشين في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد سؤالهم له عن آية، وذكره الله سبحانه وتعالى في سورة القمر:
“اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ” (آية 1،2).
هناك أحاديث صحت روايتها عن حادثة انشقاق القمر رواها الصحابة رضي الله عنهم، ويثبت انشقاق القمر حدوث معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم.
الإسراء والمعراج
حدث فيها الكثير من الأمور التي لا يصل إلى تخيلها العقل، وفرض في الإسراء والمعراج الصلوات الخمس، وقصة رحلة الإسراء والمعراج من القصص المشهورة عند أهل العلم وهي من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم.
ثبتت بالآيات القرآنية في قوله تعالى في سورة الإسراء:
“سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى (1)”
كما أن هناك غيرها من الآيات والأحاديث النبوية الشريفة.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: كيف نستدل بمعجزات الأنبياء والرسل على وجود الله تعالى؟
شهادة الذئب بنبوته صلى الله عليه وسلم
هو ما روي عن راعي غنم عدا ذئب على شاة من غنمه فانتزعها راعي الغنم منه، فأقعى الذئب على غنمه وقال للراعي: ألا تتَّقي اللَّهَ، تنزِعُ منِّي رِزقًا ساقَهُ اللَّهُ إليَّ؟! فقالَ: يا عَجبي ذِئبٌ مقعٍ علَى ذنبِهِ يُكَلِّمُني كلامَ الإنسِ؟! فقالَ الذِّئبُ: ألا أخبرُكَ بأعجَبَ من ذلِكَ؟ محمَّدٌ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ بيثرِبَ يخبرُ النَّاسَ ما قَد سبقَ.
فساق راعي الغنم غنمه إلى المدينة، وترك غنمه في زاوية ثم ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره ما كان من الذئب فأمر صلى الله عليه وسلم بالنداء للصلاة وقال في الحديث الصحيح الذي روي عن أبي سعيد الخدري أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال:
“صَدقَ، والَّذي نَفسي بيدِهِ لا تَقومُ السَّاعةُ حتَّى يُكَلِّمَ السِّباعُ الإنسَ، ويُكَلِّمَ الرَّجلَ عَذبةُ سوطِهِ، وشراكُ نعلِهِ، ويخبرَهُ فخذُهُ بما حدثَ أَهْلُهُ بعدَهُ”.
نبع الماء من بين أصابعه
روى الصحابة رضي الله عنهم عن مواقف كثيرة قل فيها الماء فكان يضع يده الشريفة في الإناء فتخرج الماء من بين أصابعه كأنه ينابيع ماء.
صحت أحاديث كثيرة عن ذلك منها: ما ورد في صحيح البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
“كُنَّا نعدُّ الآيات بركة، وأَنْتُم تعدُّونها تخويفاً. كنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقلَّ الماء فقال: اطلبوا فضلة من ماءٍ، فجاءوا بإناءٍ فيه ماء قليل، فأَدخل يده في الإناء ثم قال: حيّ على الطهور المبارك والبركة من اللهِ عز وجل، فلقد رأيتُ الماءَ ينبع مِنْ بين أصابع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ولقد كُنَّا نسمعُ تسبيح الطعام وهو يؤكل”.
الحجر والشجر والدواب
وقعت أحداث كثيرة رواها الصحابة فيما يخص الحجر والشجر والدواب وثبتت جميعها في السنة النبوية الشريفة، وهي من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم، نذكر منها:
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم
تسليم الحجر
كان يوجد حجرًا في مكة يسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم، عن جابر بن سَمُرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“إني لأعرفُ حجراً بمكةَ كان يسلمُ عليَّ قبل أن أبعثَ إني لأعرفُهُ الآن“
أنين الجزع
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة، فجعل الصحابة رضي الله عنه له منبرًا، فلما جاء يوم الجمعة وذهب إلى المنبر سمع الصحابة لجذع النخلة صوتًا كصوت الأنين.
وفي رواية وردت في صحيح البخاري برقم 3585:
“قال فلما صُنِعَ له المنبر وكان عليه فسمعنا من ذلك الجذع صوتاً كصوت العشار، حتى جاء النَّبيّ صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليها فسكنت”.
انقياد الشجر له
كان الرسول صلى الله عليه وسلم في وادي واسع مع صحابته رضي الله عنهم وأراد أن يقضي حاجته ولم يجد شيء يستتر به إلا شجرتين وأمر غصن كل من الشجرتين بالانقياد له حتى اقتربتا أغصانهما، ثم استتر وقضى حاجته، وإذا بالشجرتين تفترقا إلى مكانهما.
قد ورد عن هذه الحادثة حديث صحيح ورد في صحيح مسلم عن جابر.
شكوى البعير
كان الصحابة يمشون مع الرسول صلى الله عليه وسلم وإذا ببعير يقترب منه، فطلب الرسول صلى الله عليه وسلم ان يشتري البعير، فعرف أن من يمتلكونه ليس لهم معيش غيره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“أما إذ ذكرتَ هذا من أمره، فإنه شكا كثرةَ العمل، وقلةَ العلفِ، فأحسنوا إليه”.
إبراء المرضى بإذن الله
فقد شفى الرسول صلى الله عليه وسلم عدد من الصحابة بإذن الله وكانت من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم، وصحت أحاديث كثيرة في الرواية عنهم ومن هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم أجمعين:
- علي بن ابي طالب الذي اشتكى من وجع في عينيه يوم خيبر فوضع من ريقه الشريف على عينه ودعا له فبرأ رضي الله عنه كأنه لم تكن بهما وجع.
- سلمة بن الأكوع عندما أصيب في ساقه في يوم خيبر فنفث (أي نفخ بريق خفيف مع النفخ) ثلاث نفثات، فما شعر فيها بوجع بعد ذلك اليوم.
- عبد الله بن عتيك الذي انكسرت ساقه بعد قتله أبا رافع بن أبي الحقيق اليهودي، وعندما ذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم مسح له ساقه بيده صلى الله عليه وسلم فكانت كأن لم يشتكي منها قط.
وغيرهم كثيرون منهم من عُرف باسمه في الأحاديث ومنهم من لم يُعرف.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: هل تعلم عن الانبياء وأهم المعلومات عن حياة ومعجزات الأنبياء
كف الأعداء عنه
منذ بداية دعوته صلى الله عليه وسلم حاول الكثيرون من إيذائه وقتله، لكن الله سبحانه وتعالى كفاه آذاهم ونصره عليهم ونجاه وحماه من شرورهم.
هناك مواقف وأحداث كثيرة حاول فيها أعداء الله إيذائه والتمكن منه إلا أنه كان ينجو في كل مرة بفضل الله، ونذكر:
يوم الهجرة
أدرك سراقة بن مالك وكان يمتطي فرسه الرسول صلى الله عليه وسلم وأبا بكر في طريق الهجرة إلى يثرب (المدينة المنورة)، فارتطمت بسراقة بن مالك فرسه إلى بطنها في أرض صلبة.
معركة حنين
في تلك المعركة انهزم المسلمين وثبت الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه قلة من المسلمين، فلما اشتد القتال، أخذ حصيات بيديه الشريفتين ورمى وجوه الكافرين بها، فروى العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه:
“انهزموا وربِّ محمد، فوالله ما هو إلاّ أن رماهم بحصياته، فما زلت أرى حدّهم كليلاً، وأمرهم مدبراً”
في رواية سلمة بن الأكوع:
“ثمَّ قبض قبضة من تراب الأرض، ثمَّ استقبل به وجوههم، فقال: شاهت الوجوه، فما خلق الله منهم إنساناً إلاّ ملأ الله عينيه تراباً بتلك القبضة، فولوا مدبرين، فهزمهم الله، وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائمهم بين المسلمين“.
- ذعر أبي جهل
حلف أبو جهل باللات والعزى أنه سيطأ رقبة محمد صلى الله عليه وسلم إذا رآه يصلي ساجدًا، ولما أراد أن يفعل ما أقسم عليه نكص على عقبيه وابتعد مذعورًا يتقي يديه.
ورد في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه حاكيًا عن تلك الحادثة:
“فلما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم ساجداً، أراد أن يفعل ما أقسم عليه، فلما اقترب منه ما فجأهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه، ويتقي يديه، فقيل له: مالك؟ فقال: إنَّ بيني وبينه لخندقاً من نار وهولاً وأجنحة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضواً عضواً“.
قد وردت أحداثًا وقصصًا كثيرة عن أعداء الله الذين حاولوا إيذائه صلى الله عليهم ونجّاه ربه جل وعلا وهو على كل شيء قدير.
هذا وقد ورد الكثير من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحاديث النبوية، هذا غير استجابة الله سبحانه وتعالى لكثير من أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم التي حدث بعضها في حياته وبعد موته صلى الله عليه وسلم.
خلاصة الموضوع في 4 نقاط
ذكرت فيما سبق موضوع عن معجزات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ونستخلص منها ما يلي:
- هناك معجزات كثيرة جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم تثبت نبوته.
- وردت معجزات الرسول في مواضع كثيرة في القرآن الكريم، وسميت بعض السور على أسمائها.
- روى الصحابة عن مواقف كثيرة وأحداث تحكي عن معجزات كثيرة حدثت أمام أعينهم، وثُبت صحة أحاديث كثيرة منها.
- معظم هذه المعجزات جاءت لتثبت وتؤكد نبوته، ورها عدد كبير من الصحابة وحكوا عنها.