التوابع في اللغة العربية وأشكالهم
التوابع في اللغة العربية من المكملات النحوية المهمة في الجملة؛ فهي التي تكمل المعنى الذي يقصده المتكلم على الصورة الدقيقة، وبالتالي هي لست ركن أساسي من أركان الإسناد في الجملة، ولأهمية تَعلم التوابع في اللغة العربية نقدم لكم هذا الموضوع على موقع زيادة.
التوابع في اللغة العربية
التوابع في اللغة العربية هي كلمات تتبع ما قبلها في الإعراب سواء كان رفع أو جر أو نصب كما أنها قد تتبعها في الجنس (التذكير والتأنيث) وفي العدد (مفرد، مثنى، جمع).
تنقسم التوابع في اللغة العربية إلى أربع أبواب هي:
- العطف.
- التوكيد.
- النعت.
- البدل.
فيما يلي شرح بقليل من التفصيل أقسام التوابع في اللغة العربية كلٍ على حدة.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: اسم الفاعل من الفعل الثلاثي
باب العطف
العطف في النحو العربي هو اتباع لفظ لآخر بواسطة حرف عطف، ففي تركيب جملة العطف يأتي معطوف عليه متبوع بعده حرف عطف وبعده المعطوف (التابع)، بهذا التركيب الثلاثي يخصل معنى الجملة المراد
بما إن العطف من التوابع فإنه يتبع العطوف عليه في كاف حالات الإعراب (رفعًا، جرًا، نصبًا)
مثلًا قولنا: “جاء نور وعمرو” نجد أن:
- جاء: فعل ماضٍ.
- نور: فاعل (معطوف عليه).
- و: حرف عطف.
- عمرو: اسم معطوف.
فالمعنى الذي حدث هنا هو مجيء نور ومجيء عمرو في ذات الوقت.
كما أن حروف العطف تتعدد وتتعد معها المعاني الخاصة بكل حرف على النحو التالي:
حرف العطف الفاء
يفيد استخدام حرف العطف الفاء الترتيب مع التعقيب المباشر دون فاصل زمني بينهما، مثل قولنا: “أنار الفجر فارتفع أصوات الديكة بالصياح” فالمعنى هنا أن الديكة صاحت فور شروق الشمس دون أن يمض وقت بينهما.
لكن يجب الانتباه أن كلمة (وقت قصير) يُعرف عن طريق العرف السائد في زمن الفعل، فقد يكون الزمن في فعل قليل ونفس الزمن في فعل آخر طويل.
حرف العطف ثم
يفيد استخدام حرف العطف “ثم” الترتيب مع فاصل زمني بين وقوع الفعل من المعطوف والمعطوف عليه، وكما الخال في أخاه حرف الفاء هذه الفترة الطويلة متروكة للعرف السائد في وقوع هذا الفعل، فالوقت الذي يعد طويلًا لفعل قد يكون قصيرًا جدًا لفعل آخر.
مثلًا قولنا:
- (خرج الفتى ثم أتى في الليل)
- (زرع المزارع قمحًا ثم جناه بعد نضجه)
حرف العطف الواو
يفيد استخدام حرف العطف الفاء اشتارك فاعلين في فعل واحد دون فاصل زمني بينهما، مثل قولنا (جاء يوسف ونور إلى المنزل).
حرف العطف حتى
الحرف “حتى” من الحروف المشتركة في أكثر من استخدام، فلها لكي تعمل كحرف عطف هي:
- أن يكون المعطوف اسم ظاهر؛ فلا يصح أن يقع المعطوف بعدها (فعل، حرف، ضمير، جملة).
نحو قولنا (تقدم كل الطلاب حتى الباقون للإعادة). - أن يكون المعطوف جزء من المعطوف عليه
نحو قولنا (قرأت الكتاب حتى المقدمة).
حرف العطف أو
حرف عطف يفيد التخيير بين وقوع الفعل على أحدهم، وقد يعطف مفردات أو يعطف جمل، نحو قولنا:
- البلاشون يشبه البطة أو البجعة.
- أحب الفعل الذي يؤدي إلى إنجاح أو يصل للراحة النفسية.
لكن يتعلق معنى (أو) في التخيير على نوع الجملة السابقة لها أو الفعل السابق:
- إذا كانت الجملة طلبية؛ فإن (أو) تفيد الإباحة أو التخيير.
- إذا كانت الجملة خبرية؛ فإن (أو) تفيد الشك.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما هو النعت
باب النعت
استكمالًا لشرح درس التوابع في اللغة العربية نصل إلى النعت، فالنعت هو تابع يذكره المتكلم بعد معرفة لتوضيحها أو بعد نكرة لتخصيصها، وينقسم النعت إلى قسمين:
- نعت حقيقي: الكلمة التي تأتي لتبين صفة المنعوت، نحو قولنا: (قابلت التلميذ المجتهد).
- نعت سببي: الكلمة التي تأتي لتبين صفة من صفات شيء متعلق بمنعوته نحو قولنا: قابت التلميذ الحسن قوله.
النعت الحقيقي
هذا النعت يجب أن يتبع النعت فيه المنعوت في الإفراد والتثنية والجمع وفي التذكير والتأنيث وفي التعريف والتنكير مثل قولنا:
- هذا تلميذ مجتهد.
- هذان تلميذان مجتهدان.
- هؤلاء تلاميذ مجتهدون.
- هذه تلميذة مجتهدة.
- هاتان تلميذتان متهجدتان.
من أهم شروط النعت الحقيقي أن يكون مشتقًا مثل: (اسم فاعل، اسم مفعول، صفة مشبهة، اسم التفضيل… ).
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: أنواع الكلمة في اللغة العربية
أشكال النعت
يكون للنعت عدة أشكال مثل:
النعت المفرد
هو النعت المكون من كلمة واحدة ولو كان مثنى مثل الأمثلة السابق ذكرها في العنوان السابق كلها نعت مفرد.
النعت الجملة
ينقسم النعت الجملة إلى:
1- نعت جملة فعلية: مثل قولنا (رأيت مدرس يشرح الدرس) فنجد أن:
- يشرح: فعل مضارع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على المدرس
- الدرس مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة
الجملة المكونة من الفعل والفاعل والمفعول به في محل نصب نعت للمدرس.
2- نعت جملة اسمية: مثل قولنا (كتبت موضوع نوعه جديد) فنجد أن:
- نوع: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
- الهاء: ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.
- جديد: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
الجملة المكونة من المبتدأ والخبر في محل نصب نعت.
النعت الشبه جملة
ينقسم النعت الشبه جملة إلى شقين:
1- نعت شبه جملة ظرف زمان أو ظرف مكان، نحو قولنا:
(رأيت الفتاة مساءً) (قابلت الطالب فوق السلم)
2- نعت شبه جملة جار ومجرور، نحو قولنا:
(قابلت مدرس في الفصل).
لكن يجب الانتباه إلى أنه يجب في النعت الجملة أو الشبه جملة أن يكون المنعوت (الموصوف) نكرة لأن الجمل تعرب بعد النكرات صفات وبعد المعارف تُعرب أحوال.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما هي أدوات النصب
باب التوكيد
استكمالا لشرحنا في درس التوابع في اللغة العربية نصل على التوكيد، هو أسلوب لغوي يستعمله المتكلم أو الكاتب لتثبيت معنى معين في ذهن المتلقي وإزالة أي شك قد يساوره في هذا الباب
نحو قولنا:
- سمعت الخطاب الخطاب.
- سمعت الخطاب كله.
ينقسم التوكيد على نوعين:
- توكيد معنوي: هو الذي يكرر فيها المتكلم اللفظ بصورته ذاتها أو بمرادفه، ويكون هذا الاسم الذي يردا تكراره اسم ظاهر أو ضمير أو فعل أو حرف أو جملة نحو قولنا:
- رأيت زيد زيد (تم تكرار الاسم الظاهر بذاته)
- تحدث متكلم الرجل (تكرار الفعل بذكر المرادف)
- تكلمت أنت (تكرار الضمير المتصل بذكر ضمير منفصل)
- أكلنا نحن دون المدير (تكرار الضمير المتصل بذكر ضمير منفصل)
- طلع طلع الفجر (تم تكرار الفعل بذاته)
- لا لا أعترض على الأمر (تم تكرار الحرف بذاته)
- حضر المتأخر حضر المتأخر (تم تكرار الجملة بذاتها)
- توكيد لفظي: في هذا الدرب من التوكيد يلجا المتكلم إلى استخدام ألفاظ مخصوصة لتأكيد المعنى نحو (كلا، كلتا، كل، نفس، عين، جميع، …) لكن يجب إضافة ضمير متصل إليها مناسب نحو قولنا:
- دخل المدرس على الفصل عينه.
- شرح المدير نفسه الدرس بدلًا من المدرس.
- أكرمت الضيفين عينهما.
- قابلت المعلمة عينها.
باب البدل
بذلك نكون قد وصلنا إلى الباب الرابع والأخير في شرحنا لدرس التوابع في اللغة العربية، ويعرف النحاة البدل بأنه: (إنه التابع المقصود بالحكم المنسوب إلى تابعه من غير واسطة لفظية تتوسط بين التابع والمتبوع) أي أن البدل هو الذي يأتي بعد الاسم المبدل منه ويوضح المقصود به، وهو تابع في الإعراب.
مثلا إذا قلنا: (خطب الشيخ على المنبر) فقد وصل المعنى لكننا لم نصل إلى تحديد هذا الشيخ بعينه فقد يكون هناك أكثر من شيخ يخطب في هذا المسجد، لكن إذا قلنا (خطب الشيخ أبو محمد على المنبر) قد حددنا الشيخ بعينه.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: الفرق بين النحو والصرف
أنواع البدل
للبدل عدة أنواع مثل:
- البدل المطابق (بدل كل من كل).
- بدل البعض من كل.
- بدل الاشتمال.
- البدل المغاير.
البدل المطابق
هو إتباع الشيء ببدل منه مطابق له نحو قول الله تعالى في سورة الفاتحة: ” اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)”
فالصراط المستقيم هو صراط غير المغضوب عليهم.
من قولنا مثل:
- قابلت المدير عمرو.
- أحب قصائد الشاعر امرؤ القيس.
- زارنا هذا الرئيس
البدل البعض من كل
هو أن يأتي المتكلم بلفظ متبوع بآخر ويعتبر الثاني (البدل) جزء حقيقي من الأول (المبدل منه) فلو كان المبدل منه من البشر يكون الجزء خَلقيًا، نحو قولنا:
- قطعت الشجر كله
- ضربت اللص قدمه
- جاء الضيوف عمك
- أحببت الفتاة عينيها
نلاحظ أن البدل جزء حسي حقيقي (يمكن فصله فزيائيًا) من المبدل منه، وأن اللفظ البدل متصل بضمير يعود على المبدل منه.
البدل الاشتمال
هو مثل البدل البعض من كل إلا الفارق بينهم ان البدل الاشتمال لا يكون جزء حسي حقيقي يمكن فصله فزيائيًا فلو كان المبدل منه من البشر يكون الجزء خُلقيًا، مثل قولنا:
- أحببت الفتاة رقتها.
- استاء المذيعين من اللاعب غبائه.
- أعجبني الجندي شجاعته.
نلاحظ أن البدل جزء معنوي (لا يمكن فصله فزيائيًا) عن المبدل منه، وأن اللفظ البدل متصل بضمير يعود على المبدل منه.
البدل المغاير
هو أن يتبع المتكلم المبدل منه ببدل مخالف له، فهو ليس جزء منه ولا كله ولا يشتمل عليه، وهذا النوع من البدل ال يجوز أن يقع في الكتابة، وهو على نوعين:
- بدل الغلط والنسيان: هو أن يخطئ المتكلم في كلمة ومن ثم يتبعها بالصواب، مثل أن يقول المتكلم (بنى الفراعنة برج القاهرة) ومن ثم يعدل كلمة الفراعة ويقول (المصريين).
- بدل الإضراب: هو أن يصرف التكلم ذهن المتلقي عن كلمة قالها بكلمة أخرى مغايرة لها ليتلافى خطأ ما، مثل أن يقول مذيع (قابل الرئيس الوزير) فيعدلها ويقول قابل الرئيس سفير البلاد في تونس…).
الملاحظ على هذا البلاد قلة انتشاره لأنه يقع في النطق فقط لا في الكتابة، وأن تلافي الخطأ خيرًا من الوقوع فيه ومن ثم تصحيحه، لكن في العصر الحديث ظهرت الحاجة إليه في نشرات الأخبار وما على ذلك.