جابر بن حيان العالم الكيميائي العربي
جابر بن حيان علم الكيمياء العربي الذي يسمى عند بعض العلماء بـ “أبو الكيمياء الحديثة” فهو من ساهم بتجاربه وأفكاره في تطوير علم الكيمياء حتى وصل إلى ما وصل إليه الآن من تطور وتقدم، وهو أيضًا أول من استخدم التجارب العملية في علم الكيمياء بعد أن كانت الكيمياء لا تتعدى الحبر على ورق.
ولم يكن جابر بن حيان عالمًا في الكيمياء فحسب، بل كان يعلم الكثير عن الهندسة والفلك والفلسفة والطب والصيدلة، فقد كان بارعًا ونابغة في زمانه.
وفي هذا الموضوع سنتعرف على سيرة جابر بن حيان وإسهاماته العلمية في مجال الكيمياء والكتب التي كتبها في هذا التخصص.
جابر بن حيان
هو جابر بن حيان بن عبدالله الأزدي، من قبيلة الأزد التي ينتمي إليها العديد من الصحابة من أمثال “الحارث بن عمير الأزدي” وغيره، وهي قبيلة عريقة من كبرى قبائل العرب ولها في التاريخ عظماءٌ كُثر، ومنها يتفرع الأوس والخزرج الذين سكنوا المدينة زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اختلف المؤرخون في معرفة أصل ومكان نشأة عالم الكيمياء جابر بن حيان، فمنهم من قال بأنه ولد بمدينة حران بسوريا، ومنهم من قال أنه ولد بالكوفة في العراق وترعرع بها، بل وقيل في أصله أنه كان من بلاد إسبانيا أو اليونان.
والأقوال في ذلك كثيرة لا رجحان فيها لقول على الآخر، إلا أن هناك قولًا واحدًا هو القرب للصواب وهو أن عالم الكيمياء جابر بن حيان قد ولد في مدينة طوس الواقعة في بلاد خراسان، ويستدل من قال بهذا القول بأن حيان بن عبدالله الأزدي كان قد ذهب إلى اليمن قبل ولادة جابر بن حيان، ثم من اليمن إلى الكوفة بالعراق ولم تكن حينئذ دولة الخلافة العباسية قد قامت، بل كانت دولة بني أمية في أواخر أيامها، وقد عمل حيان بن عبدالله الأزدي وامتهن مهنة الصيدلة وهو بالكوفة، ولكن حينما انتشرت دعوة بني العباس بين الناس اختار حيان بن عبدالله الأزدي مساندتهم، وكانت دعوتهم منتشرة بشكل واسع في العراق خاصة، وعندها كلفه بنو العباس بالهجرة إلى خراسان لنشر دعوتهم هناك، وفي خراسان جاء النابغة جابر بن حيان.
وقد ولد جابر بن حيان والملقب بأبو الكيمياء في العام 101 للهجرة، 721 للميلاد على أرجح الأقوال.
هاجر جابر بن حيان وأسرته إلى أرض اليمن وهناك ترعرع وتلقى العلم على يد الإمام جعفر الصادق من نسل علي بن أبي طالب –رضي الله عنه-، فتلقى على يديه العلوم الشرعية والعربية بل والكيميائية أيضًا، ولم يكن الإمام جعفر الصادق أستاذه الوحيد، فقد تتلمذ بن حيان على يد خالد بن يزيد بن معاوية والحميري وغيرهم من العلماء أيضًا.
إقرأ أيضًا: من هو العالم العربي الذي أسس مكتبة على حسابه الخاص سميت خزانة الحكمة
إسهاماته في مجال الكيمياء
لم يلقب جابر بن حيان بأبو الكيمياء من فراغ بل كانت لديه إسهامات كبيرة في هذا المجال، ومنها:
- اكتشاف مركب الصودا الكاوية والذي يرمز إليه عند الكيميائيين بالرمز NaOH.
- هو أول من اكتشف حمض الهيدروكلوريك المرمز إليه بالرمز HCL، وهو المسئول عن تسريع عمليات التفاعل الكيميائية بين المركبات.
- ألف عدة مؤلفات جمع فيها منتهى ما وصل إليه علم الكيمياء في زمانه، وهي 27 كتابًا منها: (كتاب السبعين – كتاب الميزان – كتاب الخواص –كتاب السموم ودفع مضارها – كتاب الكيمياء الجابرية – كتاب نهاية الإتقان) وغيرها الكثير من الكتب التي احتوت على علم جَمٍّ كثير.
- هو أول من استخدم مركب ثاني أكسيد المنجنيز في صنع الزجاج.
إلى هنا نكون قد انتهينا من مقالنا عن المخترع العظيم والأستاذ الكبير جابر بن حيان أبو الكيمياء الحديثة، على أمل أن تكونوا قد استفدتم من موضوعنا اليوم.