هل السعودية طبعت مع إسرائيل
هل السعودية طبعت مع إسرائيل؟ وهل توجد علاقات حقيقية بين السعودية وإسرائيل؟ فقد قامت المملكة العربية السعودية بإطلاق مبادرة السلام العربية التي تهدف إلى الاعتراف الدولي بفلسطين، بالرغم من أن هناك أهدافًا كبيرة تابعة للجانب الاستراتيجي والعسكري من عملية التطبيع، وقد تم تقديمها من خلال الوعود الخاصة بعملية التطبيع مع إسرائيل التي اعتمدت على تحقيق الاتفاقيات المطلوبة، لكن من المحتمل أنه يستبعد تطبيق تلك الاتفاقيات، لذا نجيب عن هل السعودية طبعت مع إسرائيل من خلال موقع زيادة.
هل السعودية طبعت مع إسرائيل
توجد عداوة بين المملكة العربية السعودية وبين إسرائيل؛ حيث إن المملكة لم تعترف بها ولم تقبل جوازات السفر القادمة من الإسرائيليين، لكن كلاهما يعارضان بأن تتوسع نفوذ إيران لأن البرنامج النووي الإيراني يُشكّل تهديدًا على المنطقة، فلم تعترف بإسرائيل منذ أن أُعلن عنها عام 1948 ميلاديًا، وقد أعلن وزير الخارجية في المملكة بأنها لن تخطو خطوة واحدة في التطبيع مع إسرائيل.
في عهد دونالد ترامب رئيس أمريكا قامت الحكومة الأمريكية بالضغط على المملكة العربية السعودية حتى تنضم إلى مجموعة الدول العربية التي قامت بتوقيع اتفاقية التطبيع للعلاقات بينها وبين إسرائيل، لكن مدينة الرياض وهي عاصمة المملكة العربية السعودية لم ترد أن تخطو خطوة واحدة في سبيل ذلك، أو على الأقل ليس في ذلك الحين، وهذا يظهر لنا هل السعودية طبعت مع إسرائيل أم لا.
بالرغم من أن الاتفاقيات في عملية التطبيع كانت قد حظيت بالتأييد من قبل الوسائل الإعلامية بالمملكة وبعض الأمراء ورجال الدولة الرسميين، وبعد ذلك تم إلقاء خطاب من قبل ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز في شهر سبتمبر للعام الميلادي 2020 يظهر المقاربة التقليدية بتحول المملكة في هذه القضية.
كان هذا الخطاب مقدمًا بعد أن تم ذكر تصريحات رسمية للمملكة العربية السعودية تهدف إلى وضع أحكام وشروط في إقامة العلاقات الرسمية بين المملكة وإسرائيل بحسب الشروط التي وضعتها مبادرة السلام العربية والقرارات الشرعية الدولية.
لذا فإن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود قام بالتصريح بإجابة هل السعودية طبعت مع إسرائيل؟ حيث ذكر بأن المملكة العربية السعودية توافق على التطبيع مع إسرائيل بشرط إقامة مبادرة السلام الدائمة التي نضمن من خلالها الاعتراف بفلسطين دوليًا.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: هل تحرير فلسطين من علامات الساعة عند ابن باز
دعم المملكة لحق الشعب الفلسطيني
قامت المملكة العربية السعودية بدعم حقوق الشعب الفلسطيني وقامت بدعوتهم إلى الانسحاب من الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية الأخرى التي قامت إسرائيل باحتلالها منذ العام الميلادي 1967، اقترح الملك عبدالله مبادرة السلام العربية في العام الميلادي 2002، وكان حينها وليًا للعهد في نظام حكم المملكة العربية السعودية.
كانت الأهداف من تلك المبادرة تشير إلى الاعتراف الدولي بفلسطين، وأن يعود اللاجئين الفلسطينيين وينسحبوا من منطقة هضبة الجولان التي تم احتلالها من قبل الإسرائيليين، ويحدث هذا في مقابل عملية التطبيع بين دول العالم العربي وبين إسرائيل.
قامت الحكومة الإسرائيلية برفض تلك المبادرة لكن في العام الميلادي 2007 قامت المملكة العربية السعودية بإعادة فتحها لكن تمّ رفضها أيضًا من قبل بنيامين نتنياهو الذي كان زعيمًا للمعارضة، وأيضًا رفضها عدد من أعضاء حزب الليكود بشكل مباشر.
في العام الميلادي 2009 قامت المملكة بمعارضة المجزرة التي حدثت في غزة، لذا قام الملك عبدالله بدعوة إسرائيل إلى أن توقف الهجوم على الفور، وقامت المملكة بمنح غزة مليار دولار حتى يعاد بناء ما تهدّم منها، وتم إطلاق حملات تبرع شعبية حتى تدعم الأهالي والأفراد في قطاع غزة، وقامت بافتتاح مشاريع متعددة في فلسطين مثل مشروع إعادة الإسكان في غزة.
الدورة الواحد والأربعون الخاصة بمجلس وزراء منظمة التعاون الإسلامي قام وزير الخارجية بالسعودية الأمير سعود بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود بتأكيد سعي إسرائيل إلى سيطرتها على المنطقة في دور القوى الإقليمية الطاغية.
كما قام بدعوة كافة دول العالم الإسلامي على أن يقفوا جنبًا إلى جنب من أجل استرداد حق الشعب الفلسطيني، وقد ذكر أهداف إسرائيل العدوانية وأعمالهم الوحشية التي يقومون بها أثناء احتلالهم وحربهم على فلسطين، فدعا إلى إيقاف ذلك العدوان على غزة، وفي العام الميلادي 2015 قام السفير قطان بتأكيد استمرارية دعم المملكة العربية السعودية للقضية الفلسطينية.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: تاريخ مدينة الخليل في فلسطين
بعض وعود تطبيع العلاقة بين المملكة وإسرائيل
جرت مقابلة وكالة رويترز الافتراضية حيث قام الوزير السعودي فيها بإضافة موضوع بأن الرياض تؤيد التطبيع الكامل مع إسرائيل بشرط إقرار اتفاقية السلام أولاً على أن تكون كاملة ودائمة يتم من خلالها ضمان دولة فلسطين يعيش فيها الشعب الفلسطيني بكرامة.
كما قام الوزير السعودي أيضًا بالتأكيد على أن إدارة أمريكا القادمة التي يرأسها جو بايدن ستعمل على وضع خطة منهجية وتسير عليها، وهي عبارة عن سياسات تساهم في تحقيق الاستقرار الإقليمي، كما أكد بأنه لا يرى أية مؤشرات تدل على التهديدات الإقليمية خلال الفترة الانتقالية.
استكمالًا لإجابتنا عن هل السعودية طبعت مع إسرائيل؟، فإن جعل العلاقات رسمية بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل يساهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية الأهداف العسكرية الخاصة بهما، وعدم وضع اتفاقية قد لا يكون مصلحة لهما حيث إنه توجد ستة أهداف كبيرة تم الاتفاق على تحقيقها في حال قامت المملكة بوضع علاقة رسمية بينها وبين إسرائيل، وقد كانت دولة الإمارات هي أول دول الخليج التي قامت بالتطبيع مع إسرائيل، لذا اعتبر بعض الأشخاص بأن هذا الأمر يعد خيانة كبيرة للقضية الفلسطينية ولشعبها،
التطبيع لن يحقق استقرار الشرق الأوسط
من الأمور التي يحتمل عدم تحقيقها هي بأن التطبيع لن يبشر بحدوث السلام والاستقرار؛ حيث إن المؤيدين للتطبيع بين دول الخليج وإسرائيل يناقشون مسألة تحقيق الاتفاق للسلام الإقليمي، لكن الاتفاقيات الأخيرة الخاصة بالتطبيع عند دول العرب والتي من بينها العلاقة بين المملكة وإسرائيل، لن تقوم بمعالجة نقاط الضعف الأساسية ومكامنه التي تسببت في حدوث العنف وفقد الاستقرار في المنطقة التي تتضمن الأراضي الفلسطينية والسعودية وإسرائيل.
بالرغم من وعود السلام التي رسمها اتفاق التطبيع الأخير فإن المملكة العربية السعودية تتوقع من أمريكا وإسرائيل بأنهما سيقومان بتعزيز التعاون الدفاعي والأمني معها، حتى تستطيع الدفاع عن نفسها ضد الاعتداءات الإيرانية، حيث يمكن للمملكة أن تستفيد فعلًا من اتفاق التطبيع وتأخذ خبرة إسرائيل في شن حروب غير نظامية لكن هذا التعاون لا يعد بشارة في تحقيق السلام بالفعل، وهذا يوضح الإجابة عن هل السعودية طبعت مع إسرائيل؟
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: أين تقع غزة في فلسطين
التطبيع لن يخدم المصالح الأمريكية بالشرق الأوسط
يطلب كلا الجانبين أن تقوم واشنطن بالتدخل الإقليمي بما يفوق الصلاحيات التي تقدر عليها، لذا قد لا يحقق الاتفاق بين المملكة العربية السعودية وبين إسرائيل مصالحًا للولايات المتحدة الأمريكية، وتختلف مصالح كلا الطرفين رغم تقاطع السعودية وإسرائيل في بعض المصالح التي تخص مجالات معينة، لكن في نفس الوقت تختلف تلك المصالح المتفقة مع الولايات المتحدة.
وتريد المملكة وإسرائيل بأن تبقى واشنطن هي القوة العسكرية التي تهيمن على المنطقة بصورة نشطة، لذا يود الجانبان بأن تقوم الولايات المتحدة في استخدام مجالها العسكري حتى تتصدى لتهديد إيران وتلحق الهزيمة به، من خلال سعي الجانبين في عمل اتفاق بين أمريكا وإيران يخلط بين أولويات أمريكا التي تريد وضع حد للبرنامج النووي لإيران ووقف اعتداء طهران على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية من ناحية، وبين مواجهة الجيوسياسية الإيرانية من ناحية أخرى، لكن يعد هذا الاتفاق صعب التحقيق.
التطبيع لن يعزز التحرر
ليس هناك ما يدل على أن شعب المملكة العربية السعودية يوافق على تعزيز الاعتدال أو التحرر فيها، لكن يتصور البعض بأن التطبيع بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل سيتسبب في حدوث تجديدات على السعودية بحيث تصبح دولة جديدة معتدلة، وتتماشى عملية التطبيع مع منهجية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مبينًا بأنه سيقوم بأخذ التدابير اللازمة التي تتحقق في تحديث البلاد.
لا يقوم جزء كبير من الشعب بدعم تلك الخطط والمنهجية التي تتبع طريقة دونالد ترامب، حيث يرون بأنها ستتسبب في حدوث التشوهات للخطط الواعدة في المجال الاجتماعي، والديني، والاقتصادي، وتلك الخطط تحتاج إليها المملكة في المستقبل.
إذا حدثت تمت العلاقات بين المملكة وإسرائيل فإن ذلك يعني أنها ستبقى تحت رهن حسابات العائلة المالكة بالسعودية وهذا يقدم ضمانًا للصمود، لكن إذا تم تطبيع العلاقة فإن نظام المملكة العربية السعودية سيكون في حاجة إلى تغيير سياسة فلسطين والرد عند استخدام جيش إسرائيل للقوة ضدهم، والمملكة العربية السعودية متعاطفة مع قضية فلسطين المحتلة.
بالإضافة إلى بعض الاعتبارات الأخرى في عملية التطبيع وهي بأن السلام لن يكون دافئًا بين الجانبين، وأن التطبيع لن يقوم بإزالة مشكلات المملكة العربية السعودية التي تحدث في واشنطن، وبأن عملية تطبيع العلاقات الرسمية لن تعمل على تسهيل الأمور المتعلقة بالسياسات الداخلية في المملكة العربية السعودية.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: عدد الفلسطينيين في العالم
إلى هنا نكون قد انتهينا من الإجابة عن سؤال هل السعودية طبعت مع إسرائيل، وتعرفنا على طبيعة العلاقة بين المملكة العربية السعودية وبين إسرائيل، وكيف سعت السعودية في تقديم الدعم إلى القضية الفلسطينية على مر الأعوام الماضية من خلال وضع مبادرة السلام العربية، هكذا فإن القضية الفلسطينية تعتبر القضية الأولى المركزية للعالم الإسلامي أجمع، وواجب على جميع الدول أن تقف في صف واحد لحلّها والحد من العنف والعدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة.