هل الحب حرام أم حلال بين الولد والبنت

هل الحب حرام أم حلال بين الولد والبنت؟ فإن الحب غريزة فطرية خلقها الله في البشر رحمةً فيما بينهم، والذي يعد أسمى المشاعر الإنسانية التي لا ينبغي التعبير عنها بشكل خاطئ، فهل الحب حرام أم حلال بين الولد والبنت إذًا ما دام الله خلقه بقلب الإنسان؟ هذا ما سنتعرف عليه بالتفصيل من خلال موقع زيادة.

هل الحب حرام أم حلال بين الولد والبنت؟

إن الله عز وجل قد رفع عن الإنسان كافة الأمور التي ليس له يد فيها كمشاعره ورفع عنه تكلفة أداء العبادات في أوقاتها ما دام هناك عذر مرضي، أو سفر، أو حتى أفعاله الخارجة عن إرادته فإن الدين يسر وليس عسر فهل يحرم الله الحب الذي يُحرك مشاعر الإنسان وميلها نحو الآخر؟

إن الحب في حد ذاته ليس بحرام في الشرع فإن كنت تتساءل عن هل الحب حرام أم حلال بين الولد والبنت فهو مشاعر إنسانية نبيلة خارجة عن إرادة الفتاة أو الرجل فلا حرج أن يميل قلب الشاب إلى فتاة لكي تصبح زوجته لما رآه من أخلاق سامية أو مواصفات يرغب بها في شريكة أحلامه.

كما هو لدى الفتاة لا حرج أو حرمانيه عليها إن رأت من رجل أخلاق نبيلة وصفات جمالية حتى، وترغب في كونه زوجها وتضرع إلى الله كي يقرب منها الخير.

إذًا فإن المشاعر نفسها غير محرمة فلا يستدعي الأمر أن يقوم شخص بتأنيب نفسه لتلك المشاعر؛ عند العلم بإجابة هل الحب حرام أم حلال بين الولد والبنت لأنه ليس بإثم.

اقرأ أيضًا: هل الحب حرام أم حلال

حكم التواصل بين المرأة والرجل

عن إجابة سؤال هل الحب حرام أم حلال بين الولد والبنت عند فقهاء الدين فقد أجمع فقهاء الدين على أن الحب في حد ذاته غير محرم ولا يأثم الإنسان المُسلم بشعوره بذلك الإحساس النبيل.

لكنهم قد أثبتوا تحريم طرق التعبير عن الحب تلك الأيام التي تتعارض مع أحكام الدين، كالخلوة أو التواجد مع المرأة في مكان بدون محرم.

حيث إنه قد ذكر الله عز وجل ضوابط تعامل المرأة مع الرجل وهو ما ينطبق على كافة أنحاء الحياة سواء في الحب أو العمل أو الشارع، فقد ذكر الله أن تعامل المرأة مع الرجل ينبغي أن يكون بحدود ولا ينبغي اللغو والاسترسال في الحديث فيما بينهم، كما حرم الله التلامس الجسدي مع الرجل الأجنبي.

ذلك ما يتعارض مع طرق التعبير عن الحب تلك الأيام فقد أصبحت طرق التواصل بين الولد والبنت في منتهى السهولة بتواجد مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك والواتس آب.

هذا ما يجعل من الخُلوة بينهما متاحة مما يجعل الإنسان يفيض بجوارحه معبرًا عنها بكلام الغزل ويسنح بالتواصل البصري.

حكم الحب في الشرع

بالحديث عن إجابة هل الحب حرام أم حلال بين الولد والبنت فقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم في سورة النور بالآية رقم 30: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) وهو ما يعطي الإجابة الحتمية بخصوص الشك في هل الحب حلال أم حرام بين البنت والولد.

فقد أحل الله الحب ويسر الوصول لمن أحبها القلب بالعلاقة التي يباركها الله ألا وهي الزواج تلك هي العلاقة التي يحبها الله وينظر لها بعين رضا، أما عن العلاقات التي يشوبها كل ما هو محرم من لمسة أو نظرة أو الخلوة فيما بين الولد والبنت فهو محرم.

كما أنه تم الذكر في السيرة النبوية مدى حب الرسول عليه الصلاة والسلام للسيدة خديجة أم المؤمنين ورعايته لها حتى بعد وفاتها فعن عائشة أم المؤمنين أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال في حديث صحيح: “ان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا ذبَح الشَّاةَ يقولُ: (اذهَبوا بذي إلى أصدقاءِ خديجةَ) قالت: فأغضَبْتُه يومًا فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (إنِّي رُزِقْتُ حُبَّها)”

هو قدوة أمة المسلمين جميعًا وذلك يوضح أن الحب ليس حرام، إنما هو مشاعر نبيلة وسامية، لكن ينبغي الامتثال لأفعاله وأنه عليه الصلاة والسلام لم يخرج عن أوامر الله قط، وكان يستوصي بالنساء خيرًا، محصنًا نفسه عن الحُرمات بالزواج وهو ما يوضح إجابة استفسار هل الحب حرام أم حلال بين الولد والبنت.

لماذا التعبير عن الحب حرام؟

فيما يلي توضيح أعمق لإجابة “هل الحب حرام أم حلال بين الولد والبنت؟” فإن الله عز وجل لم يخلق كل شيء سوى لحكمة بعضها لا يستطيع الإنسان فهم حكمتها لأنه تعالى أعلى وأعلم، والبعض الآخر قد تم إثبات حكمتها من خلال تجارب الأشخاص نفسها لعدم الامتثال لأوامر الله.

لذا فإن الامتثال لأوامر الله في شتى أمور الحياة هو أمر واجب ومن يحيد عنها فسيرى الحكمة بعينه.

فقد حرم الله تعالى تعبير الإنسان عن جوارحه أو الاسترسال في الحديث بين البنت والولد الأجنبي عنها -وأجنبي هنا تعني أن الرجل ليس من محارمها- حتى يحفظ قلوب بنات المسلمين من التعلق الزائف ويحمي الإنسان من الوقوع في الخطأ، فإن تقوى النفس والصبر يجازي الله بها في نهاية الطريق.

كما قد أثبتت التجارب الإنسانية ومشاكل المجتمع تلك الأيام ما يحدث خلف ستار الحب من خداع أو فطر القلب في نهاية الأمر التي قد يصل لها الطرفين.

فكم من فتاة أصبحت لا تستطيع التعامل مع شخص في حدود علاقة يحلّها الله بسبب خروجها من علاقة حب محرمة جعلت في قلبها من القسوة والخوف.

هو أيضًا للرجال كم من رجل قد أصبح يرى أن الفتيات جميعها غير ممتثلة لأمور الدين وقد دخلت في علاقة محرمة قبله مع رجل آخر وجعلته غير راغب في الزواج، كل تلك الأشياء تجعل من الإجابة عن سؤال هل الحب أم حرام بين الولد والبنت واضح.

فإن التعبير عن المشاعر الإنسانية بغزل أو حديث في خلوة سواء كان في لقاء دون محرم أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي هو محرم ولا يمُت لمشاعر الحب النبيلة التي يرضى عنها الله بأية صلة.

متى يكون الحب حلال؟

بعد معرفة إجابة هل الحب حرام أم حلال بين الولد والبنت فمتى يكون الحب حلال إذًا؟ إن مشاعر الحب في حد ذاتها عندما تكون في محلّها ولا تخرج من القلب للسان قبل الدخول بعلاقة زواج فهي حلال.

لذا يجب على الرجل المُسلم أن يصبر ويحتسب صبره عند الله داعيًا أن يوفقه ويوسع رزقه حتى يقدر على الدخول بعلاقة زواج رسمية تلك الأيام، فعلى الإنسان السعي والتنفيذ يُترك لله.

يكون الحب حلال ويرضي الله عز وجل ما دام في حدود الأوامر التي حددها الله من غض النظر والامتناع عن الاسترسال في الحديث خارج حدود العمل أو الدراسة، والانتظار إلى أن يجمع الله بينهما في بيت واحد تصون المرأة نفسها للرجل ويسعى الرجل للوصول لها.

اقرأ أيضًا: هل الحب حلال أم حرام في الإسلام

ما هو الحب المحرم؟

قد تم الذكر في السيرة النبوية عن أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال في حديث صحيح: كتَبَ اللهُ على كلِّ عُضوٍ حظَّهُ منَ الزِّنا؛ فالعَيْنُ تَزني وزِناها النَّظَرُ، واللِّسانُ يَزني وزِناهُ الكَلامُ، واليَدانِ تَزنيانِ وزِناها البَطْشُ، والرِّجْلُ تَزني وزِناها المشْيُ، والسَّمْعُ يَزني وزِناهُ الاستماعُ، ويُصدِّقُ ذلك الفَرْجُ أو يُكذِّبُهُ.

ما نطق الرسول عليه الصلاة والسلام عن الهوى قط، فهنا في الحديث الشريف قد أعطى إجابة واضحة وصريحة عن هل الحب بين الولد والبنت حلال أم حرام، حيث إنه ذكر جميع الأفعال التي تشوب الحب وتعكر صفوها ورضا الله عنها ومنها النظرة المُحرمة أو التحدث بما هو محرم، أو الاستماع لكلام الغزل.

على ذلك فإن الحب يصبح حرام حين يشوبه الحديث بكلام الغزل وهو ما يتطرق إلى الوقوع في الاسترسال للكلام الذي لا يصح إلا بين الزوجين ويؤذي القلوب ويتسبب في الابتعاد عن الله عز وجل وفتور العبادات، كما أنه يشابه حكم الشرع في الزنا!

حكم الخلوة بين الولد والبنت في الإسلام

بالاسترسال في إجابة هل الحب حرام أم حلال بين الولد والبنت يأتي الحديث عن الخلوة حيث إن الخلوة بين الرجل والفتاة لا تأتي سوى بالأفعال المحرمة في أغلب الأحيان حيث قال جابر بن عبد الله عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال في حديث صحيح: مَن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فلا يخلوَنَّ بامرأةٍ ليسَ معها ذو مَحرَمٍ منها، فإنَّ ثالثَهما الشَّيطانُ

أي أن الحديث يؤكد أن الحب الموجود تلك الأيام ليس بحب حلال لما يوسوس لهما الشيطان بالقيام به من تلامس ولقاءات دون محرم ونظرات أو الرسائل الإلكترونية أو الهاتفية، فهو محرم وتعتبر الخلوة هي العامل الأساسي في ذلك ونهى الرسول عنها لصون النفس وعفتها عن الوقوع بالأفعال المحرمة.

كما حرم الله عز وجل المواعدة بين الولد والبنت في السر والحب الحرام، وأوضح في كتابه الكريم أن الحب الحلال هو أن يتقدم الشاب لخطبة الفتاة والزواج، حيث قال تعالى في كتابه الكريم في سورة البقرة بالآية رقم 189: (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)

حكم الحب بين المخطوبين

إن الخِطبة في الإسلام ما هي إلا وعد بالزواج وتعتبر أول خطوة في الطريق الصحيح لبناء علاقة حب قوية يرضى عنها الله عز وجل ويُيسرها للرجل والفتاة؛ لذا ينبغي الحرص على ألا يشوبها أو يعكر صفوها شيء يغضب الله عز وجل فكما هو معروف من يتعجل الشيء قبل أوانه يعاقب بالحرمان منه.

يعد حكم الشرع في الحب بين المخطوبين مماثل لما سبق تحريمه من كلام الغزل أو النظرات واللمس أو اللقاء دون محرم وغيره من الاسترسال في الحديث الغير مفيد، لأن الرجل الخاطب لا يزال أجنبيًا عن المرأة وهو ما يجعل من التعبير عن الجوارح محرم.

كما أن صون الفتاة لشرفها وامتناعها عن الحديث الغير مُرضي لله عز وجل يجعل من شأنها يعلو في نظر الخاطب ويزيد من تمسكه بها، فما يبحث عنه الشباب في تلك الأيام هي الفتاة التي تحافظ على البيت وشرفه؛ لذا ينبغي ألا يقع المخطوبين في ذلك الخطأ من التعبير عن الحب بالسلوكيات المحرمة لكيلا يعاقبا بالحرمان من بعضهما.

اقرأ أيضًا: متى يكون الحب حرام

تأثير الحب الحرام على القلب

إن اتباع الشخص لهوى نفسه والوقوع في الأفعال والسلوكيات المحرمة بين الفتاة والولد، يُضفي شيء من القسوة على القلب ويتسبب في انشغال الشخص بالعباد بدلًا من العبادة، بالإضافة إلى أن له دور كبير في فتور العبادات لدى الشخص، كما أن الله عز وجل غيور على عباده ومن يعصي الله في العباد، فقد يجازيه الله عز وجل بانفطار القلب من الشخص ذاته الذي عصى الله من أجله.

على هذا فإن إجابة سؤال هل الحب حرام أم حلال بين الولد والبنت أمر محسوم الجدل ولا يستدعي الشك فمشاعر الحب نفسها لا إثم فيها بينما التعبير عن الجوارح دون الزواج هو إثم.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.