هل مكتوب لي من سأتزوج

هل مكتوب لي من سأتزوج؟ وكيف أختار الشخص المناسب للزواج؟ لا شك في أن الزواج هو من أسمى وأرقى العلاقات التي خلقها الله على وجه الأرض، ولذلك فإن التوتر والقلق بشأن الشخص الذي سوف يكون شريك للحياة أمر طبيعي، فشريك الحياة إما أن يكون الأنس والسكن في هذه الدنيا، أو مصدر الشقاء في هذه الحياة، والآن سنتعرف على إجابة سؤال هل مكتوب لي من سأتزوج من خلال موقع زيادة.

هل مكتوب لي من سأتزوج

إن إجابة سؤال هل مكتوب لي من سأتزوج؟ متمثلة في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء) رواه مسلم.

ففي هذا الحديث يوضح نبي الله أن كل شيء في حياتنا هو قدر الله، حتى الزواج، لكن هنا يأتي سؤال آخر، لماذا يجتهد في اختيار الشخص المناسب ما دام هذا الشخص تم تحديده من قبل الولادة؟

أن الله -عز وجل- أمرنا بالسعي في هذه الحياة، فعند سعي الشخص في معرفة كيفية الشخص المناسب لما يطابق شرع الله يشعره بالطمأنينة، فإذا أكتشف الشخص أن شريك حياته غير مناسب بعد ذلك، فهذا يكون ابتلاء من الله.

ليس بسبب خطأ في الاختيار، كما أن الشخص سوف يؤجر على سعيه في فهم الغرض من الزواج ودور الزوج والزوجة في الإسلام، كما يجب معرفة أن القدر نوعان نوع مثبت لا يتغير، ونوع آخر يمكن أن يتغير.

اقرأ أيضًا: حكم زواج الرجل على زوجته بدون رضاها

الدعاء يغير القدر

في سياق الإجابة عن سؤال هل مكتوب لي من سأتزوج؟ يجب التنويه إلى أن الدعاء يغير القدر، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يردُّ القضاءَ إلَّا الدُّعاءُ، ولا يزيدُ في العمرِ إلَّا البرُّ) الراوي: سلمان الفارسي.

لذلك يجب أن يجتهد الشخص في الدعاء حتى يرزقه الله بشخص مناسب، إن الله يحب العبد اللحوح الذي لا يمل ولا يكل من طرق باب الكريم، فالله منان يحب أن يعطي، فقد قال الل تعالى: (أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوٓءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَآءَ ٱلْأَرْضِ ۗ أَءِلَٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ) (النمل – 62)

فلم يقل الله أنه سوف يجيب الشخص العابد، أو الشخص المجتهد، او الشخص الذي سوف يقوم بالكثير من الأعمال الصالحة، بل قال إنه سوف يجيب المضطر بمعنى انه سوف يستجيب لأي شخص يدعو، أي شخص في مأزق يستنجد ويقول يا الله.

إن الدعاء فضله كبير وعظيم على الشخص، لكن لفهم الكيفية الصحيحة للدعاء، سوف أذكر مثال، إذا كان هناك شخص في وسط المحيط، لا يوجد حوله من ينجده، أو يساعده، فأغلب الآراء سوف تقول ان هذا الشخص هالك لا محالة.

ذلك لأن كل الأسباب الدنيوية توضح أنه سوف يموت إما من الجوع والعطش، أو من البرد، أو من الشعور بالتعب والإرهاق، أو من إحدى الكائنات البحرية المفترسة التي من الممكن أن تتغذى عليه.

هنا سوف يدعي الشخص بدون ترتيب للكلام، سوف يدعو بكل ذرة في كيانه، سوف يدعي بيقين تام، أن لا أحد يمكن أن يخرجه من المأزق الواقع فيه سوى الله القادر، هذا هو المضطر، وهذه هي الطريقة التي يجب علينا الدعاء بها، يجب أن ندعو بدون الاهتمام بالأسباب الدنيوية.

كيف اختار شريك حياتي

بعد أن أجبنا على سؤال هل مكتوب لي من سأتزوج؟ سوف نتعرف عن الأمور التي يجب الانتباه عليها عند اختيار شريك الحياة، والتي تتمثل في الآتي:

معدن الشخص

قال رسول الله صلى عليه وسلم: (النَّاسُ مَعادِنُ كَمَعادِنِ الفِضَّةِ والذَّهَبِ، خِيارُهُمْ في الجاهِلِيَّةِ خِيارُهُمْ في الإسْلامِ إذا فَقُهُوا، والأرْواحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَما تَعارَفَ مِنْها ائْتَلَفَ، وما تَناكَرَ مِنْها اخْتَلَفَ.) الراويأبو هريرة، المصدرصحيح مسلم

يوضح هذا الحديث أن الناس مختلفة كاختلاف العناصر المعدنية، ويعتمد اختلافهم على ما يقومون به من خير، وعلى ما تحتويه قلوبهم من نقاء، في هذا العصر نجد شيوع الاهتمام بالمظاهر والانبهار بالتفاهات.

فنجد شخص لديه العلم والثقافة ومبهر في حديثه مع الآخرين، ولكن عندما يتم وضعه في اختيار بين الحق والباطل، يميل مع شهواته، ويختار الباطل، نجد حديثه عكس ما يتفوه به لسانه.

بينما نجد إحدى الأشخاص الآخرين قليل الحديث، لا يعطي رأيه في أمر إلا عندما يطلب منه، ولكنه عند المواقف الصعبة نجده صامد، عند الاختيار بين الحق والباطل، نجد شجاعته تخترق وساوس الشيطان.

فيجب أن يقوم الشخص بالبحث عن الصفات الإنسانية في المقام الأول والتي تتمثل في التفاهم، والقدرة على احتواء غضب الطرف الآخر، والطيبة ومحبة تقديم العون إلى شريك الحياة.

كما يجب أن يكون الشخص طيب القلب حتى في لحظة الغضب، فلا يتفوه بالألفاظ الجارحة، ولا يفرغ غضبه فيمن حوله، بل يكون شخص يراعي شعور الآخرين، أن يكون شخص كاره للخصام والعند.

فكم من شريك حياة يستطيع أن يمكث أيام وأيام في حالة خصام مع الطرف الآخر، بسبب العند، وهنا يجب التطرق إلى صفة مهمة جدًا هو أن يجيد الطرف الآخر الاعتذار عند الخطأ، فيوجد الكثير من الأشخاص التي لا تعتذر ولا تعترف بخطئها على الإطلاق مما يعد أمر مرهق لمن حوله.

يجب أن يكون شريك الحياة كريم عفيف، لا يقبل المساعدة من أحد وفي الوقت ذاته لا يبخل على أهل بيته، سواء كان البخل في المشاعر أو الأموال، فنجد الكثير من النساء والرجال يبخلون بقول كلام لطيف إلى الطرف الآخر.

كما أن معاملة الأهل هي من أكثر الأمور التي توضح صفات الطرف الآخر، فإذا كانت الفتاة تحترم أهلها حتى عند حزنها من تصرفاتهم، وكذلك يجب أن يتوافر في الشاب حسن المعاملة لأمه وأخته.

كما يجب أن سكون الشخص كاره للحديث على الآخرين أو كشف أسرارهم، بل يجب أن يكون الشخص مراعي لظروف من حوله، لا يحب أن يقول السوء على شخص من ورائه، وإذا دخل بيت لا يصف ما فيه، ففي ضوء الإجابة على سؤال هل مكتوب لي من سأتزوج؟ يجب التنويه إلى أن الشخص يجب أن يكون الشخص محب للصفات الموجودة في الطرف الآخر.

اقرأ أيضًا: أسباب لخبطة الهرمونات بعد الزواج

دين الطرف الآخر

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءكم مَن ترضَوْنَ دِينَه وخُلُقَه فزوِّجوه إلَّا تفعَلوا تكُنْ فِتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريض) الراوي: أبو هريرة، المصدر: المعجم الأوسط، بيان الحديث هو أنه يجب أن تكون الفتاة أو الشاب لديهم الرضا عن دين الطرف الآخر.

فيجب الاهتمام بمعرفة ما إذا كان الطرف الآخر يقيم صلواته أم لا، وذلك من خلال السؤال والذهاب إلى المساجد القريبة من بيت الشخص المتقدم للتأكد ما إذا كان يذهب للصلاة في المسجد أم لا، كما يجب أن يكون الشخص قارئ للقرآن، يؤدي الطاعات.

لا يفعل الكبائر كأكل الربا والذي يتمثل في استخدام البنوك لحفظ الأموال وهو من الأمور الشائعة في هذا العصر، يجب التأكد أن الشخص يؤدي الزكاة، ويرحم الفقير، ويقوم بمساعدة والديه.

سواء بمساعدة والدته في أعمال المنزل عندما تكون مريضة، أو مساعدة والده في مصاريف البيت، يجب أن يكون الرجل غيور، فلا يتحمل رؤية زوجته ترتدي الثياب التي تصف جسدها أو تضع مساحيق التجميل أمام أشخاص غير محارمها.

فقد كثر في هذا العصر الرجال التي تطلب من زوجاتهن أن يرتدين الثياب الضيقة وهذا فقط من أجل المظاهر، فنجد أن القوامة قد اندثرت من قلوب الكثير من الرجال، فالرجل هو المسؤول عن حث امرأته على الخير.

الشعور بالحب

يجب في البداية أن يشعر الشخص بالانجذاب إلى الطرف الآخر، ولكن الحب المكتمل لا يأتي إلا بالمواقف والمعاشرة، لكن يجب ان يتواجد القبول في البداية، فلا يتم إجبار الفتاة على شخص غير منجذبة عليه حتى ولو كان ذو خلق ومال.

اقرأ أيضًا: قصة خيالية قصيرة 5 أسطر

المال والغنى

يجب أن يكون الرجل ذو قدرة على تحمل نفقات بيته، ويجب أن تكون الفتاة لديها رضى عن المستوى الذي سوف تعيش فيه مع شريك حياتها، وليس من العيب رفض شخص لعدم القدرة على تحمل الظروف المادية الصعبة، فهذا الأمر متباين من شخص على آخر.

إن اختيار الزوج أمر يحتاج إلى إدراك للذات في المقام الأول، فيجب أن يعرف الشخص الصفات التي يمكنه تجملها الصفات التي لا يمكنه تحملها.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.