هل يمكن العيش على كوكب المريخ
هل يمكن العيش على كوكب المريخ ؟ طالما فكر البشر في إمكانية العيش خارج الكوكب الذي ولدوا فيه، كوكب الأرض الأزرق الذي فعل فيه الإنسان كل ما فعل بدءاً من محاولة إعماره، ثم زراعته ثم إقامة المدن السكنية والمصانع، ثم تهيأت له الظروف والقدرة على تدميره بيديه، ثم التفكير في العيش على أحد الكواكب الأخرى، ومن خلال السطور التالية عبر موقع زيادة سنوضح هذا الأمر بالتفصيل.
هل يمكن العيش على كوكب المريخ
احتمالية وجود الحياة والعيش على كوكب المريخ تشغل بال علماء الفلك، لما من أوجه تشابه بين المريخ وكوكب الأرض الذي نعيش فيه.
الأدلة الموثوقة عبر مر الزمان تظهر أن البيئة القديمة على سطح كوكب المريخ، كانت تحتوي على الماء وهو ما يشير إلى عيش العديد من الأحياء البكتيرية به، ولكن ذلك ليس بالضرورة مؤشراً على أن ظروف الكوكب صالحة للعيش فيه، أو إمكانية وجود حياة مستقبلاً به.
اقرأ أيضًا: كوكب المريخ من الداخل وتضاريسه
التفكير في العيش خارج كوكب الأرض
منذ عشرات السنوات التي مضت لم يستطع الأجداد أن يسافروا إلى الفضاء الخارجي، ولم تكن فكرة العيش خارج كوكبنا مطروحة بشكل جدي، لكن وقتنا الحالي ومع التطور التكنولوجي الكبير أصبح علماء الفيزياء والأحياء يدرسون بكل جدية إمكانية العيش على المريخ أو خارج كوكب الأرض.
لماذا وقع اختيارهم على كوكب المريخ؟ لاحظ العلماء أن أوجه تشابه هذا الكوكب مع كوكب الأرض كثيرة، وأنه أقرب كوكب يشبه كوكب الأرض في هذه المجموعة الشمسية.
ما هي إمكانية العيش على كوكب المريخ؟ وما هي إمكانية بناء مستعمرات به؟ وما يتطلبه العيش على الكوكب الأحمر؟ وما هي الأمور الأخرى المرتبطة بالأمر؟ سوف نتناول في الآتي كل ذلك.
متطلبات العيش على كوكب المريخ
لكي يتمكن الإنسان من العيش على المريخ، أو أي مكان آخر في الكون لابد من توافر عدة متطلبات، منها:
- لا يستطيع البشر وبقية الكائنات الحية أن يعيشوا في ظروف قاسية جداً، بل لابد من توفير الظروف التي تلائم وتلبي حاجاتهم.
- هذه المتطلبات موجودة في كوكب الأرض ومناسبة جداً للبشر، منها درجة حرارة الكوكب التي تناسب البشر والكائنات الحية الأخرى.
- تختلف درجة الحرارة خارج الكوكب في بعض النجوم أو الشموس الأخرى قد تصل إلى 6000 درجة مئوية.
- كما أنه توجد درجات حرارة أقل من ذلك ولا تزيد عن 5 درجات مئوية تحت الصفر.
- توجب علينا ذكر هذه الدرجات لمعرفة مدى مناسبة درجة حرارة كوكب المريخ للعيش فيه، حيث تبلغ 27 درجة مئوية.
- أما درجة حرارة الكوكب الدنيا فهي -133 درجة مئوية، وهي درجة قاسية جداً على جسم الإنسان ولا تناسبه للعيش فيها، لكن فكر الإنسان في حل ذلك يأتي عبر بناء المستعمرات على الكوكب الاحمر.
اقرأ أيضًا: معلومات عن كواكب المجموعة الشمسية
الغلاف الجوي والهواء على كوكب المريخ
يتكون الغلاف الجوي للأرض من النيتروجين والأكسجين بشكل أساسي، وهو ملائم للكائنات الحية، والغلاف الجوي لكوكب المريخ مختلف كلياً عن كوكب الأرض، إذ يتكون في الغالب من ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 95%، وهو لا يناسب تنفس البشر أو العيش على المريخ.
يشكل غياب الأكسجين خطراً آخر من مخاطر العيش على المريخ، حيث أن فقد جسم الإنسان الأكسجين يجعله عرضة للموت خلال دقائق قليلة.
الضغط الجوي
يتراوح الضغط الجوي على الكوكب الأحمر بين 0.01 إلى 0.001 من الضغط الجوي الموجود على كوكب الأرض.
هذا الضغط يعتبر منخفض جداً ويشكل أضرار جسيمة على الإنسان، والضغط الجوي المنخفض بمعدل 100 مرة وأكثر عن معدله الطبيعي على كوكب الأرض، يهدد أمن وسلامة الإنسان بطريقة مباشرة.
أوضحت الأبحاث العلمية أن هذا الضغط المنخفض من شأنه أن يحدث تغيير سريع في دم الإنسان، حيث يبدأ الدم في الغليان الفعلي، وهو ما ينتج عنه تحول الغازات الموجودة في الدم إلى فقاعات، وهو ما يؤدي لموت الإنسان خلال ثوان معدودة، وإجابة سؤال هل يمكن العيش على كوكب المريخ؟ تكون لا؛ حيث أن هذا الضغط الجوي يسبب موت الإنسان مباشرةً، كذلك لا يسمح هذا الضغط بوجود الماء السائل على سطح الكوكب الأحمر.
خطر الإشعاعات الفضائية
تعرف كذلك باسم الإشعاعات الكهرطيسية، والتي يحتاجها جسم الإنسان في حياته لكن بأطوال موجية معينة حتى يعمل بشكل صحيح ويبقى على قيد الحياة، وكوكب المريخ بسبب عدم وجود مجال مغناطيسي واضح المعالم، فإنه يمتلئ بأشعة تأتيه من الفضاء، والتي تكون ضارة على الإنسان.
كما توجد على سطح الكوكب الأشعة فوق البنفسجية، وهي تضر جسم الإنسان بشكل كبير، وبعد مرور عدة أشهر ومع تأثير هذه الأشعة يفقد الإنسان حياته، وهذا رد مباشر على تساؤل هل يمكن العيش على كوكب المريخ؟ بطبيعة الحال تكون الإجابة لا.
المياه السائلة الصالحة للشرب
الماء هو سر الحياة للإنسان على كوكب الأرض، وقد قامت الحروب في الآونة الأخيرة على المياه بما يعرف باسم (حروب الماء).
أثبتت الدراسات أنه يستحيل وجود الماء السائل على سطح كوكب المريخ بسبب الظروف القاسية، كما أن كمية الماء المتجمد الموجودة هناك ضئيلة مقارنة مع كمية الماء الموجود على كوكب الأرض، وهذا ما يحتم علينا أخذ الماء من الأرض إلى المريخ، أو خلق بيئة متكاملة مناسبة لصنعه، لذلك العيش على المريخ يتطلب إعادة تأهيل الكوكب ككل حتى يناسب البشر للعيش فيه.
اقرأ أيضًا: معلومات عن كوكب المريخ أين يقع
كيف يمكن جعل الحياة على كوكب المريخ ممكنة؟
يمكن بناء المستعمرات عليه حتى يصبح نسبياً مؤهلاً للعيش فيه، حيث أن فكرة إعادة تأهيل الكوكب ككل فكرة من دروب الخيال وتحتاج الكثير لتطبيقها، ولا يتوقع العلماء إمكانية تأهيل الكوكب كامل ولا حتى بعد مائة سنة من الآن.
يأتي بناء المستعمرات عبر الروبوتات أو البشر المؤهلين للقيام بعمليات بناء كتلك على مركبة فضائية متجهة إلى هناك، لكن هذا الأمر يتطلب عقود طويلة، ربما مئات الآلاف من السنوات.
أثبتت الأبحاث أن العيش على المريخ يستحيل تحقيقه خلال عشر سنوات قادمة، لأن إرسال رائد فضاء إلى هناك بات مستحيلاً، فما بالنا بعملية إنشاء مستعمرات وأعداد كبيرة من البشر لبنائها فهو من دروب الخيال لا أكثر.
السؤال هنا متى سوف يتم بناء المستعمرات على الكوكب الأحمر؟ كون البشر غير قادرين على بناء المستعمرات في العقد أو العقدين القادمين، لا يعنى بالضرورة أننا لن نكون قادرين على ذلك أبداً.
السؤال السابق لا يمكن معرفة الإجابة عنه في الوقت الحالي، حيث قبل 100 عام من الآن لم يكن متوقعاً إرسال مركبة غير مأهولة إلى الفضاء، لكن حدث وتم إرسال رواد فضاء إلى القمر، ووصلوا كذلك إلى المريخ إذن فإن قرب إرسال بشر إلى المريخ ليس إلا مسألة وقت لا أكثر.
كانت وكالة ناسا تسعى لبناء مستعمرات على المريخ في ثمانينات القرن الماضي، لكن لسوء الحظ لم يكتب لتلك المخططات النجاح، حيث يبدو أن ناسا بالغت في تقدير الأمور لأن التكنولوجيا في ذلك الوقت لم تكن قد وصلت لما هي عليه الآن.
بناء المستعمرات يتطلب الكثير من الجهود والسنوات حتى ينجح العمل على أكمل وجه، يتوقع أن يتم ذلك خلال المائة عام القادمة أي في عهد الأحفاد أو أبناؤهم.
هل يمكن العيش على كوكب المريخ؟ تعرفنا على إجابة هذا السؤال، وعرضنا كذلك لماذا فكر العلماء والباحثين في ذلك الكوكب؟ وما هي المخاطر المحتملة الحدوث للإنسان عند محاولة العيش فيه؟ وما هي العقبات التي تعيق العيش على الكوكب الأحمر؟ فمتى يتاح للبشرية إمكانية العيش في كوكب كهذا؟