هل يجوز ذبح الاضحية بالليل

هل يجوز ذبح الاضحية بالليل حيث يبحث الكثير من الأشخاص عن إجابة لهذا السؤال، ويريدون التعرف على موعد ذبح أضحية عيد الأضحى المبارك؛ حيث قد أوصانا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالحرص على صالح الأعمال، خصوصًا في مواسم الخير، كما أرشدنا لفضل الأضحية العظيم، وأخبرنا عن كل ما يخص الأضحية بدايةً من شراء الأضحية ومواصفاتها وشروط المضحي، مرورًا بشروط ذبح الأضحية وكيفية ذبحها والمكروهات وأفضل وقت لذبح الأضحية إلى كيفية توزيع الأضحية، وهو ما سنتعرف عليه من خلال هذا المقال بشيء من التفصيل عبر موقع زيادة

تعريف الأضحية

في اللغة تطلق كلمة الأضحية على كلّ ما يُضحّى به، وجَمعها (أضاحي)، أمّا في الاصطلاح الشرعيّ، فتطلق كلمة الأضحية على ما يذبحه المسلم يوم النَّحْر؛ أي في عيد الأضحى وما يليه من أيّام التشريق الثلاثة من بهيمة الأنعام؛ للتعبُّد لله (سبحانه وتعالى).

هل يجوز ذبح الاضحية بالليل

اختلف العلماء في جواز ذبح الأضحية ليلًا، فذهب الكثير من الفقهاء إلى كراهة الذبح في ذلك الوقت، وعند جمهور المالكية لا يجوز الذبح ليلًا، وهناك من قال بالجواز وعدم الكراهة، وجاء في ذلك ما يلي:

  • جمهور المالكية: يقولون “لا تجوز التضحية التي تقع في الليلتين المتوسطتين، وهما ليلتا يومي التشريق من غروب الشمس إلى طلوع الفجر”، وهو أحد قولي الحنابلة .
  • الحنابلة والشافعية :يقولون إن التضحية في الليالي المتوسطة تجوز مع الكراهة، حيث قد يخطئ الذابح المذبح، واستثنى الشافعية من كراهية التضحية في الليل ما لو كان ذلك لحاجة، مثل اشتغاله أثناء النهار بما يمنعه من التضحية، أو مصلحة مثل تيسر الفقراء في الليل، أو سهولة حضورهم.
  • هناك أحاديث جاءت في المنع من الذبح ليلاً، إلا أنها لم تسلم من الطعن مثل:
  • الحديث الذي قد رواه الطبراني في الكبير عن ابن عباس “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأضحية ليلًا”.
  • الحديث الذي رواه ابن حجر العسقلاني “أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الذَّبْحِ لَيْلًا”.
  • ما جاء عن الحسن البصري أنه قال “نهي عن جذاذ الليل، وحصاد الليل، والأضحى بالليل”.
  • والقرآن الكريم قد ذكر اليوم بمعنى النهار فقط، وفي مواطن أخرى جاء بمعنى النهار والليل، فقوله تعالى: “وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا” خصصت اليوم بالنهار بدلالة عطفه على الليل، أما في قوله تعالى “فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ” فاليوم بمعنى النهار والليل، ولكن غالبًا ما يستخدم القرآن اليوم بمعنى النهار.
  • وفي البيان النبوي جاء اليوم بمعنى النهار فقط، وبمعنى النهار والليل معًا، فما رواه البخاري في صحيحه عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنهما – قَالَ: قَالَ النبي (صلى الله عليه وسلم) “لاَ يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ تُسَافِرَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ لَيْسَ مَعَهَا حُرْمَة”، فاليوم هنا بمعنى النهار، أما ما رواه البخاري في صحيحه بسنده عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ نبي اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ “أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهَرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ، يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسًا، مَا تَقُولُ ذَلِكَ يُبْقِى مِنْ دَرَنِهِ”، فاليوم هنا بمعنى النهار والليل.
  • رجّح فضيلة الشيخ ابن عثيمين (رحمه الله) جواز الذبح في الليل بلا كراهة، لأنه رأى أن الأيام إذا أطلقت دخلت بها الليالي، فقال في أحكام الأضحية والزكاة:
  • “والذبح في النهار أفضل، ويجوز في الليل؛ لأن الأيام إذا أطلقت دخلت فيها الليالي، ولذلك دخلت الليالي في الأيام في الذكر حيث كانت وقتًا له كما كان النهار وقتًا له، فكذلك تدخل في الذبح فتكون وقتًا له كالنهار”.
  • “ولا يكره الذبح في الليل؛ لأنه لا دليل على الكراهة، والكراهة حكم شرعي يفتقر إلى دليل”

ولمعرفة المزيد من المعلومات حول هل يجوز الاشتراك في ثمن الاضحية بالدليل الشرعي نوصي بالاطلاع على هذا المقالهل يجوز الاشتراك في ثمن الاضحية بالدليل الشرعي

شروط ذبح الأضحية

ورد في نصوص السُنة النبوية، أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد أرشدنا إلى أمور يجب مراعاتها عند ذبح الأضحية، ومنها ما يلي:

  • استقبال القبلة بالأضحية أثناء ذبحها.
  • ذبح الأضحية بآلة حادّة تمر على مكان الذبح بقوة وبسرعة.
  • أن يتم نحر الإبل وهي قائمة معقولة يدها اليسرى، فإن كان ذلك صعب على المضحي ذبحها وهي باركة، أمّا غير الإبل فيتمّ ذبحها وهي على جانبها الأيسر، فإن كان ذلك صعب وكان الذابح أيسر ذبحها على جانبها الأيمن، ويسن للمضحي أن يضع رجله فوق رقبتها ليتحكم بها.
  • أن يتمّ قطع الحلقوم والمريء.
  • أن لا ترى الأضحية السكين إلّا أثناء الذبح.
  • أن يسمي الذابح ثم يكبر الله ويسأل الله قبولها.

ولمعرفة المزيد من المعلومات حول شروط الاضحية في عيد الأضحى نوصي بالاطلاع على هذا المقال: شروط الاضحية في عيد الاضحى ورأي الفقهاء في إنتهاء وقت الأضحية

كيفية ذبح الأضحية

عند ذبح الأضحية يتبع الآتي:

  • يكره للمضحى التضحية ليلًا لغير حاجة، ويكره التصرف في الأضحية بما يضر بجسمها أو لحمها، كالركوب، أو جزّ صوف يضر بها، أو شرب لبن يؤثر فيها، أو سلخها قبل زهوق الروح، ويستحب للمضحى أن يذبح الأضحية بنفسه إن استطاع؛ لأنه قربة، ومباشرة القربة أفضل من التوكيل والتفويض فيها، واستثنى الشافعية إذا كان المضحى أنثى أو أعمى، فالأفضل لهما التوكيل.
  • يستحب للمضحى التسمية عند الذبح فيقول “بسم الله والله أكبر، وحبذا لو صلى على النبي صلى الله عليه وسلم، ويستحب له الدعاء بقوله: اللهم منك ولك، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت، وأنا من المسلمين.”
  • يستحب له أن يبادر بالتضحية قبل غيره، ويستحب له قبل التضحية أن يقوم بربطها قبل يوم النحر بأيام؛ إظهارًا للرغبة في القربة، ويستحب له أن يسمن الأضحية؛ لأن ذلك من تعظيم شعائر الله تعالى، وإذا كانت شاة أن تكون كبشًا خصيًا أبيض عظيم القرن؛ لحديث أنس “أنه صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين موجوءين”.

الحكمة من مشروعية الأضحية

تكمُن الحكمة من ذَبْح البهائم؛ وهو ما يُسمّى بـ “التذكية الشرعيّة” في أنّ الله (سبحانه وتعالى) أحلّ لعباده الطيّبات؛ حيث قال “يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَات”، وقال أيضًا “وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيهِمُ الخَبائِث”، ويُشار إلى أنّ الله (سبحانه وتعالى) حرَّم الأنعام على عباده في بعض الحالات، كالميتة، والمُنخنقة، وغيرها؛ فقال “حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّـهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُب”.

ولمعرفة المزيد من المعلومات حول هل تجوز الاضحية عن الميت نوصي بالاطلاع على هذا المقالهل تجوز الاضحية عن الميت وماهي شروط الأضحية

المستحب من الأضاحي

المستحب من الأضاحي  هو الإبل، ثم البقر، ثمّ الضأن، ثمّ المعز، ثم سبع البدنة، ثم سبع البقرة، والأفضل من جهة الصف، الأسمن الأكثر لحمًا، الأكمل خلقة، والمكروه في الأضحية المدابرة، العضباء المقابَلة، الخرقاء والشرقاء المصفرة المستأصَلة، البخقاء المشيعة البتراء ما قطع من أولته أقل من النصف وما قطع ذكره وما سقط بعض أسنانه، وما قطع شيء من حلمات ثديها، إلا إذا كانت من أصل الخلقة فلا تكره.

ولمعرفة هل الأضحية واجب نوصي بالاطلاع على هذا المقال: هل الأضحية واجب وما هي شروطها؟

وهنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال وذلك بعد أن تم توضيح كافة المعلومات حول هل يجوز ذبح الاضحية بالليل وشروط ذبح الأضحية، وكيفية ذبحها، والحكمة من مشروعية الأضحية، والمستحب من الأضاحي، ونرجو أن ينال المقال على إعجابكم.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.