هل يجوز قراءة الفاتحة على الميت
هل يجوز قراءة الفاتحة على الميت كما يفعل جموع العامة من الناس عند سماع خبر وفاة أحد الأشخاص سواء كان على معرفة به أو لا، قام العديد من العلماء بالتحذير من أن هذا الأمر هو بدعة أو كلام مغلوط ورد على ألسنة العامة، وأشار عضو في مجمع البحوث الإسلامية أن قراءة الفاتحة على الميت لا وجود لها في الشريعة الإسلامية، ومن خلال السطور التالية عبر موقع زيادة سنتعرف على مزيد من التوضيح لهذا الحكم.
هل يجوز قراءة الفاتحة على الميت
أشار العديد من علماء الدين الأجلاء أن قراءة الفاتحة على الميت والتي يتدارك الناس في قول ( اقرأ الفاتحة على روح فلان)، هي أحد الأخطاء الشائعة لدى جموع المسلمين، حيث أن النبيﷺ لم يثبت عنه أنه كان يقرأ الفاتحة على الميت، ولا أصل لذلك في الدين.
تشرع قراءة الفاتحة بين الأحياء وبعضهم البعض حتى تعم الفائدة، فمثلاً عند كتابة عقد شراكة بين اثنين يستحب قراءة الفاتحة، قبل خطوة كتابة عقد الزواج تستحب قراءتها كذلك.
أشار أحد علماء الدين أن قراءة الفاتحة على الميت عند القبر أو بعد الوفاة قبل دخول القبر أو القراءة في أي مكان آخر، لم يكن لها أصل في السنة النبوية ولا في الشرع الإسلامي، أما ما ينفع الميت حقاً فهو التصدق له، والدعاء له بالرحمة، والحج والعمرة.
اقرأ أيضًا: بكاء الميت أثناء الغسل
هل قام النبي ﷺ بقراءة الفاتحة عند وفاة أحد
كانت المرأة التي ترعى أمور المسجد في حياة النبي ﷺ قد ماتت، وحينما خاف الصحابة والتابعين على الرسول ﷺ من مشقة القدوم والصلاة عليها لم يخبروه بوفاتها.
حينما جاء النبيﷺ وسأل عنها وعلم أنها ماتت، عاتب أصحابه، وذهب إلى قبرها وصلى عليها صلاة الجنازة.
ورد عن النبيﷺ أنه فاتته صلاة جنازة أحد الأشخاص فقام ﷺ
بالتوجه نحو قبر الميت وصلى صلاة الجنازة، وأخبر أصحابه أنها سوف تكون شفيعاً للميت في قبره وآخرته.
لم يثبت عنه أنه أخبرهم بقراءة الفاتحة فور سماع نبأ وفاة أحد، بل أمرهم بالصلاة على الميت والدعاء له بالرحمة.
اقرأ أيضًا: هل رؤية الميت في المنام حقيقة
الأمور الواجب القيام بها والتي تنفع الميت
قراءة الفاتحة كما أشرنا تكون بين الأحياء وبعضهم، لما فيه من نفع وبركة واتباع للسنة النبوية الشريفة، والميت هو فرد انقطع عنه أعمال الدنيا فلا فائدة من قراءة الفاتحة أو أنه ليس طرف مشارك فيها، أما ما ينفع الميت فهو أي عمل صالح يخفف عنه العذاب.
ورد عن النبي ﷺ في الحديث الشريف:” إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ”.
الولد هنا معناه الانثى والذكر، ومعنى الحديث أن عملك الصالح في الحياة الدنيا سواءً كان علم غزير تركته تلاميذك حتى يستفيدوا منه ونشروه بين بعضهم البعض وبين الناس، أو كان العلم عبارة عن كتب قمت بكتابتها، أو قيام أبناءك بشراء الكتب وتوزيعها بين الناس واستفادوا منها، أو صدقة جارية كمن جعل أحد أملاك الميت وقف في سبيل الخير والمشروعات الخيرية، وأموال هذا الوقف يتم صرفها على المسلمين في أنحاء البلاد، مثل إنشاء دار أيتام أو تعمير أحد المساجد وما إلى ذلك من أوجه الخير.
الدعاء كذلك هو أحد الأمور التي يزداد الميت منها نفعاً، بمعنى أن ما أشار له الحديث في قول أو ولد صالح يدعو له، يعني بنت أو ابن يدعو للميت بعد رحيله، حيث أشار علماء الدين أن الدعاء للميت بظهر الغيب أمر شديد النفع له، لذا وجب على الأبناء الدعاء للميت بالرحمة والمغفرة ودخول الجنة، وتكفير الذنوب والدرجات العلى من الجنة، أما ما ورد عن هل يجوز قراءة الفاتحة على الميت؟ كما أوضحنا فلا أساس لها في الدين الإسلامي الحنيف.
ما الذي أمر النبيﷺ أصحابه بعمله بعد دفن الميت؟
ثبت أنه ﷺ أمر أصحابه بعد الدفن بالقعود فترة من الوقت عند قبر الميت، والدعاء له والاستغفار وقراءة آيات القرآن، حيث كان النبيﷺ إن فرغ من دفن الميت يقول:” استغفروا لأخيكم، وسلوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل”، ومعنى فرغ من الدفن أي وارى الميت في التراب، وفرغ أي انتهى من الأمر كلية وجمع على الميت تراب القبر كله فلا يبقى منه شئ، وهي أحد أمور الدفن.
ثم وقف على القبر وهو يعني التزام مكان الدفن وهو القبر، ولا يشير إلى وجوب الوقوف، لأنه لو جلس فإنه يكون محل الواقف على القبر كما أمرنا النبيﷺ، إذن فإن اللفظ لا يلزم بالوقوف لكن يلزم بمحل دفن الميت.
أما تفسير قوله ﷺ:” استغفروا لأخيكم، وسلوا له التثبيت”، وعنى بذلك أن ندعو له بالمغفرة والرحمة، والمغفرة تحمل معنيان هنا أحدهما الستر والثاني الوقاية، وكان النبيﷺ يدعو” اللهم أغفر له” ثلاث مرات ثم يدعو له بالمغفرة، ثم يقول ” اللهم ثبته” ثلاث مرات، وأخبرنا النبيﷺ أن أولى الناس بالدعاء للميت هم أهله المقربين، وفسرالنبيﷺ ” إنه يسأل الآن” يقصد بذلك أسئلة ملائكة القبر للميت فور نزول قبره.
الأمور المنهي عنها عند وفاة أحد
عندما بكت حفصة حزناً على موت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أخبرها الصحابة أن النبيﷺ نهى عن هذا الأمر نهيا تاما، وأنه ﷺ قال:” إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه”.
عندما طعن سيدنا عمر واغمى عليه وصاح أحدهم رثاء عليه ثم أفاق، أخبرهم أن النبيﷺ قال” إن الميت ليعذب ببكاء الحي”.
اختلف جمهور الفقهاء والمفسرين في تحديد معنى العذاب بطريقة واضحة، وما هو شأن الميت في فعل فعله الحي؟ وهو يخالف القانون الرباني المنزل حيث قال رب العالمين:”وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ”، أي أن العلماء رأوا أن هذا الحديث ينهى عن فعل شئ غير مستحب وقت الموت، لكن من فعل ذلك عن طريق السهو والتأثر بالحزن والموقف ككل فليس على الميت أي عذاب بإذن الله.
ادعاء تحريم البكاء على الميت لا أساس له من الصحة، لأن حزن الإنسان على الميت أمر طبيعي غريزي والبكاء شئ لا يستطيع التحكم فيه، وقد ورد أن النبيﷺ بكى عند وفاة ابنه إبراهيم، ويتضح من ذلك أن المنهي عنه هو النحيب والكلام الذي لا داعي له في هذا الموقف، يستحب أن يقول من أصابه هذا المصاب” إنا لله وإنا إليه راجعون”.
اقرأ أيضًا: هل الميت يحس بزوجته
الأمور التي يصل للميت ثوابها
عدة أمور يستطيع الشخص أن ينفع بها الميت في القبر، عوضاً عن قراءة الفاتحة التس كما أشرنا كانت بدعة، هذه الأمور هي:
- الدعاء للميت حيث أنه يكون في حاجة إلى الدعاء، وهي من أفضل الأعمال التي تعينه في الدار الآخرة، الدعاء يكون بطلب الرحمة للميت، والاستغفار له، ويكون بظهر الغيب، وطلب العفو له، ورفع درجته في الجنة، إلى غير ذلك من أدعية مستحبة.
- الصدقة التي أجمع جمهور الفقهاء على أن أثرها يصل إلى الميت، وهو أمر يشفع له عند ربه كثيراً.
- الصيام الأحاديث النبوية أشارت إلى أن من مات وعليه صيام فلابد أن يقوم وليه بقضاء صيام هذه الأيام.
- قراءة القرآن لما فيه من فضل على الميت، وهو ما دعا إليه أهل السنة جميعاً.
- الحج أجازه العلماء خاصةً في حال فقر الميت وعدم استطاعته الحج في حياته الدنيا، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن المرء الذي حج عن نفسه يجوز له الحج عن الميت أيضاً.
هل يجوز قراءة الفاتحة على الميت أشارت الإجابات إلى عدم وجود ما يشير إلى ذلك في السنة النبوية، كما عرفنا ما يشفع للميت بعد موته من أعمال صالحة، وما يتعلق بما بعد الموت من أمور واجبة تجاه الميت، عرفنا في المقال السابق ما يوضح هذه الأمور.