هل يجوز صلاة الفجر وقت الشروق ؟
هل يجوز صلاة الفجر وقت الشروق ؟ فرض المولى عز وجل خمسة صلوات على المسلمين، وهناك سؤال يواجه العديد من المسلمين في شتى بقاع الأرض، وهو هل يجوز صلاة الفجر وقت الشروق؟، واليوم وبالتفصيل عبر موقع زيادة هذا نجاوب على هذا التساؤل لتعم الفائدة.
ولا يفوتك التعرف على كيفية صلاة قيام الليل عبر موضوع: كيفية صلاة قيام الليل
هل يجوز صلاة الفجر وقت الشروق ؟
- قال تعالى “إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا”، وفي الأصل علينا الصلاة على أوقاتها واتخاذ ما يعيننا على ذلك من أسباب، لضبط المنبه أو غيره من الأسباب التي تيقظنا من النوم، ويعد هذا من الواجبات لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
- ويقول المولى عز وجل في محكم آياته “وأقم الصلاة لذكري”، ويقول الرسول الكريم (من نسي صلاة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها)، والشاهد أن المسلم عليه صلاة الفروض فور سماع الأذان، ولا يجوز التأجيل.
- ولكن إذا لم يصلي لسبب ما كالنوم أو النسيان فعليه الصلاة عند الاستيقاظ أو التذكر، وإذا كانت الصلاة هي صلاة الفجر فعليه الصلاة قبل الشروق أو بعده بنصف الساعة على الأكثر، وعليه الإسراع في الصلاة قبل ارتفاع الشمس.
- ويؤكد ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (من نام عن صلاة فليصليها إذا استيقظ)، ويدل ذلك على أن الفروض لا تسقط على الاطلاق، وحتى إذا ذهب وقت الفرض علينا قضائه عند التذكر أو الاستيقاظ من النوم.
أدلة على عدم سقوط صلاة الفجر عن المسلم
- علينا تفهم أن الصلوات الخمس لهم وقت محدد ومعلوم، ولابد من أداء الصلاة في هذا الوقت، ويقول الله عز وجل في هذا الأمر “إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً”، ومعنى كلمة (موقوتاً) أي مفروضاً في وقته المحدد.
- ويقول الرسول الكريم (صلوا كما رأيتموني أصلي) والشاهد أن رسول الله يعلمنا أن الصلاة لها كيفية معينة ووقت محدد، وعلى المسلمين الصغير منهم والكبير السير على خطى الحبيب، وخاصة الصلاة لكونها عماد الدين.
- ويقول رسول الله (ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس)، والمعنى أن من صلى الفجر قبل طلوع الشمس فقد صلاها على وقتها، وتكون صلاته صحيحة ووقتها ممتد لشروق الشمس.
- يقول هشيم في مصنف ابن أبي شيبه (أخبرنا مغيرة عن إبراهيم، قال: من نام عن الصلاة أو نسيها، قال: يصلي متى ذكرها عند طلوع الشمس أو عند غروبها، ثم قرأ “وأقم الصلاة لذكري”، قال: إذا ذكرتها فصلها في أي ساعة كنت، وتكون الصلاة أداء ما دامت قبل الشروق).
- وعن بلال رضي الله عنه قال: (كنا مع نبي الله في سفر، فنام حتى طلعت الشمس، فأمر بلالاً فأذن، فتوضؤوا، ثم صلوا الركعتين، ثم صلوا الغداة)، وقال أبو بكر في خبر عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: (فأمر بلالاً فأذن، ثم أقام فصلى بنا)، وهو ما يدل على عدم سقوط الفرض.
ومن هنا تعرف على كيفية صلاة الاستخارة ووقتها عبر موضوع: كيفية صلاة الاستخارة ووقتها ودعائها مكتوب
صلاة الفجر قبل سطوع ضوء النهار
اعتاد رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر قبل ظهور ضوء النهار، وفي السنة المطهرة ما يدل على ذلك ومنها:
- روى ابن ماجه عن مغيث بن سمي قال: صليت مع عبد الله بن الزبير الصبح بغلس، فلما سلم أقبلت على ابن عمر فقلت: ما هذه الصلاة؟، قال: هذه صلاتنا كانت مع رسول الله وأبي بكر وعمر، فلما طعن عمر أسفر بها عثمان.
- روي البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي الصبح بغلس، فينصرفن نساء المؤمنين لا يعرفن من الغلس أو لا يعرف بعضهن بعض.
والمعنى أن رسول الله كان يصلي الفجر في أول وقته، أو يصليه في ظلمة الليل، والمعنى الإجمالي أنه في ظلام الليل وأثناء الذهاب لصلاة الفجر لا يعرف الناس بعضهم من بعض، فلا يتم التعرف على الرجال أو التعرف على النساء.
- روي البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الصبح بغلس.
- قال ابن قدامة في المغني (وأما صلاة الصبح فالتغليس بها أفضل، وبهذا قال مالك والشافعي وإسحاق، وروي عن أبي بكر وعمر وابن مسعود وأبي موسى وابن الزبير وعمر بن عبد العزيز ما يدل على ذلك).
تأخير الصلاة بغير عذر
- يقول المولى في محكم آياته “الذين هم عن صلاتهم ساهون”، ويقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن الساهون هم الذين يؤخرون الصلاة عن أوقاتها، ومن هذا نعي أن صلاة الفجر مثلها كباقي الفروض لا يجوز تأجيلها إلا لوجود عذر.
- قد يؤخر البعض صلاة الفجر لاستغراقه في النوم وعدم سماع المؤذن، ويقوم بالصلاة وقت الاستيقاظ، والبعض الأخر يؤخرها للنسيان ويصليها عن تذكرها، وهناك من يؤخرها متعمد لعدم التيقن من وقتها وينتظر حتى يتأكد من دخول وقتها.
- وفي الحالات الثلاثة لا يعد التأخر عن صلاة الفجر من السهو أو النسيان، ولكنها من الأمور العابرة التي نقع فيها كمسلمين، ولا نتأخر عن الصلاة بعد زوال العذر المؤقت، وفي هذه الحالة تكون الصلاة صحيحة ولا شيء فيها.
- ولا ننسى قول المولى عز وجل “إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى”، والشاهد أن تأخير صلاة الفجر أو التكاسل عنها بعد الاستيقاظ من النوم يعد من أمور المنافقين، وينهانا الخالق عن هذا الفعل.
- ومن الأفضل البدء بصلاة السنة الراتبة عند الاستيقاظ بعد صلاة الفخر والتأخر عن صلاة الجماعة، فيصلي الرجل ركعتي السنة ويليها بصلاة الفرض حتى وإن طلعت الشمس.
إليك المزيد عن جوار شخصين عن الصلاة عبر موضوع: حوار بين شخصين عن الصلاة وأسباب التهاون في أدائها
النهي عن صلاة الفجر
نهانا الإسلام عن صلاة الفجر في أوقات خمس، وسنذكر منها الأوقات المغلظة على النحو التالي:
- ثلاثة أوقات مغلظة: هي الأوقات من طلوع الشمس وحتى ترتفع قيد رمح، والوقت من قبيل الزوال إلى الزوال، والأخير وقت يكون بين الشمس وبين الغرب قدر رمح حتى تغرب، وجميعها أوقات قصيرة، ولا يجوز صلاة الفجر خلالها.
يقول عقبة بن عامر رضي الله عنه (ثلاث ساعات نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلي فيهن، أو أن نقبر فيهن موتانا: حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة، وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب).
والدليل في قول عقبة نهي رسول الله عن الصلاة جميعها في هذه الأوقات وليس الفجر فقط، ولكن علينا استثناء بعض الصلوات من هذا النهي، وهي:
- إذا فات المسلم صلاة من الفروض عليه صلاتها حتى في أوقات النهي القصيرة المغلظة، لقول رسول الله (من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك)، والاستثناء هنا لأنها فريضة مؤكدة.
- الصلاة التي لها سبب كصلاة الطواف إذا طاف الحاج أو المعتمر وقت العصر، وتحية المسجد حتى وإن دخله المصلي بعد صلاة العصر، وصلاة الكسوف عند كسوف الشمس بعد صلاة العصر، وكلها من الصلوات التي لها سبب.
وختاماً في نهاية رحلتنا مع هل يجوز صلاة الفجر وقت الشروق ؟، أتمنى من خالقي أن أكون قد أوضحت كافة الجوانب التي تخص السؤال عن صلاة الفجر وقت الشروق، وإذا قصرت فأرجو منه العفو والمغفرة، وذلك لأنني أردت الإفادة لكل من يقرأ كلامي هذا ولا أقصد التقصير أو التضليل.