هل يجوز هجر الأم الظالمة
هل يجوز هجر الأم الظالمة؟ وهل يستجاب لدعاء الأم الظالمة على أبنائها؟ عقوق الوالدين من أكثر ما يهابه الأبناء بسبب أن الإسلام حرم عقوق الوالدين إلا في العبادة لله سبحانه وتعالى، في بعض الأحيان يكون السبب في قطع صلة الرحم الآباء وليس الأبناء وهذا ما يتضح من خلال موقع زيادة.
هل يجوز هجر الأم الظالمة؟
شرف الله تعالى مكانة الأم لدى ابنائها حيث إنها مصدر الأمان في حياتهم، عندما تكون الأم ظالمة تنشئ جيل غير متزن نفسيًا، لكن لا يجوز هجر الأم لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا في كتابه الشريف بمصاحبة الوالدين بالمعروف وقال في كتابه العزيز:
{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} (24،23 سورة الإسراء).
اقرأ أيضًا: قصة عن بر الوالدين
أنواع الظلم التي تلحقه الأم بالأبناء
- تفرقة الأم بين الأبناء في المعاملة، حيث تفضل طفل عن الآخر ذلك ظلم للأبن وأثم على الأم.
- القسوة والبخل في مشاعرها اتجاه أبنائها وحرمانهم من أعظم حق لهم في الحياة، لأن البناء دائمًا ما يحتاجون إلى الحنان والمشاعر المفرطة لشعورهم بالأمان.
- دائمًا تحمل أبنائها الذنب وإلقاء اللوم عليهم في ظروفها الحياتية، وتبرير أن تصرفاتها السيئة معهم نتيجة لأخطائهم.
- التقليل من شأن أطفالها ومقارنتهم بالآخرين، مما يضعف عزيمتهم في الحياة وقلة ثقتهم بأنفسهم.
- استخدام العقاب الجسدي وتلجأ إلى الطرق العنيفة والقاسية بحجة تأديبهم.
- لا تحاول فهم احتياجات الأبناء في حياتهم وعدم مشاركتهم مشاكلهم.
- عدم محاولة تربية الأبناء التربية الصحيحة، وتكون السبب في جهلهم لدينهم وأسسه.
- عدم احترام خصوصيتهم في الحياة واقتحامها والبوح عنها للآخرين.
- السخرية من مشاعرهم أو حزنهم.
اقرأ أيضًا: ايات قرانية عن الظلم والمظلوم
عقاب الأم الظالمة في الإسلام
إذا كانت الأم قاسية وظالمة لأبنائها ولم يصدر منهم أي عقوق اتجاهها، فإن عملها يعد محرم في الشريعة الإسلامية بسبب ما تلحقه من ضرر في نفوس أبنائها، ويعد خيانة أمانة ائتمنها الله عليها وواجب عليها أداء رسالتها في الحياة.
هل يستجاب لدعاء الأم الظالمة على أبنائها؟
قال محمود شلبي “أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية”: إن الظالم دعوته مردودة عليه، لأننا ندعو الله وما عنده سبحانه لا يطلب إلا بطاعته.
أضاف أيضًا ان الله سبحانه وتعالى نهانا عن الظلم، لذلك لا يجوز أن تكون ظالم وآثمًا وتدعو الله، وإذا لم يصدر من الأبناء أي عقوق أو تقصير ناحية والدتهم، فإنها تعد شرعًا معتدية بغير حق فدعاء الظالم لغو لا حرمة له في الشرع ولا يستجيب الله لهذا الدعاء، لأنه دعاء بالإثم والقطيعة.
اقرأ أيضًا: هل دعاء الأرملة مستجاب
حكم دعوة الأبناء على أمهم الظالمة
- لا يجوز غير قول حسبي الله ونعم الوكيل فهذا لا يعد دعاء على الأم بل يحتسب الابن أجره عند الله ويوكل الله سبحانه وتعالى في أموره، ولكن لا يجب قول هذا الدعاء أمام الأم لأنها ستخطئ الفهم.
- الأفضل الدعاء للوالدين بالهداية والرجوع الى الله، ونتقرب الى الله سبحانه وتعالى فهو مقلب القلوب، كما ذكر الله في قوله تعالى: قول الله تعالى:
- «وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ»، [الأحقاف:15].
يجب العلم أن فضل الأم عظيمًا في كل الأوقات وهذا ما نص عليه ديننا الإسلامي، فقط اصبروا واحتسبوا الأجر عند الله والله يهدي من يشاء.