هل يجوز للخاطب رؤية خطيبته بدون حجاب
هل يجوز للخاطب رؤية خطيبته بدون حجاب نجيب عليه اليوم عبر موقعنا زيادة حيث أن العلاقة بين الخاطب وخطيبته من العلاقات التي تأخذ حيز واسع داخل مجتمعاتنا العربية، حيث تخضع للعديد من المعايير الشرعية والمجتمعية، ولذلك نجد الكثير من الأسئلة التي تطرح في هذا الشأن، حيث يريد المخطوبين تحري المبادئ الصحيحة والتي يتعين عليهم مراعاتها، لعيش فترة خطوبة بلا أية تجاوزات بقدر المستطاع.
ومن أشهر الأسئلة التي نراها في هذا السياق، هو سؤال: هل يجوز للخاطب رؤية خطيبته بدون حجاب؟، وسؤال: ما هو إطار العلاقة الشرعي لفترة الخطوبة، وما يندرج تحته من تساؤلات حول حدود الحديث والخلوة والخروج، ونحو ذلك، وسوف نعرض في السطور القادمة الإجابات التي قدمها علماء الشريعة في الرد على بعض هذه الأسئلة.
أولًا: هل يجوز للخاطب رؤية خطيبته بدون حجاب
- يقول علماء الشريعة الإسلامية باتفاق كل من المذهب الشافعي، والمذهب الحنبلي، والمذهب الحنفي، والمذهب المالكي، على أن الخاطب لا يجب أن يشاهد من مخطوبته سوى كفيها ووجهها.
- مستندين في ذلك على الحديث الذي نقلته أم المؤمنين عائشة –عليها رضوان الله- عن الرسول –عليه صلوات الله وسلامه-، بأنه لما قدمت عليه أختها أسماء –عليها وعلى أبيها رضوان الله- بملابس خفيفة، تولى عنها موضحًا لها أن البنت ما إن تبلغ فلا يجوز لها أن تكشف إلا وجهها وكفيها، أما الباقي فتستره تمامًا عن أي أجنبي عنها.
- وبناء على ذلك فإن الإجابة على “هل يجوز للخاطب رؤية خطيبته بدون حجاب؟”، هي: لا، فالدين الإسلامي لا يجيز ذلك، بل ويوجب على النساء أن يتحجبن، فهو فرض لا جدال أو اختلاف حوله بأي حال من الأحوال، وما نراه على الشاشات اليوم، وما تتفوه به ألسنة البعض من تشكيك في فرضيته.
- هو تعدي بين وصريح على حد من حدود الله جل وعلا، وهو أمر غير مقبول أبدًا، وعلى كل من يفعل ذلك أن يتورع، ويذكر مقام الله وعقابه، ويعود لرشده، لا سيما أولئك الذين يحسبون على شريحة المثقفين والعلماء والذين يتأثر العامة بقناعاتهم وأفكارهم.
- إن طرح هذا السؤال بالتحديد والإجابة عليه، لا يمكن أن نذكرها بمعزل عن الادعاءات المتزايدة بكون الحجاب لا يعتبر من الفراض الدينية، وإنه والله لادعاء خطير لا يجب السكوت عليه أو التهاون بشأنه.
- ففريضة الحجاب واحدة من الفرائض التي لم يختلف الأئمة بشأن وجوبها أبدًا، ونحن نعلم أن إجماع الأئمة يعد من روافد التشريع الرئيسية، فالحجاب واجب على كل امرأة منذ اللحظة التي تبلغ فيها.
- ومن ثم فإن القول بأن عدم التحجب للمرأة البالغة هو من قبيل الحرية الشخصية، افتراء لا يمكن أن يقبله منطق ولا دين، فعدم ارتداء الحجاب ليس حرية وإنما هي معصية صريحة لا خلاف عليها.
- ويجدر بالذكر أن ذنب ترك الحجاب مع التسليم بفرضيته والرجاء بالعودة إليه والاجتهاد في ذلك، هو أقل من ذنب ترك الحجاب مع إنكار فرضيته، فهو إنكار لما أقره الله عز وجل، وليس هناك ذنب على المرء المسلم أخطر من ذنب تحليل الحرام، وتحريم الحلال.
- ومما ينبغي ذكره كذلك في معرض حديثنا عما يباح للخاطب أن يطلع عليه من خطيبته، أنه لا يجوز له مشاهدتها بالثياب التي ترتديها في بيتها والتي تكون مخالفة للزي الشرعي وقد يتضح منها أجزاء من شعرها أو جسمها، كذراعها على سبيل المثال، ويسمي الفقهاء تلك الثياب (ثياب المَهنة).
- فيتعين على كل خاطب ومخطوبته أن يلتزما بما أقره لهما الشرع، فهو أولى لهما، وأحفظ لفطرتهما وحيائهما، وكذلك يتعين لهما البعد عن مواطن الشبهات فلا ينساقا للآراء الشاذة التي تفتي بأن للخاطب أن يشاهد مخطوبته بثياب المَهنة.
ويمكن التعرف على المزيد من المعلومات من خلال: كيف اتعامل مع خطيبي الجريء ونصائح هامة للتعامل
ثانيًا: ما هو الإطار الشرعي للرابط بين الخاطب وخطيبته؟
- إن الممارسات المجتمعية التي نراها في فترة الخطوبة، فرغم انتشارها بين الكثير من أفراد المجتمع، إلا أنها تحتوي على الكثير من المخالفات الشرعية، من ذلك مثلًا: عندما يقوم الخاطب بتقليد مخطوبته الذهب خلال حفل الخطبة، وما يتبع ذلك من تلامس بينهم، فهو بالطبع محذور شرعًا.
- حيث يقول علماء الشريعة أن الخطبة لا تحول الخطيب من أجنبي إلى محرم لمخطوبته، فما الخطبة إلا وعد بالزواج، ومن ثم فلا يباح للخاطب أن يلمس مخطوبته بأي شكل صغير كان أو كبير.
- فالخطبة تعامل على أنها وعد لا أكثر من ذلك، وهذا الوعد قد يتحلل منه أي طرف منهم عندما يرى أن الأمور لا تناسبه، وتجدر الإشارة إلى أنه مع إنهاء الخطبة يتعين إرجاع الذهب إلى الرجل حتى في حال قيامه هو بإنهائها.
- فالذهب أو الشبكة تندرج ضمن المهر، ولا تأخذ المرأة المهر إلا عندما يبني بها الرجل، ويتاح لها أن تأخذ شطره في حال العقد دون البناء، ومن ثم فأي حالة دون العقد أو البناء، توجب إعطاء المهر كاملًا بكل ما يندرج تحته للخاطب.
- لقد خلقنا الله تعالى وهو أعلم بنا منا، وقد جاءت أحكام الشريعة الإسلامية بما يتناسب مع طبيعة نفوس البشر، لا سيما تلك الأحكام الواردة في شأن العلاقة بين الرجل والمرأة.
- فكلما حرصت المرأة على حيائها وعفتها والتزامها بأوامر الله عز وجل، كلما عرف الرجل قيمتها وائتمنها على بيته وعرضه، وكلما حرص الرجل والمرأة على تحري توجيهات الله عز وجل في علاقتهم، كلما حلت عليهما البركة والرضوان والخير والرزق من رب العباد.
وإليكم أيضًا المزيد من التفاصيل عبر: حكم خروج المرأة بعد وفاة زوجها وحالات تعطل حكم خروج المرأة
ثالثًا: هل يباح تبادل الصور الفوتوغرافية بين المخطوبين؟
- يعتبر التساؤل عن إمكانية تبادل الصور أو مقاطع الفيديو الخاصة بين المخطوبين، واحد من التساؤلات التي تطرح بكثرة كذلك، خاصة في ظل الهوس بمشاركة الصور بين الأصدقاء والأقارب والمخطوبين، وعلى منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، وقد قال العلماء في هذا الشأن أنه من الأفضل والأحوط عدم مشاركة هذه الصور، لما قد تجلبه من خلافات وتوترات بين العائلات.
- وفي حال قام أي من المخطوبين بمشاركة صورة له مع الآخر، فيتعين أن تكون صور ليس بها أي محذور شرعي، فعلى سبيل المثال: إذا قامت المخطوبة بمشاركة صورة لها مع خطيبها، فيجب أن تراعي ألا تبين الصورة أكثر مما يراه الخاطب في العادة، أي: الوجه والكفين لا غير.
ولا يفوتك التعرف على المزيد عبر: شروط زواج المطلقة وحكم زواج المرأة المطلقة بدون موافقة أبيها
رابعًا: ما رأي الشرع في الإفصاح عن مشاعر الحب بين المخطوبين؟
- لا يستطيع البشر أن يحيون بلا حب، باختلاف صوره وأشكاله، سواء بين المتزوجين، أو بين الأصدقاء، أو بين الإخوة، وما غير ذلك، فالحب والتقدير والعرفان والامتنان هو ما يجعلنا نحتمل قسوة الدنيا.
- أما بخصوص مشاعر الحب بين المخطوبين، فبالطبع لا يستطيع أحد أن يتحكم في قلبه، لكننا نستطيع التحكم فيما يبدر عنا جراء تلك المشاعر، حيث يقول العلماء بعدم جواز الإفصاح عن مشاعر الحب أو الشوق وما شابهها من مشاعر يكنها الخاطب لمخطوبته أو العكس.
- نظرًا لأن التمادي في إظهار تلك المشاعر من شأنها أن تجرف المخطوبين في طرق عدة من المخالفات الشرعية، فالله عز وجل لن يحاسبهم على مشاعرهم، لكنه سيحاسبهم على ما ترتب عليها من أفعال أو ألفاظ أو نظرات.
وبهذا نكون قد وفرنا لكم هل يجوز للخاطب رؤية خطيبته بدون حجاب وللتعرف على المزيد من المعلومات يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.