هل صيام العشر الاوائل من ذي الحجة سنة
هل صيام العشر الاوائل من ذي الحجة سنة، يعتبر الصيام من أحد العبادات الفضيلة، والتى لها أجر كبير فهي ركن أساسي من أركان الإسلام ومن عظمة وفضل الصيام إن الله عز وجل اختص به لنفسه وجعل الصيام له، فقال صلى الله عليه وسلم (قالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وأَنَا أجْزِي به)وهو من أعظم الأعمال فإن المسلم يتقي بالصيام عذاب الاخرة، ويتقي به أيضاً شهوات الدنيا، كذلك يعد الصيام أحد الطرق التي يحقق بها الإنسان الصبر في نفسه ويكون الصيانة سبباً في تكفير الذنوب، وتحصيل مغفرة الله عز وجل فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم (فِتْنَةُ الرَّجُلِ في أهْلِهِ ومالِهِ، ونَفْسِهِ ووَلَدِهِ، وجارِهِ؛ يُكَفِّرُها الصِّيامُ والصَّلاةُ والصَّدَقَةُ، والأمْرُ بالمَعروفِ والنَّهْيُ عَنِ المُنْكَرِ)
هل صيام العشر الاوائل من ذي الحجة سنة
- بعد الصيام من الأعمال التي تشفع لصاحبها يوم القيامة، وكذلك تكون سبب في دخول المسلم الجنة كما أن الصائم له دعوة مستجابة، ورائحة فم الصائم أطيب عند الله من المسك ويعتبر صيام العشر الاوائل من ذي الحجة سنة من الكفارات الشريعة، فمثلاً كفارة حلف اليمين قال الله تعالى عنها (فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ).
- أعلنت دار الإفتاء المصرية، أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصوم العشر الاوائل من ذي الحجة سنة فذكر في “سنن أبي داود” عن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم «كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس» وذكر عن حفصة رضي الله عنها «أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صيام يوم عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة».
وندعوكم لقراءة موضوع هل يجوز صيام يوم عرفة وانا علي قضاء: هل يجوز صيام يوم عرفه وانا علي قضاء
فضل صيام العشر الاوائل من ذي الحجة
- أما بالنسبة إلى فضل صيام العشر الاوائل من ذي الحجة، ويوضح هذا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «ما من أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة؛ يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة، وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر».
- أولاً: إن ايام اول عشر من ذي الحجة هي أيام شريفة لها الكثير من الفضائل، ويستحب مضاعفة العمل فيها من خير وغيره من الأعمال الصالحة، وكذلك يفضل الاجتهاد في عبادة الله، فإن الأعمال الصالحة في تلك الأوقات تكون أفضل من أي يوم آخر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» “هذه الأيام” تعني العشر الأوائل من ذي الحجة.
- ثانياً: بالنسبة إلى حكم صيام الثمانية الأولى من ذي الحجة فهي مستحبة، وليس لأنها سنة، ولكن لأن العمل الصالح بجميع أنواعه في تلك الأيام يكون مستحب، ولأن الصوم من الأعمال الصالحة فإنه مستحب.
- ثالثاً: صوم يوم عرفة هو سنة فعلية وحث الرسول صلى الله عليه وسلم عليها فقال «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» فهو سنة لغير الحاج، ويكون يوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحجة وصومه له فضل كبير حيث يكفر سنة ماضية وسنة مستقبلة.
- رابعاً: أما بالنسبة إلى صيام اليوم العاشر من ذي الحجة فهو محرم بإتفاق جميع الفقهاء، فهو يوم عيد الأضحى المبارك ويكون من المحرم صوم يوم عيد الفطر وعيد الأضحى، وأيام التشريق أيضاً والتى تكون ثلاثة أيام بعد يوم النحر فورد في حديث رسول أنه نهى عن صوم هذه الأيام فقال “أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ؛ يَوْمِ الْفِطْرِ، وَيَوْمِ النَّحْرِ”
- خامساً: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا» ويعد هذا من آداب عشر ذي الحجة لكل من يعزم على الأضحية عليه ألا يمس شعره ولا بشره.
- أي نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن إزالة الأظافر سواء بقَلْم أو كسر، والمنع أيضاً عن إزالة الشعر سواء بحلق أو تقصير أو غيره، والنهي عن هذا مرتبط بكراهية التنزيه، وليس بحرام وتكون الحكمة في النهي أن يكون بكامل الاجزاء لكي يعتق من النار.
ومن هنا سنتعرف علي فضل صيام العشر من ذي الحجة: فضل صيام العشر من ذي الحجة
أعمال أخرى مستحبة في العشر الأوائل من ذي الحجة
لان تلك الأيام لها الكثير من الفضائل فيستحب القيام بالأعمال الصالحة بمختلف أنواعها ومن ضمن تلك الأعمال :
- الاجتهاد في أداء الحج أو العمرة، والتي تعتبر من أفضل العبادات في تلك الأيام على الإطلاق فإن الحج ركن من أركان الإسلام، وذكر الرسول صلى الله عليه وسلم (الحجُّ المبرورُ ليسَ لهُ جزاءٌ إلا الجنَّةُ) أي أن الحج المبرور يخلو من، الإثم والرياء ويكون محفوفاً بالعمل الصالح يورث صاحبه الجنة.
- الإكثار في صلاة النوافل، والحرص على عدم الصلاة في وقتها، فإن هذه من العبادات العظيمة، التي يؤجر المسلم عليها، وتكون سبباً في دخوله الجنة.
- كثرة ذكر الله عز وجل، من تكبير، وتجميد، حيث ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (ما من أيامٍ أعظمُ عند اللهِ ولا أحبُّ إليه العملُ فيهن من أيامِ عشرِ ذي الحجةِ أو قال هذه الأيامِ فأكثروا فيهن من التسبيحِ والتكبيرِ والتحميدِ والتهليلِ) وهذا الحديث يبين مدى حرص الرسول على ذكر الله في تلك الأيام على وجه الخصوص، وكان الصحابة من أكثر الناس الحريصين على التكبير في تلك الأيام فكان أبو هريرة وابن عمر يخرجان إلى الأسواق ويكبرون حتى يكبر الناس جميعاً معهما، ويستحب أن يرفع المسلم صوته عند التكبير.
- يعتبر أيضا الإكثار من الصدقات، سواء بشكل مادياً ومعنوياً من الأعمال الصالحة التي لها أجر كبير و عظيم عند الله، حيث الإحسان للناس وبالأخص الفقراء والمحتاجين.
- يكون ذبح الأضاحي، عمل يقرب المسلم من الله تعالى وكذلك الاقتداء بسنّة الرسول صلى الله عليه وسلم بالأكل من تلك الأضاحي، وإطعام الفقراء والأقارب.
- صيام يوم عرفة بالأخص، من الأعمال الصالحة التي لها أجر عظيم عند الله عز وجل، حيث أنها من السنن المؤكدة، التي لها فضائل عظيمة فإن صيام يوم عرفة يغفر للمسلم السنة التي قبله والسنة التي بعده.
نرشح لكم قراءة موضوع فضل صيام 9 أيام من ذي الحجة والأعمال المستحبه معه ودلائل وجوب صيامها: فضل صيام 9 أيام من ذي الحجة والأعمال المستحبة معه ودلائل وجوب صيامها
قد ذكرنا فضل الأعمال الصالحة، التي يستحب أن يقوم بها الإنسان والتي تضاعف أجره، عندما تكون في الأيام العشر من ذي الحجة، وذكرنا حكم الصيام لتلك الأيام فتكون الأيام الثمانية الأولى مستحبة، وهي من جملة الأعمال الصالحة، التي يؤجر عليها المسلم، ويعتبر صيام اليوم التاسع من الأيام الأوائل من ذي الحجة سنة مؤكدة وهي صوم يوم عرفة، أما اليوم العاشر فهو محرم لأنه يوم العيد، ونتمنى أن نكون قد وضحنا جميع الجوانب لكل المهتمين بمعرفة فضل وحكم صيام العشر الاوائل من شهر ذي الحجة.