هل البسملة آية من آيات سورة الفاتحة

هل البسملة آية من آيات سورة الفاتحة؟ وهل هي من آيات أي سور من القرآن الكريم في أي من المذاهب الفقهية الأربعة؟

لذلك في السطور القادمة عبر موقع زيادة سنعرض لكم توضيح إجابة هل البسملة آية من آيات سورة الفاتحة حسب ما جاء في أقوال علماء الدين الإسلامي القدماء والمعاصرين.

هل البسملة آية من آيات سورة الفاتحة

البسملة من الكلمات الجامعة باللغة العربية، فهي تجمع أكثر من كلمة في معناها، وقد أوردها الثعالبي في كتابه الشهير فقه اللغة، ذكر الثعالبي أن البسملة تعني ذكر بسم الله الرحمن الرحيم، مثلها مثل الحوقلة، وهي ذكر لا حول ولا قوة إلا بالله.

أما الإجابة الخاصة بسؤال هل البسملة آية من آيات سورة الفاتحة فقد تعرض لها العديد من العلماء، وأوضحوا في هذه المسألة أن القول الراجح هو بسم الله الرحمن الرحيم ليست من آيات الفاتحة.

فقد ذكر الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك، عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فقد أوضح الشيخ أن البسملة الوحيدة التي تعد من آيات السور هي التي وردت في الآية الثلاثين من سورة النمل “إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ“.

أما البسملة الموجودة في فواتح السور فقد اختلف العلماء في قولها، وقيل إنها من ألفاظ الذكر المستحبة عند بدء قراءة القرآن الكريم، وقيل إنها آية مستقلة أنزلت لتوضيح بداية السورة، وبدأ سورة جديدة.

القول الراجح هو الذي ذكر بأن الفاتحة تبدأ ” الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ“، هذا بالإضافة إلى أن السبع المثاني التي وردت في الآية السابعة والثمانين من سورة الحجر “وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ“، هي سورة الفاتحة.

وإن بدأت بالبسملة فإنها تكون بآيات ثمانية، وذكر الله أن آياتها سبعة، هذا غير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبدأ صلاته بالحمد لله رب العالمين لا البسملة.

أما قول الشيخ عبد الله بن حمود الفريح، فقد استشهد بحديث رسول الله الذي رواه أبو هريرة، وذكره البخاري صحيحًا “هي أمُّ القرآنِ، وهي فاتحةُ الكتابِ، وهي السَّبْعُ المَثاني“.

اقرأ أيضًا: حكم البسملة في وسط السورة

قول الفقهاء الأربعة في حكم البسملة في الفاتحة

الفقهاء الأربعة هم الإمام أحمد بن حنبل، والإمام أبو حنيفة النعمان، والإمام مالك، والإمام الشافعي، هؤلاء الأئمة ومن سار على مذهبهم قاموا بتبسيط الدين الإسلامي، وتوضيح بعض الأمور الفقهية، ومنها الإجابة عن سؤال هل البسملة آية من آيات سورة الفاتحة.

قول علماء الحنابلة

ذكر عبد الرحمن النجدي في “حاشية الروض المربع في شرح زاد المستقنع”، أن البسملة ورد لها خمس مواضع، أنها من الفاتحة وتذكر سرًا، وأنها من الذكر والتعوذ، ويخير في غير الصلاة الجهر بالبسملة، في غير الفاتحة.

قول أهل المذهب الحنفي

أورد بدر الدين العيني في “البناية شرح الهداية”، أن البسملة ليست من آيات سورة الفاتحة، والشاهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبدأ صلاته بالحمد لله رب العالمين.

فالراجح من قول الحنابلة والحنفية الذين يقرأون بالبسملة آية من الفاتحة سرًا أن في المذهبين الصلاة تبدأ بالحمد لله رب العالمين.

البسملة عند المالكية

أورد محمد بن علي المازري في كتابه “شرح التلقين”، ويتفق المذهب المالكي مع المذهب الحنفي فكلاهما أفتى بأن البسملة ليست من الفاتحة، ولو كانت إجابة سؤال هل البسملة آية من آيات سورة الفاتحة بالإثبات، لكان رسول الله وأبو بكر وعمر افتتحوا بها الصلاة.

قول الشافعية

ذكر الشيخ عثمان محمد شطا الدمياطي في حاشيته “إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين”، أن الفاتحة من آياتها البسملة، فالبدء في الصلاة يكون للإمام بالحمد لله رب العالمين، وتكون الصلاة للمنفرد بافتتاح الصلاة بالجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، ثم يكمل القراءة بقوله تعالى ” الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ “.

اقرأ أيضًا: معلومات عن سورة الفاتحة وفضلها وتفسيرها

آراء العلماء المحدثين في البسملة في الفاتحة

عرضنا لكم في السطور السابقة التوضيح من قول الشافعية، والمالكية، والحنابلة، والحنفية في جواب هل البسملة آية من آيات سورة الفاتحة، لذا سنعرض لكم في السطور التالية آراء الشيخ ابن باز، وابن عثيمين، والشيخ ابن جبرين في المسألة ذاتها.

رأي الشيخ ابن عثيمين في بسملة الفاتحة

الشيخ محمد بن صالح آل عثيمين ذكر في مجموع فتاوى نور على الدرب، أن الصحيح في أن سورة الفاتحة دون بسملة، لكن البسملة آية من آيات الله سبحانه وتعالى، وهي تدل على الخبر والعمل.

فورد عن رسول الله في الحديث الذي ورد في الصحيحين أن الصلاة مقسومة بين العبد والله إلى نصفين النصف الأول هو ذكره الحمد لله رب العالمين، فيقول الله حمدني عبدي، والشاهد هو عدم وجود البسملة في آيات الفاتحة.

رأي الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين

ذكر الشيخ أن البسملة هي بالفعل آية من آيات القرآن الكريم، لكنها ليست آية مختصة بصورة معينة، وليست آية من كل سورة لا الفاتحة، ولا من غيرها من السور، فالأرجح أنها جاءت للفصل بين السور، وعند أهل المدينة، ومذهبهم المالكي فإن الفاتحة لا تجهر البسملة كما أوضحنا.

قول الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله، هو المفتي الأسبق للديار السعودية، قال في إحدى الندوات أن الفاتحة تبدأ من قول الله تعالى ” الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ “، وتنتهي بقوله تعالى صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ “.

مما يعني بأن سورة الفاتحة هي سبع آيات فقط، وهي السبع المثاني التي ذكرت في حديث رسول الله.

قول علماء القرن الحادي والعشرين في بسملة الفاتحة

في هذه الفقرة سنعرض لكم من آراء، وأقوال بعض العلماء في القرن الحالي، وسنعرض لكم قول الشيخ الشعراوي رحمه الله، وقول الشيخ الكملي، والشيخ المنجد، والشيخ المغامسي، والشيخ محمد حسان، والشيخ مصطفى العدوي حفظهم الله جميعًا.

قول الشيخ الشعراوي في بسملة الفاتحة

قال الشيخ في البسملة أن العلماء اتفقوا أنها من آيات القرآن، وآية من سورة النمل، لكن في غيرها أغلب القول إنها ليست من السور، وجاءت للفصل بين السور.

قول الشيخ المنجد في بسملة الفاتحة

أجاب الشيخ أن البسملة حتى وإن كانت مرقمة في المصحف فهي جزء من آية، والبسملة هي آية للفصل في فواتح السور، وفي الفاتحة فيه اختلاف كما أوضحنا في قول الأئمة الأربعة.

قول الشيخ سعيد الكملي في بسملة الفاتحة

هو شيخ على المذهب المالكي، ويشرح موطَّأ الإمام مالك في مسجد السنة بالرباط، وقال إن البسملة تترك في قراءة القرآن الكريم في الفرض، أي في الصلاة المفروضة لا يذكر البسملة، أما في النفل فيجوز ذكرها جهرًا أو لا.

قول الشيخ محمد حسان والشيخ المغامسي في بسملة الفاتحة

اتفق قول الشيخين محمد حسان، والشيخ صالح المغامسي، على أن البسملة جزء من سورة النمل في الآية الثلاثين، أما البسملة في سورة الفاتحة، هي فواتح للسور، دون سورة محددة، ومنه قول عبد الله بن المبارك.

أما ابن العربي “أحد مفسري القرآن الكريم”، أكد أن الفاتحة ليست آية مخصصة بين أي سورة من سورة القرآن الكريم.

قول الشيخ مصطفى العدوي في بسملة الفاتحة

ذهب الشيخ مصطفى العدوي بأن قراءة بسم الله الرحمن الرحيم، في شأن الفاتحة، فقال إن تفسير السبع المثاني أن فاتحة الكتاب لا تكمل سبعًا دون البسملة، واستدل على فعل أبي هريرة حين جهره بالبسملة، أما عدم الجهر بها فهي من قول أنس.

اقرأ أيضًا: لماذا لم تبدأ سورة التوبة بالبسملة في تفسير ابن عثيمين

البسملة بشكل عام في القرآن الكريم

في السطور السابقة قد سبق وعرضنا لكم إجابة هل البسملة آية من آيات سورة الفاتحة، لكن كم بسملة في القرآن الكريم، ولماذا سورة التوبة دون بسملة، وفي هذه الفقرة سنجيبكم عن هذا السؤال.

اتفق العلماء كما ذكرنا على أن البسملة هي آيات من القرآن الكريم، إذن فإن عدد البسملة في القرآن الكريم مائة وأربعة عشر بسملة، حتى بسملة في كل سورة باستثناء سورة براءة “سورة التوبة”، فهي بلا بسملة، وسورة النمل بها بسملتين.

أما عن سبب عدم ورود سورة التوبة ببسملة فتبدأ بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ” فهو حسب ما أورد صاحب حاشية الروض المربع في شرح زاد المستنقع عبد الرحمن بن محمد النجدي أن البسملة لا تجب مع سورة براءة بعد تمام قراءة سورة الأنفال.

لأن قصتها جاءت متصلة بسورة الأنفال، فجاءتا كأنهما سورة واحدة، ولنزولها بالسيف.

أما الشيخ محمد متولي الشعراوي فذكر في تفسيره في الآية الأولى من سورة التوبة، أن البسملة جاءت في سور القرآن جاءت للفصل والابتداء، لكن باستثناء سورة التوبة لاتصالها، واقترانها بسورة بالأنفال.

القرآن به عدد من الأحكام المختلفة، وخير دليل على ذلك الآراء المتعددة في بسملة الفاتحة، لذا يجب التحقق منها لإتقان قراءة آياته فيكون لك ضعف الأجر.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.