هل الزنا من الكبائر

هل الزنا من الكبائر وما هي عقوبته؟ فقد وصف الله تعالى الزنا في كتابه العزيز بأنه فاحشة حيث قال ( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا) لذا سوف نتعرف من خلال هذا المقال على هل الزنا من الكبائر وما هي عقوبته وفق ما ورد في الآيات القرآنية وفي السنة النبوية الشريفة أيضًا عبر موقع زيادة.

هل الزنا من الكبائر

هل الزنا من الكبائر

تعتبر الزنا من الكبائر والخطايا التي توعد الله صاحبها بالعذاب المهين، هذا في حال لم يتب فاعلها والتوبة عن هذا الذنب يجب أن تكون نصوحا وأن يندم صاحبها على هذا الفعل وألا يعود إليه أبدا.

كذلك يجب أن يتبع تلك التوبة بفعل الطاعات والأعمال الصالحة حيث قال الله تعالى (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا) وفي حال لم يتب مرتكب الزنا ولم يقلع عن الذنب فأمره متروك إلى الله تعالى إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه.

ومن يتوب عن هذا الذنب لكن يقم عليه حد الزنا فإن الله يتوب عليه في حال كانت توبته صادقة لقول الله تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)، وهنا نؤكد أن جواب هل الزنا من الكبائر هو نعم.

اقرأ أيضًا: متى يكون الزنا كامل

عقوبة الزنا في الإسلام

قد حذرنا الله من الزنا والإتيان بها، لذا تعرف على عقوبة هذا الذنب في الإسلام:

  • الزاني غير المحصن أي غير المتزوج عقوبته الجلد مائة جلدة والتغريب لمدة عام لقول الله تعالى الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ.
  • أما الزانية المرأة لا يتم تغريبها بلد تجلد فقط.
  • أما عقوبة الزاني المحصن أي المتزوج الرجم حتى الموت يتساوى في تلك العقوبة الرجل والمرأة.
  • الرجم ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله.
  • ورد عن عمر بن الخطاب أنه قال: «إن الله بعث محمدا بالحق وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل الله آية الرجم، فقرأناها وعقلناها، ووعيناها، رجم رسول الله ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل : والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله، والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء، إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف.

هل الاستغفار يمحو كبائر الذنوب

ارشدنا القرآن والسنة النبوية إلى العديد من الأعمال الصالحة التي يحبها الله تعالى ويمحو بها الذنوب والخطايا ومنها الاستغفار حيث يعتبر من مكفرات الذنوب لقول الله تعالى.

وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ»

أيضا قوله تعالى وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا.

حيث توضح الآيات السابقة أن من يرتكب ذنب ثم يتوب ويستغفر الله تعالى ويقلع ويندم على فعل هذا الذنب يجد أن الله غفور رحيم.

وقال عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – في كتاب الله عز وجل آيتان ما أذنب عبد ذنبًا فقرأها واستغفر الله عز وجل إلا غفر الله تعالى له ثم ذكر الآيات السابقة.

اقرأ أيضًا: التوبة من الزنا للمتزوجة

ما هي شروط التوبة من الزنا

تعرف على شروط التوبة من الزنا من خلال السطور التالية:

أولا التوبة مع الندم والإقلاع عن الذنب.

  • وعدم العودة إليه سواء كان في السر أم العلن وذلك لما ورد عن النبي كل أمتي معافاً إلا المجاهرون.
  • والذي يحقق التوبة هو رد المظالم إلى أهلها، والآثار التي تترتب على الزنا يجب على الإنسان تحملها.
  • ومن لم يقوم بفعل الزنا ويمارسها ككبيرة بل فهل مقدماتها من النظر والاستماع والكلام فيما حرم الله تعالى لذا عليه التوبة.
  • عن أَبي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذَلِكَ لاَ مَحَالَةَ ، فَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ النطِقُ ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي ، وَالفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَيُكَذِّبُهُ.
  • والحديث السابق يأمرنا بحفظ البصر واللسان والسمع من الاتيان بالأشياء المحرمة والتي نهى الله تعالى عنها.
  • لقول الله تعالى ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل ذلك كان عنه مسئولا).

ثانيا التوبة مع الوقاية لتجنب الوقوع في الزنا

  • هنا تكون النوبة عن طريق سد السبل التي تؤدي إلى الزنا مثل عدم مشاهدة المواقع الإباحية.
  • كذلك يجب الابتعاد عن الإدمان وتعاطي المخدرات، لأنه قد ثبت علميا أن الزنا مرتبط يتعاطى المخدرات. أيضا الادمان الحسي سواء كان البصري أو الانفعالي يكون مصحوبا بالزنا.
  • وذلك لما ورد في الصحيحين عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: إن فتى شابًّا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا! فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه! فقال: ((ادنه))، فدنا منه قريبًا، قال: فجلس، قال: ((أتحبه لأمك؟))، قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: ((ولا الناس يحبونه لأمهاتهم))، قال: ((أفتحبه لابنتك؟))، قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك، قال: ((ولا الناس يحبونه لبناتهم))، قال: ((أفتحبه لأختك))، قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: ((ولا الناس يحبونه لأخواتهم))، قال: ((أفتحبه لعمتك؟))، قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: ((ولا الناس يحبونه لعمَّاتهم))، قال: ((أفتحبه لخالتك))، قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: ((ولا الناس يحبونه لخالاتهم))، قال: فوضع يده عليه، وقال: ((اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصِّن فَرْجَه))، فلم يكن بعد – ذلك الفتى – يلتفت إلى شيء؛ رواه أحمد بإسناد صحيح
  • يدعونا الحديث إلى عفة الفرج عما حرم الله لما له من أهمية قد أمرنا الله بها في حال لم يستطع الإنسان الزواج حيث قال الله تعالى وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا.
  • قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ﴾ [النور: 30]، أيضا أمر المؤمنات بذلك ؛ فقال تعالى: ﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ

كيف تغفر كبائر الذنوب

هناك أعمال نص عليها الكتاب والسنة النبوية أنها تغفر الذنوب جميعا تعرف عليها من خلال الآتي.

  • بر الوالدين واسباغ الوضوء على المكاره، بالإضافة إلى كثرة الخطى إلى المساجد والحرص على أداء الصلوات في أوقاتها.
  • والدليل على ذلك ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ غَدَا إلَى المَسْجِدِ وَرَاحَ أَعَدَّ الله لَهُ نُزُلَهُ مِنَ الجَنَّةِ كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ».
  • أيضا حديث أبي هريرة حيث يجمع الأعمال التي تكفر الذنوب. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟» قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ.
  • أيضا من الأعمال التي تكفر الذنوب عي الصدقة حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم (الصَّلاةُ نُورٌ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، وَالْحَسَدُ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ).
  • أداء فريضة الحج، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ».

اقرأ أيضًا: عقوبة الزاني المتزوج في الدنيا والآخرة

وبهذا نكون قد وفرنا لكم هل الزنا من الكبائر وللتعرف على المزيد من المعلومات يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.