هل حورية البحر من الجن

تحرير: سمر في 1 سبتمبر 2022

هل حورية البحر من الجن وما هي حقيقتها؟ يعرف البحر بوجود كائن شهير به يسمى بحورية البحر أو عروسة البحر، حيث يحمل هذا الكائن صفات أنثى بنصفه العلوي من جسمه، بينما النصف السفلي يتشابه مع تكوين الأسماك وصفاتها، إذن هل حورية البحر من الجن مؤكد؟ هذا ما سنتعرف عليه خلال فقرات المقال عبر موقع زيادة.

هل حورية البحر من الجن

عُرف من الأساطير والحكايات التي كثرت عن حورية البحر أنها لا تنتمي لفصائل الأسماك، وأن هذا اعتقادًا خاطئًا -رغم شيوعه لدى الكثيرين- ولكن نظرًا لعدم قدرة عقولنا -نحن البشر- على فهم غموضها أو تقبّله، قمنا بصورةٍ تلقائية بحتة بتصديق كل ما قرأنا أو سمعنا عنها بالأساطير والروايات على مر العصور والأزمان.

مما تسبب في تحريف الحقيقة والواقع إلى أساطير يسهل على العقل البشري تصديقها؛ ظنًا منه خلق الله لأحد المخلوقات البحرية التي تجمع بين صفات الأسماك والبشر بنصفيّ جسدها السفلي والعلوي، وقد نفى القرآن الكريم هذا بإحدى آياته، حيث قال عز وجل في كتابه العزيز: “ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم”.

وقد عُرفت حورية البحر على مدار السنين باسم ابنة البحر، أو الخيلان، والذي يقصد به الفتاة باذخة الجمال، التي تجمع بين القوة والنقاء معًا، عيناها شديدتين البياض، عاقرة؛ فهي رغم شبابها لا يمكن لها أن تنجب، ولكن ترى هل هذا المخلوق حقيقي؟ أم أنه وهم من صنع الخيال؟ أسطورة وردت بخيال أحد المبدعين أو المفكرين وتوارثتها الأجيال حتى وقتنا الحالي؟ هذا ما سنعرفه خلال الفقرات القادمة.

اقرأ أيضًا: هل ترى القطط الجن

حورية البحر الحقيقية

كثرت الأقاويل والحكايات الأسطورية بشأن حورية البحر، وترجع بداية هذه الأقاويل إلى عقود شديدة القدم من زماننا هذا، وقد روى عنها بهذه الأساطير أن حورية البحر ما هي إلا معشوقة واحد من آلهة بلاد العراق، وعقب أن كانت سببًا في موته قامت بمغادرة الأرض واستعادة مكانتها ثانيةً بالبحر.

كما قيل أيضًا بأساطير ثانية أن لحورية البحر قدرة على الجمع بين حياة البَر وحياة البحر، مما يجعلها مهيأة لخوض تجارب بشرية والتعامل بطريقةٍ طبيعية مع البشر، بل ويمكن أن تتزوج أحد البشر أيضًا، وقد قيل بالسنين الأخيرة أنها تجذب الأنظار إليها بالبحر، وذلك لفرط جمالها، وكون وجودها أمر غريب عن المعتاد، وذلك حتى قام بحار ما باصطيادها، وتم الزواج بينهما وقد أنجبت حورية البحر إثر هذا الزواج.

وفي سنة 2009 بأحد أماكن تواجد الإسرائيليون أقر أحدهم بتكرار رؤياه لها، وأنها تشبه لحَيوان الدولفين الموجود بالبحر، ويحب البشر النظر إليها لتتمتّع أعينهم بجمالها الباهر، وَبالعروض الشيقة البهلوانية التي تقوم بأدائها.

مخلوق عروس البحر

في الحقيقة؛ عروس أو حورية البحر هي مخلوق حقيقي موجود كما نوجد -نحن البشر- إلا أنها ليست بالصورة التي رسمناها لها بعقولنا وتخيلناها من الأساطير والحكايات، فهي لا تجمع بين نصف بشري وآخر ينتمي لفصائل الأسماك.

فَحقيقة عروس البحر هي كونها أحد المخلوقات البحرية العجيبة التي تنتمي لجنيّات البحر، وهذا بسبب منح الله الجن القدرة على تغيير أشكالهم بإذنه وحده وأمره -الله- وقد تم اختيار شكل جنيات البحر الجذاب الساحر، والذي يعد أجمل ما قد تقع عليه العين البشرية، وذلك لجمعها بين شكل الإناث بنصفها العلوي والأسماك بنصفها السفلي.

ومن الأدلة القاطعة على هذا عثور البحارة على عدد من عرائس البحر ميتة بآخر الصور التي قامت بالتحول إليها، إلا أنها توفيت قبل أن تقدر على استعادة شكلها الطبيعي في صورة جنية كهيئتها الأولى التي خلقها الله بها، فالجن يتشكل على الصورة التي توفى عليها فحسب، مما يجعل عودته لصورته الطبيعية أمرًا صعب الحدوث ثانيةً.

قصة حورية البحر بعهد الصحابي عمر بن عبد العزيز

هذه القصة من القصص الحقيقية، والتي حدثت عند اتجاه الصحابي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه تجاه مكة؛ ليرى في طريقه حية قد ماتت فتكفّل بدفنها، ليفاجئ عقب ذلك مباشرةً بهتاف أحدهم بأذنه رحمة الله عليك يا سُرَق، ليسأله الصحابي عن هويته، فيرد عليه صاحب الهتاف بأنه أحد الرجال من الجن، وهذا سُرق، لم يبق ممن بايع رسول الله غيري وغيره، وأشهد أن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “تموت يا سُرَق بفلاة من الأرض ويدفنك خير أُمتي” ليحلّفه عُمر على ذلك، فحلف الجن، فبكى الصّحابي عجبًا مما سمع.

عروس البحر الصغيرة

تقوم بعض الثقافات بالإشارة إلى الحياة برمز عروس البحر، ورموز كثيرة أخرى منها: مياه المحيط، الخصوبة، إلا أن عدد من الثقافات يطلقون عليها لقب “مدمرة المياه” وذلك لقدرتها على تدمير أي مياه تُوجد بها وفعل ما تفعله من عواصف وكوارث، وهو ما يجعلها السبب وراء وفاة البحارة والصيادين الذين يرونها.

وقد قيل أن تجارة الرقيق والعبيد قد انتشرت بفترةٍ ما من الزمان؛ خصوصًا بالقرن السابع عشر، وقد كثرت خلال هذه الحقبة من الزمان الحكايات الأسطورية عن عروس البحر بكافة أنحاء العالم، حتى احتلت مصدر إلهام الكثير، وآمن الكفار وصدق بها، مما جعلها ضمن ثقافاتهم وتقاليدهم المختلفة.

عروس البحر ببلاد الإغريق

تم تداول الكثير من الأساطير والقصص ببلاد الإغريق عن عروس البحر، وأحد هذه الأساطير كانت عن شقيقة “الإسكندر الأكبر” التي تم تحويلها قبل وفاتها لعروس بحر وذلك بسنة 295 ق.م، والتي كانت تستقر ببحر إيجه بذلك الوقت، وقد كثر تكرار سؤالها للمرور من الغواصين والبحارة عن حقيقة حياة أخيها من عدمه.

فإذا كانت الإجابة بكونه حي يحكم ويحتل العالم، تسمح عروس البحر في ذلك التوقيت للسفن بالمرور في سلام، أما إذا ردوا عليها بإجابةٍ مخالفة لا ترضيها؛ تقوم بإحضار العواصف عليهم والقضاء على السفينة حتى يموت كل من عليها.

وقد حُكي عن حورية البحر بالخمسينيات، وهو ما دفع بالعاميلن بأعمال النحت أن ينحتوها بتمثال من الخشب، وهو موجود بِمعهد مينيابوليس للفنون، وقد لاحت في الروايات الخاصة بقارة أفريقيا بصورة أنثى أو رجل، وقد عبدها البعض بالعصور القديمة؛ اعتقادًا منهم في قدرتها على منحهم الشفاء، الإحسان، الحياة، الحكمة، والجمال، إلى جانب دورها في منع حدوث الكوارث الطبيعية.

عروس البحر الصغير

ترجع هذه العروس لقديم الزمان، والتي كان يُنظر إليها على أنها أحد الأرواح الخيّرة بهذه الأرض والتي تساعد على الخصوبة والزراعة، لكن ساد اعتقاد غير طيب بالقرن 19 عن كون عروس البحر أشباح السيدات اللواتي يمتن غرقًا بالبحر، وقد نتج شر عروس البحر عن الحزن والغضب، ودورها هي إيصال الموتى لمقابرهم المائية عقب سقوطهم بالمياه.

عادةً ما يتم تجسيدها في روح أنثى تمتلك ذيل سمكة أو ثعبان، إلا أنها في أحيان أخرى تكون ذات أجنحة، وقد انتشر ذلك عن حورية البحر بكل من: المجر، ألمانيا، وفرنسا، وقد قامت أساطير أوروبا بوصف حورية البحر بِمحاولاتها للانتقام من والدها الذي قام بظلم الحورية والدتها الخيالية، وتقوم عروس البحر حاليًا برد حق والدتها عوضًا عنها.

أي أن جواب هل حورية البحر من الجن هو نعم هي من جنيات البحر القادرات على تغيير أشكالهنّ بأمر الله، عادةً ما تظهر في صورة نصف بشرية والنصف الآخر لسَمكة، وأحيانًا تمتلك أجنحة، وقد كثرت الأقاويل والحكايات الأسطورية عنها منذ القدم.

وبهذا نكون قد وفرنا لكم جواب هل حورية البحر من الجن وللتعرف على المزيد من المعلومات يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.