قصيدة امرؤ القيس في وصف المرأة
قصيدة امرؤ القيس في وصف المرأة توضح الغزل الجميل الذي كان يتصف به امرؤ القيس للمرأة في قصائده، فقد كان يتميز غزله بالعفة والشرف بعض الأحيان، والفاحش أحيانًا أخرى، ومن خلال موقع زيادة سوف نعرض لكم قصيدة امرؤ القيس في وصف المرأة والتي تحمل الكثير من المعاني والكلمات الجميلة في الغزل.
قصيدة امرؤ القيس في وصف المرأة
امرؤ القيس هو من أُطلق عليه لقب “الملك الضليل” وذلك نظرًا لأنه ترك الملك وكل شيء به، واتجه نحو القيصر من أجل أن يمده بالجيش الذي يستطيع به أخذ ثأر أبيه.
تميز امرؤ القيس بشعره، فلم يكن هناك بعصر الجاهلية من الشعراء من يتقدم على شعره، يتوافر بشعره أسلوبًا لا يستطيع حتى الآن أن يجاريه أحدًا في شعره، سوف نقدم لكم مقتطفات من قصائد امرؤ القيس الكثيرة عن المرأة، والتي كانت تُعرف بأنها تحتاج إلى الفهم العميق لمعاني اللغة العربية لأن قصائده كانت تحمل ألفاظ قوية، ومنها:
وَهِرٌّ تَصيدُ قُلوبَ الرِجالِ .. وَأَفلَتَ مِنها اِبنُ عَمروٍ حُجُر
رَمَتني بِسَهمٍ أَصابَ الفُؤادَ .. غَداةَ الرَحيلِ فَلَم أَنتَصِر
فَأَسبَلَ دَمعي كَفَضِّ الجُمانِ .. أَوِ الدُرِّ رَقراقِهِ المُنحَدِر
فقد كان يتتبع خطوات المرأة بكل مكان وكان يصف رقتها ونعومتها، وكان يعشق النساء بشكل سريع، وحبه مُتعلقًا بالجمال، فكلما رأى امرأة جميلة أحبها، والأبيات السابقة توضح صعوبة شعره واختياره للكلمات.
ألم تر أني كلما جئت طارقًا وجدت بها طيبًا وإن لم تطيبِ؟
في البيت السابق كان امرؤ القيس يصف الرائحة الطيبة للمرأة فقد كان يهتم بتفاصيل المرأة كلها حتى رائحتها كان يتغزل بها ويصفها.
من القاصراتِ الطرف لو دبَ محولٌ من الذرِ فوق الإتب منها لأثرا
أما في البيت السابق فقد عُرف بالأدب الفاحش، وكان يصف به جسم المرأة ونعومة وطراوته، لذا كان يُعرف شعره بالغزل الفاحش بعض الأحيان، والعفة أحيان أخرى، وهنا أبيات أخرى كثيرة لشعره، منها:
- شبه المرأة بالدر بقوله كِبِكْرِ المُقاناة ِ البَياضِ بصُفْرَة ٍ.. غذاها نميرُ الماء غير المحلل.
- تغزل في رفعة مكانتها وعدم خدمتها لأحد بل أن هناك من يخدمها قائلًا: وَتُضْحي فَتِيتُ المِسكِ فوق فراشها .. نؤومُ الضُّحى لم تَنْتَطِقْ عن تَفضُّلِ.
- كتب شعرًا عن ابنة عمه فاطمة التي أحبها ولكنها كانت قاسية عليه مُتدللة قائلًا:
أفاطم مهلاً بعض هذا التدلل .. وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
وإن تك قد ساءتك مني خليقةٌ .. فسلي ثيابي من ثيابك تنسل
أغرك مني أن حبك قاتلي .. وأنك مهما تأمري القلب يفعل
وأنك قسمت الفؤاد فنصفه .. قتيلٌ ونصفٌ بالحديد مكبل
اقرأ أيضًا: قصة امرؤ القيس مع حبيبته
شعر ماجن لامرؤ القيس
عُرف امرؤ القيس بكتابة الشعر الفاحش الماجن، وفي إطار ذكر قصيدة امرؤ القيس في وصف المرأة، سوف نعرض هذا الشعر الذي لا يتخلى به أيضًا عن الألفاظ القوية، والكلمات الغليظة من اللغة العربية، وتبين ذلك في قوله:
فَمِثلُكِ حُبلى قَد طَرَقتُ وَمُرضِعٍ .. فَأَلهَيتُها عَن ذي تَمائِمَ مُحوِلِ
إِذا ما بَكى مِن خَلفِها اِنصَرَفَت لَهُ .. بِشِقٍّ وَتَحتي شِقُّها لَم يُحَوَّلِ
كذلك كتب الكثير من الأشعار التي عُرفت بالفُجر، ولكنه كان قوي التأليف، وغزله يشتهر بالرشاقة والرقة، وكان واسع الخيال، وكان مُبالغًا قويًا بغزله، ومن تلك الأشعار:
- فَجِئتُ وَقَد نَضَّت لِنَومٍ ثِيابَه .. لَدى السِترِ إِلّا لِبسَةَ المُتَفَضِّلِ
- سموت إليها بعدما نام أهلها .. سمو حباب الماء حالًا على حال
غزل ماجن لامرؤ القيس بالمرأة
كان امرؤ القيس خليعًا في غزله، ولم يعتمد فقط على هذا الأسلوب، وإنما كان شعره يمثل نفس غير مُستقرة وبها اضطراب، مثل:
تَقُولُ وَقَدْ جَرَّدْتُها مِنْ ثِيابِها .. كَما رُعتَ مَكحولَ المَدامِعِ أتْلعا:
وجدكَ لو شيءٌ أتانا رسوله .. سواكَ ولكن لم نجد لك مدفعا
فَبِتْنا تَصُدّ الوَحْشُ عَنّا كَأنّنا .. قتيلان لم يعلم لنا الناسُ مصرعا
إذا أخذتها هزة ُ الروع أمسكت .. بِمَنْكِبِ مِقْدَامٍ على الهَوْلِ أرْوَعا
اقرأ أيضًا: قصة خلف بن دعيجا الحقيقية
حياة امرؤ القيس
بينما نعرض قصيدة امرؤ القيس في وصف المرأة، يجب أن نتحدث بنبذة بسيطة عن حياته، فعاش امرؤ القيس شبابه كما يحب، وكان لع علاقاته الكثيرة مع النساء، وكان يميل نحوهن كثيرًا، كان مُكتسبًا تلك الصفة من أبيه، فقد كان مثله تمامًا.
قضى امرؤ القيس وقتًا طويلًا من حياته من فئة عربية كانوا يعيشون أيامًا من اللهو والشرب والصيد، وكان مولعًا بحب ابنة عمه فاطمة ولكنها كانت مُتدللة، وكان مُتعذبًا بحبها، ونتيجة لذلك كتب قصيدته المشهورة “قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل” وهذه القصيدة اشتملت على أبيات ذات معاني صعبة من اللغة العربية.
كان امرؤ القيس قادرًا على الابتكار، وهذا ما تميز به شعره عن غيره من الأشعار، وكان يُكثر من الوصف والإبداع في كتابة أشعاره، بدأ في كتابة الشعر وهو صغير.
فقد كان يكتب القصص الغرامية الخاصة به التي اجتمع بها مع مختلف النساء، وكان يصفها بصراحة بالغة، وكانت مُهمته هي التسكع، فقد كان لا يفعل شيئًا سوى أن يعترض طريق النساء ويقوم بالتغزل بهم، ويستولى على القبائل ويسلب أغراضها بالإكراه، فقد كان يعيش في حالة من الضلال.
اقرأ أيضًا: شعر غزل فصيح
امرؤ القيس شاعرًا من أهم شعراء الجاهلية، وكانت شهرته حندج بن حجر، وأبو الحارث، وأبو دهب، وأبو زيد، وأبو القروح، ولكن اشتهر بامرؤ القيس لأنه كان مشهورًا بالشجاعة والغلظة.