فإن تولوا فقل حسبي الله للمحبة
فإن تولوا فقل حسبي الله للمحبة حيث كانت هذه الكلمات هي الوصفة العلاجية التي أوصى بها الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم عندما أعرض عنه قومه ورفضوا اتباعه، وبالتالي هي رسالة لنا كمتبعي الهدي النبوي بأن نكتفي بالله وليًا وحسيبًا، ونعرض عما غيره؛ وسنتعرف اليوم عبر موقع زيادة على كيف السبيل لتحقيق هذه الوصية الربانية وتطبيقها على حياتنا، وما هو الأثر العائد من اتباعها.
فإن تولوا فقل حسبي الله للمحبة
أنزل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم علاجًا شاملًا لجميع نواحي الحياة، والمتدبر بقلبه في القرآن الكريم وتفاسير آياته وأسباب نزولها يجد أنه ما أنزل إلا لينير للإنسان طريق الهداية والفلاح في الدنيا والآخرة، ودليلًا للمسلم لتقويم مسار حياته وفق ما يرضي خالقه عز وجل “ إِنّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلّتِي هِيَ أَقْوَمُ“.
فلا سبيل للإنسان لمراده سوى أن يكون في جنب الله متبعًا هديه وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم، والإعراض عما سواهما ” يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِى ٱلصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ” (سورة يونس: 57)، وقال تعالى ” وَنُنـزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ” (الإسراء: 82).
تلك المعاني الروحانية وأكثر هي ما تشمله كلمات الآية الكريمة “فإن تولوا فقل حسبي الله”، ومن الجدير بالذكر أن من الضلال أن يمعن الناس الآيات على غير ما أنزلت عليه من معانٍ، كما يردد بعض الناس أن هذه الآية تستخدم لجلب الحبيب وما شابه ذلك من افتراء على القرآن الكريم ولا يخفى على عاقل أنه ما أنزل الله به من سلطان.
اقرأ أيضًا: أسرار حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت
تفسير قوله تعالى فإن تولوا فقل حسبي الله وسبب نزوله
إن من أفضل الطرق للمسلم ليفهم مراد الله عز وجل من آياته ويتبين الرسائل العظيمة الشافية بين ثنايا القرآن هي أن يعرض نفسه على تفاسير آيات القرآن الكريم وأسباب نزولها.
من الأسباب الرئيسة لنزول هذه الآية هي مواساة النبي صلى الله عليه وسلم حيث كذبه قومه وأعرضوا عنه ولم ينصروه، وهو بينهم الصادق الأمين؛ فقد لاقى منهم من الخذلان ما لا يطيق أحد، حتى من الأقربين منه من أهله.
في سورة التوبة التي منها الآية التي نحن بصددها نجد أنها أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم استكمالًا للحديث عن الحروب والغزوات وتبيانًا لموقف المشركين والمنافقين وفضحًا لنواياهم الخبيثة تجاه النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه المؤمنين وما لاقوه في غزوتي (حنين وتبوك).
لكن الله عز وجل يخبره أنه لا ركن يستند إليه إلا ركن الله، وأنهم إذ يكذبوك فأعرض عنهم وحسبك بالله ربًا ووليًا ووكيلًا، فليكن عليه اعتمادك وبه ثقتك، فاثبت وفوض أمرك إلى الله واثقًا بنصره.
لقد جاءت هذه الآية الكريمة في ختام السورة وبعد قوله تعالى ” لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ” (التوبة: 128) حتى تنبه المؤمنين ألا يحبطوا مما يلاقوا وأن اثبتوا مع نبيكم الذي من الله عليكم به رحمة منه فأنتم جميعًا في جانب الحق ومعكم الله ناصرًا، ومؤيدًا.
اقرأ أيضًا: نتائج قول حسبي الله ونعم الوكيل
فضل قول (حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم)
ورد ذكر الكثير من الأذكار والآيات والتي شملها عمل المسلم في اليوم والليلة، تحصينًا له من كل ما يعرض له من سوء على مدار يومه؛ وورد في هذه الأعمال تكرار ذكر “حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم” سبع مرات صباحًا ومساءً.
- ورد في كتاب أبي داوود عن أبي الدرداء قول: “من قال إذا أصبح وإذا أمسى حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات، كفاه الله ما أهمه“.
- ورد في حديث رواه ابن السني مرفوعاً وأبو داود موقوفًا بلفظ: “من قال حين يصبح وحين يمسي: حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، سبع مرات كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة“.
إن استخدام فإن تولوا فقل حسبي الله للمحبة ليست مما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم لا في أحاديث ولا آثار، فيجب الوقوف على ما يصح أن ينسبه فقط للنبي صلى الله عليه وسلم من فضل الذكر من خلال الأحاديث الواردة فيه.