كيف تثبت صحة الحديث

كيف تثبت صحة الحديث؟ وما الضوابط التي تميز الحديث الصحيح؟ إن الحديث النبوي الشريف هو كل ما ورد سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- من الأقوال أو الأفعال أو للتقارير، فنجد العديد من الأشخاص يلفقون ما قاله أصحاب الرسول -رضي الله عنهم- للرسول (ًص) وهذا أمر خاطئ، الأمر الذي جعلنا نتناول من خلال موقع زيادة موضوع إثبات صحة الحديث من ضعفه، ولمعرفة الإجابة بخصوص كيف تثبت صحة الحديث يرجى الاطلاع على السطور التالية.

كيف تثبت صحة الحديث؟

كيف تثبت صحة الحديث

إن الحديث الشريف هو كل ما ورد عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- من قول أو فعل، والحديث الشريف يتكون من السند والمتن، والسند هو عبارة عن الأشخاص الذين يرون الأحاديث أو هو الطرق التي يتوصل إلى كلام النبي (ص) أو فعله.

أما المتن هو ما حدث وما يتوصل إليه سند الحديث من الكلام والألفاظ وكافة الحالات، وحتى نستطيع أن نتأكد من صحة الحديث والحكم عليه بالصحة أو بالضعف، يتم ذلك من خلال المرور بمرحلتين أساسيتين، سوف نذكرهما في التالي:

المرحلة الأولى

قيام الباحث بالاطلاع على أماكن ورود الحديث النبوي الشريف في أكبر قدر ممكن من الكتب المسندة، وتمييز الأماكن الخاصة بالتقائها وافتراقها، والتوصل إلى السند الذي جاء الحديث عنه، والقيام بالتميز بينه وبين غيره حتى يتم العمل على المرحلة الثانية.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة شرح الحديث الشريف بالتفصيل

المرحلة الثانية

المرحلة الثانية للتأكد من صحة الحديث من ضعفة تتمثل في دراسة سند الحديث أو الأسانيد المتعددة والمختلفة، من خلال دراسة مفصلة تجمع كافة الجوانب التي تؤثر على صحة الحديث، ويكون هذا تبعًا للخطوات التالية:

  1. يتم البحث في عدالة رواة الحديث الشريف، ومدى تدينهم، وصدقهم واخلاصهم.
  2. والبحث كذلك في ضبط الرواة، ومدى الدرجة التي وصولوا إليها في حفظهم للأحاديث.
  3. كما يتم البحث أيضًا في اتصال سند الحديث.
  4. ثم البحث مدى التوافق بين سند الحديث ومتنه مع غيره من الأحاديث الشريفة الأخرى.
  5. وأخيرًا يتم التأكد من خلو الحديث من العلل الخفية، والتي لا يمكن أن يتم تميزها إلا من قبل العلماء المختصون.

درجات الحكم على صحة الحديث

كما تعرفنا على كيف تثبت صحة الحديث، سوف نتعرف على مراتب صحة الحديث، حيث قام العلماء المختصون في علم الحديث النبوي الشريف بتقسيم الأحاديث من حيث الحكم عليها إلى قسمين أساسيين، ويتفرع عن كلٍ منهما أقسام أخرى، وسوف نذكر ذلك بالتفصيل فيما يلي:

الحديث المقبول

الحديث المقبول هو الحديث الصحيح الذي يأخذ به كحُجة ويعمل به، وتم تقسيمه من قبل العلماء إلى قسمين، وسوف نتعرف عليهما فيما يلي:

الحديث الصحيح

قاموا علماء الحديث بتعريف الحديث الصحيح ذاكرين بأنه هو ما اتصل اسناده برواية العدل الضابط وذلك من أول السند إلى نهايته، من غير ذكر شذوذ أو علة، وأن سنده يكون قد اتصل بسماع كل راوي عمن روى الحديث عنه، دون أن يكون هناك انقطاع.

العدل هنا يتمثل في الراوي المسلم الذي يجب أن تتوفر فيه صفات محددة تحمله على ملازمة التقوى والعدالة وتحري الصدق، والضبط هو الحفظ والإتقان في رواية الحديث النبوي الشريف، أي يكون قادرًا على روايته عن ظهر قلب.

كما يقوم بقراءته بدون وجود أي شذوذ أو أي مخالفة رواية راوي الحديث الثقة لمن هو أوثق منه، والعلة تكون علة خفية تقدح في صحة الحديث.

الحديث الحسن

يعد الحديث الحسن هو الحديث الذي تم روايته من قبل العدل خفيف الضبط عن مثله أو عمن هو أضبط منه بسند متصل بدون أي شذوذ ولا علة، والذي يفرق بين الحديث النبوي الحسن والحديث النبوي الصحيح هو أن رواة الحديث الحسن ضبطهم أخف من رواة الأحاديث الصحيحة.

كما يكفي أن يكون هناك راوي واحد فقط ضبطه خفيف، والمقصود هنا بالراوي خفيف الضبط هم رواة الحديث الحسن دون الثقة بالضبط، بالرغم من أن الحديث الحسن به خفة ضبط إلا أنه يتم الاحتجاج به، والحديث الحسن هو الحديث الذي توافرت فيه أقل درجات القبول على عكس الحديث الصحيح.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: اتق الله حيثما كنت تفسير الحديث الشريف التفصيل

الحديث المردود

الحديث المردود هو الحديث الذي لم تتوافر فيه شروط قبول الحديث، ويتم تقسيم هذا الحديث إلى قسمين، سوف نعرضهما في التالي:

  • الحديث الضعيف: هو الحديث الذي اختل به أحد شروط القبول.
  • الحديث الموضوع: وهو الحديث الذي تم روايته وإسناده من قبل كاذب، أو متهم بعدم الصدق.

أمور تساعد على التأكد من صحة الحديث

قد ذكرنا الإجابة عن كيف تثبت صحة الحديث، وسوف نذكر العديد من الضوابط التي تساعد المسلم الباحث الذي لم يتخصص في دراسة علوم الشريعة على الاطلاع على حكم صحة الحديث من ضعفه المتمثلة فيما يلي:

  • إذا كان الحديث رواة الإمام مالك في الموطأ بإسناده المتصل، فهو يعد من الأحاديث النبوية الصحيحة.
  • في حالة كان الحديث من رواية الإمام البخاري في صحيحه بإسناده فهو حديث صحيح.
  • في حالة كان الراوي هو الإمام مسلم في صحيحه فهو يعد من الأحاديث الصحيحة.
  • إذا تم الحكم على حديث نبوي ما بالصحة أو بالضعف من قبل الإمام أحمد، أو أبو حاتم، أو أبو زرع، أو البخاري، أو مسلم، أو أبو داود، أو الدار قطني، ولم يتم مخالفة هذا الرأي من قبل أحد الأئمة فهو كما قالوا.
  • عند قيامك بالبحث عن حديث ما في كتب أهل العلم، أو في الموقع الإلكتروني الشهير “الدرر السنية”، وكان بحثك يمتاز بدقته، وتم إيجاد أن أحكام العلماء متفقة تمامًا على حكم الحديث سواء بالصحة أو بالضعف، فهو كما قالوا.
  • في حال إيجادك لمتن حديث يتحدث عن واحد من الأمور التي نص العلماء على أنه لم يصح فيها حديث: فهذا يعد دليل كافٍ على ضعف هذا الحديث وعدم صحته.
  • إن الأحاديث التي تنفرد بذكرها الكتب الآتية، ولا يرويها أحد غيرها من أصحاب السنن والسند المشهور، فهو يعتبر حديث ضعيف.
  • هذه الكتب هي: “الضعفاء الكبير للعقيلي”، “الكامل في الضعفاء لابن عدي”، “تاريخ بغداد للخطيب البغدادي”، “تاريخ دمشق لابن عساكر”، “نوادر الأصول للحكيم الترمذي”، “مسند الفردوس للديلمي”.

معرفة درجة صحة الحديث من مواقع معينة

إن التطور التكنولوجي أفادنا كثيرًا في إتاحته لنا طرق التأكد درجة صحة الأحاديث النبوية الشريفة، فيمكن من خلال شبكة الإنترنت التي تحتوي على العديد من الصفحات الإسلامية التي تسعى لخدمة طلاب العلم والباحثين والعلماء حتى تسير الوصول إلى الأحاديث.

كما توفر أيضًا معرفة درجة صحتها، وكذلك تمييز الحسن والضعيف منها، وهناك العديد من المواقع التي حازت على الشهرة والثقة من قبل العلماء والباحثين، وسوف نعرفكم على هذا الموقع فيما يلي:

موقع الدار السنية

يعد موقع الدار السنية من مواقع الإنترنت في إثبات صحة الأحاديث النبوية الشريفة، حيث إنه يشرف عليه عدد من العلماء الكبار الأجلاء، فيمكنك الدخول إلى هذا الموقع وكتابة جزء من الحديث المراد معرفته صحته في مربع البحث، وسوف تظهر لك النتائج مباشرةً.

كما يتم ذكر اسم راوي الحديث والمُحدّث والمصدر مع رقم الصفحة.

الجدير بالذكر أن هذه الضوابط السابق ذكرها منا لضوابط العامة التي يمكن أن يستعين بها الباحث لمعرفته صحة الحديث من ضعفه، ووجب التنبيه أن هناك استثناءات وردت على هذه الضوابط السابق ذكرها، ولكنها لا تؤثر في مجملها، والله أعلى وأعلم.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: افعل ما شئت كما تدين تدان تفسير الحديث والآية القرآنية

قد تعرفنا عزيزي القارئ على كيف تثبت صحة الحديث، وذكرنا مراتب الحكم على صحة الحديث، وتطرقنا إلى الانقسامات التي وردت على الأحاديث النبوية الشريفة، كما أوضحنا الضوابط العامة لمعرفة الحديث النبوي الصحيح من الضعيف التي يمكن الاستعانة بها للباحث المسلم الذي لم يدرس في علوم الشريعة الإسلامية، ونتمنى أن نكون أفدناكم.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.