كيفية الغسل من الجنابة
كيفية الغسل من الجنابة نقدمه لكم اليوم عبر موقعنا زيادة حيث إن طهارة المسلم أمر من الأمور التي دعت عليها الشريعة الإسلامية وبينت شروطها وأركانها في أكثر من موضع في القرآن الكريم وفي السنة النبوية، فهي ركن أساسي لكي يستطيع المسلم أن يؤدي الكثير من العبادات، كالصلاة على سبيل المثال.
كيفية الغسل من الجنابة
ومن بين الأمور التي يشترط على المسلم أن يتطهر منها، هي الجنابة، فما هي الجنابة، وكيفية الغسل من الجنابة، وموجبات الاغتسال، كل هذا سوف نوضحه بالتفصيل في السطور القادمة، فتابعونا!
أولًا: ما معنى الجنابة؟
الجنابة في اللغة العربية مشتقة من الاجتناب، فإذا قلت “جانبت فلان”، تكون بمعنى ابتعدت عنه وخاصمته.
أما الجنابة في الشريعة الإسلامية فتشير إلى نزول ماء الرجل أو ماء المرأة سواء كان ذلك خلال البناء أو بدونه، وكذلك تشير الجنابة إلى إيلاج الرجل في المرأة سواء كان ذلك بعلاقة شرعية – الزواج – أو بعلاقة غير شرعية.
وجدير بالذكر أن نزول المذي لا يدخل ضمن حكم الجنابة ولا يرتب اغتسال على المسلم، وكل ما يرتبه هو الوضوء لأنه يبطله، وكذلك تطهير ما أصاب الملبس أو الجسد منه.
وتجدر الإشارة كذلك إلى أن نزول المنى بالاحتلام أو بالقيام بالعادة السرية، يوجب الاغتسال.
ويمكن التعرف على المزيد من التفاصيل عن الجنابة من خلال: هل يجوز الصلاة على جنابة وكيفة الاغتسال من الجنابة
ثانيًا: ما هي كيفية الغسل من الجنابة؟
جاء عن أم المؤمنين عائشة عليها رضوان الله، في الحديث عن كيفية الغسل من الجنابة كما كان يفعل الرسول عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أنه: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا اغتسل من الجنابة يبدأ فيغسل يديه، وبعد ذلك يفرغ بيمينه على شماله فيغسل فرجه، ومن ثم يتوضأ وضوءه للصلاة، ثم يأخذ الماء فيدخل أصابعه في أصول الشعر، حتى إذا رأى أن قد استبرأ، حفن على رأسه 3 حفنات، ثم أفاض على سائر جسده، ثم يغسل رجليه”، ومن هذا الحديث نستطيع توضيح أركان الاغتسال من الجنابة تفصيلًا، وتتمثل في:
- نية الاغتسال: فالنية شرط أساسي قبل القيام بأي فريضة في الإسلام، وتقع النية عندما يقدم المسلم على أداء الأمر، ومحلها القلب.
- ذكر الله: فيسمي الإنسان الله قبل أن يغتسل، أي يقول: “بسم الله الرحمن الرحيم”.
- يغسل يديه: ثلاثًا.
- يغسل محل الأذى: بمعنى تطهير الفرج، لأنه مكان الجنابة.
- يتوضأ: كما يتوضأ لأي صلاة، فيأتي بالضوء بكافة شروطه، ويمكن تأجيل ركن غسل القدم حتى نهاية الغسل.
- يغسل رأسه ثلاثًا: بشرط أن يصل الماء حتى جذور الشعر، ويتأكد من غسله جيدًا بالكامل.
- يعمم باقي البدن بالماء: وتعتبر هذه الخطوة هي الخطوة التي يقوم عليها الاغتسال من الجنابة، فالإنسان يستطيع غسل جسده كاملًا بالماء خلال غسل الجنابة، ويكفيه ذلك ولا يشترط أن يتوضأ، نظرًا لأن الهدف من الاغتسال هو غسل البدن بالماء كاملًا لتطهيره من أي أذى قد علق به.
- يعمم الجزء الأيمن من جسده أولًا ومن ثم الأيسر: ويفرك جسده بيديه، حتى يغسله كله.
- يغسل الأقدام: حينما ينتهي من تعميم البدن كاملًا بالماء، يقوم بغسل قدميه بماء نظيف.
ويراعي أن يفرق الإنسان بيديه بين جذور شعره أو ذقنه بالماء، ومن ثم يغمره.
ونرشح لك المزيد من التفاصيل عن الجنابة أيضًا ستجدونها جميعًا من خلال: الجنابة عند المرأة غير متزوجة وموجبات الغسل للفتاة البكر
ثالثًا: ما هي الأمور التي ترتب غسل الجنابة على المسلم؟
هناك 6 أمور إذا قام بها المسلم، وجب عليه غسل الجنابة، وتشمل ما يلي:
- نزول المنى مع شهوة: وهناك حالة قد ينزل فيها المنى بدون شهوة، وهي الاحتلام خلال النوم، ومع ذلك يوجب الغسل.
- الإيلاج خلال العلاقة: وسواء ترتب على ذلك إنزال أو لم يترتب، فيجب الاغتسال من الجنابة، عملًا بحديث رسول الله عليه صلوات الله وسلامه: “إذا جلس بين شعبها الأربع، ثم جهدها، فقد وجب الغسل، وإن لم ينزل”.
- الدخول في الإسلام: فعندما اعتنق كل من قتادة الرهاوي، وأثلة بن الأسقع الإسلام، طلب منهم النبي صلى الله عليه وسلم، أن يغتسلوا.
- انتهاء فترة حيض المرأة أو فترة نفاسها: من الأمور التي أجمع الفقهاء على أنها توجب الغسل بلا جدال.
- الوفاة: عندما يحين أجل المسلم وينتقل إلى ربه، فإننا نقوم بتغسيله وتكفينه.
رابعًا: ما هو حكم غسل الجنابة؟
لقد أجمع علماء المسلمين على أن غسل الجنابة فرض واجب على كمل مسلم أتى ما يرتب هذا الغسل، عملًا بأمر الله عز وجل: “وإن كنت جنبًا، فاطهروا”، كما تجدر الإشارة إلى أنه لا يلزم الترتيب في الاغتسال، استنادًا إلى قول الله عز وجل: “حتى تغتسلوا”، فالهدف هنا هو الاغتسال وإزالة النجاسة، وتحقق الطهارة.
ويمكن التعرف على المزيد من التفاصيل عن الجنابة في شهر رمضان الكريم على وجه الخصوص من خلال: الغسل من الجنابة في رمضان بعد الظهر وحكم تأخيره
خامسًا: ما هي أهمية غسل الجنابة؟
إن امتثال المسلم لأمر الله عز وجل وتطهره من الجنابة، فيه الكثير من المنافع القيمة والحكم العظيمة، وقد ذكر لنا الإمام ابن القيم الجوزية بعضًا منها، حيث أورد أن غسل الجنابة الذي فرضه الله عز وجل في حالة خروج المنى بينما لم يفرضه في حالة خروج البول، مظهر من مظاهر رحمة وحكمة الدين الإسلامي، حيث إن المنى ينزل من الجسد كله، بينما التبول هو عبارة عن التخلص من السموم وبقايا الطعام والشراب التي تختزن في المعدة والمثانة، ولذلك فإن جسد الإنسان يتأثر بنزول المنى أكثر بكثير من تأثره بنزول البول، كما أن التطهر من المنى يفيد الجسد والقلب والروح، فهو يعوض ما فقده الإنسان بنزول المنى، كما أن الجنابة يتبعها خمول وفقدان همة، ولذلك يكون الاغتسال ضروري لاستعادة الطاقة والهمة، فقد كان أبو ذر الغفاري عليه رضوان الله يوصف غسل الجنابة، وكأنه يتخلص من عبء ما، كما أن هناك الكثير من الدراسات الطبية التي أقرت أن الغسل من الجنابة ينشط طاقة الإنسان، وأنه يتأذى إذا لم يقم به، كما أنه من الأمور التي تقرها الفطرة وتقبلها، بل وتستحسنها وتقبل عليها.
سادسًا: ما هي الأمور التي يمتنع الجنب عن القيام بها؟
تجدر الإشارة إلى أنه يوجد أنواع من الطاعات لا يستطيع الجنب أن يفعلها، ولا يجوز له، ومنها:
- الصلاة.
- الطواف حول الكعبة الشريفة، حتى وإن كان طواف سنة، نظرًا لأن الطواف ينظر إليه على أنه صلاة.
- لمس المصحف الشريف، لقول الله عز وجل: “لا يمسه إلا المطهرون”.
- تلاوة الذكر الحكيم، وهو أمر قد أجمع عليه الأئمة الأربعة، وتجوز التلاوة في حال أن المسلم الجنب لا ينوي بها قراءة القرآن، وإنما هدفه منها الدراسة أو الدعاء أو ذكر الله، ونحوه، كأن يقوم الجنب بقول دعاء السفر وهو: “سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون”، أو الاسترجاع عند وقوع بلاء، وهو قول: “إنا لله وإنا إليه راجعون”.
- الذهاب إلى بيوت الله والمكوث فيها، أما مجرد المرور عليها فقد أباحه المذهب الشافعي والمذهب الحنبلي، ولم يجيزه المذهب المالكي ولا المذهب الحنفي، إلا أن يتمم المسلم، لقول الله عز وجل: “ولا جنبًا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا”.
وبهذا نكون قد وفرنا لكم كيفية الغسل من الجنابة وللتعرف على المزيد من التفاصيل يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.