كيفية التعامل مع الزوج البخيل على زوجته فقط
كيفية التعامل مع الزوج البخيل على زوجته فقط تتضح من خلال بعض التدابير التي من شأنها أن تحد من بخل الزوج، وإن لم تجدي نفعًا يسير الأمر إلى حد الانفصال.
فالبخل من الصفات النفسية التي يكتسبها الفرد من صغره، وربما تنتج بالوراثة، وهي أشبه بالأنانية المفرطة وحب المادة والإفراط في حب الذات، فإن وصل الأمر إلى الزوجة فيجب معرفة كيفية التعامل مع الزوج البخيل على زوجته فقط، وهذا ما نقدمه لكم عبر موقع زيادة.
كيفية التعامل مع الزوج البخيل على زوجته فقط
إن صفة البخل تنافي الفطرة السوية، وأحيانًا تكون تلك الصفة في التعاملات الإنسانية كافة حتى على الذات، وأحيانًا ما تكون مقصودة في جانب معين من جوانب الحياة.
لكن إذا ما اقترنت صفة البخل للرجل المتزوج، كانت هناك من المشكلات ما لا يُحمد عقباها، فلا توجد زوجة تفضل البخل إلا إذا كانت هي من تتصف به، علاوةً على أن الترف الذي ترغبه قليلًا في الحياة الزوجية لا تجده مع الرجل البخيل.
لا ضير أن يكون هناك تدبير في النفقات، حرصًا على الحفاظ على المستوى المعيشي المناسب، فلا إفراط في الإسراف، ولا شح إلى حد التقطير، لأن كلاهما ينتج آثارًا سلبية.
هناك العديد من التجارب التي أثبتت فشل الحجج والحيل في تغيير الزوج وإحجامه عن البخل، فالأمر قد انقلب رأسًا على عقب ليصل إلى حد الكراهية المتناهية، فالزوج أصبح مصدرًا للحرمان لزوجته وأبنائه.
نجد أن الشخص البخيل تدور أولوياته حول ذاته فقط، وبعدها يأتي الآخرين، أو يصح القول إن قلنا بعدها تأتي المصالح من وراء معرفة الآخرين، فهو يسعى للمادة دائمًا وأبدًا.
تجدر الإشارة إلى أن الزوج البخيل لا يقتصر بخله على الإنفاق فقط، إنما يصل إلى البخل في المشاعر، فهو لا يتوق إلى تلك الرومانسية التي تعبر عن المشاعر الجياشة، فهذا يعده استنزافًا بذاته.
هذا كله يُمكن أن يضع الزوجة في دائرة من المعاناة لا تخرج منها على الجانب المادي والمعنوي، الأمر الذي يصل إلى اتجاهين، إما أن تتصف الزوجة بالقبيح من الصفات ما يجعلها تسرق أمواله وتفكر في إيذائه، أو أنها تتيقن أنه بإمكانها حل تلك المعضلة إن كانت تكن له قدرًا من الحب والاحترام.
كما أن الزوج البخيل على زوجته فقط ربما لديه من الدوافع ما يجعله يتبع هذا السلوك، إن كان منفقًا ببذخ في الجوانب الأخرى، هنا تعزم الزوجة على اختيار الطلاق لاستحالة معاشرته، نظرًا لعدم تلبية احتياجاتها المادية والعاطفية.
لذا يسعنا أن نقدم لكم كيفية التعامل مع الزوج البخيل على زوجته فقط، من خلال ما يلي:
1– البحث عن أسباب بخل الزوج
لا يوجد ما يبرر عدم إنفاق الزوج على زوجته فقط، فالبخل من الصفات المذمومة في كافة الأحوال، ومنفرة في التعامل، بالرغم من ذلك ربما توجد بعض الأسباب وراء بخل الرجل على زوجته، فمن خلال معرفة تلك الأسباب تتسنى لنا كيفية التعامل مع الزوج البخيل على زوجته فقط.
إن تواجد البخل من قبيل أحد الزوجين يكون الطلاق هو النتيجة المتوقعة إن لم يتم وضع حلول لتفادي الأمر، ذلك لأن بخل الزوج على زوجته من شأنه أن يجعلها فاقدة الرغبة في الاستمرار معه.
خاصةً إن زاد الأمر بمعرفتها بأنه ينفق ماله على نفسه والأقربين دونها، فتشعر وكأنها مستنزفة ولا طاقة لها لتحمل الوضع، فهو بذلك يتحكم فيها ماديًا خاصةً إن كانت غير عاملة، فلا تكفل نفسها بمفردها، وتصبح في حاجة إليه، وهذا ما يجعل الأمر عقابًا بالنسبة لها.
بالطبع لا يوجد مبرر لبخل الزوج على زوجته فقط، حتى إن تعرض لبعض التجارب والمواقف والأزمات التي تجعله مضطرًا إلى البخل، لكن سنشير إلى تلك الأسباب حتى تستطيع الزوجة الإلمام بها.
ربما يكون الإنفاق الزائد من الزوجة سببًا في بخل الزوج معها، فهو لا يرغب في تضييع أمواله هباءً، فيشعر أن الأمر بحاجة إلى السيطرة حتى يتجنب الإفلاس.
على أن فقدان ثقة الزوج في نفسه يجعله يتحكم في زوجته، ماديًا على الأرجح، وهذا يتفق مع رغبته في السيطرة عليها، فيبخل في إعطائها الأموال والعاطفة، فلا يعطيها شيء دفعة واحدة حتى تشعر دائمًا بسيطرته.
تختلف الأسباب رغم كونها لا تعد كافية لبخل الزوج على زوجته، فمن الممكن أن يقومها إن أخطأت بعقاب آخر دون أن يخالف شرع الله في إعطاء نفقة أهل بيته.
اقرأ أيضًا: حكم رد الزوجة على سب زوجها هل يجوز؟
2– الحرص على أموال الزوج
من أهم الطرق المعنية بكيفية التعامل مع الزوج البخيل على زوجته فقط أن تقوم الزوجة بالكف عن اتهام زوجها بالبخل المادي، فقط تُشعره ولو تظاهرًا بأنها حريصة كل الحرص على أمواله، ربما يجني هذا إعجابه بها ووصفه إياها بالزوجة الصالحة المدبرة.
فالزوج البخيل يفضل الحرص الشديد في النفقات، فإذا ما بينت الزوجة ذلك الحرص كان لها طيعًا، وليس عليها أن تكون في منتهى الحرص الذي يجعلها تتصف بالبخل مثله، إنما عليها الاستغناء عن الكماليات، والتركيز فقط على الأولويات، وجعلها في اعتباره حتى يضعها في خانة أولوياته.
كما أن تذمرها من النفقات الزائدة عن الحاجة من شأنه أن ينال تقديره لها بحرصها على أمواله، وقد يحالفها الحظ وتصبح رابحة إن وضع نفقاتها الخاصة في خانة الأولويات.
3– طمأنة الزوج عند الضائقة المادية
قد يكون من الأسباب الوافية لبخل الزوج على زوجته تعرضه إلى أزمات مادية تستتبع على نفسه آثارًا سلبية سيئة، لذا ينبغي في هذا الصدد إتقان كيفية التعامل مع الزوج البخيل على زوجته فقط بأن تبعث له بعض الطمأنينة بأن كل شيء سيكون على ما يرام إن تعامل مع الأمر بأريحية أكثر.
من الممكن أن تكون من الأفكار الرائعة أن تقوم الزوجة بإعداد ميزانية مع زوجها لحسابات الأسبوع والشهر، وعليك بتحديد احتياجاتك الخاصة اللازمة، فسيشعر الزوج حينئذ بالراحة في معرفة مصدر إنفاق أمواله.
4– محاولة استيعاب بخل الرجل العاطفي
على المرأة المتزوجة من الرجل البخيل وقد ارتضت الأمر أن تحرص على إدراك أنه ليس بخيلًا في المادة فقط، إنما لا يجب عليها انتظار كلماته الرقيقة ومشاعره الجياشة.
فهو يمتاز أيضًا بالبخل العاطفي على زوجته وربما على أولاده، لذا فإن من أهم ما يُنصح به في كيفية التعامل مع الزوج البخيل على زوجته فقط أن تقوم بإضفاء مشاعرها الخاصة والتعبير عنها في قليل من الأجواء الرومانسية التي تفتعلها بينهما.
فتعد بمثابة مساحات تعويضية لها حتى لا تستمر في تحمل هذا النوع من الأعباء، مع العلم أن سخاء العاطفة أو ترشيدها لا يقترن بطبيعة الرجل قدر ما هو مقترن بعلاقته مع زوجته، فربما تستطيع هي التحكم بتلك العلاقة من الناحية العاطفية بقليل من الحكمة والتفكير.
اقرأ أيضًا: ما هي صفات الزوج الصالح من الكتاب والسنة؟
5– المواجهة والنصح
ربما تعتبر أفضل كيفية التعامل مع الزوج البخيل على زوجته فقط أن تعزم الزوجة على مصارحة زوجها بما تعانيه بلطف ورفق دونما التعبير عن السخط أو التذمر.
فالمصارحة بمتطلباتها الملحة واحتياجاتها العاطفية منه من شأنها أن تخلق نوعًا من التفاهم فيما بينهما، وربما تحظى بتقديره وعاطفته، كما أن لها دور آخر لا يقل أهمية عن هذا وهو النصح والإرشاد.
كونها زوجة له وجب عليها توجيهه إلى الصواب إن كان لا يدركه، فقد نهى رسولنا الكريم عن صفة البخل، علاوةً على قول الله تعالى في غير موضع من القرآن عن قبح صفة البخل، وفيما يلي أمثلة على ذلك:
“وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَللهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ” (الآية 180 سورة آل عمران).
“وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ“ (الآية 34 سورة التوبة).
فربما يكون من الصواب أن تذكر له وجوب النفقة على الأهل، ولا تشعره بكونه المقصود من شكواها، وعليها أن تثني عليه كلما أنفق عليها بسخاء عن ذي قبل، حتى إن كان الأمر هينًا لا تكف عن مدحه، ذلك فطبيعة النفس محبة للثناء.
هنا يتطلب الرفق من الزوجة وليس عليها التوبيخ أو العتاب، فاللوم يكون مجديًا في حالة السلوك الخاطئ لا في الطبع الكامن في النفس، وعليها التعامل مع الأمر باعتباره أسلوبًا لحياتهما معًا من شأنها أن تفتعل الطرق لتتأقلم بأريحية.
اقرأ أيضًا: أبرز صفات الرجل الذي تعشقه النساء
6– اتخاذ القرار الصائب بشأن العلاقة
يجب على الزوجة إن أرادت هي العيش في حياة سوية لا يشوبها انحرافًا كما الحال لتوابع البخل، أن تدرك مدى بخل زوجها، حيث إن كيفية التعامل مع الزوج البخيل على زوجته فقط تتحدد بناءً على بخله الشديد أو ما يمكن للزوجة علاجه.
فعندما يكون هناك أمل مقرون بالصبر على المدى الطويل في تعديل طبع البخل لدى الزوج وتقويمه ليكون حريًا لا بخيلًا، فعليها الانتظار وربما اتباع الطرق المذكورة سلفًا.
أما إن كان بخل الرجل من الشدة ما لا يمكن تحمله أو علاجه، فإن تلك الطرق ستكون إهدارًا لعمرها وطاقتها، فعليها استشارة ذويها في الأمر ويمكنهم التدخل، أما إن لم يجد نفعًا، نجد أن الانفصال بالحسنى والمعروف هو أفضل الحلول.
كما على الزوجة إدراك أنه لا يوجد كمال في الرجال، كما هو الحال بالنسبة للنساء، فلا يجب النظر إلى ما هو سيء لعدم الانجراف فيه، إنما النظر إلى إمكانية علاجه، عليها فقط غض بصرها وقلبها عن صفات زوجها السلبية إن كان يُمكن تحملها وتحتمل التغيير.
لا بد من التفريق البيّن بين البخل وحسن إدارة الأموال بالشكل الأمثل، ذلك لأن الاعتدال في الإسراف ما هو إلا حكمة، إنما البخل يُذهب البركة في المال والعمر، هذا حتى وإن كان هناك من الأسباب ما يستدعي ذلك.