كيفية التعامل مع طفل عمره 7 سنوات
كيفية التعامل مع طفل عمره 7 سنوات، وكيفية تطوير ذكاءه، وكيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي، كل تلك الفقرات وزيادة هي محور لمقالنا اليوم، لنتعرف على سمات شخصية الطفل في تلك المرحلة الحرجة من حياته، ونتعرف على بعض الوسائل التي تعزيز ثقة الطفل في نفسه، وتطور مهاراته، وكذلك تنمي ذكائه.
السمات والخصائص المميزة لطفل الـ 7 سنوات
قبل التعرف على كيفية التعامل مع طفل السبع سنوات، يجب أن نعرف صفات وخصائص شخصية الطفل في تلك المرحلة، وأيضاً معرفة قدراته وامكانياته حتى يسهل التعامل معه، وبالتالي النجاح في عملية التربية.
- في سن السابعة يميل الطفل إلى العنف في انفعالاته، يكون مشاكس وعنيد، مندفع وكأنه في حالة حرب مع العالم الخارجي، يظهر عنده عدم الرضا عن نفسه وعن الأخرين، والتي تظهر في صورة نقد لذاته ولمن حوله.
- يميل إلى اللعب مع أصدقاء من نفس جنسه (البنين مع البنين والبنات مع البنات) ، يحب اللعب الجماعي عن اللعب الفردي، يحاول اكتساب الأصدقاء، لأنه قد فهم جيداً أنه ليس محور الكون، وأنه في حاجة للأخرين.
- تزداد نسبة ذكاءه، وتزداد المفردات اللغوية لديه التي تساعده على التفاعل مع العالم حوله.
- تتحول ذاكرته من الذكرة الألية إلى ذاكرة حفظ وفهم، يردك الأبعاد ويبدأ في فهم ماهية ( العدد، والكتلة، والطول)، يستطيع التعامل مع المشاكل التي تواجهه ويحاول إيجاد حلول مناسبة لها.
كيفية التعامل مع طفل عمره 7 سنوات
ذكرنا أكثر الصفات والخصائص التي تميز تلك المرحلة في عمر الطفل، ولعل من أكبر العوامل المؤثرة على شخصية الطفل في تلك المرحلة، هو بداية خروجه من العالم الصغير الذي كان فيه تحت جناح والديه، والبدء في التعامل مع العالم الخارجي الحقيقي.
وأول تلك التعاملات مع العالم الخارجي هي التحاقه بالمدرسة، فيبدأ في الاعتماد على نفسه، ويصبح أكثر استقلالاً عن أسرته، ويبدأ الوالدين وخاصة الأمه البحث عن طرق للتعامل مع طفلها ذو السبعة أعوام.
وفيما يلي نقدم لكِ بعض الوسائل التي تساعد في تسهيل عملية التربية والتعامل مع طفل الـ 7 سنوات:
- يجب انتقاء أصدقاء الطفل في هذه المرحلة ( وفي كل المراحل) لأن الطفل في ذلك العمر يميل لاتباع أصدقاءه، ويحاول تقليدهم، فإذا كانت صفات هذا الصديق تتفق مع ما تتمنيه في طفلك، سهل عليك عمليه التربية.
- يجب عليك مشاركته في هواياته وفي نشاطاته وألعابه، ومن خلال مشاركتك له يمكنك توجيهه بشكل غير مباشر وزرع ما تريدين فيه من صفات ومهارات.
ومن أمثلة تلك الألعاب، ألعاب التذكر، وألعاب الفك والتركيب، ألعاب الورق (الكوتشينة)، السكرابل، والشطرنج، فإلى جانب المشاركة تساهم تلك الألعاب في تنمية وتطوير مهارات الطفل العقلية.
- اشركيه في الألعاب والأنشطة الجماعية الهادفة، كنشاط الكشافة، فتلك الأنشطة تنمي شخصية الطفل وتعزز عنده ثقته في نفسه وتعلمه الاعتماد على ذاته، ولكن أحرصي دائماً على اختيار الشخص الذي يقوم بإدارة ذلك النشاط أو من يقوم بالتدريب.
- لا تجعلي دورك في حياة طفلك ابن السابعة، مجرد الاهتمام بأموره اليومية من طعام واستذكار فقط، تحدثي معه، ولاعبيه، اجعلي وقتاً تشاهدان فيه برنامج مفيداً، أو قراءان قصة، أو التحدث معه عن أصدقاءه وعن أحلامه التي يريد تحقيقها في المستقبل. وتعرفي من هنا على قصص اطفال قبل النوم طويلة ومشوقة
- اجعلي وقت المذاكرة وقتاً ممتعاً، وابحثي عن طرق ووسائل إبداعية لجعل المذاكرة أسهل، ولا تترددي في التوجه للمدرسة إذا رأيت مبالغة فيما تعطيه المدرسة لطفلك من واجبات تستهلك طاقتك وطاقته دون فائدة ترجى.
- دائماً اظهري محبتك لطفلك، ولا تغفلي المدح والثناء على منجزاته.
- نمي في حس المسؤولية، واطلبي من المساعدة في المهام المنزلية، أو الاعتناء بأخيه الصغير.
- كوني حازمة في بيان ما هو مقبول وما هو غير مقبول، مع وضع قواعد واضحة يجب أن يلتزم بها، كوقت محدد لمشاهدة التلفاز، وموعد محدد للنوم.
- ازرعي فيه خلق الاحترام للأخرين، وحب مساعدة الغير.
من خلال اتباع كل ما ذكرناه ستجعلين طفلك هو من يبحث عنك ليشاركك اهتماماته وكل ما يحدث معه، وتكوني بذلك قد امتلكتِ مفاتيح شخصيته، التي تسهل عليك عملية التربية.
أهمية الدور التربوي للوالدين خلال السنوات الست الأولى من حياة الطفل
إن ما يقوم الوالدين بزراعته في الطفل منذ ولادته وحتى عمر ست سنوات سيظهر أثره عند عمر السبع سنوات، فتفكير طفل السبع سنوات وسلوكه وتصرفاته ما هي إلا خبراته التي اكتسبها من والديه منذ ولادته وحتى هذا السن، ومن هنا حذر خبراء التربية والسلوك من التهاون في التوجيه التربوي في تلك الفترة.
ونذكر في ذلك الصدد ما قالته (منتسوري) في وصف تلك الفترة، حيث شبهت الطفل بالإسفنجة يمتص كل ما يدور حوله وكل ما يقدم إليه من خبرات، ثم يسترجعها بعد سن السادسة ويتعامل بها.
فإذا لم يكتفي الوالدين في مرحلة ما قبل العاشرة بإعطاء الأوامر والإرشادات وفقط، وأهملوا الدور التربوي سيواجهون صعوبات كثيرة مع الطفل في تلك المرحلة، أما إذا راعى الوالدين الدور التربوي وكان هناك لغة حوار بينهم وبين الطفل فسوف تمر تلك المرحلة بسلام، وسهوله.
كيفية التعامل مع طفل عمره 7 سنوات عنيد وعصبي
تشتكي كثير من الأمهات من طفل السابعة، فتقول طفلي عنيد وعصبي (ولا يسمع كلامي) رغم تلبية جميع طلباته، ورغم استخدام أساليب الترغيب والترهيب معه لا يوجد نتيجة.
قبل البدء في تناول كيفية التعامل مع طفلك العنيد، دعينا نتفق أولاً أن العند والعصيان لدى الطفل في سن السابعة هو من علامات اكتمال شخصية، وطريقة من الطفل للتعبير عن ذاته المستقلة، فيبدأ الطفل في إظهار تغير تام في شخصيته، ولكن الذي يحدد مدى هذا التغير هو علاقة الوالدين بالطفل.
فتظهر صفة العند والعصبية عند الطفل الذي يفتقد الأمان من قبل والديه، وتلبية رغباته ليست الوسيلة التي تمنحه الشعور بالأمان او تثنيه عن عناده، الطفل شديد الذكاء فكلما لبيتي له طلب بحث عن أخر، مستغلاً نقاط الضعف التي يكتشفها في والديه، وحتى لا نطيل عليكِ في وصف المشكلة دعينا نتعرف على الحل، ونعرض لكِ بعض النصائح عن كيفية التعامل مع الطفل العنيد.
تعرفي على ايات لتهدئه الطفل العنيد وتطويعه
نصائح لتعامل مع الطفل العنيد والعصبي:
- الصبر ثم الصبر أثناء تعاملك مع طفلك فهو من المفاتيح الهامة في التعامل مع الطفل العنيد والعصبي.
- لا ترهقي نفسك في الشعور بالتقصير في تربيته، فها أنتِ قد اتخذت القرار السليم وتبحثي حلول ونصائح للتصحيح تلك الأخطاء، ومعرفة طرق التربية الصحيحة.
- حاولي أن تنظري إلى الأمور الإيجابية في شخصية طفلك، ولا تجعلي كل تركيزك على السلبيات فقط، امدحيه بتلك الصفات الجيدة وذكرية دائماً بها، فذلك يعمل على تطوير وتنمية تلك الصفات المحمودة.
- لا تلبي كل ما يطلبه منك، تعملي أن تتجاهلي تلك المطالب، ولكن دون الدخول معه في جدال وصراخ، وبالتأكيد لا تلجئي للضرب، فقط كوني حازمة في رفضك، وأخبريه أن هذا الطلب لن تستطيعي تلبيته، وتذكري الصبر ثم الصبر.
- استخدام أسلوب المكافئة على السلوك الإيجابي، فمثلاً إذا قام تغير ملابسه بعد المدرسة ثم قام بوضعها في المكان المخصص اسمعيه بعض كلمات الثناء مع الابتسام والتلطف معه، فليس شرطاً أن تكون المكافئة مادية.
- لا تصدري له الأوامر، اجعليه مشاركاً لك في الأنشطة اليومية، ومثال لذلك المحافظة على الصلاة، قولي له تعالى نصلي سوياً (وأنت ستكون الإمام في حالة كان ولد، أو تكوني أنتِ الإمام في حالة البنت)، هذه الطريقة من أفضل الطرق للتعامل مع الطفل العنيد.
- أعطي طفلك مساحة للعب مع أطفال من عمره، فتلك الطريقة تمتص كثيراً من طاقته، وتجعله يترك العناد عند التعامل مع أطفال من عمره.
- لا تكوني أنتِ القائم بكل أعماله، بل قومي بتدريبه على القيام ببعض المهارات البسيطة التي تفيده في نشاطاته اليومية، وتجعله يتعود الاعتماد على نفسه، كترتيب سريره، تمشيط شعره، تنظيف أظافره وغيرها من المهارات البسيطة التي تتناسب مع عمره.
- اجعليه يشعر أنه فرد من الأسرة، اجعليه مشاركاً في أمور الأسرة، واستشريه في بعض الأمور البسيطة التي يفهمها عقله.
- ممارسة الرياضة من الأمور المهمة والتي تساعد على امتصاص الطاقة السلبية لدي طفلك العنيد، خاصة إن كان كثير الحركة.
- أخر نصيحة نقدمها وهي الأهم، أن يجلس الوالدين مع بعضهما والاتفاق على الطريقة التي ستتعاملون بها مع الطفل، لتدارك الخطأ الذي وقع دون قصد في تربيته، فتلك المهمة تحتاج منكما التعاون لتعديل سلوك طفلكما.
تذكري دائماً عزيزتي الأم أن طفل السبع سنوات رغم أنه وصل لحالة من النضوج تجعله يكون أراءه الخاصة في كل ما يدور حوله، إلا أنه ما زال طفل يحتاج للاحتضان وإظهار مشاعر الحب نحوه.
وللمزيد في هذا الشأن تعرف على كيفية التعامل مع الطفل العنيد
كيفية تنمية وتطوير ذكاء طفل السبع سنوات
في عمر 7 سنوات يكون الطفل قد اكتسب كثير من المهارات، وبدأ مرحلة جديدة تستلزم تطوير لتلك المهارات بشكل يتناسب مع عمره، ومن المهم في ذلك العمر التركيز على تنمية ذكاءه، والعمل على تطوير مهارته العقلية ولإدراكية، وهناك بعض الطرق التي تم وضعها من خبراء التربية لتساعد الآباء تطوير وتنمية ذكاء طفلهم ومنها:
- تشجيع طفلك على القراءة، قدرة الطفل في هذا السن على كسب مهارات مثل القراءة والتعامل مع بعض الرياضيات البسيطة تعزز من ثقة الطفل في نفسه، وتعمل على زيادة نشاطه العقلي، والإدراكي.
- سن السابعة هو السن الأنسب لتعلم الكتابة وتحسين خط الطفل، حيث تبدأ لدي الطفل نمو العضلات الدقيقة الموجودة في قبضة اليد.
- العمل على توسيع مجال معرفته، يمكن مثلاً عن طريق سماع بعض الأخبار والتناقش معه حولها، أو خلق حوار بناء بينك وبين الطفل.
- محاولة الإجابة على ما يطرحه من أسئلة بطريقة بسيطة تتناسب مع عمره، حيث يميل الطفل في عمر7 سنوات إلى طرح الكثير من الأسئلة، ويكون لديه الفضول لتعرف على العالم من حوله، والإجابة البسيطة على أسئلته تعزز قدراته على التفكير والتخيل.
- تشجيع الطفل على خوض تحديات جديدة، ودعمه فيها.
- ترك الطفل يواجه مشاكله بنفسه، وإيجاد حلول مناسبة لتلك المشاكل.
- من الطرق الفعالة لتطوير زكاء طفل السبع سنوات، هو إشراكه في رياضة من الرياضات الجامعية، وتشجيعه على مساعدة الأخرين.
- التركيز على استخدام المؤثرات البصرية في التعليم، قدرة الطفل على التذكر في هذه المرحلة تكون أكبر لما يراه أكثر من المعاني المجردة.
هذه المرحلة من حياة الطفل تتميز بالنمو السريع للعقل، فحرصي على الاستفادة من تلك الفترة في ثقل خبرات ومهارات طفلك الإدراكية.
في ختام مقالنا نحذر الوالدين من وجود خلافات تربوية بينهم، وعدم وجود اتفاق على الطريقة التي سيتعاملون بها مع طفلهم،
وأيضاً الجهل وعدم الفهم لشخصية الطفل وكيفية التعامل معه التي تجعلهم يلجئون لتصليب الرأي، أو استخدام العقاب البدني مع الطفل، كل تلك الأمور تصعب من عملية التربية، وتنتج طفل ذو شخصية مضطربة يصعب التعامل معها وتقويمها في المستقبل.
وختاماً قدمنا لكم مقالنا اليوم على موقع زيادة بعنوان كيفية التعامل مع طفل عمره 7 سنوات، نرجو أن نكون قد وفقنا في تقديم بعض النصائح التي تساعد في التربية السليمة والسوية للطفل.
إليك تلك المقالات الخاصة بالطفل:
حقوق الطفل وواجباته كاملة (بحث شامل)
تفسير رؤية الطفل الرضيع الذكر أو الأنثى في المنام