كم مرة صام أشرف الخلق في رمضان
كم مرة صام أشرف الخلق في رمضان؟ وفضل هذا الشهر الكريم يمكنك التعرف عليها عبر موقع زيادة ، حيث يتساءل الكثير من المسلمين حول كم مرة صام أشرف الخلق في رمضان؟، وذلك لأن المسلمون يبحثون دائمًا عن هديه صلى الله عليه وسلم، ويجاهدون قدر المستطاع في التمسك بسنته واتباع نهجه وطريقته، كما يهتم العديد بتدارس سيرته أو حتى الاطلاع عليها، حتى يصيبون السنه ويظفرون بالثواب الجزيل، ولمعرفة المزيد، تابع قراءة المقال.
ننصحكم بزيارة مقال: كم مرة اعتمر الرسول صلى الله عليه وسلم وفي أي وقت بالتحديد ؟
ما هو الصيام؟
الصيام لغة مأخوذ من قولهم صام فلان عن الكلام، أو صام عن فعل كذا أي أمسك عنه وأقلع عن فعله إلى أجل معين، ومنه لفظ الصوم الوارد في قوله تعالى على لسان السيدة مريم (إِنّي نَذَرتُ لِلرَّحمـنِ صَومًا فَلَن أُكَلِّمَ اليَومَ إِنسِيًّا)، أي أنها توقفت عن الكلام وامتنعت عنه خلال هذا اليوم.
أما في الشرع فيقصد به الإمساك والتوقف عن جميع المفطرات بما فيهم شهوة البطن وشهوة الفرج، محددة بتوقيت معين وهو من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس، ويشترط في هذا العمل عقد النية، كما يتم بشروط معينة، وكيفية معينة، وفي وقت معين من العام.
الفرق بين الصيام والصوم؟
قد يظن الكثيرون أن لفظ الصيام ولفظ الصوم مترادفان، والحقيقة أنه لا يوجد مترادفات في كتاب الله تعالى، فكل لفظ يحمل معنى خاص به لا يمكن استعمال غيره مكانه، فالصوم هو العبادة المفروضة، المخصصة بشهر رمضان، أو التي قد يفعلها المسلم على سبيل التطوع في معظم أيام العام، وهي الواردة في قوله تعالى
{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ).
أما الصوم فهو الإمساك عن شيء معين، كالصوم عن الكلام، أو الصوم عن شيء معين ليس بغرض العبادة، ومنه قوله تعالى:
{فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا).
فهنا الصوم عن الكلام فقط، وبذلك يتبين أن مفهوم الصيام أوسع وأعم من مفهوم الصوم، كما لا يفضل استعمال أحدهما مكان الآخر.
إليكم من هنا: ما هي صفات الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام
متى فرض الصيام؟
من لطف الله تعالى بعباده، أنه لم يفرض عليهم الصيام مرة واحدة، بل اتبع في ذلك سنة التدرج، مراعاة للنفوس ولما جبلت عليه، فالله تعالى خلق السموات والأرض في ستة أيام، مع قدرته على خلقهم في أقل من لمح البصر فهو القدير الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، لكنه سبحانه يعلمهم أن التدرج سنة خلقية.
كذلك في تشريع الأحكام وفرض العبادات، نهج سبحانه معهم نهج التدرج، فمن المعروف أن النفس البشرية تأبى وتنفر من الأشياء التي تفرض عليها جملة واحدة، بينما تميل إلى التدرج وأن تخطو نحو تحقيق الهدف خطوة خطوة، لذلك، فرض الله تعالى الصيام على نبيه صلى الله عليه وسلم على 3 مراحل كما يأتي:
1ـ المرحلة الأولى
فرض الله تعالى صيام يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من شهر محرم، وقد كان هذا اليوم تصومه قريش في الجاهلية، كما صارمه النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة إلى المدينة وبعدها، وقد فرض صيام عاشوراء في السنة الأولى من الهجرة، وظل صيامه فرض إلى أن فرض الله صيام شهر رمضان.
2ـ المرحلة الثانية
في السنة الثانية من الهجرة، خير الله تعالى المسلمين بين صيام يوم عاشوراء وتركه تمهيدًا لفرضية شهر رمضان، وقد خير النبي أصحابه في صيام يوم عاشوراء، وذلك وفقًا لما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه.
عن أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن شَاءَ صَامَهُ، ومَن شَاءَ تَرَكَهُ).
3ـ المرحلة الثالثة
نسخ الله تعالى فرض صيام يوم عاشوراء وأحل محله صيام شهر رمضان كامًلًا، دون تخيير المسلمين في السنة الثانية من الهجرة، كما أن إفطاره يعد إثمًا عظيمًا ويتطلب توبة وسرعة إنابة إلى الله تعالى حيث قال عزوجل
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
كم مرة صام أشرف الخلق في رمضان؟
للإجابة على سؤال كم مرة صام أشرف الخلق في رمضان؟، ينبغي أولًا أن نعرف أن الصيام قد فرض في شهر شعبان من السنة الثانية من الهجرة، بينما قد لحق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى في شهر ربيع الأول من السنة ال11 من الهجرة، مما يعني أنه صلى الله عليه وسلم صام 9 رمضانات متتابعة.
اقرأ من هنا: 20 من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم
فضائل شهر رمضان
لشهر رمضان فضائل كثيرة يمتاز بها عن غيره من سائر الشهور، فقد فضله الله تعالى على بقية شهور العام، وقد كان تعظيم شهر رمضان موجود في الجاهلية أيضًا، ولما جاء الإسلام أقر تعظيمه وأفضى عليه مزيدًا من الاهتمام والاختصاص، وسوف نسرد جانب من فضائل هذا الشهر الكريم:
1ـ شهر القرآن
القرآن هو كلام الله الذي أنزله على نبيه المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه، ويعتبر نزول القرآن من أشرف وأفضل الأحداث التي يختص بها شهر رمضان، ففيه السعادة في الدارين، بالإضافة إلى أنه يهدي الناس إلى الخير في أمور دينهم ودنياهم.
فقد قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ).
2ـ اختصه الله بليلة القدر
من فضائل شهر رمضان، أن اختصه الله تعالى بليلة القدر، وسميت بذلك لعظم شأنها ولنزول القرآن الذي هو الكتاب ذا القدر فيها، وفي الغالب تكون ليلة القدر في العشر الأواخر في الليالي الوترية، وقد قال عنها الله عز وجل أنها خير من ألف شهر كما جاء في كتابه العزيز:
(لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ”.
3ـ شهر المغفرة
رمضان هو شهر الصيام، والصيام سبب لمغفرة الذنوب، والمغفرة هي سبب دخول الجنان وبلوغ أعلى الدرجات.
لحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الذي رواه جابر بن عبدالله -رضي الله عنه-: (أنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: أرَأَيْتَ إذا صَلَّيْتُ الصَّلَواتِ المَكْتُوباتِ، وصُمْتُ رَمَضانَ، وأَحْلَلْتُ الحَلالَ، وحَرَّمْتُ الحَرامَ، ولَمْ أزِدْ علَى ذلكَ شيئًا، أأَدْخُلُ الجَنَّةَ؟ قالَ: نَعَمْ).
4ـ فيه تفتح أبواب الجنة
من رحمة الله تعالى بعباده في شهر رمضان، أن جعل الشياطين تصفد فيه أي تربط وتقيد، بالإضافة إلى أن أبواب الجنة تفتح وتغلق فيه أبواب النيران، وذلك لكثرة العبادات والطاعات التي يؤدوها في هذا الشهر الكريم.
قول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- (إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطِينُ).
5ـ مضاعفة أجر الطاعات
بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الأعمال الصالحة، سواء كانت مفروضة أو تطوعية، يتضاعف أجرها في شهر رمضان، ومن ذلك أن العمرة فيه تعدل حجة كاملة، وذلك لما جاء في حديث عبد الله بن عبّاس قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لامرأة من الأنصار: “ما مَنَعَكِ أَنْ تَحُجِّي معنَا”؟ قالَتْ: لَمْ يَكُنْ لَنَا إلَّا نَاضِحَانِ فَحَجَّ أَبُو وَلَدِهَا وَابنُهَا علَى نَاضِحٍ وَتَرَكَ لَنَا نَاضِحًا نَنْضِحُ عليه، قالَ: “فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي، فإنَّ عُمْرَةً فيه تَعْدِلُ حَجَّةً).
أحاديث عن فضل الصوم
ورد في السنة النبوية أحاديث عديدة تبين فضل شهر رمضان، كما ورد بعض الأحاديث القدسية بشأن هذا الشهر أيضًا، ومن المعروف أن السنة لا تقل أهميتها عن القرآن، فالسنة وحي كما أن القرآن وحي، وفيما يلي بعض الأحاديث القدسية والنبوية، الواردة في فضل الصيام وشهر رمضان:
1ـ أحاديث قدسية عن فضل الصيام
الحديث القدسي أو الحديث الرباني، هو ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن رب العزة جلا وعلا وقد وردت بعض الأحاديث القدسية بشأن الصيام ومنها:
قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: “يَقُولُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: الصَومُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَأَكْلَهُ وَشُرْبَهُ مِنْ أَجْلِي، وَالصَومُ جُنَّةٌ، وَلِلصَائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَهُ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّه مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ).
قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: “قَالَ اللهُ: كُلُ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصِيَامَ فَإِنَهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلا يَرْفُثْ وَلا يَصْخَبْ، فإِنْ سَابَهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِي امْرُؤٌ صَائِمٌ، وَالَذِي نَفْسُ مُحَمَدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّه مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، لِلصَائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا، إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ).
2ت أحاديث نبوية عن فضل الصيام
أما عن الأحاديث النبوية الواردة في فضل الصيام فهي كثيرة ونكتفي منها بذكر ما يأتي:
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “الصيامُ والقرآنُ يَشْفَعانِ للعبدِ، يقولُ الصيامُ: أَيْ رَبِّ! إني مَنَعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ، فشَفِّعْنِي فيه، ويقولُ القرآنُ: مَنَعْتُهُ النومَ بالليلِ، فشَفِّعْنِي فيه؛ فيَشْفَعَانِ).
قال أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه: “قلتُ يا رسولَ اللَّهِ مرني بعملٍ، قالَ عليكَ بالصَّومِ فإنَّهُ لا عدلَ لَه قلتُ يا رسولَ اللَّهِ مرني بعملٍ قالَ عليكَ بالصَّومِ فإنَّهُ لا عدلَ لَه).
قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: “إنَّكَ لَتَصُومُ الدَّهْرَ، وتَقُومُ اللَّيْلَ؟، فَقُلتُ: نَعَمْ، قالَ: إنَّكَ إذَا فَعَلْتَ ذلكَ هَجَمَتْ له العَيْنُ، ونَفِهَتْ له النَّفْسُ، لا صَامَ مَن صَامَ الدَّهْرَ، صَوْمُ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ صَوْمُ الدَّهْرِ كُلِّهِ، قُلتُ: فإنِّي أُطِيقُ أكْثَرَ مِن ذلكَ، قالَ: فَصُمْ صَوْمَ دَاوُدَ عليه السَّلَامُ، كانَ يَصُومُ يَوْمًا ويُفْطِرُ يَوْمًا، ولَا يَفِرُّ إذَا لَاقَى).
اقرأ أيضاً: شخصية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مثال التوازن
وإلى هنا نكون قد تناولنا موضوع كم مرة صام أشرف الخلق في رمضان، وتحدثنا عن المراحل التي فرض الله تعالى فيها صيام شهر رمضان المعظم، كما بينا جانب من فضائل هذا الشهر، هذا وينبغي علينا تعظيم شهر رمضان وتحري وقت مجيئه، فهو من حرمات الله تعالى التي قال فيها، (ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ).