كم مدة الرد بعد النظرة الشرعية
كم مدة الرد بعد النظرة الشرعية؟ وماهي شروط وضوابط النظرة الشرعية؟ وماهي علامات القبول أيضًا؟ ففي العموم يجهل الكثير من الناس تلك المعلومات القيمة عن الشروط الإسلامية، وتتم الخطبة بالشكل المعتاد عليه فقط، لكن يجب عليك كمسلم واعِ الالتزام بالنظرة الشرعية وضوابطها، وفي حين عدم علمك لها، سوف تعرفهم الآن من خلال موقع زيادة.
كم مدة الرد بعد النظرة الشرعية
في البداية خير الحديث يكون مُستند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال:
“إذا خَطبَ أحدُكُمُ المرأةَ، فإن استطاعَ أن ينظُرَ منها إلى ما يدعوهُ إلى نِكاحِها، فليفعَلْ“
، يدل ذلك الحديث على أن كشف وجه ويدين العروس إلى الرجل في النظرة الشرعية من الأشياء المُحبذة، لتفادي أي مشاكل فيما بعد خاص بالمظهر.
أما بالنسبة للجواب عن سؤال كم مدة الرد بعد النظرة الشرعية؟ سوف نجد ان المُدة تعتمد على شيء وحيد وهو صلاة الاستخارة، فبعد إتمامها سوف تشعر بما تفعله هو على النهج الصحيح سواء كان الرفض أو القبول لكلا الطرفين.
اقرأ أيضًا: علامات القبول بعد النظرة الشرعية
كم يكون وقت النظرة الشرعية؟
استكمالًا لإجابة سؤال كم مدة الرد بعد النظرة الشرعية؟ سوف نعرفك مدة النظرة الشرعية نفسها، المتعارف عليه في وقت النظرة الشرعية أنها تكون من ثلاث إلى خمس دقائق كحد أقصى، لا تُطيل عن ذلك، لأنها تعتبر نظرة شرعية فقط، وليس جلسة طويلة، لكنها تختلف تبعًا لتقاليد وعادات المجتمع.
ففي بعض المجتمعات الأخرى يعطون النظرة الشرعية أكثر من المدة اللازمة، فمنهم من يتطاولون إلى ساعة لأن المسألة خاصة بالزواج أي حياة قادمة وليس عبثًا، لكن يرجع القرار الأخير إلى عائلة العروس.
الحكمة الإلهية من النظرة الشرعية
بعد التعرف على إجابة سؤال كم مدة الرد بعد النظرة الشرعية، يجب العلم بأن لا شك أن عدم رؤية الفتاة قبل الزواج قد يكون من أكبر المشاكل التي تُسبب الطلاق في المستقبل، لذلك شرع الله لنا النظر إلى المخطوبة قبل الزواج مرة.
إذا أضطر الأمر فله مرة أخرى، حتى إذا حدث تآلف بين الطرفين فيتم الزواج، كما ورد في الحديث الشريف عن المُغيرة بن شعبة قبل خطبته لامرأة، فسأل رسول الله الحكم من رؤيتها، فقال له صلى الله عليه وسلم:
” ذهَبْ فانظُرْ إليها فإنَّه أجدَرُ أنْ يُؤدَمَ بينَكما”.
لكن بصفة عامة تم وضع حدود في مسألة النظر، حيث اختلف العلماء في حدود النظر كما اختلفوا أيضًا في جواب سؤال كم مدة الرد بعد النظرة الشرعية؟ بالنهاية تم تحديد قولين كمراجع أساسية في حدود النظر ألا وهما:
- الحكم الأول: يقتصر النظر فيه على الوجه والكفين فقط، وذلك الرأي تابع إلى مذهب المالكية والشافعية، وفيما معناه أن الوجه دلالة على الحُسن والجمال، والكفين على الجسد.
- الحكم الثاني: يُقال فيه يجوز النظر فيما ظهر من الفتاة أي مُباح رؤية القدم أو الرقبة، وذلك كان على مذهب الحنابلة فقط.
اقرأ أيضًا: نصائح النظرة الشرعية للبنات
شروط النظرة الشرعية السليمة
وفقًا لضوابط وحكم ديننا الإسلامي، فيجب على كل عروسين الالتزام لقواعد النظرة الشرعية، ومن المُباح تكرار النظرة الشرعية لكشف الشخصية أي تكوين الصورة الكاملة عنها قبل البدء في خطوات الخُطبة، وإليكم الآن أهم الشروط والضوابط على حسب التعاليم الإسلامية:
- شرعت النظرة الشرعية بهدف سامي وهو إتمام الزواج على سنة الله ورسوله، لذا تكون النظرة مبنية على عدة قواعد نبيلة من أهمها أن تكون الرؤية في وجود أحد أهل أو محارم المخطوبة أي لا يكون في خلوة بينهما.
- تكون النظرة مُحددة في كشف الوجه واليدين فقط لا أكثر من ذلك، ويجب أن تكون النظرة ليس بنظرة شهوة.
- تلك الأشياء المتواجدة في شروط النظرة الشرعية هي أشياء لا تُري بالعين المُجردة، لكن يراها الله في الأنفس، فيجب على الرجل أن يكون ذاهب إلى المنزل بغرض شريف وهو الزواج، وليس بغرض التلذذ في رؤية النساء.
- أما بالنسبة إلى الفتاة فلابُد أن تكون في كامل احتشامها أي لا تظهر من مفاتنها شيئًا ولا تبرز زينتها ولا تكون مُعطرة أمام ذلك الرجل، لأنه في البداية والنهاية رجُل أجنبي عنها.
- من أهم الضوابط الشرعية التي تقع من أذهان الكثير من الرجال، هي حرمانية المصافحة، فيحرم على الخاطب مصافحة الفتاة لأنها لا تزال أجنبية عنه أيضًا.
- يجب على الفتاة أن تحافظ كل المحافظة على طريقة الحديث، فلا تتبع الممازحة، فيجب أن تتجنب الخضوع في القول أي تبتعد عن الليونة والميوعة في الكلام حتى لا تؤثر على الطرف الآخر.
- من أكبر المشاكل التي تنشأ في العلاقة الزوجية هي عدم الوضوح والغش، لذلك بدايةً من النظرة الشرعية التي يجب أن تكون قائمة على الصدق والتقوى لله والبُعد عن النفاق تمامًا، لذلك بجانب حرمانية الزينة، أيضًا يجب على الفتاة ألا تخادع الشاب بمساحيق التجميل والأشياء التي تخفي عيوب البشرة، يمكنها معالجتها من الأساس وليس التعمد على إخفائها.
- عدم إخبار الناس بمعلومات عن تلك النظرة الشرعية إلا الأقارب، لأنها أمر ابتدائي لا يجب الحديث فيه كثيرًا حتى يتم اكتماله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان؛ فإن كل ذي نعمة محسود“.
- صلاة الاستخارة يجب أن تكون من الطرفين بعد النظرة الشرعية لاستعانة بالله، فهو وحده الذي يعلم ما تخفيه الصدور، وبعد صلاة الاستخارة يكون الشعور القائم هو الرأي الصائب، وذلك فيما نعنيه عن إجابة سؤال كم مدة الرد بعد النظرة الشرعية؟
آداب النظرة الشرعية
بجانب شروط وضوابط النظرة الشرعية، فكل شيء له آداب داخل ديننا الإسلامي، لذا يوجد مجموعة من الآداب يجب على الطرفين العمل بهما، وإليكم أهم الآداب المتعارف عليها في النقاط القادمة:
- يجب على الرجل البدء بالسؤال عن بعض الأشياء مثل المواهب أو المُفضلات، فتكون تلك الأسئلة متضمنة أسئلة اجتماعية لا تُصيب الفتاة بأي خجل أو حرج، وذلك فيما لا يتعدى العشر دقائق.
- قبل دخول بيت الفتاة يجب على الأهل التأكد من تلك المواصفات اللائقة مع طلب الرجل بالإضافة إلى تناسب البيئات والمستويات الاجتماعية.
- توضيح أهم النقاط الحياتية مثل التعليم والمهنة الأساسية، وذلك فيما قبل النظرة الشرعية من الأساس، حتى لا يحدث اختلافات في المناقشة السريعة التي سوف تتم في الرؤية.
- أن تكون نية الطرفين خالية من أي شهوة أو تلذذ، فيكون الهدف الأساسي هو الزواج بقواعد الإسلام.
- إتمام النظرة الشرعية يكون في سرية تامة، حفاظًا على سُمعة الخاطب والمخطوبة دون أي إشاعات وأحاديث فارغة في حالة عدم إتمام الأمر.
- في حالة قبول كلا الطرفين، فيكون القبول مبني على الراحة والسلام الداخلي، ولا يكون بالإجبار من أي أفراد الأسرة.
- إذا حدثت القناعة بين الطرفين، فلا يجوز النظر إلى بعضهما مرة أخرى حتى يوم إتمام عقد القران وتصبح زوجته.
- أما في حالة أخرى وهي الرفض، فيجب على الطرف الذي رفض أن يقوم بالحديث مع أحد أفراد العائلة بشكل لائق ومُناسب لا يوضح فيه أي عيوب في الطرف الآخر، للحفاظ على المشاعر الإنسانية.
اقرأ أيضًا: شروط الرؤية الشرعية في الإسلام
مقاصد الحديث في الرؤية الشرعية
لم يقدم لنا الدين الإسلامي النظرة الشرعية فيما تحتويه من شروط وآداب كمجرد تقييد وأحكام، لكن كل شيء خُلق كان بتدبير من الله سبحانه وتعالى لنا، فالحديث في الرؤية يعتبر ذو أهمية كبيرة حيث له العديد من المقاصد مثلما سوف نرى فيما يلي:
- بعد إجابتنا عن سؤال كم مدة الرد بعد النظرة الشرعية؟ سوف نجيب عن أهم المقاصد للحديث، فسماع نبرة الصوت من الأشياء الهامة، لأن الزواج مبني على الحديث والاهتمام بين الطرفين، فلذا يكون الصوت عامل قوي في شد أو نفر الشخص الآخر من البداية.
- مهما كان جمال المرأة، فبعض الرجال لا تُفضل الصوت الذي يخالطه ملامح الخشونة، فيمكن أن ينفر منها من بداية الحديث، ويمكن اكتمال النظرة بكل صدرًا رحب لو اُعجب بصوتها.
- لابُد على كلا الطرفين معرفة ما يحبونه ويكرهونه في شكل عام مُبسط داخل حدود النظرة الشرعية، كي تتم الخطبة على المعلومات الهامة التي سوف تقود الحياة فيما بعد.
- المقصد الأوحد لذلك الحديث هو الاستفسار عن الحياة في لمحة سريعة بعين كل من الطرفين.
- النظر إلى الوجه عند الحديث ولا نقصد هُنا التلذذ بجمال ومفاتن الوجه، لكن نقصد الارتياح النفسي لملامح الوجه النابع من ردود فعل التحدث.
- على الرجل أن يتقي الله في الحديث معها حيث ألا يغلف الشهوة حديثه ويكون ذلك المحور الأساسي، فيسترسل في الأحاديث بلا جدوى، لذلك من ضوابط النظرة الشرعية وجود أحد المحارم في تلك الجلسة حتى لا تكون خلوة لهما.
- من أكثر الأشياء التي تدور في عقل الرجل هو معرفة مدى رجاحة وتدابير الفتاة، فيمكن أن يكون تفكيرها غير مُلم لجميع الأشياء الذي يريدها، واحتمال أن تكون سائرة على الموضات والمُرفهات وهذا لا يُناسبه، فلك شخص طِباع، لذا تلك المناقشة سوف تخرج من كل شخص عدة طِباع سريعة.
- بالنسبة لعصرنا الحالي، فبعد الرؤية الشرعية يسمح للخاطب التحدث عبر الهاتف لكن بتصريح من الأهل، فلا بأس بالتحدث معها مرة كل يوم، لكن في حالة منع الأهل إلى تلك المكالمات، فيمكنه زيارتهم كل فترة ما بعد إتمام الخُطبة، لكن مع احتفاظ بشروط الجلسة التي لا يجب أن تكون خلوة.
خُلقت النظرة الشرعية لكي تحمي كلا الطرفين من الأخطاء المستقبلية التي تؤدي إلى الطلاق، لكن يجب على كلا الطرفين أيضًا الالتزام بشروطها وآدابها.