كيف أعرف أن الله غفر لي
كيف أعرف أن الله غفر لي سؤال يبحث عن إجابته العديد من الأفراد ممن يخطئون ويعودن إلى الله لكي يستغفرونه على ما تم ارتكابه من ذنوب وآثام، راغبين من ذلك أن يقبل الله توبتهم ويحط عنهم خطاياهم، لذلك فقد حرصنا على إعداد هذا المقال لاستعراض ردود علماء الدين بشأن سؤال كيف اعرف ان الله غفر لي والتعرف على علامات وشروط قبول التوبة عبر موقع زيادة.
معنى الاستغفار
الاستغفار في اللغة يعني التغطية والستر فعندما يقال غفر الله عز وجل الذنوب فهذا يعني سترها عن عباده، والاستغفار اصطلاحًا معناه طلب العبد المغفرة من الله تعالى بعد ارتكاب المعصية والإعراض عنها، كما أنه يعني أيضًا طلب العفو من الله تعالى عما اقترفه العبد من ذنوب وآثام.
كيف أعرف أن الله غفر لي
رد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق عن هذا السؤال بأنه هناك علامة تمكن الإنسان من معرفة أن الله قد غفر له ذنوبه وقبل توبته.
وهذه العلامة هى توبة العبد وعدم عودته للذنب الذي تمنى من الله أن يغفره له مرة أخرى، كما أن الله عز وجل عندما يقبل توبة العبد ويغفر له فإنه سيوفقه لطريق الطاعة، ويبعده عن طريق المعاصي والآثام.
ولمعرفة كيفية التقرب الى الله والبعد عن المعاصى نوصي بقراءة هذا المقال: كيفية التقرب الى الله والبعد عن المعاصى
كيف أكفر عن ذنبي وأعرف أن الله غفر لي
تناول الشيخ محمد العليمي عضو لجنة الفتاوى الإلكترونية بالمركز الأزهر هذا السؤال، وكانت إجابته عليه أنه لو كان الذنب متعلق بحق من حقوق العباد فلابد من طلب السماح من هذا الشخص حتى يسامحه.
وقد أشار أيضًا أنه ينبغي على المذنب التوبة إلى الله سبحانه وتعالى والندم على تم اقترافه من ذنوب والعزم على عدم الرجوع لمثل هذه الذنوب مرة أخرى، مع الإكثار من فعل الطاعات والأعمال الصالحة، مستشهدًا في ذلك بقوله تعالى “إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين”.
ولمعرفة دعاء التوبة من الذنوب والمعاصي نوصي بقراءة هذا المقال: دعاء التوبة من الذنوب والمعاصي أهمية أدعية التوبة من الذنوب وأنواعها
كيفية استشعار رضا الله على العبد
قام الشيخ محمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية بالرد على سؤال كيف استشعر رضا الله علي وعفرانه لذنوبي؟ وقد تمثل هذا الرد بأنه على المستغفر أن يدعو الله أن يغفر له وهو متيقنًا بالإجابة، وقد استشهد على ذلك بقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم “التائب من الذنب كمن لا ذنب له”
وقوله تعالى ” قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم”
وقد أشار أيضًا إلى استغفار سيدنا موسى عليه السلام قبل نزول الوحي عليه، حينما قال ربي إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا فاغفر لي، فغفر الله له وذلك بحسن ظنه بالله.
ثمرات الاستغفار وفضائله
دلت العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية عن فضائل الاستغفار ونتائجه على العبد، فقد قال تعالى في سورة نوح “فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا، يرسل السماء عليكم مدرارًا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا” ومن ضمن الفضائل حسب ما دلت عليه النصوص الصحيحة الآتي:
- الاستغفار هو أهم أسباب زيادة الرزق سواء كان هذا الرزق بالأموال أو الأولاد والمطر، الذي ينتج عنه كثرة الزرع وخصوبة الأرض.
- الاستغفار سبب أساسي لتكفير الذنوب ومحو الآثام والسيئات، وخير دليل على ذلك قول الله عز وجل “ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورًا”.
- نيل رضا الله والفوز بمحبته، فقد أعلن الله سبحانه وتعالى في أكثر من موضع بالقرآن الكريم فرحته بتوبة المستغفرين ورجوعهم إليه، وأنه يباهي بهم ملائكته.
- الاستغفار سبب في جلب الخير والبركة للعبد، وخير دليل على 1لك قوله تعالى “فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا يرسل عليكم مدرارًا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا”
- هو سبب من أسباب النجاة من عذاب الله وعذاب القبر، فقد قال الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد مبشرًا المستغفرين من أمته “وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم، وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون”
- التخلص من الهموم وتفريج الكروب، فقد روي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب”
- الالتزام بالاستغفار هو اقتداء بالرسل والأنبياء عليهم السلام، فقد كانوا يستغفرون الله كثيرًا في أوقات الرخاء والشدة على حد سواء، فقد طلب آدم عليه السلام وزوجته المغفرة من الله بعد أن خالفوا أمره عندما أكلوا من الشجرة التي نهاهم الله عنها، وذلك في قوله تعالى “قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين”
كما استغفر سيدنا موسى ربه بعد ندمه على وكز الرجل مما أودى بحياته، فقال الله تعالى على لسان موسى عليه السلام “قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم”
ولمعرفة دعاء التوبة من الكبائر نوصي بقراءة هذا المقال: دعاء التوبة من الكبائر وأنواعها وفضله والتكفير منها
علامات تدل على مغفرة الله للعباد
هناك بعض العلامات والمؤشرات التي تدل على قبول الله التوبة من عباده وغفرانه لذنوبهم، ومن ضمن هذه العلامات الآتي:
- أن يشعر العبد المستغفر بحرقة في قلبه على ما تم اقترافه من ذنوب وآثام.
- أن يحرص المستغفر على عدم عودته للذنوب مرة أخرى، فلا يقترب بأي قول أو عمل قد يكون سبب في عودته للذنب بعد توبته.
- إقبال المستغفر على ربه والتقرب منه بالطاعات والأعمال الصالحة، لنيل محبته ورضاه.
- إن يشعر المستغفر بأنه مقصر على ما بدر منه بحق الله عز وجل.
- ترك المحرمات والابتعاد عن أصحاب السوء.
- أن يدرك المستغفر بأن التوبة من الذنوب نعمة عظيمة من الله عز وجل، وينبغي عليه المحافظة عليها.
شروط صحة الاستغفار
هناك مجموعة من الشروط الواجب توافرها في التوبة من الذنوب حتى يكون الاستغفار صحيحًا ومقبولًا عند الله، فقد قال الله تعالى “يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحًا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم، ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار، يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبإيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا، واغفر لنا إنك على كل شئ قدير”
ومن ضمن شروط قبول التوبة وغفران الذنوب الآتي:
- أن تكون التوبة خالصة لوجه الله تعالى، دون أي مصلحة شخصية.
- الندم على ما تم فعله من ذنوب وآثام.
- الامتناع عن فعل المعصية والإقلاع عنها فورًا، حيث أن التوبة لا تقبل لمن تاب بعد طلوع الشمس من مغربها، أو لمن تاب هروبًا من الحساب والعقاب كما حدث مع فرعون.
- العزم وعقد النية بعدم العودة إلى المعصية مرة أخرى.
- أما إن كان الاستغفار متعلق بحق شخص، فلابد من رد الحق لصاحبه حيث أن التوبة من الذنوب مع بقاء الحق بذمته أو تحت يده تكون بلا جدوى.
ولمعرفة فضل استغفر الله العظيم واتوب اليه وقولها عدة مرات في اليوم نوصي بقراءة هذا المقال: فضل استغفر الله العظيم واتوب اليه وقولها عدة مرات في اليوم
من هنا وبعد أن توصلنا إلى نهاية المقال نكون قد استعرضنا الرد على سؤال كيف اعرف ان الله غفر لي وتعرفنا على علامات غفران الذنوب وشروط قبول التوبة، ونتمنى أن يحقق المقال الاستفادة المرجوة منه ونوصيكم بمشاركته بين الأصدقاء حتى تعم الفائدة عليهم جميعًا.