تفسير الآية الكريمة ” ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه “
ومن يعمل سوءا او يظلم نفسه ، نحمد الله تعالى على نعمة الإسلام ونعمة القرآن، وأن الله تعالى جعل لنا منهج متين نعتمد عليه في حياتنا، حتى تنجوا من عذاب جهنم و نفوز بجنة الرحمن، فهذه الآية ” ومن يعمل سوءا او يظلم نفسه، ثم يستغفر الله يجد الله غفورًا رحيمًا ” دليل على رحمة الله بعباده، وسوف نقدم لكم اليوم من خلال موقع زيادة الإلكتروني تفسير الآية الكريمة ” ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ” بالتفصيل.
يمكن التعرف على معلومات عن وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب وتفسير الآية الكريمة اضغط هنا: وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب وتفسير الاية الكريمة
سورة النساء
هذه الآية العظيمة ” ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ” ذكرت في سورة النساء، ونعلم أن هذه السورة من طوال السور، وأيضًا هذه السورة تشتمل على قضايا مهمة جدًا، وهي الآتي:
- قضية التوحيد والإخلاص لله تعالى.
- قضية بناء الأسرة بشكل منظم في المجتمع.
- قضية حقوق المرأة من الميراث.
- قضية حقوق اليتامى.
- قضية الجهاد في سبيل الله.
تعطينا الآيات القرآنية الحكم والمواعظ والكثير من الأحكام الشرعية التي قد وضعها الله سبحانه لعباده لإعمار الارض والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنها ما قيل في الفاحشة والحكم الشرعي الذي يجب تطبيقه على صاحبها، وقد جمعنا لك عبر مقال: واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم.. تفسير الآيات
أسباب نزول هذه السورة
سور القرآن الكريم نزلت لأسباب ولم تنزل هكذا هباء، بل الله سبحانه وتعالى لأنه يعلم أننا سوف نمر في حياتنا بمشاكل وابتلاءات وشبهات وشهوات، فأنزل القرآن لكي يكون دستور حياتنا ونعمل ما أمرنا به ونجتنب ما نهانا عنه، فهذه السورة ذكرت فيها بعض الآيات كان السبب في نزولها أمور، فعلى سبيل المثال:
- ﴿وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا﴾[النساء:2]، نزلت هذه الآية بسبب عن سعيد بن جبير: أن رجلًا كان من غطفان، وكان يملك مال كثير لابن أخ له يتيم، فعندما كبر وبلغ هذا اليتيم طلب ماله من عمه، فرفض عمه أن يعطيه إياه، فترافعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وبذلك نزلت هذه الآية الكريمة، فعندما سمعها العم قال: “أطعنا الله ورسوله، نعوذ بالله من الحوب الكبير” وبعد ذلك دفع لابن أخيه ماله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من يوق شح نفسه، ويطيع ربه يدخله جنته” أخرجه ابن أبي حاتم.
- ﴿وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا﴾[النساء:4]، كان سبب نزول هذه الآية أنه عندما كان الرجل يأخذ صداق ابنته عند تزويجها، فالله سبحانه وتعالى نهى عن فعل هذا.
إذا كنت تبحث عن معنى قوله تعالى: “وهو معكم أينما كنتم”، يمكنك التعرف عليه عبر مقال: وهو معكم أينما كنتم: تفسير العلماء والمراد بمعية الله ودلالته
أسباب نزول آية “ومن يعمل سوءا او يظلم نفسه”
هذه الآية الكريمة تحمل الكثير من المعاني، ولكن قبل أن نتعرف على هذه المعاني، لا بد أن نعرف ما هو سبب نزولها؟ فقد ذكر الضحاك أن سبب نزول آية “ومن يعمل سوءا او يظلم نفسه” في الذي قتل سيدنا حمزة وهو يدعى “وحشي”، فهذا الرجل أشرك بالله سبحانه وتعالى وأيضًا قتل سيدنا حمزة، فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: “هل لي من توبة؟” وبذلك نزلت هذه الآية العظيمة.
فهذه الآية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار ولا نقتصرها فقط على هذا الشخص الذي نزلت فيه، ولكن لا بد أن يكون الاعتبار بعموم اللفظ وليس بخصوص السبب، فهذه الآية تنطبق على كل مسلم أو مسلمة اقترف ذنبًا أو سوءًا ثم استغفر الله عزَّ وجلَّ، فسوف يجده رحيم به ويقبل توبته ما دام لم يغرغر، فمن المعروف أن الإنسان لا تقبل توبته وهو يغرغر، والمقصود بالغرغرة وصول الروح إلى الحلقوم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر”.
وقيل عن فضل هذه الآية فقد أخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود قال: من قرأ هاتين الآيتين من سورة النساء ثم استغفر الله غفر له (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورًا رحيمًا) (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابًا رحيمًا) [ النساء : 64 ] الآية .
إذا كنت تبحث عن معنى سبحان الله عدد ما خلق سبحان الله ملء ما خلق إسلام ويب يمكنك التعرف عليه عبر مقال: سبحان الله عدد ما خلق سبحان الله ملء ما خلق إسلام ويب
التفسيرات التي ذكرت في آية “ومن يعمل سوءا او يظلم نفسه”
ذكرت في هذه الآية تفسيرات عديدة لكثير من العلماء، فنحن سوف نوضح بعض التفسيرات التي ذكرت في هذه الآية، ونستخرج أيضًا الفوائد التي يمكن أن نستفيد منها.
1- تفسير هذه الآية في الميسر
فالمسلم الذي يرتكب الذنوب والمعاصي، أو يظلم نفسه من خلال ارتكابه لما يغضب الله سبحانه وتعالى والشرع الذي أنزله علينا، ثم يعود إلى الله سبحانه وتعالى شديد الندم على ما فعله، ويرجو منه سبحانه المغفرة و ستر ذنوبه، فسوف يجد الله تعالى غفورًا رحيمًا.
ما هو تفسير علماء تفسير القرآن لقوله “إن الصلاة على المؤمنين كانت كتابا موقوتا”؟، قد جمعنا لك ما تبحث عنه عبر مقال: إن الصلاة على المؤمنين كانت كتابا موقوتا.. تفسير أئمة العلماء
2- تفسيرها في كتاب تيسير الكريم الرحمن
” ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورًا رحيمًا” فيقول الشيخ السعدي –رحمة الله عليه-: أن الإنسان إذا تجرأ على الله بالمعاصي، ثم أستغفر الله سبحانه وتعالى، ويكون الاستغفار تامًا من خلال إلزامه بالإقرار بالذنب، ثم الندم عليه، ثم الإقلاع، ثم العزم على أن لا يعود إليه مرة أخرى، فالله يغفر له ما صدر منه من الذنوب، ويوفقه ولا يجعل هذا الذنب حائل عن توفيقه؛ لأن الله تعالى قد غفر له، وإذا غفر له غفر ما يترتب عليه، وقال أيضًا: أن عمل السوء يشمل جميع المعاصي سواء الصغيرة أو الكبيرة.
هنا سؤال مهم جدًا: لماذا سمي ظلم النفس ظلمًا؟ فقد أجاب الشيخ السعدي –رحمة الله عليه- فقال: نفس العبد ليس ملكًا له يفعل بها ما يشاء، ولكن هذه النفس هي ملك الله سبحانه وتعالى، فلذلك تعد هذه النفس أمانة عند العبد، وأمره الله تعالى أن يقيمها على طريق العدل، ويلزمها الصراط المستقيم من خلال العلم والعمل، فيجب أن يسعى العبد في تعليمها ما أمر الله به، فإذا إذا سعى في غير هذا الطريق، فبذلك ظلم نفسه وعدل بها عن العدل.
إذا كنت تبحث عن صيغ الثناء على الله قبل الدعاء وكيف يستطيع الإنسان تحقيق الثناء لله؟ فيمكنك زيارة مقال: صيغ الثناء على الله قبل الدعاء وكيف يستطيع الإنسان تحقيق الثناء لله؟
3- تفسيرها من كتاب تدبر وعمل
فقد روي عن علي رضي الله عنه أنه قال: حدثني أبو بكر الصديق رضي الله عنه قال: “ما من عبد يذنب ذنبًا، ثم يتوضأ ويصلي ركعتين ويستغفر الله إلا غفر له، ثم تلا هذه الآية “ومن يعمل سوءا او يظلم نفسه”
وما ذكر في كتاب تدبر وعمل المطلوب منا تجاه هذه الآية: أن نستغفر الله تعالى في اليوم سبعين مرة، وبهذا نكون قد اقتدينا برسولنا الكريم.
قد ورد في السنة المطهرة أن هناك أسباب وراء نزول سور القرآن الكريم وآياته، و للتعرف على سبب نزول سورة المدثر ومضامين سورة المدثر يمكنك زيارة مقال: سبب نزول سورة المدثر ومضامين سورة المدثر
فوائد آية ” ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه “
- الله رحيم بعباده فقد جعل باب التوبة لهم، وهذا من كرمه وفضله على العباد.
- أن الإنسان لا ييأس من روح الله، ويعلم أن له رب رحيم يغفر الذنوب جميعها.
- العبد عند فعل المعصية يجب عليه أن يلجأ إلى الله ويرجوه أن يغفر له، ويعزم على عدم الرجوع إلى هذا الذنب مرة أخرى.
- النفس أمانة فيجب أن نحافظ عليها، وجعلها مستقيمة على الطريق، ونجاهد حتى نصل إلى رضا الرحمن، فاشغل نفسك بالطاعات وفعل الخيرات، حتى لا تشغلك بالمعصية والشبهات والشهوات.
- داوم على الاستغفار، واجعل لك ورد استغفار في يومك، لا تستغنى عنه، واعلم أن الاستغفار من أعظم العبادات التي من خلالها يرزقك الله الخير الكثير، وتيسير الأمور، وتفريج الكرب، فإن ذنوبنا هي سبب الهموم والأحزان، فاغسل ذنوبك بالاستغفار.
هل تعلم أن هناك سورة في القرآن تسمى القتال؟، إذا كنت ترغب في التعرف عليها وعلى محاورها يمكنك زيارة مقال: ما هي السورة التي تسمى القتال وبعض محاورها
وإلى هنا يكون انتهى كلامنا عن ” ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ” فاحمد الله تعالى أنه رحيم بنا وغفور، فبادر بالاستغفار والتوبة إلى الله قبل فوات الأوان، ونرجو أن يكون هذا المقال أعجبكم و استفدتم من المعلومات التي وردت به.