حليمة السعدية تتحدث عن طفولة النبي
حليمة السعدية تتحدث عن طفولة النبي بمختلف الروايات التي تُظهر مروره بالعديد من الشدائد في طفولته، وتُعد تلك الشدائد تمهيد من الله لحمل رسالة تبليغ الدين الإسلامي فيما بعد، كما خص الله النبي ببعض الصفات التي صقلت شخصيته وميزته عن أقرانه.
قضى النبي محمد ما يزيد عن 4 سنوات من عمره في كنف السيدة حليمة السعدية وزوجها؛ حيث شهدت فيها العديد من الأحداث التي تدل على نبوته وحدثتنا عنها، ومن خلال الموضوع التالي المقدم لكم من موقع زيادة نعرض حليمة السعدية تتحدث عن طفولة النبي.
حليمة السعدية تتحدث عن طفولة النبي
كانت طفولة النبي صلى الله عليه وسلم فترة من أهم فترات حياته حيث كانت تملأها العديد من علامات وبشارات النبوة، كما اكتسب فيها النبي العديد من الصفات التي صقلت شخصيته، كما كان المهد الأول له في حياة النبوة.
كانت السيدة حليمة السعدية هي مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم وقضى النبي عندها 4 سنوات من عمره، وقالت حليمة السعدية أن النبي كان مميزًا عن أخوته في فترة طفولته، كان النبي في عمر 4 أشهر يتمكن وقتها من أن يقف على قدمه ولكن وهو مستند على الجدران، ومن ثم مشى وهو بعمر 5 أشهر.
تروي السيدة حليمة السعدية بأن النبي صلى الله عليه وسلم مشى بالشكل الطبيعي ونطق كافة الألفاظ العربية عندما وصل عمره إلى 4 أعوام فقط، وقالت بأن كل من يراه كان يظن بأن عمره 4 أعوام.
ظل النبي محمد في بني سعد حتى وصل إلى سن الرابعة أو الخامسة من عمره وحدثت حادثة شق الصدر.
أتى جبريل عليه السلام إلى النبي وهو يلعب مع أصحابه فأخذه وصرعه فشق عن قلبه واستخرجه واستخرج من قلبه علقة ومن ثم قال أن هذا هو نصيب الشيطان منك، ومن ثم غسل قلبه بماء زمزم في طست من ذهب من ثم أعاده إلى مكانه مرة أخرى.
مجرد ما رأى أصدقاء النبي وأخوه ذلك المشهد ذهبوا مسرعين إلى حليمة السعدية وقالوا لها أن محمد قُتل، فخرجت حليمة السعدية وزوجها إلى النبي فوجدوه امتقع وجهه، فسألوه عما حدث فقال لهم أن هناك رجلان جاءوا إليه وكان عليهما ثياب بيض فأضجعوا النبي وشقوا بطنه.
بعد حادثة شق الصدر لم تتمكن السيدة حليمة السعدية من الصمت طويلًا فرجعت به إلى أمه.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: بحث عن المولد النبوي الشريف doc جاهز للطباعة والتعديل ومعلومات عن حياة النبي
بركة النبي في حديث حليمة السعدية
تروي السيدة حليمة السعدية بأنها حينما ذهبت إلى مكة حتى تلتمس طفلًا منهم وقالت في وصف حال قبيلتها بأنه في شهباء لم يتبقى منها شيء فخرجت حتى تجد ما يكفي معيشتها حيث كانت لا تنام ليلها من شدة الجوع، ولم يكن في ثديها ما يكفي ولا كان في ناقتها المسن ما يغذي النبي.
تروي بأنها حين أخذت النبي صلى الله عليه وسلم إلى منزلها تغير حالها إلى حال أفضل، وقالت ما إن أخذته حتى عدت إلى رحلي، فحين وضعت النبي في حجرها أقبل اللبن في ثديها بما يشاء النبي من اللبن، وشرب منه حتى ارتوى، وشرب معه أخوه حتى ارتوى ومن ثم ناما.
تُكمل حديثها بأنها وزوجها ما كانوا يناموا معهم قبل ذلك، ولكن قام زوجها إلى ناقتهم المسنة فوجد فيه الكثير من اللبن وحلب منه وشرب وشربت السيدة حليمة السعدية معهم حتى ارتوا وشبعوا وباتا بخير في تلك الليلة.
كما كان للسيدة خديجة أنثى حمار ضعيفة تركبها فأخذت تلك الحمار تسرع بها بشكل غير معهود حتى لاحظ نساء بني سعد وقالوا لها أليست حمارتك ضعيفة يا بنت أبي ذؤيب، ردت السيدة حليمة السعدية بلى ولكنها بركة غلامي الرضيع.
لما رأت حليمة السعدية تلك البركة بعد أخذها للنبي محمد عملت على إقناع والدته بضرورة رجوعه إلى البادية بحجة الخوف عليه من وباء مكة، وبذلك قضى النبي صلى الله عليه وسلم سنواته الأولى داخل صحراء بني سعد ونتج عنه كونه قوي البنية، وسليم الجسم، كما كان فصيح اللسان، ويعتمد على نفسه في كافة أموره.
عناية الله بالنبي في طفولته
هناك العديد من المواقف التي أظهرت عناية الله ورعايته بالنبي صلى الله عليه وسلم في طفولته والتي خصصه بها عن دون غيره، وخاصة في حادثة شق الصدر.
كما روت حليمة السعدية بأن النبي كان يشب شبابًا لا يشبه الغلمان، وكان هذا الإعداد البدني الذي أعده الله له بغرض تحمل الدعوة ومشقتها في سنين صعبة سوف تمر في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين يكلفه الله برسالة الإسلام.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: اسم النبي محمد كامل وكيف كانت أخلاق النبي الكريم
حليمة السعدية تحكي عن النبي
السيدة حليمة السعدية تتحدث عن طفولة النبي بأنه بعدما وصل سيدنا محمد عمر 6 سنوات رأت “آمنة” أم النبي صلى الله عليه وسلم بأن فاءً لذكرى زوجها الراحل أن تذهب إليه وتزوره في قبره في يثرب، حزمت أمتعتها وخرجت من مكة وهي تقطع رحلة تبلغ 500 متر وكان معها النبي صلى الله عليه وسلم وخادمتها أم أيمن وجد النبي عبد المطلب.
ظلت “آمنة” في يثرب ما يقارب شهر ومن ثم حزمت أمتعتها وبدأت رحلتها للعودة إلى مكة ولكن لاحقها المرض فماتت بين مكة والمدينة المنورة في الأبواء، ومن ثم عاد جد النبي به إلى مكة وكان يؤثره على أولاده ولا يتركه لوحدته.
حينما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم عمر 8 سنوات وشهرين و10 أيام توفي عبد المطلب جده في مكة، وكان يرى قبل وفاته بأنه يعهد بكفالة النبي إلى عمه أبي طالب، فبعد وفاة جده أخذه أبي طالب وقام برعايته على أكمل وجه، وخصه بقدر كبير من التقدير والاحترام، وظل النبي في رعاية عمه لأكثر من 40 سنة.
أحب الأكلات إلى النبي
كانت من أشهر الأكلات وأكثرها شعبية داخل الجزيرة العربية هي التمر، وبالرغم من ذلك لم يكن التمر من الأكلات المحببة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث كان يحب رسول الله “الدباء”، كما كان يأخذ البطيخ جزء من حب النبي.
الدباء هو القرع، ويتم زراعته في المناطق الحارة ويطلق عليه العديد من الأسماء مثل القرع العسلي، والاستامبولي أو التركي، وهناك من يطلق عليه القرع الأحمر أو القرع المالطي والذي يسمى اليقطين على أساس قول الآية الكريمة والمقصود بها سيدنا يونس (وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ).
أنبت الله على سيدنا يونس شجرة اليقطين وذلك لأنها تحمل العديد من الصفات منها برد الظل والملمس الجميل، وعظم الأوراق، ولا يمكن أن يقع الذباب عليها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب تلك الشجرة ويقول “إنها شجرة أخي يونس”.
كما أن للقثاء أيضًا نصيب من حب النبي، وهناك العديد من الأسماء الدارجة للقثاء وهي العجور، والفقوس، والقتة، والقني، والمقني، وينتمي القثاء إلى الفصيلة القرعية، كما يُعد شبيه بالخيار ولكنه أطول من ذلك ويتم أكله نيًا في الأغلب ويدخل في إعداد السلطات.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: صيغ الصلاة على النبي عند الصوفية وبعض الصيغ لسيدنا الجيلاني
عبر وفوائد من طفولة النبي محمد
مرت العديد من الحوادث المختلفة على النبي في طفولته والتي يجب أن نستخلص منها عبر وفوائد وهي:
- ولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتيمًا بدون أب، وعمل ذلك على جعل النبي ينشأ نشأة رجل منذ نعومة أظافره، كما تحمل العديد من الصعاب التي كانت تمهيدًا لحمله هم الدعوة الإسلامية.
- ترك النبي صدر أمه في طفولته وذهب إلى مرضعته السيدة حليمة السعدية وكان ذلك من طباع العرب في ذلك الوقت، ونتج عن ذلك كسب النبي لعدة صفات منها القوة والفصاحة.
- قضى النبي محمد صلى الله عليه وسلم عند السيدة حليمة السعدية وزوجها أكثر من 4 سنوات التي نالت فيهم بركة النبي، كما صقلت تلك السنوات التي قضاها وظهرت من خلالها بعض علامات النبوة ومن أكبرها حادثة شق الصدر.
- نال النبي محمد شرف التطهير من حظ الشيطان ومن ضلالات الجاهلية في حادثة شق الصدر.
- عمل موت “آمنة” أم النبي على شد زمام وتقوية شخصية النبي؛ حيث أراد الله أن ينشأ الرسول يتيمًا ويتولاه الله برعايته.
- جعل جلوس النبي مع جده وحضوره معه مجالس النبي بأن يصبح ذو عقل كبير وواعٍ لكل الأمور في مجتمعه.
- رعى النبي محمد الغنم في صغره مما علمه أن يكون خير راعِ، كما نمت فيه روح الصبر والحلم.
من خلال ما قدمناه لكم عن حليمة السعدية تتحدث عن طفولة النبي نجد أن هناك العديد من الروايات والحكايات التي قصتها عن طفولته التي ملأتها العديد من الأحداث والدلائل على النبوة حيث كان أكبرهم حادثة شق الصدر.
كما قدمنا لكم أيضًا من أقاويل حليمة السعدية تتحدث عن طفولة النبي عناية الله الذي كان يخصه بها، والبركة التي سببها النبي للسيدة حليمة السعدية، وأحب الأكلات إلى النبي، كما قدمنا أيضًا بعض العبر والفوائد في طفولة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.