حديث الرسول عن السدر

حديث الرسول عن السدر فيه دلالة على بركة هذه الشجرة، وقد تكرر ذكرها في القرآن الكريم، ونصح بها الفقهاء للعلاج من الحسد والسحر، واستخدمها الأطباء قديمًا في وصفاتهم الطبية العلاجية، وأثبت العلم الحديث فوائدها المتعددة.

نذكر لكم في السطور التالية أهم ما يخص شجر السدر من خلال موقع زيادة.

حديث الرسول عن السدر

حديث الرسول عن السدر

تكرر ذكر شجرة السدر في القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم مما دل على بركتها وفضلها.

عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: “دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ ﷺ وَنَحْنُ نُغَسِّلُ ابْنَتَهُ، فَقَالَ: اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ، بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَاجْعَلْنَ فِي الْأخِيرَةِ كَافُورًا، أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ، فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ، فَأَلْقَى إِلَيْنَا حِقْوَهُ، فَقَالَ: أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ”.

أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن تُغسل ابنته بالماء والسدر، وحرص صحابته رضوان الله عليهم والتابعين وعامة الفقهاء والعلماء على استعمال ورق السدر في ماء الغسل للميت…

فعن محمَّدِ بنِ سيرينَ، أنَّهُ كانَ يأخذُ الغُسلَ، عن أمِّ عطيَّةَ، يغسِلُ بالسِّدرِ مرَّتَينِ، والثَّالثةَ بالماءِ والكافور.

أم عطية رضي الله عنها هي نسيبة بنت الحارث، وهي التي غسلت بنت النبي صلى الله عليه وسلم بعد موتها كما أمرها الرسول وأُخذ عنها في كتب الفقهاء طريقة الغسل للنساء.

قد تكرر أمر الرسول بالغسل بالماء والسدر للميت في غير موضع وحفظ عنه الصحابة ذلك… فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَجُلًا كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ مُحْرِمًا، فَوَقَصَتْهُ نَاقَتُهُ فَمَاتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: “اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ، وَلَا تَمَسُّوهُ بِطِيبٍ، وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّدًا”.

فقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ألا يمسه أي طيب ولكن يغسل بالماء والسدر، وأجمع فقهاء وعلماء الدين أن من السنة النبوية الشريفة تغسيل الميت بالماء والسدر إذا تيسر الحصول عليه لأن الرسول أمر أن يغسل به وخص شجرة السدر بالغسل في غير موضع دلالة على بركة وطيب هذه الشجرة.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما هو السدر وما هي فوائده وأهم استخداماته

نهي الرسول عن قطع شجرة السدر

ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن قطع شجرة السدر، ففي الحديث الشريف الذي رواه أبو داود عن عبد الله بن حبيش قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار”.

في حديث آخر روى البيهقي بإسناد صحيح عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الذين يقطعون السدر يصبون في النار على رؤوسهم صباً”.

سُئل أبو داود عن معنى هذا الحديث فقال: هذا الحديث مختصر يعني من قطع سدرة في فلاة يستظل بها ابن السبيل والبهائم عبثًا وظلمًا بغير حق يكون له فيها صوب الله رأسه في النار.

ذلك النهي والوعيد بالعذاب الشديد أن يُصب الذي يقطع شجرة السدر في النار على رأسه أرجعه العلماء أن السبب وراء هذا الوعيد لما في هذه الشجرة من فوائد ومنافع عظيمة للإنسان والدواب والطيور.

استدل الفقهاء من هذه الأحاديث أنه لا يجوز قطع الأشجار وما يشبهها في المنفعة العليا أي استمرار المنفعة بالظل والأوراق والثمار من أجل المنفعة الدنيا أي منع المنافع الكثيرة من أجل منفعة قليلة، والله أعلم.

اختلف العلماء في هذا الحديث والأحكام التي يستدل بها عليه:

  • رأى بعض الفقهاء أن المقصود بالنهي والوعيد شجرة السدر دون غيرها من الأشجار.
  • حمل بعض الفقهاء المعنى على شجر السدر في الحرم فقط.
  • هناك من الفقهاء من رجح المقصود من الحديث هو قطع شجرة مملوكة للغير.
  • يرى كثير من العلماء بجواز قطع الشجر عامة.
  • استدل آخرون بالحديث على أن النهي عام على كل ماله منافع كثيرة لا يجوز منع منفعته من أجل منفعة أقل.

مما سبق أجمع الفقهاء المتأخرون بين الآراء السابقة على أنه لا يجوز قطع الأشجار التي يثبت نفعها للناس، كأن تقطع عبثًا بغير حق ظلمًا وعدوانًا، أما إذا كان للناس ولمالك الأرض منفعة أكبر في قطعها فيجوز ذلك ولكن يجب أن يبحث القاطع للشجرة عن الأولى ولا يظن أنه يمكنه قطع الشجرة هباءً، والله أعلم.

أوراق شجر السدر لعلاج الحسد والعين

شاع استخدام ورق السدر في علاج العلماء والفقهاء المشهود لهم بالدين والعلم في علاج السحر والحسد ونجد عن ذلك في الزواجر عن اقتراف الكبائر…

لابن حجر الهيتمي قال: “في كتاب وهب بن منبه: أن يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر فيدقه بين حجرين ثم يضربه بالماء ويقرأ عليه آية الكرسي ثم يحسو منه ثلاث حسوات ويغتسل به فإنه يذهب عنه ما به إن شاء الله تعالى وهو جيد للرجل إذ حبس عن أهله”.

وهب بن منبه من كبار التابعين الثقات قال عنه العجلي وأخذ عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ابن عباس وأبي هريرة وابن عمرو وغيرهم الكثير.

لا يوجد في حديث الرسول عن السدر يبين أنه يستخدم لعلاج السحر والعين كما ظن كثير من الناس ولكنه عن حديث قاله أحد تابعين وهب بن منبه كما ذكرت.

ولقد تكلم الإمام ابن باز رحمة الله عليه بأنه علاج ثبت نفعه للمسحور وأنه إذا قرأ الرقية الشرعية من الآيات والسور يشفى بإذن الله تعالى وثبت نجاح هذا العلاج لكثير من الناس وكل شيء بقضاء الله وقدره.

طريقة استعماله لفك السحر وعلاج المربوط

كما بينت أنه لا يوجد في حديث الرسول عن السدر ما يدل على أنه استعمله لعلاج السحر والعين، ولكنه لطيبه وذكره في القرآن وتوصية الرسول به في الغسل استخدمه المعالجون بالقرآن وثبت نجاحه.

طريقتهم أنه يتم أخذ 7 ورقات من شجرة السدر ونقوم بطحنهم جيدًا ثم يقلب المطحون في الماء ويقرأ عليه الرقية الشرعية، ويغتسل بهذا الماء على وعاء كبير ويلقى الماء المقروء عليه في مكان بعيد عن النجاسة حتى يجف.

طريقة استعمال ورق السدر للمحسود:

ينقع ورق السدر في ماء مقروء عليه الرقية الشرعية ويقسم على ثلاث جرعات في اليوم، وكل شيء بقضاء الله وقدره والله أعلم.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: فوائد ورق السدر للشعر الجاف والدهني وزيادة كثافة الشعر الخفيف وتطويله

الآيات القرآنية التي ذكر فيها السدر

ذكر السدر في القرآن الكريم في أربع مواضع نبينها فيما يلي:

  • قال تعالى في سورة سبأ: “ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16)”.

  • ذكرت شجرة السدر في سورة الواقعة قال تعالى: “وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ…”

  • قال تعالى في سورة النجم: “عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ (14) عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ (15)”

  • وذكرت في موضع آخر في سورة النجم في قوله تعالى: ” إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ (17)”.

ذكر الله سبحانه وتعالى أن في السماوات شجرة سدر تسمى بسدرة المنتهى وقال عنها المفسرون إنها سميت بسدرة المنتهى لأن عندها ينتهي وقوف من في السماوات والأرض من الأنبياء والملائكة ولا يتخطاها أي أحد.

كما قيل عن هذه الشجرة أصلها في السماء السادسة وأغصانها في السماء السابعة وأوراقها تعلو حملة العرش، وهناك الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تصف بهاء وجمال سدرة المنتهى، والله أعلم.

قال الماوردي عن تكرار ذكر شجرة السدر في القرآن الكريم ووصف وصفًا رائعًا حيث بين أن شجرة السدر تتصف بثلاثة أوصاف جميلة، وهي: الظل المديد، والطعم اللذيذ، والرائحة الذكية، والإيمان من قول وعمل ونية يشبه في جماله وأثره شجرة السدر من حيث:

  • عمل الإيمان في بركته وأثره كظل السدر المديد.
  • نية الإيمان وحلاوة مكمونة كطعم نبق السدر اللذيذ وكمونه.
  • قول الإيمان وظهوره كرائحة السدر العطرة.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: فوائد عسل السدر الجبلي للاطفال ومرض السكر واضراره

فوائد شجرة السدر

فوائد شجرة السدر

استعمل شجرة السدر منذ آلاف السنين عند قدماء المصريين وعملوا منه وصفاتهم وعرفوا فوائده واستخدموه في شعائرهم، ولقد تكرر حديث الرسول عن السدر أكثر من مرة.

كذلك عرف فوائدها العرب وعملوا منها الوصفات وكتبوا عنها، وقال الحافظ الذهبي: (الاغتسال بالسدر ينقي الرأس أكثر من غيره ويذهب الحرارة وقد ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في غسل الميت. والنبق ثمر السدر شبيه بالزعرور يعصم الطبع ويدبغ المعدة).

كذلك زاد ابن القيم: (أنه ينفع من الإسهال ويسكن الصفراء ويغذو البدن ويشهي الطعام وينفع الذرب الصفراوي وهو بطيء الهضم وسويقه يقوي الحشا، وهو يصلح الأمزجة الصفراوية).

من الفوائد التي ذكرها داود الأنطاكي:

  • مغلي الأوراق يقتل الديدان.
  • يفيد غليه أيضا في أنه يزيل الريح والإمساك.
  • نشارة خشب شجر السدر تفيد في مشاكل الطحال وتعالج الاستسقاء وقروح الجهاز الهضمي.
  • عندما تسحق أوراقه تستخدم كوصفات لالتئام الجروح وتنظيف الجلد والبشرة وتنقيتها وتنعيمها وشدها.
  • عصير ثمار شجرة السدر يهدأ من حرقان المعدة ويمنع الإحساس بالعطش.
  • طحن نوى السدر يفيد علاج الكسور ويفيد ارتخاء العضلات وتأخر المشي عند الأطفال.

من الفوائد التي ذكرها علماء آخرون وكتبوا عن استخدامات كثيرة:

  • ثمار الشجرة لها خصائص طبية فهي تنظف المعدة وتساعد على منع اضطرابات المعدة، وتنقي الدم، وتفيد النساء وقت الطمث.
  • الأوراق المهروسة تنظم وظائف الجسم، وتفيد الشعر ويعمل منها بخاخات للشعر للمعان والتخلص من القشرة كما أن البخاخات مفيدة للجسم والمفاصل المتورمة والمؤلمة.
  • قشور وجذور وساق شجرة السدر تستخرج منه مستحضرات لعلاج الحمى والتهابات القصبة الهوائية، وعلاج الجروح والجلد.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما هو ورق السدر وما هى فوائد أوراق السدر

التركيب الكيميائي لشجر السدر

أجرى علماء الطب الحديث دراسات علمية وأبحاث حول شجر السدر وأوضحوا أن الأجزاء المستخدمة من النبات:

  • الأوراق
  • الثمار
  • القشور
  • البذور

ارجع العلماء أن فاعلية النبات تعود للمحتويات الكيميائية في الأجزاء المستعملة:

  • ستيرولات
  • مواد عفصية
  • فلويدات
  • فلافونيدات
  • مواد صابونية
  • تربينات ثلاثية

وضح كذلك العلماء في دراستهم عن نبات السدر أنه من المركبات والعناصر الهامة التي يحتويها النبات:

  • ليكوسيانيدين
  • الجلوكوز
  • السكروز
  • الفركتوز
  • الرامنوز
  • بروتين
  • كربوهيدرات
  • حديد
  • كالسيوم

هناك أبحاث كثيرة قامت على دراسة تركيبات كل جزء من أجزاء شجرة السدر وتبين أنها تحتوي على عناصر وفيتامينات كثيرة لها تأثيرات فعالة على مستويات الكالسيوم في العظام وفعالة كمضادات للأكسدة،

قد بينت فيما سبق حديث الرسول عن السدر وأنه صلى الله عليه وسلم نهى عن قطعها ورأي العلماء والفقهاء في حكم من قطعها.

كذلك بينت استخدامات شجرة السدر لعلاج للحسد والعين، والآيات الكريمات التي ذُكرت فيها، كما بينت فوائد شجرة السدر وأقوال العلماء والفقهاء والمفسرون والباحثون عنها.

ومازالت الدراسات العلمية الحديثة تخبرنا عن فوائد كثيرة في كل جزء من هذه الشجرة التي زينت بذكرها في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.