حديث الرسول عن العين والقبر
حديث الرسول عن العين والقبر حيث تكثر الأحاديث عن العين والحسد ومنها: “إن العين تدخل الجمل القِدر، والرجل القبر”، والإيمان بالعين نابع من ذكرها في القرآن الكريم في مواضع كثيرة، وأحاديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن العين وما تسببه للمصاب بها حتى أنها تؤدي للوفاة.
وإنكار ما يسببه العين في الشخص المعيون عدم إيمان بحديث الرسول عن العين والقبر، وسوف نوضح لكم اليوم من خلال موقع زيادة الإلكتروني حديث الرسول عن العين والقبر ووصايا النبي لدفع العين.
حديث الرسول عن العين والقبر
سنتناول أولا حديثه صلى الله عليه وسلم عن العين، وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
“كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول: إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة.”
وقد جاء في مسند أبي داود عن أم المؤمنين عائشة قالت
“كان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغسل منه المعين”.
والعين هي ظاهرة موجودة وملموسة من قديم الأزل، وقد عجز العلم عن تفسيرها لكن النبي صلى الله عليه وسلم قال “العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين “رواه مسلم.
ذكر العين في كتاب الله العزيز
- العين لها أثر كبير على المصاب بها وقد ورد ذلك في قوله تعالى “وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون” سورة القلم آية “51”
- ولقد ذكر الحسد والعين في مواضع كثيرة في القرآن الكريم، ولا ينكر أثر العين أي أحد، لأن الله عز وجل قال “ومن شر حاسد إذا حسد” كما أن الاستعاذة من العين والحسد له أثر كبير في تقوية الروح ودفع الخطر.
الاسترقاء للوقاية والعلاج من العين
- وقد ورد في الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في الإصابة بالعين، وأنه عن عائشة رضي الله عنها قالت “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرني أن أسترقي من العين” أخرجه مسلم وأحمد والترمذي.
- وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا”.
- كما أن حديث النبي عن الموت وأن ثلث ما في القبور من العين فلا علم لنا عن صحته، ولكن روي عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالأنفس” أي بالعين أخرجه البزار بسند حسن.
- ولابد لكل مسلم أن يتحصن من العين والجن والشياطين بقوة إيمانه وبهدي رسول الله وحسن التوكل على الله واتباع ما علمه لنا النبي من قراءة المعوذتين وآية الكرسي وسورة الإخلاص والفاتحة وقول “أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ومن غضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون”.
طريقة الرقية من العين
- العين تصيب المعين وتلحق به الضرر لو لم يكن محصنا بالأذكار والاستعاذة بالله من عين العائن و حسد الحاسد.
- والحسد كالسهم يصوبه الحاسد للمحسود فيصيبه أن كان مكشوفا وغير محصن أصابته وأثرت فيه أما أن كان حذرا فلا تؤثر فيه سهام الحسد فلذلك أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالاسترقاء.
- عن أسماء بنت عميس أنها قالت” يا رسول الله إن بني جعفر تصيبهم العين، أفنسترقي لهم؟ قال: نعم فلو شيء سابق القدر لسبقته العين” رواه أبو داود.
مواقف من حياة النبي عن العين والحسد
- الكثير من المواقف التي تظهر أثر العين الخبيث ومردود النبي على ذلك، فقد روى مالك بن عامر بن ربيعة رأى سهل بن حنيف يغتسل، فقال والله ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة، قال فلبط سهل، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم عامرا فتغيظ عليه وقال “علام يقتل أحدكم أخاه ألا بركت اغتسل له” فغسل له عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه داخل إزاره في قدح ثم صب عليه، فراح مع الناس.
- وكثير من الأبحاث النفسية تثبت صدق رسول الله في أقواله عن أثر العين، كما أن الاستعاذة بالله لها أثر مضاد للعين والتحصين القوي والذي يدفع الخطر ويصرفه.
وصايا النبي لدفع العين
- قد وصانا سيد الخلق سيدنا رسول الله بالحرص من العين في جميع أمور حياتنا حتى أنه قال في قضاء الحوائج “استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان”.
- هذا وذكر في القرآن في قصة سيدنا يوسف حين قال له أبوه سيدنا يعقوب عليه السلام “يا بني لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين”.
- وأيضا قال تعالى على لسان سيدنا يعقوب “وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة” وهذا يعني أن سيدنا يعقوب كان يؤمن بالعين ويخاف على أبنائه من الحسد.
- كما ذكر في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم “فإن كل ذي نعمة محسود” ويخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن الاحتياط وستر النعم والحذر من أي شخص يعرف عنه الحسد.
حديث الرسول عن القبر
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه فيما روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: “يا رسول الله كيف أقول لهم (أي أصحاب القبور)، قال قولي السلام على أهل الديار من المسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون”.
- ويستحب إذا زارها أن يسلم على أهل القبور ويدعو لهم، وأما قبور صحابة رسول الله فليس لهم دعاء خاص ويدعو لهم كالدعاء لجميع أموات المسلمين.
- وعن عائشة رضي الله عنها قالت “دخلت علي عجوزان من يهود المدينة فقالتا لي: إن أهل القبور يعذبون في قبورهم، فكذبتهما ولم أنعم أن أصدقهما فخرجتا ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت يا رسول الله إن عجوزتين… وذكرت له فقال صدقتا إنهم يعذبون عذابا تسمعه البهائم كلها، فما رأيته بعد في صلاته التعوذ من عذاب القبر: أخرجه البخاري.
- كما روي عن البراء بن عازب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فجلس على شفير القبر فبكى، حتى بل الثرى، ثم قال: يا إخواني لمثل هذا فدعوا” رواه بن ماجه وحسنه الألباني.
- وفي حديث النبي عن العين والقبر، الكثير من العظات والعبر والدروس التي ينبغي على كل مسلم الاهتمام والتركيز عليها لأن الكثير من مصائب الدنيا تأتي من العين ويجب التحصن بالأدعية الشرعية مثل قوله تعالى: “حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم”.