الإعجاز البياني في القرآن الكريم
الإعجاز البياني في القرآن الكريم نقدمه لكم اليوم عبر موقعنا زيادة حيث أن لفظة الإعجاز مشتقة من الفعل الرباعي “أعجز”، وعندما نقول “أعجزت فلان” فنقصد بها أننا أقمنا عليه الحجة فلم يعد باستطاعته إتيان شيء أو أمر ما، ونعلم جميعًا أن القرآن الكريم هو كلام الله العلي القدير، ومعجزته التي اختص بها النبي محمد –عليه أفضل الصلاة والسلام-، وبآياته وبيانه ولغته حاجج النبي المشركين بأن ينظموا كلامًا ككلام الله تعالى.
الإعجاز البياني في القرآن الكريم
يقول الله عز وجل: “قل فأتوا بسورة مثله، وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين”، وهو أمر يستحيل عليهم تحقيقه، حيث يقول الله في كتابه الكريم: “قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا”.
ونرى في القرآن الكريم عديد من أوجه الإعجاز، في البيان، وفي العلم، وفي التشريع، ونحو ذلك، وسوف نتناول في السطور القادمة نماذج من الإعجاز البياني في القرآن الكريم.
كما ندعوكم إلى التعرف على المزيد من التفاصيل من خلال: سورة تقع في وسط القران ضربة معلم مرحلة 42 حل اللغز
صور من الإعجاز البياني في القرآن الكريم
كان قادة قريش على عهد نبي الله محمد –صلى الله عليه وسلم- يحذرون الناس من الإنصات إلى آيات القرآن الكريم مدعين أن النبي –حاشاه الله- مشعوذ وأنه يسحر الناس حتى يصدقوا دعوته فيؤمنون بأن الله إله واحد لا شريك له، وبأنه رسول الله تعالى إلى الناس.
ولكن تحذيرهم في حقيقة الأمر كان نابعًا من خشيتهم بأن يفعل القرآن فعله في نفوس الناس، فهو الحق الذي تؤمن به الأفئدة السليمة والفطرة السوية، ولعل فعلهم هذا واحد من الأدلة على إعجاز القرآن الكريم وبيانه.
ويمكن التعرف على المزيد من التفاصيل من خلال: الإعجاز العلمي في القران الكريم الذي اذهل الجميع
آيات قرآنية بها إعجاز بياني
- قول الله تعالى: “قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك، قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين”، وقوله: “قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي، أستكبرت أم كنت من العالين”
ففي الآية الأولى ذكرت أداة النفي “لا”، التي تشير إلى فعل غير موجود في الجملة، وتقديره “أحوجك أو دعاك”، ومن ثم فالسؤال هنا عن السبب الذي دفعه لكي لا يسجد، أما في الآية الثانية، فلم ترد لا، لأن السؤال هو عن عدم سجوده بالأصل.
والمقارنة بين هذين الآيتين تشير إلى بيان القرآن الكريم في أن هناك دوافع تجعل الإنسان يمتنع عن القيام بأمر ما، ودوافع تجعله يتخلى عن أمر ما، فعندما نقول: “لماذا لم تقم بهذا؟” هو شيء، وعندما نقول: “ما سبب تخليك عن هذا” شيء آخر.
- في حديث الله عز وجل عن نبيه زكريا، فيقول: “وكانت امرأتي عاقرًا، فهب لي من لدنك وليًا”، ويقول: “فاستجبنا له ووهبنا له يحيى، وأصلحنا له زوجه”
حيث يمكن أن نعبر بكلمة “امرأة” عن المرأة متزوجة كانت أو لم تكن، وقد عبر القرآن الكريم بكلمة امرأة في الآية الأولى لاعتبار أن زواج النبي زكريا عليه السلام لم يتم على كافة الأوجه لأن امرأته لم تنجب بعد، ومن ثم عندما أنجبت بأمر الله تعالى واكتملت كافة أوجه الزواج، فقد عبر القرآن عنها بكلمة “زوجه”.
- قول الله عز وجل “مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتًا، وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون”
ونلاحظ أن القرآن لم يستخدم خيط وإنما استخدم بيت، ذلك لأن خيوط العناكب صلبة ومتينة للغاية كما ثبت علميًا، على عكس بيوتها التي تهدمها حين تأكل الأنثى الذكر.
- يقول الله عز وجل: “قل هو الله أحد، الله الصمد”
فأحد جاءت نكرة، لاحقة على معرفة “هو الله” ومن ثم فلا حاجة لتعريف الكلمة بعدهما، كما أن تنكيرها يفيد التعظيم للدلالة على كون الله عز وجل لا يمكن الإحاطة به.
أما “الصمد”، فقد عرفت بال، في إشارة إلى أن الله هو الصمد وأنه مختص وحده بتلك الصفة.
- قول الله عز وجل عن نبيه يحيى عليه السلام: “وسلام عليه يوم ولد، ويوم يموت ويوم يبعث حيًا”، وقوله عن عيسي عليه السلام: “والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيًا”
- فالأولى نكرة، لأنها وردت في الحدث عن فضل الله عز وجل على نبيه يحيى –عليه السلام- حيث من عليه بسلام في مولده وفي وفاته وفي بعثه يوم القيامة.
- أما الثانية فهي معرفة، لأنها كانت على لسان نبي الله عيسى الذي طلب من الله تعالى أن يمن عليه بالسلام في مولده ووفاته وبعثه يوم القيامة، ولما كان الكلام على لسان عيسى فلا شك أنه سيرجو الله عز وجل كثيرًا.
- ومن ثم فالتعريف يشير إلى سلام واسع وكثير، ونفهم من ذلك أن السلام الذي منح لعيسى عليه السلام كان أشمل من الممنوح ليحيى عليه السلام، ذلك لأن عيسى عليه السلام أعلى منزلة من يحيى عليه السلام، فنبي الله عيسى واحد من الخمس أنبياء المعرفون بأنهم أولو العزم من الرسل.
- استخدام نفس الكلمة معادة في مقام واحد، مثل قوله تعالى: “اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم”، وقوله: “ولسليمان الريح غدوها شهر، ورواحها شهر”.
فعندما ترد الكلمة معرفة، فتكون الكلمتان يشيران إلى نفس المعنى بلا اختلاف كما في الآية الأولى، أما عندما ترد الكلمة نكرة، فإن كل كلمة تشير إلى معنى آخر، مثل الآية الثانية، فالشهر الآخر لا يقصد به الشهر الأول نفسه، وإنما ذاك شهر وذاك شهر آخر.
- وكذلك في قول الله تعالى: “فإن مع العسر يسرًا، إن مع العسر يسرًا”
فالعسر معرفة، وتشير في هذه الحالة إلى ضائقة واحدة لا أكثر، على عكس يسر فهي نكرة، ومن ثم تشير إلى أكثر من انفراج، وفي تلك الآية يهون الله عز وجل على المؤمنين ما يلاقونه من هم وضيق، فسوف يمحوه الله تعالى ويبدلهم به فرحًا وخيرًا مضاعفًا.
- قول الله عز وجل: “هذا فراق بيني وبينك، سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرًا”، وقوله: “ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرًا”
- ففي الأولى ورد الفعل يستطيع مثقلًا بحرف التاء، ليعبر عن الوضع النفسي الذي كان يخالج موسى عليه السلام وهو لا يعلم ما السبب وراء الأحداث التي شهدها والتي كانت مفزعة من وجهة نظره.
- أما في الثانية فقد ورد الفعل يستطيع مخففًا من حرف التاء، ليعبر عن الارتياح الذي راود موسى عليه السلام بعدما أخبره الخضر عن الأسباب الخفية لما قام به، وعن حكمة الله عز وجل التي لا يراها الناس فيجزعون، ولو علموها لعرفوا أن الله لا يدبر لهم سوى الخير.
- قول الله تعالى: “ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم، قالوا يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا”، وقوله: “قال ذلك ما كنا نبغ؛ فارتدا على آثارهما قصصًا”
ففي الأولى ورد الفعل نبغي كامل، ليفيد أن ذلك هو أقصى ما يسعون إليه وهو الطعام من مصر، أما في الثانية فلم يكن ذلك هو مقصدهم الأساسي، وإنما كان هروب الحوت مجرد إشارة للطريق.
وأخيرًا ندعوك إلى الاطلاع على المزيد من التفاصيل من خلال: ن والقلم وما يسطرون وتفسيرها ولماذا سميت سورة القلم بهذا الاسم؟
وبهذا نكون قد وفرنا لكم الإعجاز البياني في القرآن الكريم وللتعرف على المزيد من المعلومات يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.