كيف يغفر الله الذنوب الكبيرة؟
كيف يغفر الله الذنوب الكبيرة، وكيف يتوب المذنب ويثبت على تلك التوبة دون العودة إلى الذنب مرة أخرى، وما هي الذنوب الكبيرة والذنوب الصغيرة؟ سنجيب على هذه الأسئلة بالتفصيل من خلال موقع زيادة.
كيف يغفر الله الذنوب الكبيرة؟
هناك عدة طرق لكي تتوب عن ذنب أذنبته خصوصًا لو ذنب ليس بصغير، فالذنوب الكبيرة تحتاج إلى اجتهاد وسعي من العبد حتى يضمن بنسبة كبيرة أن الله غفر له وألا يعود للذنب مرة أخرة، إن الذنوب الكبيرة يختلف التكفير عنها عن الذنوب الصغيرة.
لكن الله غفور رحيم ويغفر لمن يشاء، إذا حاولت أن تكسب حب الله ومغفرته ورحمته فعليك باتباع بعض الخطوات التي ستحسن من خُلقك ودينك، والذنوب الكبيرة هي الكبائر، مثل الزنا والقتل وشرب الخمر وغيرهم، لذلك سنناقش تلك الذنوب وكيفية التكفير عنها وكيف يغفر الله الذنب مهما كان كبره.
إن العبد المذنب إذا أراد التوبة من الذنب وأراد أن يغفر الله له عليه بفعل بعض الأشياء، فهناك شروط للتوبة وأولها أن يندم على ما فعل ولا يكرر الذنب مرة أخرى، أيضًا إذا كان المذنب قد ظلم أحدهم، فيجب وقتها أن يورد الحقوق إلى أصحابها وطلب العفو منهم.
بعض المذنبين يقنطوا من رحمة الله، فالله يغفر جميع الذنوب حتى وإن كانت الشرك بالله في حالة أنك تبت عن ذنبك وقررت ألا تعاوده مرة ثانية أبدًا وأن تثق في الله وفي رحمته الواسعة، فالأسوأ من ارتكاب الذنب نفيه هو اليأس من رحمة الله ومغفرته، فرحمة الله واسعة وتشتمل كل العباد التائبين لقول الله -تعالى-: “وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ”.
لكن على العبد أن يحقق الشروط المطلوبة لتوبة نصوحًا، وأيضًا ألا يجهر بالمعصية التي قام بارتكابها، فالجهر بالمعصية أسوأ من ارتكابها، ويجب أن يقلع عن ذنبه وأن يأخذ عهد على نفسه ألا يكرره مرة أخرى، فوقتها سيتوب الله عليه ويغفر له الذنب سواء كان ذنب كبير أو صغير وأيضًا سيساعده على التوبة.
اقرأ أيضًا: الفرق بين المغفرة والعفو والصفح وأيهما أبلغ؟
ما هي الذنوب الكبيرة أو الكبائر؟
كما قدمت لكم كيف يغفر الله الذنوب الكبيرة، سأوضح لكم ما هي الذنوب الكبيرة، فهي بعض الذنوب التي منعنا الله ورسول الله -صل الله عليه وسلم- عن ارتكابها، فكل المحرمات منعنا الله ورسوله عن ارتكابها ولكن ويلٌ لمن يرتكب كبائر الذنوب وأعظمها والتي تختلف في درجة المعصية عن أي ذنب آخر.
ولكن حتى تلك الذنوب الله يغفرها للعبد التائب الذي يسعى لرضا الله عنه، فمن تلك الكبائر والتي تم ذكرها في الحديث الصحيح للرسول -صل الله عليه وسلم- وهذا الحديثة رواه صحيح البخاري وصحيح مسلم، فهو حديث صحيح مؤكد.
جميع الذنوب يغفرها الله فيما عدا ذنب واحد، لا يغفره الله إلا عندما يتوب من ذلك الذنب توبة نصوحًا ويلتزم بشروط التوبة من استغفار وتكفير ذنوب وندم وغيرها.
والذنب الوحيد الذي لا يغفره الله هو الشرك بالله، فالله يقول: “إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء.” سورة النساء، آية 48.
يقول الله أيضًا في كتابة الكريم: “إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيهِ ٱلْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ ٱلنَّارُ وَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ.” سورة المائدة، آية 72.
ويقول رسول الله -صل الله عليه وسلم- في هذا الموضوع: “ من لقي الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنّة، ومن لقيه يشرك به شيئًا دخل النّار.” رواه مسلم في الإيمان.
أحاديث الرسول عن الكبائر
هناك بعض الأحاديث عن النبي -صل الله عليه وسلم- قد ذكر فيها الكبائر التي حرمها الله، ومن تلك الأحاديث:
“أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا السبع الموبقات قيل يا رسول اللهِ وما هن قال الشرك بًالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بًالحق وأكل الربًا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات.” رواه مسلم.
قول رسول الله -صل الله عليه وسلم-: “أَلا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ قُلْنا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ، وكانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فقالَ: ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ، ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ فَما زالَ يقولُها، حتَّى قُلتُ: لا يَسْكُتُ..“
عندما سُئل رسول الله -صل الله عليه وسلم- عن الذنوب الكبيرة، قال: أكبرُ الكبائرِ الإشراكُ باللهِ، وعُقوقُ الوالِدَيْنِ، وقَتْلُ النَّفْسِ، وشَهادةُ الزُّورِ، أو وقَولُ الزُّورِ.“
التكفير عن الذنوب
يوجد عدة أمور يمكن أن تكون سببًا في ان يغفر الله للمذنب ذنوبه ويتوب عليه، وهذه الأمور قد ذكرها الشيخ العظيم ابن تيمية -رحمة الله عليه- ومن تلك الأمور:
- يجب عليه الكثير من الاستغفار أغلب الوقت، فالاستغفار يمحي الذنوب والخطايا وحتى الكبائر.
- قد ينال هذا الشخص المذنب شفاعة رسول الله -صل الله عليه وسلم- في يوم القيامة، وهذا سيغفر له ذنوبه.
- كثرة الابتلاءات التي يتعرض لها الشخص المذنب قد تكون سببًا في مغفرة الله له.
- حضور علامات يوم الساعة.
- إذا أقبل هذا الشخص على الأعمال الصالحة باستمرار، فهذا سيجعله ينال حسنات كثير، وكما نعلم فإن الحسنات يذهبن السيئات.
اقرأ أيضًا: كيف أعرف أن الله غفر لي
الثبات على التوبة
إذا كنت تتساءل كيف يغفر الله الذنوب الكبيرة، ففي حالة أن المذنب قد تاب عن ذنوبه وقد قطع عهد بألا يعاود تلك الذنوب مرة أخرى، فعليه القيام ببعض الأشياء التي تساعده على التمسك بالتوبة وعدم العودة للذنوب مرة أخرى ومساعدة الله له في ألا يكرر معاصيه ثانيةً وهذا يجعل الله يغفر له ذنوبه، ومن تلك الأمور التي يجب عليه القيام بها:
- عليه أن يتمسك بصلاته والفروض المطالب بها.
- يجب عليه ألا يتهاون في أوامر الله ونواهيه، وأن يتمسك بكلام الله دائمًا.
- أن يلتزم بتأدية السنن النبوية التي أوصانا بها رسول الله -صل الله عليه وسلم- وأن يثبت عليه.
- عليه أن يسأل الله الثبات والهداية.
- يجب أن يكون دائمًا يشعر بوجود الله بجانبه ومراقبته له في جميع الأوقات، وأن يتقي الله.
- يجب أن يقترب من ناس ذوي خلق ودين.
كيف يتم تكفير تلك الذنوب؟
قال الدكتور علي جمعة العالم الأزهري الكبير، أن الرسول -صل الله عليه وسلم- ترك للمسلمين بابًا مفتوحًا دائمًا للتوبة وللأمل في أن الله سيغفر له ذنوبه، فقال النبي بعض الأحاديث عن كيف يغفر الله الذنوب الكبيرة.
فيقول الله -تعالى- حول مغفرة الذنوب: “وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى.” سورة طه، آية 82.
يقول الله -تعالى-: “وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ.” سورة الرعد، آية 6.
فإن الله -تعالى- إذا شاء فقد يغفر كل الذنوب مهما كبرت، حتى ولو كانت زنا أو قتل وغيرهم، ولكن دون الشرك بالله، فهي أكبر وأعظم الكبائر عند الله ولا يغفرها الله بالتوبة النصوحة، فالله يغفر كل الذنوب في حالة أن تاب العبد عنها، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
لكن في حالة أن يموت المذنب قبل أن يتوب عن ارتكابه لذنب معين من الكبائر، فهذا يعود إلى الله، فإذا شاء غفر له وإن لم يشأ لم يغفر له، ولكن هذا ينطبق على الذنوب جميعًا ماعدا الشرك، فمن أشرك بالله ومات وهو مشرك، ليس له مغفرة من الله، لذلك فعلينا الإسراع بالتوبة حتى نضمن مغفرة الله لنا ورضاه عنا.
اقرأ أيضًا: دعاء تكفير الذنوب قبل النوم مكتوب مستجاب إن شاء الله
الاستغفار الصحيح والغفران
إن الاستغفار من أكثر الطرق التي تجعل العبد يتقرب من الله -تعالى- فكلما زاد الاستغفار يكون خيرًا للمرء، فلا يوجد وقت محدد للاستغفار أو طريقة معين للاستغفار، فيمكن للمرء أن يقول استغفر الله، أو اللهم أغفر لي، أو أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم وأتوب إليه.
لكن هناك أفضل طريقة للاستغفار وهي عن طريق قول حديث عن النبي -صل الله عليه وسلم-:
“اللَّهمَّ أنتَ ربِّي لا إلَهَ إلا أنتَ خلَقتني وأنا عبدُكَ وأنا على عَهدِكَ ووعدِكَ ما استطعتُ أعوذُ بِكَ من شرِّ ما صنعتُ أبوءُ لَكَ بنعمتِكَ عليَّ وأبوءُ بذنبي فاغفر لي فإنَّهُ لا يغفرُ الذُّنوبَ إلا أنتَ“.
من دلائل أهمية الاستغفار أيضًا إن أبي هريرة -رضي الله عنه- سمع رسول الله – صل الله عليه وسلّم – يقول:
“واللَّهِ إنِّي لأستغفِرُ اللَّهَ وأتوبُ إليهِ في اليومِ أَكثرَ من سبعينَ مرَّةً” رواه البخاري.
عن الأغرّ بن يسار المزني -رضي الله عنه- قال: أن الرسول قد قال: “يا أيها الناسُ: توبوا إلى اللهِ، واستغفروهُ، فإنّي أتوبُ إلى اللهِ وأستغفرهُ في كلِّ يومٍ مئةَ مرّةٍ” رواه مسلم.
فكيف يغفر الله الذنوب الكبيرة بالاعتماد على الاستغفار؟ فلو استغفر المرء طلبًا لقضاء أمر معين له يريده في الحياة الدنيا، فقال الله -تعالى- عندما طلب منه نوح -عليه السلام-شيئًا:
“فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا”
اقرأ أيضًا: دعاء الاستغفار من الذنوب مكتوب
بعض الآيات التي تدل على رحمة الله الواسعة ومغفرته
إن الشخص التائب يجب أن لا يعاود ذنبه مرة أخرى، وهذا عن طريق بعض الخطوات التي تساعده على الثبات على تلك التوبة، فعلى المرء أن يسيطر ويضبط نفسه ويندم على ما فعله ويلجأ إلى الله فيغفر الله له، فقال الله -تعالى-:
“إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا.” سورة النساء، آية 17.
قال الله -تعالى- أيضًا في كتابه الكريم: “أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ” سورة التوبة، آية 104.
قال الله -تعالى- في موضوع أن العبد عندما يرتكب بعض المعاصي ثم يتوب، فالله يغفر له ذنوبه فيجب ألا ييأس من روس الله ورحمته وغفرته:
“قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.” سورة الزمر، آية 53.
يقول الله -تعالى-: “وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ . وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ.” سورة الشورى، آية 25،26.
قال الله -تعالى- في القرآن الكريم: “وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى.” سورة طه، آية 82.
بعض الأحاديث عن التوبة من الذنب ومغفرة الله له
قال رسول الله -صل الله عليه وسلم-: “كلُّ ابْنِ آدَمَ خطَّاء، وخَيْرُ الخطَّائين التَّوَّابون” رواه الإمام أحمد والترمذي والحاكم وابن ماجه، عن أنس بن مالك.
قال رسول الله -صل الله عليه وسلم- أيضًا: “التَّائِبُ مِن الذَّنبِ كَمَنْ لا ذَنْبَ لَهُ.” رواه ابن ماجه عن أبي عبيدة بن عبدالله عن أبيه.
ما هي شروط التوبة النصوح؟
بعض الأمور الصالحة التي تسهل على المرء التوبة والثبات عليها ومغفرة الله له -إن شاء الله-:
- على المرء المذنب أن يقلع فورًا عن الذنب الذي أذنبه والبدء في التوبة النصوح.
- يجب أن يكون قد ندم على فعلته ولا يريد أن يكررها وأن يكون مدرك إدراك تام عن مدى خطورة تلك المعصية.
- يجب أن يأخذ عهدًا على نفسه أمام الله ألا يعود لتلك المعصية مرة أخرى والا يكررها، وأن يكون مخلصًا في توبته ومتقيًا لله.
- إذا كان قد ظلم أحدًا وتلك هي معصيته، فعليه أن يرد المظالم إلى أصحابها في القريب العاجل لكي يسامحه.
- يجب أن يعمل على الإكثار من الاستغفار وأن يحاول أن يفعل العديد من الأشياء الصالحة التي تكفر عنه سيئاته، لأن الحسنات يذهبن السيئات، فعليه بالسنن والرواتب والنوافل بجانب الفروض الأساسية في الإسلام
- يجب أن يبتعد أن أي شيء يقربه من تلك المعصية، مثل أصدقاء السوء أو الأماكن التي تنتشر بها الفواحش، أو أي شيء قد يساعده على معاودة الذنب مرة أخرى.
- يجب على المرء أن يشغل وقته في العلم أو أي شيء نافع حتى لا يفكر في ارتكاب أي معصية
فقال رسول الله -صل الله عليه وسلم- عن أبي هريرة:
“مَن كانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لأخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْها، فإنَّه ليسَ ثَمَّ دِينارٌ ولا دِرْهَمٌ، مِن قَبْلِ أنْ يُؤْخَذَ لأخِيهِ مِن حَسَناتِهِ، فإنْ لَمْ يَكُنْ له حَسَناتٌ أُخِذَ مِن سَيِّئاتِ أخِيهِ فَطُرِحَتْ عليه“
قال رسول الله -صل الله عليه وسلم-: “أتَدرونَ ما المُفلِسُ؟ إنَّ المُفلسَ من أُمَّتي مَن يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ، وزكاةٍ، ويأتي وقد شتَم هذا، وقذَفَ هذا، وأكلَ مالَ هذا، وسفكَ دمَ هذا، وضربَ هذا، فيُعْطَى هذا من حَسناتِه، وهذا من حسناتِه، فإن فَنِيَتْ حَسناتُه قبلَ أن يُقضَى ما عليهِ، أُخِذَ من خطاياهم، فطُرِحَتْ عليهِ، ثمَّ طُرِحَ في النَّارِ” رواه مسلم.
اقرأ أيضًا: ما هي شروط التوبة؟ وفضائلها
أفضال الفروض في مغفرة الذنوب
وإجابة على سؤال كيف يغفر الله الذنوب الكبيرة، فالفروض لها أفضال كثيرة، فمنها الصلاة والصوم وقراءة القرآن والزكاة وقيام الليل وغيرهم، على الناس جميعًا وليس المذنب فقط أن يلتزموا بتلك الفروض.
فقال رسول الله -صل الله عليه وسلم-: “الصَّلاةُ نُورٌ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، وَالْحَسَدُ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ” عن أنس. فكيف يغفر الله الذنوب الكبيرة عن طريق الصلاة والصوم؟
الصلاة والمغفرة
فالصلاة عمومًا هي أساس الدين فكيف للعبد أن يتمنى من الله التوبة وهو لا يقوم بفعل أهم شيء وعماد الدين؟ وخصوصًا صلاة الفجر لها العديد من الأفضال فعليك بالحرص على أدائها، والانتظام عليها يعد من أعظم النعم التي قد يمنحها الله لأحد عباده.
عن عثمان قال أنه سمع رسول الله -صل الله عليه وسلم- يقول: “مَا مِنْ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلَاةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا وَخُشُوعَهَا وَرُكُوعَهَا إِلَّا كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنْ الذُّنُوبِ مَا لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً، وَذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ”.
الصيام والمغفرة
إن صيام رمضان يكفر الذنوب التي تم ارتكابها خلال الفترة التي بين رمضان الحالي ورمضان الذي سبقه، حتى وإذا كان المذنب مرتكب الكبائر.
فقد قال النبي -صل الله عليم وسلم-: “الصَّلواتُ الخَمسُ والجمُعةُ إلى الجمُعةِ ورمَضانُ إلى رمَضانَ مُكَفِّراتٌ ما بينَهُنَّ إذا اجتُنِبَتِ الكبائرُ.” صحيح مسلم.
إذا صام المذنب أو أي شخص آخر ستة من شهر شوال بعد صيام شهر رمضان كاملًا، فهذا يعادل صيام 10 شهور، فكأنه صام الدهر.
فقال رسول الله -صل الله عليه وسلم-: “مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ.” صحيح مسلم.
اقرأ أيضًا: ما هي الكبائر وما هي مكفراتها بالأدلة من السنة النبوية والقرآن
بهذا نكون قد رأينا كيف يغفر الله الذنوب الكبيرة وكيف يتوب المرء عنها، فالله يغفر الذنوب جميعًا فيما عدا الشرك إلا عندما يتوب عنها المرء، هناك شروط للتوبة يجب أن تتوفر مثل الندم على الذنب وعدم تكراره وكثرة الاستغفار، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم.