تفسير: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا

لا يكلف الله نفسا الا وسعها تفسير نقدمها لكم اليوم عبر موقعنا زيادة حيث أنه قد جاء في تفسير هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى يكلف عباده بقدر ما يستطيع، ولا يلزمهم بأشياء فوق قدرتهم، وقد قال الله تعالى في محكم آياته “يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر”، وفي هذا حكمة عظيمة: أن الله تعالى يسر على عباده من باب الرحمة بهم، وهذا لكي يمكنهم من أداء الفروض بدون تقصير من أحد، ولا تكون عبئًا كبيرًا عليهم، والله تعالى يجازي العبد وفق لسعيه وقدرته، وسنتناول من خلال المقال عدة تفاسير لهذه الآية.

لا يكلف الله نفسا الا وسعها تفسير

ويمكن أن نقول أن تفسير الآية في كتب التفسير المختلفة ينحصر في:

تفسير القرطبي:

  • قال في تفسير هذه الآية أن الله تعالى قد شرع لعباده أن لا يفعلون أشياء فوق طاقتهم وتحملهم وقدراتهم، حتى ولو كان العبد يواجه ظروفًا وجد فيها تعب ومشقة لأداء العبادة، فالله تعالى أسقط عنه الفروض أو تخفيفها على سبيل المثال الظروف التي تحصل للمريض أو من على سفر إلى غير ذلك.

تفسير الوجيز

  • ورد في هذا التفسير أن قوله تعالى “لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها” رد من الله سبحانه وتعالى على من قد أحس بالذنب لما تكلموا به من الحديث مع النفس، وقوله “لها ما كسبت”: أن لكل ما اكتسب له عظيم الأجر عند فعل الطاعات والعبادات، وقوله “وعليها ما اكتسبت” أن على كل نفس إثم ما فعلت من الذنوب والخطايا، قوله” ربنا لا تؤاخذنا” أي إذا نسينا، لا تعاقبنا، لأن بني إسرائيل إذا نسوا ما أمرهم الله به عجل لهم العذاب.
  • لكن الله أمر المؤمنين أن يطلبوا ألا يؤاخذهم بذلك، “أو أخطأنا” أي فعلنا ذنوب وتركنا الصواب، “ربنا ولا تحمل علينا إصرًا” أي لا تحملنا ما لا نستطيع تحمله من الأعمال، ” كما حملته على الذين من قبلنا” مثل ما قد حملته من الأعباء على الأقوام التي سبقتنا، “ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به” أي لا تعذبنا يا الله بعذاب جهنم، “أنت مولانا” أي أنك يا الله من تتولى أمورنا، “فانصرنا على القوم الكافرين” أي حقق نصرتنا يالله على الكافرين واغلبنا عليهم.

ونرشح لك المزيد من التفاصيل من خلال: تفسير سورة الفاتحة السعدي بالتفصيل ومقاصد سورة الفاتحة

تفسير البغوي في معالم التنزيل

  • قوله “لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها” فيها جواب من الله تعالى على المؤمنين عندما قالوا لا تكلفنا يا الله إلا ما في وسعنا، فكان جواب الله عليهم “لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها”؛ أي قدرتك على التحمل ويقصد به حديث المؤمنين مع النفس، وهذا لقوله تعالى “إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه”، وعن ابن عباس”رضي الله عنهما” قال: ” أن الله خاصة المؤمنين وقد وسع عليهم أمر دينهم ولا يكلفهم إلا فيما يستطيعون، فقال تعالى: “ما جعل عليكم في الدين من حرج”، وقد قال سفيان بن عيينة في تفسير قوله” لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها” إلا يسر النفس ولا يكلفها فوق تحملها وطاقتها.

كما نرشح لك المزيد أيضًا عبر: إذا زلزلت الارض زلزالها تفسير سورة الزلزلة وسبب نزولها

تفسير الإمام الشعراوي

  • قال تعالى: “لا يكلف الله إلا وسعها، ” لماذا لم يكلفكم الله إلا ما هو في الوسع؟ لأن الأحداث المتعلقة بتحديد النفس البشرية تنقسم إلى ثلاثة أجزاء:
  • الجزء الأول: هذا شيء لا يمكننا القيام به، وهو بعيد عن التكليف.
  • الجزء الثاني: لدينا القدرة على القيام بذلك، لكنه صعب، أي أنه يجعل طاقتنا متوترة قليلاً.
  • الجزء الثالث: تكليف بالوسع.
  • إذن “لا يكلف الله نفسا إلا وسعها”: أي أن الله لا يكلف الناس إلا بالتكليف وتكون فيه الطاقة أشمل من التكليف، وقد كلف الله كل مسلم يصلي خمس صلوات كل يوم، وتملأ الأوقات بالصلاة، والتي كانت من الممكن أن تكون عشر مرات.
  • هناك دليل على بعض الناس يصومون تتطوعًا، وقد الله المسلمين أن يصوم شهرًا، فهل يصوم أحد ثلاثة أشهر؟ وينطبق الشيء نفسه على الزكاة، بعض الناس يدفعون كل أموالهم لله، وليس فقط الزكاة التي عليهم.
  • لذلك هذا في حدود الوسع، ويمكن تزيد، لذلك فالأشياء ثلاثة: شيء لم يدخل القدرة ولم يتم التكليف به، وشيء دخل في القدرة بجزء من التعب، وشيء في حدود الوسع، و الله سبحانه حين كلف، كلف ضمن الوسع.
  • ومادام تم تكليفك بالوسع فإن تطوعت بشيء زائد فهذا يعد موضوع آخر.

كما أن لدينا المزيد من التفاصيل عبر: تفسير سورة الملك للشعراوي بالتفصيل وكيفية فهمها

فضل الآية الكريمة

قد ورد عدة أحاديث نبوية عن فضل هذه الآية وقد تكلمت عن فضلها مع بقية السورة ومن هذه الأحاديث ما يلي:

  • عن أبي مسعود “رضي الله عنه”، أن النبي “ﷺ” قال: “الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه”. رواه مسلم.
  • عن النعمان بن البشير “رضي الله عنه” أن النبي “ﷺ” قال: “إن الله كتب كتابًا قبل أن تخلق السماوات والأرض بألفي سنة، وهو موجود عند العرش، وإنه أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها الشيطان”.
  • عن عبدالله بن عباس” رضي الله عنهما” قال: بينما رسول الله “ﷺ” وعنده سيدنا جبريل إذ سمع نقيضًا فوقه فرفع سيدنا جبريل بصره إلى السماء فقال: هذا باب قد فتح من السماء ما فتح قط، قال فنزل منه ملك فأتى النبي “ﷺ” فقال:”أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما أحد من الأنبياء قبلك وهما فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لم تقرأ حرفًا منهما إلا أعطيته”.

سبب نزول الآية

ما حكاه ابن جرير أنه عند نزول الآية الكريمة على النبي “ﷺ” ” آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه” قال سيدنا جبريل إن الله سبحانه وتعالى قد منا وأحسن الثناء عليك وعلى أمتك فإن سألته يعطيك فسأل الله “لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها” إلى نهاية الآية.

وقوله “لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها” أي أن الله لا يكلف الناس شيء فوق طاقته وهذا يعتبر من لطف الله ورحمته وإحسانه إلى عباده.

وهذه الآية ناسخة الآية الكريم وهذا لما اشتد على الصحابة رضوان الله عليهم قوله “وإن تبدوا ما في أنفسكم او تخفوه” أي أن العباد إذا حاسبوا أنفسهم وسألوا، لكن الذين لديهم القدرة على الدفع فإنه لا يتم تعذيبه.

أما من ليس لديه القدرة على وسوسة نفسه وحديثها فهذا ليس مكلف به العبد، وأن يكره الشخص الوسوسة السيئة فتعد من الإيمان.

ماذا تعلمت من الآية الكريمة

تعلمت من الآية الأمور الآتية:

  • ترشدنا الآية إلى أن تطلب العفو من الله لعباده الذين لم يبدؤوا دعاءهم من أجل النصر، لكنهم طلبوا العفو والمغفرة عن ذنوبهم والإسراف في أمورهم، التعامل مع الله تعالى بأدب، وعدم الانشغال في الدعاء من أجل الدنيا، بل طلبوا المغفرة، لأنهم عرفوا أن الذنوب تقف بين العبد ورحمة الله.
  • تعلمت من الآية أن تدعو الله بإخلاص حقيقي وأن تلجأ إليه وحده وتطلب العون منه.
  • تعلمنا الآية أن تعرف حدود قدرتك على التحمل، ونقاط ضعفك وقوتك، وتكلفة أوامر الله في حدود قدراتك، فلن يكلفك أي شيء سوى ما يمكنك فعله.
  • عليك أن تقتدي بالمؤمنين عندما نصرهم الله على هزيمة أعدائهم، وأن تكون مخلصًا لله طوال حياتك.

وبهذا نكون قد وفرنا لكم لا يكلف الله نفسا الا وسعها تفسير وللتعرف على المزيد من المعلومات يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.