تجربتي مع الاستغفار والجمال
تجربتي مع الاستغفار والجمال من التجارب المميزة في حياتي والتي أثرت علي بشكل كبير، فالاستغفار هو الطريقة الوحيدة التي تساعد في الخروج من أزمات الحياة المختلفة.
لذا من خلال موقع زيادة سوف أعرض عليكم تجربتي مع الاستغفار والجمال بشكل مفصل، مع ذكر أهم فضائل الاستغفار، والطريقة الصحيحة لاستخدامه، وذلك من خلال السطور القادمة.
تجربتي مع الاستغفار والجمال
كان الجميع من حولي لا يفضلون التعامل معي، وذلك بسبب أسلوبي الفظ في المعاملة، مما يجعلني أتحدث معهم بطريقة سيئة للغاية تجعلهم لا يريدون التعامل معي أبدًا.
مع مرور الوقت أبتعد الجميع، وأصبحت وحيدة، ولا يوجد أصدقاء أو زملاء في حياتي، مما جعلني أصاب بحالة نفسية سيئة للغاية، وبدأت تجنب الظهور أو الخروج مع الآخرين.
في يوم من الأيام سمعت أحد الشيوخ يتحدث في أحد البرامج التلفزيونية عن فضل الاستغفار في تهدئة النفس وإصلاحها إلى الأفضل، وتجميل روح الإنسان من الداخل.
بدأت في قول صيغ الاستغفار المختلفة بشكل يومي، ودوامت عليها طوال اليوم، ساعدتني هذه الطريقة بشكل كبير في التحكم في أسلوبي وأقوالي وأفعالي في معاملتي مع الآخرين.
بدأت في الرجوع للتعامل مع من حولي بشكل طبيعي، وأصبحوا يشهدون لي بالروح الجميلة الهادئة المسالمة، لذا تجربتي مع الاستغفار والجمال من أنجح التجارب في الحياة التي يجب الاستمرار عليها لتجميل النفس البشرية من الداخل بغفران الله -جل وعلا- للذنوب.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع سيد الاستغفار
أهم فضائل الاستغفار
بعد أن تعرفنا على تجربتي في الاستغفار والجمال بشكل مفصل فهناك العديد من الفضائل الناتجة عن المداومة على الاستغفار، وذلك كما يلي:
- يساعد الاستغفار على غفران ذنوب النفس البشرية، فكلما أستمر الإنسان على الرجوع إلى ربه عند ارتكاب كل ذنب، كلما تخلص من هذه الذنوب، بل ويرزقه الله -سبحانه وتعالى- أضعافها حسنات.
- الاستغفار يجلب محبة الله -عز وجل-، فقد ذكر الله المستغفرين في القرآن الكريم حين قال: “فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12)“.
- كلما أستغفر الإنسان ربه كلما رزقه الخير والقوة في الحياة، كما أن الله يرزقه الرضا والصبر على مواجهة مشكلات الحياة المختلفة، فقد قال الله -سبحانه وتعالى- “وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3)“.
- يعد الاستغفار سنة عند حياة الأنبياء، لذا فالالتزام بسنة الأنبياء واجب، فقد أستمر على الاستغفار العديد من الأنبياء والرسل وكان من أبرزهم سيدنا آدم -عليه السلام- وكذلك سيدنا نوح، وسيدنا محمد وسيدنا إبراهيم.
- كان السلف من أكثر المستغفرين لله مرارًا وتكرارًا، فقال حسن البصري: “أكثروا من الاستغفار في بيوتكم وعلى موائدكم وفي طرقكم وفي أسواقكم وفي مجالسكم، أينما كنتم فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة“.
- يساعد الاستغفار على التخلص من الشياطين وجلب الخير والرزق في الحياة وتفريج الهموم والكرب.
نتائج المداومة على الاستغفار
بعد أن تناولت معكم تجربتي مع الاستغفار والجمال بشكل مفصل، أقول لكم أنه من المهم المداومة على الاستغفار، ونتيجة ذلك كما يلي:
- يفوز العبد برضا الرب، ويزرقه الله -سبحانه وتعالى- المغفرة والرحمة والابتعاد عن المعصية.
- يعد الاستغفار من أهم الطرق التي تساعد على تقوية عزيمة المسلم، سواء سلبيات الشخصية أو خطايا ومعصية قد يقع فيها المسلم.
- يؤدي الاستغفار بشكل مستمر إلى الرجوع لله -عز وجل-، مما يساعد على حسن الظن بالله، مما يتسبب في تسهيل الرزق والأمور من حيث لا يحتسب المسلم.
- عندما يستغفر العبد بنية خالصة لله، يرزقه الله -سبحانه وتعالى- في حياته المال الوفير، والصحة السليمة والعافية في الدنيا والآخرة.
- يساعد الاستغفار على فتح الأبواب المغلقة، مما يؤدي إلى تفريج الهموم والكرب.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع الاستغفار والرزق
الطريقة الصحيحة للاستغفار
من خلال تجربتي مع الاستغفار والجمال هناك صيغ مختلفة يمكن المداومة عليها لذكر الاستغفار بشكل يومي، وذلك من خلال الصيغ التالية:
- أستغفر الله العظيم التواب الرحيم لي ولوالدي والمؤمنين والمؤمنات وأتوب إليك.
- أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.
- ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
- اللهم اغفر لي وارحمني والحقني بالرفيق الأعلى.
- اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا علي عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، وأبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
- أستغفر الله العظيم، الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه عدد خلقه ورضا نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته.
آيات قرآنية تدل على فضل الاستغفار
هناك العديد من الآيات القرآنية التي تشير إلى فضل الاستغفار العظيم، وذلك كما يلي:
- قال الله -سبحانه وتعالى- في سورة البقرة في الآية رقم 199: “ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ“، وفي الآية رقم 58: “وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ“، وفي الآية رقم 182: “فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ“.
- قال الله -عز وجل- في سورة آل عمران في الآية رقم 17: “الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ”.
- ذكر الله -سبحانه وتعالى- في سورة هود في الآية رقم 3: “وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا“، وفي الآية رقم 52: “وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ“.
- قال الله -عز وجل- في سورة نوح في الآية رقم 10: “فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا“.
- ذكر الله -عز وجل- في سورة النساء في الآية رقم 110: “وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا“.
- في سورة المنافقون في الآية رقم 5: “وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ“.
عندما يتأمل الإنسان آيات الله التي تحث على الاستغفار يدرك عظمة هذه العبادة، فهي تنقي القلب من الذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، لذا لنترك ثقافة الترديد الأعمى، ولنحتضن آيات الله بمعانيها الصحيحة.
أي أن يستغفر العبد ربه حقًا على ذنوبه، راجيًا مغفرته، فحينها يكون الاستغفار حق.. فقد سمعت من قبل أن أحد الصاحين قال أن بعض الناس يجب أن تستغفر على استغفارها، أي أنهم يقولون بألسنتهم ما لم تفقه قلوبهم.
لكن كما في علم النفس يجب أن نبدأ بالمستوى السطحي حتى نصل للعميق، فلا بأس بأن يسعى الإنسان بما استطاع في البداية، ثم يسعى للتحسن والتعمق بالتدريج بتدريب قلبه وفكره؛ ليصل في النهاية للغاية الحقيقية من الاستغفار، والذي كان ديدن خير الخلائق.. الأنبياء.
اقرأ أيضًا: فضل الاستغفار في استجابة الدعاء
أحاديث عن نبوية عن فضل الاستغفار
من خلال تجربتي مع الاستغفار والجمال علمت أن هناك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تشير إلى فضل الاستغفار العظيم، والتي من ضمنها ما يلي:
- عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضِي اللَّه عنْهُما- قَال: قالَ رَسُولُ اللَّهِﷺ: منْ لَزِم الاسْتِغْفَار، جَعَلَ اللَّه لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مخْرجًا، ومنْ كُلِّ هَمٍّ فَرجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ.
- عن علي -رضى الله عنه- أنه قال في الاستسقاء: «إذا خرجتم فاحمدوا الله، واثنوا عليه بما هو أهله، وصلوا على النبي -صلى الله عليه وسلم- واستغفروا؛ فإن الاستسقاء الاستغفار».
- قال علي -رضى الله عنه- أيضًا: «إن النبي صلى الله عليه وسلم حول رداءه وهو قائم حين أراد أن يدعو».
- عنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّه -صلَّى الله عليه وسلَّم-“منْ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّه الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُو الحيَّ الْقَيُّومَ وأَتُوبُ إِلَيهِ، غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ وإِنْ كَانَ قَدْ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ“.
- عن عبد الله بن بسر -رضى الله عنه- قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا».
- روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “واللَّهِ إنِّي لَأستَغفرُ اللَّهَ وأتوبُ إليهِ في اليومِ أَكْثرَ مِن سَبعينَ مرَّةً“.
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث: “والذي نفسي بيدِه! لو لم تذنبوا لذهب اللهُ بكم، ولجاء بقومٍ يذنبون، فيستغفرون اللهَ، فيغفرُ لهم“.
هذه الأحاديث يتنوع سندها وصحتها ويتم العمل بها تحريًا لكل خير مهما كان موضعه، فالاستغفار ذُكر في آيات الذكر الحكيم، وأكد عليها النبي (ص) فهو نفسه كان يستغفر يوميًا وهو من غفر الله له ذنبه ما تقدم منه وما تأخر.
اقرأ أيضًا: ماذا يفعل كثرة الاستغفار
عرضت عليكم تجربتي مع الاستغفار والجمال بشكل تفصيلي، مع عرض أهم فضائل ونتائج الاستغفار والصيغة الصحيحة المستخدمة وذكر الأحاديث والآيات.