مجالات العمل التطوعي
مجالات العمل التطوعي وأنشطته هي ما ينبغي علينا نحن الشباب أن نساهم فيها ونقوم بالانضمام للمؤسسات التي تقوم بها، فإلى جانب الثواب الكبير الذي تحصل عليه كمتطوع عندما تساعد فقيرًا أو مسكينًا أو محتاجًا، أو تزور مريض سرطان وتقدم له الدعم النفسي وما إلى ذلك، فإنك أيضًا تساعد روحك على الارتقاء والسعادة والطمأنينة في كل مرة تفعل فيها ذلك.
فكلما سمعت كلمة ثناء ممن كنت سببًا في تفريج كروبهم أو قضاء دينهم أو سد حاجتهم، كلما شعرت بأنك الذي تفعله هو عين الصواب.
في هذا المقال سوف نوضح مجالات العمل التطوعي للتشجيع على المشاركة بها وأخذ ثوابها.
مجالات العمل التطوعي
تنقسم مجالات العمل التطوعي إلى العديد من الأعمال التي يمكنك القيام بها في سبيل مساعدة الأخرين والتي منها:
إقرأ أيضًا: عبارات عن العمل التطوعي وما أهمية العمل التطوعي
تقديم المساعدات للفقراء والمحتاجين
وهي من أشهر مجالات العمل التطوعي لدى كثير من الناس، فكلما ذُكرت كلمة العمل التطوعي كلما ارتبط ذكرها بمساعدة الفقراء والمساكين وجمع التبرعات لهم، وذلك عن طريق القوافل الخيرية التي تعمل على تقديم المال أو الطعام أو تجهيز الأزواج الغير قادرين على تكاليف الزواج ومساعدتهم أيضا على إنشاء مشروع يدرُّ عليهم مالًا يستطيعون العيش منه ويغنيهم عن سؤال الناس.
ولكن العمل التطوعي ليس مقتصرًا على هذا المجال فحسب كما يظن كثير من الناس، فللعمل التطوعي مجالات أوسع وأشمل من ذلك سيأتي ذكرها في السطور القادمة.
تقديم الخدمات لدور العبادة (المساجد – الكنائس)
وهذا المجال لا يقتصر فقط على كونه أحد مجالات العمل التطوعي فحسب، بل هو أيضًا من السبل المؤدية إلى محبة الله لك، فيكفي فقط أنك تسهم في تنظيف بيت من بيوته أو إعادة إعماره أو حتى مجرد رشّ العطور والروائح الحسنة فيه.
تنظيف الأماكن العامة التي يسير فيها أبناء وطنك
وهذا مما يساعد على جعل شارعك أو جامعتك أو مكان عملك أو حتى دولتك بأكملها ذات مظهر حضاري وجذاب لكل من يراه.
وهذا المجال يتم عن طريق تلوين الأرصفة وأعمدة الإنارة أو رسم مناظر خلابة على جدران الشوارع دون تشويه لها، أو جمع النفايات والمهملات من النوادي والمتنزهات العامة وحدائق الحيوانات وما إلى ذلك.
رعاية كبار السن والمتقدمين في العمر
فمن المؤلم جدًا تخيل نفسك ملقى على سرير في إحدى دور رعاية المسنين وقد تركك أبنائك وأقاربك وذويك، ولا أحد يزورك أو يسأل على أحوالك منهم، أو أنك ليس لديك من يرعاك من الأساس، فليس لديك أبناء أو زوجة أو أقارب.
هذا هو حال معظم من يقطنون دور رعاية كبار السن ممن ضاقت بهم الأرض ولم يجدوا من يقدم لهم الرعاية التامة ويلبي لهم احتياجاتهم بعد أن فنيَ شبابهم وتبدد عمرهم.
فمن الرحمة والرفق أن تهتم بحال هؤلاء وتسأل عنهم وتقدم لهم ما يريدون وتكون لهم مثل أبنائهم حتى تنال هذا الثواب العظيم.
ففي الحديث الشريف الذي رواه سيدنا أنس بن مالكٍ –رضي الله عنه- مرفوعًا قال: قال النبي –صلى الله عليه وسلّم-:(ما أكرم شاب شيخًا لسنِّه، إلا قيَّض اللهُ له مَن يكرمه عند سنِّه).
أي أنه كما تدين تُدان، فإذا أكرمت أحد هؤلاء الكبار سخّر الله لك من يكرمك عند كبرك.
تعليم الآخرين مما تعلمت
كثيرًا ما نقابل شبابًا وأطفالًا لم تمنحهم الحياة فرصة للتعلم بسبب كونهم غير قادرين على تحمل عبء تكاليف التعليم المرتفعة أو لأنهم يعيلون أسرهم أو حتى لأنهم لم يجدوا من يدلهم على طريق العلم.
وقد تجد بعضًا منهم لديه ذكاء غير عادي، ولكن لم تساعده ظروفه المعيشية على استغلال تلك القدرات العقلية الخارقة.
فإذا كنت ممن يساعد في تعليم أو محو أمية شخص ما فإنك بذلك لا تسعد نفسك فقط، بل إنك تسعد مجتمعًا بأسره، فمن يدري ربما يكون هذا الشخص الذي ساعدته هو من ينبي حضارة ومستقبل هذه البلاد.
إقرأ أيضًا: العمل التطوعي في الاسلام وأهم الأمثلة على العمل التطوعي
زيارة عيادة المرضى والاطمئنان عليهم
قد يظن البعض أن علاج مريض إحدى الأمراض المعينة يكمن في الأدوية الكيميائية فحسب، ولكن هذا لا يعد سوى اعتقاد خاطئ عن سبل علاج المرضى.
فالمريض يحتاج أيضًا إلى الدعم النفسي بجانب هذه الأدوية الكيميائية، فهذا الدعم يعطيه أملًا استثنائيًا في إمكانية الشفاء وخاصة مرضى الأمراض الخبيثة كالسرطان بأنواعه.
وقد حث الدين الحنيف على عيادة المريض والاطمئنان عليه، فقد قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ: رَدُّ السَّلَامِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِز).
فجعلها الدين الإسلامي من حقوق كل مسلم على أخيه المسلم.
المشاركة في القوافل الطبية وحملات التبرع بالدم
وهذا المجال يتطلب منك أن تكون طبيبًا حتى تستطيع أن تتعامل مع المرضى وتقوم بسحب الدم من المتبرعين للتبرع بها لإحدى الحالات الحرجة ممن يعانون نقصًا في الدم أو ممن قد دخلوا في غيبوبة وما إلى ذلك.
وليس هذا فقط يمكنك اكتساب خبرة ممن حولك من الأطباء الآخرين لكي تستطيع أن تكو ن طبيبًا محترفًا يستطيع التعامل مع مرضاه بعلم وخبرة لا بجهل مركب.
نماذج لبعض المؤسسات التطوعية في مصر والوطن العربي
مؤسسة الهلال الأحمر
وهي من المؤسسات العالمية المتواجدة في كثير من الدول العربية وأنشئت كمحاكاة للهيئة الدولية للصليب الأحمر الذي تأسس في سويسرا عقب الحرب العالمية الثانية.
وهو أيضًا من المؤسسات الخيرية التي تساعد في كثير من المجالات التطوعية خاصة مجال الطب وصحة الإنسان.
والجدير بالذكر أن هذه المؤسسة لديها شبكة كبرى من المتطوعين في كثير من الدول، ويكفي أن نذكر أن مؤسسة الهلال الأحمر المصري فقط لديها ما يزيد عن 20 ألف متطوع، ولديه العديد من المراكز الطبية والمستوصفات التي تقدم الخدمات الطبية للمواطنين بأسعار زهيدة.
مؤسسة رسالة للأعمال التطوعية
وهي مؤسسة خيرية نشأت في البداية كنشاط طلابي مكون من بضعة شباب يحبون العمل الخيري ويؤمنون بأهميته، وكان هؤلاء الشباب من طلاب كلية الهندسة بجامعة القاهرة، واستطاعوا بدء تنفيذ فكرتهم في تأسيس الجمعية منذ عام 1999.
واستمرت الفكرة في النمو حتى صارت مؤسسة رسالة من أعظم وأشهر الجمعيات في مجال العمل التطوعي وتضم شبكة متطوعين ذات حجم كبير يقدّر بما يزيد عن 200 ألف متطوع.
مؤسسة صناع الحياة
وهذه المؤسسة ركزت منذ نشأتها في عام 2004 على الشباب وتنمية مهاراتهم وتأهيلهم لقيادة مستقبل هذ الوطن، فاستطاعت غرس حب الخير والعمل التطوعي في نفوس الشباب
ومن أنشطة مؤسسة صناع الحياة
- التعليم
- المسح الميداني لمعرفة المحتاجين والأكثر استحقاقًا
- إنشاء المشاريع لمساعدة الفقراء على كسب العيش
- القوافل الخيرية التي تساعد في توصيل احتياجات القرى التي يندر فيها وجود الخدمات.
والكثير الكثير من الأنشطة التي تسهم في بناء المجتمع بشكل أفضل.
إقرأ أيضًا: امثلة على العمل التطوعي وما أهم فوائد ومميزات العمل التطوعي
مؤسسة مرسال
وتعتبر هذه المؤسسة حديثة النشأة بالنسبة للمؤسسات الأخرى، إلا أنها استطاعت إثبات اسمها في وقت قصير وبناء قاعدة عريضة ممن يحبون هذه المؤسسة ويدعمون أفكارها.
وقد ساهمت المؤسسة بدور كبير أثناء جائحة كورونا، فاستطاعت توفير العديد من الأسرَّة للحالات الحرجة ممن أصيبوا بهذا الوباء العالمي.
وفي نهاية هذا المقال عن مجالات العمل التطوعي نتمنى أن نكون قد ساهمنا في توصيل فكرة جيدة عن أهمية العمل التطوعي في بناء المجتمع والإنسان.