موضوع تعبير عن اللغة العربية
موضوع تعبير عن اللغة العربية لن يكون كافيًا ليعبر عن مدى عراقة وروعة اللغة العربية، فاللغة العربية من أقدم لغات العالم، وليس ذلك فحسب بل إنها تُعد أغنى لغات العالم حيث تحتوي على ستة عشر ألف جذرًا لغويًا، بالإضافة إلى الفصاحة والبلاغة وتشريفها بأن تكون لغة القرآن الكريم، وسوف نعرض لكم عبر موقع زيادة موضوع تعبير عن اللغة العربية.
موضوع تعبير عن اللغة العربية
بالحديث عن موضوع تعبير عن اللغة العربية يجدر الذكر بأن اللغة العربية هي أحد اللغات الست الأكثر تداولًا وانتشارًا بين سكان العالم، فيوجد حوالي ما يقرب إلى خمسمائة مليون شخصًا يتحدث باللغة العربية على مستوى العالم.
كما أنه يوجد أكثر من عشرين دولة تتخذ اللغة العربية كلغة رسمية لها، وهذا يرجع لكثرة الفتوحات الإسلامية التي جعلت اللغة العربية هي اللغة الرسمية لعدد كبير من الدول.
هذا لأن الحكام المسلمين كانوا يعملون على نشر الإسلام في البلاد التي يدخلونها فكانوا يهتمون بتعليم اللغة العربية، لأنها لغة القرآن الكريم، فيقول الله – تعالى – في كتابه الشريف: (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) [سورة الشعراء: الآية 195].
اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن اللغة العربية
عراقة اللغة العربية
في حديثنا عن موضوع تعبير عن اللغة العربية يجب أن نسلط الضوء على أصل وعراقة اللغة العربية، فقد ذكرنا سابقًا أنها من أقدم لغات العالم، حيث يعود أصل اللغة العربية إلى اللغة السامية “نسبة إلى سام بن نبي الله نوح – عليه السلام –”
فاللغة السامية ليست لغة واحدة وإنما هي شجرة كبيرة لمجموعة من اللغات الأفروآسيوية، فاللغة العربية أحد امتدادات اللغة السامية وهذا يعبر لنا عن مدى عراقتها وأصالتها.
يقول علماء اللغة إن اللغة العربية هي أقرب فروع اللغة السامية إليها، كما قالوا أيضًا أن اللغة العربية اشتهرت بلغة الضاد، وقالوا إن هذا المصطلح ظهر تحديدًا في العصر العباسي، حيث إن العصر العباسي أدى لدخول الكثير من الفرس للبلاد العربية واختلاطهم بالعرب.
فظهر في وقتهم ما يعرفهم بالشعوبية حيث كان الفرس يفضلون لغتهم على اللغة العربية، فجعل هذا علماء اللغة العربية في هذا الوقت يجرون مفاضلة بين اللغتين العربية والفارسية.
حيث أثبت علماء العرب أن اللغة العربية يتواجد بها حرف الضاد وهو لا يتواجد في اللغة الفارسية، كما أنه يوجد صوتان في اللغة العربية يميزانها عن غيرها من اللغات وهما: حرفا (العين) و(الظاء).
كما أنه من ضمن ما يثبت أصالة اللغة العربية أيضًا هو اشتقاق بعض اللغات لبعض الألفاظ من اللغة العربية، مثل:
- كلمة Cotton باللغة الإنجليزية مأخوذة من كلمة قطن باللغة العربية.
- كلمة Algebra وهي أيضًا كلمة إنجليزية مقتبسة من كلمة الجبر باللغة العربية.
- كلمة Alcohol وهي مقتبسة من كلمة الكحول في اللغة العربية.
- كلمة Camel المأخوذة من كلمة جمل باللغة العربية، ويوجد الكثير غيرها من الكلمات التي تم اشتقاقها من اللغة العربية.
من هو أول من تحدث باللغة العربية؟
اختلف علماء أصل اللغات والمؤرخون حول أول من تحدث بلسان عربي فصيح، حيث يوجد البعض ممن يقولون إن أبا البشر آدم – عليه السلام – هو أول من تحدث باللغة العربية، حيث كان يتحدث بها في الجنة ولكن عندما أنزله الله – تعالى – للأرض تحدث باللغة السريانية “أحد فروع اللغة السامية”
كما يرى آخرون أن نبي الله آدم – عليه السلام – كان عارفًا بالعربية حتى عندما أنزله الله للأرض، حيث يرى هذا الفريق أنه لربما قام النبي بتعليم اللغة العربية لأبنائه وبالتالي انتقلت إلينا.
بالإضافة إلى فريقين آخرين يقول الأول إنه أول من تحدث باللغة العربية هو نبي الله هود – عليه السلام -، أما الثاني فيرى أن أول من تحدث بها هو إسماعيل بن إبراهيم – عليه السلام – ولكن هذين الرأيين يتسمان بالضعف، حيث إنه لا يوجد دليل على تحدث نبي الله هود – عليه السلام – باللغة العربية.
كما أن نبي الله إسماعيل كان يتحدث الكنعانية، والدليل على أنه لم يكن أول من تحدث العربية أنه كان يجاوره قبيلة تُدعى جُرهم التي كانت تتحدث باللغة العربية، فسيدنا إسماعيل – عليه السلام – تزوج من امرأة من قبيلة جُرهم كانت تتحدث اللغة العربية وبالتالي أخذ اللغة منها وأنجب أبناء يتحدثون باللغة العربية، كما أنه لا يوجد دليل على تحدث أبي البشر آدم – عليه السلام – باللغة العربية.
اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن اللغة العربية وكيفية الحفاظ عليها
التحديات التي تواجهها اللغة العربية
بصدد الحديث عن موضوع تعبير عن اللغة العربية يجب أن نشير لبعض التحديات التي تواجه اللغة العربية، وهي:
- التحديات الداخلية: تتشكل هذه التحديات في التحدث بالعامية وترك العربية الفصحى ادعاءً للتحضر.
- التحديات الخارجية: حيث تعمل العديد من الدول على جعل اللغات الأجنبية كلغة أساسية للتعلم وترك اللغة العربية، بما يُعرف بظاهرة العولمة.
مظاهر جمال اللغة العربية
ضمن إطار عرض موضوع تعبير عن اللغة العربية يجدر بنا تسليط الضوء على مظاهر جمال اللغة العربية، فاللغة العربية تحتوي على العديد من القواعد والمفردات التي تجعلها من أغنى لغات العالم وأجملها.
حيث إن اللغة العربية تحتوي على ستة عشر ألف جذرًا لغويًا، بالإضافة إلى وجود حوالي اثني عشر مليون مفردة في اللغة العربية، لكن المتداول منها لا يتعدى مليون كلمة.
كما أن اللغة العربية تتكون من حوالي ثمانية وعشرين حرفًا لكل واحد منها عدة أصوات تختلف باختلاف الحركات الصوتية مثل الفتحو والضمة والشدة وغير ذلك من الحركات الأخرى، فالحروف العربية كانت قديمًا واحد وثلاثين حرفًا وهذا لأنهم كانوا يعتبرون الحركات الفرعية حروفًا لذلك قاموا بإضافتها إلى الثمانية والعشرين حرفًا الأصليين.
بالإضافة إلى أن اللغة العربية تمتلك أطول مدرج صوتي، والمدرج الصوتي هو طول الممر الذي تمر به الحروف المنطوقة من الشفتين حتى الجوف، فاللغة العربية يبلغ مدرجها الصوتي حوالي واحد وثلاثين سنتيمترًا، بينما الإنجليزية حوالي خمسة سنتيمترات، واللغة الفرنسية حوالي أربعة سنتيمترات.
كنا قد أشرنا سابقًا إلى أن اللغة العربية هي أكثر اللغات ثراءً في التعبير حيث إن اللفظ الواحد منها قد يكون له العديد من المفردات المرادفة له، فعلى سبيل المثال: كلمة (أسد) لها العديد من المفردات التي وردت في القرآن الكريم وكلام العرب، مثل:
- ليث.
- أسامة.
- عبَّاس.
- حيدر.
- الأخنس.
- سادي.
- راهب.
- السبع.
- ضرغام.
- غضنفر.
- الحطوم، وغيرها.
اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن اللغة العربية وأهميتها وكيفية الحفاظ عليها
أهم مميزات اللغة العربية
في حديثنا عن موضوع تعبير عن اللغة العربية يجب أن نشير لأهم مميزات اللغة العربية وهو أنها لغة القرآن الكريم، حيث إن الله – تعالى – قد أنزل القرآن الكريم باللغة العربية تشريفًا لها، حيث قال – (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [سورة يوسف: الآية 2]
كما أن الله قد أنزل القرآن باللغة العربية تحديًا للمشركين وفصاحتهم في هذا الوقت، قال أيضًا -: (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا) [سورة مريم: الآية 97]
حيث إنه كان المشركين يكذبون بكل الأنبياء الذين أتوا إليهم بحجة أنهم لا يفهمون ما يقولونه فأنزل الله – عز وجل – القرآن الكريم باللغة العربية، وجعل جميع شعائر الإسلام باللغة العربية حتى يثبت لهؤلاء المشركين بأنهم منافقين.
فبعد أن جاءهم الرسول – صلى الله عليه وسلم – بالقرآن الكريم أخذوا يكذبونه أيضًا واتهموا نبي الله بأنه مجنون وأن هذا القرآن ليس إلا شعر ابتدعه.
كما أنه من مميزات اللغة العربية أنها تمتلك بنية متناسقة قائمة على تناسق جذور الفعل، وهي: الفعل الماضي والمضارع والأمر، نحو: جلس، يجلس، اجلس، حيث إن اللغة العربية وحدها هي التي تمتلك صيغ متناسقة من الأفعال بمختلف تصريفاتها.
فضلًا عن تمييز اللغة العربية للفظ المذكر واللفظ المؤنث بواسطة الضمائر وهو أيضًا أمر لا يتواجد إلا باللغة العربية، وأيضًا ظاهرة التنقيط، وهي وضوع النقاط على الحروف لتمييزها.
بالإضافة إلى التميز الصوتي للحروف العربية، فهناك بعض القواعد التي يتم استخدامها في التجويد وقراءة القرآن الكريم، مثل: التفخيم والترقيق والإدغام وغيرها، كما أنها تنفرد بظاهرة الإعراب فتهتم بوظيفة الكلمة في السياق وتحديد موقعها الإعرابي حسب موقعها في السياق.
أهمية تعلم اللغة العربية
ضمن إطار عرض موضوع تعبير عن اللغة العربية يجدر بنا توضيح أهمية اللغة العربية، وهي كالآتي:
- أنها لغة القرآن الكريم وهو كتاب رسالة الدين الإسلامي العظيم، وهي اللغة التي حرص المسلمون على نشرها في الأقطار التي دخلوها في الفتوحات الإسلامية بهدف تعليم مبادئ وتعاليم الدين الإسلامي، حيث إنه لا يمكن فهم شعائر الإسلام إلا باللغة العربية.
- اعتبار اللغة العربية من الدين، حيث قال عمر بن الخطاب –رضي الله عنه -: “تعلَّموا العربيةَ؛ فإنها من دينِكم، وتعلَّموا الفرائضَ؛ فإنها مِن دِينِكُم”.
- أنها مصدر فخر للمسلم، حيث إن المسلم يفتخر بكون لغته وتاريخه خالدًا منذ القدم، فالحضارة العربية لها فضل كبير على كثير من الحضارات، حيث إنه يوجد العديد من العلماء العرب المسلمين الذين توصلوا لدرجات عالية في النبوغ.
فعلى سبيل المثال: العالم (ابن سينا) الذي يُعد أيقونة في مجال الطب والفلسفة، فأصدر مؤلفه (القانون في الطب)، وكذلك الحسن ابن الهيثم الذي يُعد صاحب اختراع الكاميرا الفوتوغرافية، وكثير من العلماء الذين كانوا يتحدثون العربية، واستفاد الغرب من تلك الاكتشافات وطوروها وقاموا بنسابها لأنفسهم.
- وسيلة للتعبير عن الهوية الحضارية للعرب، وتمثل العامل الرئيس في نقل حضارة العرب من القدم.
- أنها تربط بين الأقطار العربية، وأنها مصدر قوة العرب، حيث قال مصطفى صادق الرافعي: “ما ذلت لغة شعب إلا ذل ولا انحطت لغة إلا كان أمره في ذهاب وإدبار”
- أنها كانت وسيلة لإلقاء الشعر العربي في المنتديات القديمة، مثل: سوق عكاظ حيث كان يوجد وقت معين يحتشد فيه الشعراء العرب في سوق عكاظ ليقوموا فيه بإلقاء الشعر والحصول على الجوائز.
- كما قامت الجمعية العمومية للأمم المتحدة بإدخال اللغة العربية في مجموعة اللغات الرسمية للجمعية يوم 18 كانون الأول/ ديسمبر عام 1973م ومن حينها أصبح يوم الثامن عشر من شهر ديسمبر عيدًا للغة العربية حيث أُطلق على هذا اليوم “اليوم العالمي للغة العربية”.
شعر عن اللغة العربية
استكمالًا لحديثنا عن موضوع تعبير عن اللغة العربية يوجد بعض الشعراء الذين تغنُّوا في قصائدهم بجمال اللغة العربية، ومن تلك القصائد، قول الشاعر حافظ إبراهيم مادحًا اللغة العربية متكلمًا بلسانها، فقال:
رجعـت لنفسي فاتهمـت حصــاتي وناديت قومــي فاحتسـبت حياتي
رمونـي بعقـم في الشـباب وليتنـي عقمـت فلـم أجزع لقـول عداتـي
وســـعت كتاب الله لفظا وغــاية وما ضقـت عن آي به وعظــات
فكيف أضيق اليوم عن وصــف آلة وتنســيق أسماء لمخترعــــات
أنا البحـر في أحشائه الدر كــامن فهل سألوا الغواص عن صدفاتــي
حيث استخدم الشاعر بحر الطويل المميز، فكان يعبر عن ثراء اللغة العربية وقوتها ووصفها بالبحر تعبيرًا عن غناها وأنه تحتوي على الدر واللؤلؤ.
اقرأ أيضًا: كيفية كتابة موضوع تعبير باللغة العربية
كيف نحافظ على اللغة العربية؟
بصدد الحديث عن موضوع تعبير عن اللغة العربية ينبغي أن نوضح بعض النصائح التي تساعدنا في الحفاظ على اللغة العربية، ومنها:
- الحرص على استخدام اللغة العربية الفصحى في الحديث بين الأشخاص.
- محاولة تقليل استخدام اللغة العامية.
- تدبر القرآن الكريم ومعرفة ما يحمله من معانٍ سامية.
- الانتماء للغة العربية والتحدث بها، فكثير ما نرى أشخاص عرب لا يجيدون التحدث بالعربية أو يتكلمون اللغات الأجنبية كلغة أساسية لهم.
- تنمية المناهج التعليمية التي تعمل على توعية النشء بأهمية اللغة العربية في الحفاظ على هويتهم وأنها لغة الإسلام.
- أن نجعل اللغة العربية هي اللغة الأم في جهات الحياة كافة.
- الحفاظ على دراسة القرآن الكريم والحديث الشريف والشعر العربي القديم، فذلك من أهم وسائل الحفاظ على اللغة العربية، حيث إن كل ذلك يساعد على تقويم اللسان.
اللغة العربية هي أعظم لغات العالم وهذا لأنها لغة القرآن الكريم، كما أنها من أقدم اللغات التي تواجدت على وجه الأرض، لذا فيجب على أبنائها الفخر بكونهم يتحدثون بها.